التعليم في مرمى الـ(CIA).. أكاديميون: تعطيل التعليم استراتيجية أمريكية لإضعاف الشعوب
تاريخ النشر: 9th, September 2024 GMT
يمانيون/ استطلاع
يدرك الراسخون في العلم أن المناهج التعليمية الصحيحة هي الأساس في الارتقاء بالمجتمعات والنهوض بها، فلا تنمية ولا استقلال ولا حرية ولا ازدهار إلا بالعلم والمعرفة المستمد من هدى الله وتعاليم الأنبياء وأعلام الهدى.
ترتكز المناهج التعليمية على أساسيين رئيسيين هما الجانب النظري والعملي وبدون أحدهما يضل التعليم أجوفا وغير مجد تنعكس أثاره التدميرية على المجتمع من خلال تفشي التخلف والجهل وانعدام التنمية والازدهار.
ولأن المناهج التعليم هي النