موقع 24:
2024-11-22@02:29:14 GMT
سلطان الثقافة.. يرسم خارطة الثقافة العربية
تاريخ النشر: 9th, September 2024 GMT
افتتح صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، المعهد الثقافي العربي في مدينة ميلانو الإيطالية.فلطالما انتزعت الإمارات الإعجاب وأبهرت الجميع ونالت الاستحسان، وتتوالى الإنجازات لكي تأخذ الاستحقاق لتكون حاضنة للفعاليات الثقافية، وهو استحقاق يجعلها قادرة على رسم خارطة الطريق للأمة العربية، ومركزاً للإشعاع والحضارة، لكونها بلدًا آمنًا وواحة للسلام وللتعايش، ونموذجًا ناجحًا للنمو والتقدم في المجالات الحيوية كلّها.
في الوقت ذاته، ألقى حاكم الشارقة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي كلمة بمناسبة افتتاح المعهد العربي الثقافي، أكتفي- هنا- بتحليل بعض العوامل الأساسيّة التي يُمكنها أن تساعدنا في إدراك الرهانات الحضاريّة المهمة التي ينطوي عليها هذا الخطاب الملهم، وأهمها محاولة استرجاع الذاكرة التاريخية، لتمكين المواطن العربي من عناصر القوَّة، ونشر إرثه وهويته الإنسانية والحضارية؛ لأنه يعدُّ مطلبًا ملحًّا يغذِّي الذائقة العربية ويرتقي بها.وما أبطال التاريخ إلا رجال اغتنموا الفرص وانتهزوها؛ لأنهم كانوا ثاقبي النظر، ويمتلكون رؤية تستجلي المستقبل.كما لا يغيب عن فطنة المتابع لهذا الخطاب التاريخي الذي عبر فيه سموه عن سعادته البالغة خلال بحثه بين المعاجم والقواميس العربية عن وجود أصول هذه اللغة من حيث نشأتها ومرجعها، وكشف أنه في بداية العمل على 5 مجلدات للقاموس اللاتيني، وأمل "أن يصدر هذا القاموس ليبين فيه القاموس العربي إلى اللاتيني وحتى تبرز الكلمة، وهذا مشروع كبير يثبت أن اللغة العربية هي لغة رب العالمين لآدم وهذه اللغة هي التي وجه بها رب العالمين جدنا آدم ليعمر هذه الأرض".ولا عجب أن تكون اللغة العربية هي لغة رب العالمين لآدم؛ لإن هذه اللغة حملت كل القيّم الحضارية التي أضافها في الفكر الإنساني من حيث احترام العقل وإشاعة التنوير والعمران؛ وكنا أمة "اقرأ" و"القلم" و"الراسخون في العلم".ويؤكد الشيخ سلطان القاسمي إنّ إشاعة التنوير بمشروعات النهضة للغتنا العربية لا تأتي إلا عن طريق إحياء أدوار اللغة العربية في مجتمعاتنا ونشرها وتفعيلها عالميًا، كما سيتحقق لنا الارتقاء بمكونات الثقافة العربية.اللّغة العربيّة هي الهويّة التي تحدد موقع الإنسان العربي من نفسه، ورؤيته لهذا العالم، بخاصة في المرحلة الدقيقة التي يمرّ بها الراهن العربي، حيث جرّد الإسلام من كلّ القيّم العربية والحضارية التي كرّسها في الفكر الإنساني في حقبة خلت، ولهذا نادى سموه بأن نعمر الأرض ولا نخربها، بل نمد يدنا للتعاون في المجالات الإنسانية وليس في المجالات التخريبية، ونحمي هذه الثقافة أكانت عربية أو إيطالية أو لاتينية أو أي ثقافة نحافظ عليها من العبث"
كما قدم سموه في كلمته الرؤية التاريخية الرصينة والهدف الأصيل من البحث العلمي والمسار الثقافي، حيث جدد من أهمية الثقافة بوصفها الهوية التي تحدد موقع البشر من أنفسهم ومن العالم، كما يعدّ المظهر العام الذي يتسم به شعبٌ من الشعوب سواء من العقائد والقيم واللغة والمبادئ، والسلوك والمقدّسات والقوانين.
العلامة الفارقة للمجتمعات المدنية تتمثل في مدى سريان الوعي - نتيجة الثقافة- لهذا المجتمع، فتصور المستقبل أو الربط بين المستقبل والحاضر أو التعاطي مع التراث والماضي هو حتمًا مهمة صعبة، فمشروعات النهضة لا تتأتى إلا بالرهان على" الثقافة الأصيلة" البعيدة من كلّ تيار حزبي أو جماعة أو طائفة، الثقافة الحقيقة-لا المزيفة- التى تنشط الوعي وتشكّله، فالحياة دون نشاط فكري وبحث علمي فاعل وحصاد من المناقشات المثمرة فهو مستنقع آسن لحياة راكدة لا تتجدد.
وثمة رسالة ذات مغزى حينما قال سموه "ومن هنا نحتج ونعلي صوتنا لا للعبث لا للعبث لنحمي لغتنا وعقائدنا وثقافتنا، فهذه الخطوات مطلوبة لكل إنسان يريد أن يعيش على هذه الأرض في سلام".
لا شكّ في أنّ مؤشراً حقيقياً من مؤشرات التحضّر والسلام هي الثقافة الحرة والمتعايشة لكونها عنصراً أساسيّاً يقع في صلب أي مشروع جديّ للتنمية الاجتماعية والثقافية والاقتصادية، والعالم بحاجة إلى ثقافة إيجابية تؤمن بالتسامح وتطرح حلولًا عملية للتعايش ومبادرات حضارية للتحديات الفكرية التي تواجهها، بالتعاون مع قادة الفكر وأقطابه، وبذلك تصبح هذه الفعاليات مصدر إلهام وابتكار، واستثمار أمثل للأفكار المبدعة والملهمة، إنتاج فعل ثقافي قادر على مواجهة التحديات، وتحريك الماء الراكد للواقع الثقافي العالمي وبناء جسور للتواصل الثقافي بين العرب والغرب، وتقديم تصوراتهم وآرائهم للتطوير والتغيير، ومواجهة التحديات المحدقة في منظومة الثقافة، حيث أقحمت قيم زائفة ودخيلة على تاريخ أمتنا الإنسانية وتراثها الحضاري والفكري.
إن الاقتراب من تحليل الكلمة التي ألقاها تجلعنا نستجلي بهدوءٍ وموضوعيّةٍ الخلفيَّاتِ الثقافيّة الناظمة لهذا الفكر العميق والملهم، والرؤية الثاقبة.. كما قال سموه : "إذا كانت العروبة تغرق فزورق إنقاذها الثقافة".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: الهجوم الإيراني على إسرائيل رفح أحداث السودان غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الشارقة ة التی
إقرأ أيضاً:
"خيول القراءة" تعزز اللغة العربية تحت راية المتنبي
ضمن مبادرة "خيول القراءة"، إحدى فعاليات الدورة الـ15 من مهرجان العين للكتاب، استقبل استاد هزاع بن زايد في مدينة العين، 12 فرساً عربياً أصيلاً في مشهدية استثنائية تحتفي بالتراث الإماراتي العريق، وتحفز الفعل القرائي.
نظم مسيرة "خيول القراءة"، مركز أبوظبي للغة العربية بالتعاون مع جمعية الإمارات للخيول العربية، وشرطة أبوظبي، في قلب مدينة العين وتحديداً في شارع حمدان بن محمد، حيث جالت المسيرة رافعة واحداً من أشهر أبيات الشاعر الكبير أبو الطيب المتنبي التي قالها في مديح القراءة "أَعَزُّ مَكانٍ في الدُنى سَرجُ سابِحٍ وَخَيرُ جَليسٍ في الزَمانِ كِتابُ"، قبل أن تحطّ رحالها في جناح المركز المتواجد بالساحة التي تحتضن فعاليات المهرجان.وتهدف المبادرة المبتكرة إلى جذب الانتباه في سبيل رفع الوعي بدور الثقافة والكتاب في المجتمع، مع الترويج للقراءة بطرق غير مألوفة تعكس الترابط الوثيق بين الثقافة الإماراتية واللغة العربية.
كما تهدف "خيول القراءة" إلى التعريف بأبرز المشاريع التي يقدمها مركز أبوظبي للغة العربية، وعرض أهم مبادراته التي تسهم في تعزيز استخدام اللغة العربية وتطويرها، كما أنها أسهمت في نشر الوعي بأهمية الحفاظ على الهوية اللغوية العربية، وترسيخ تعاليمها، وقيمها، بما يعزّز مكانتها في وجدان المجتمع الإماراتي والعربي.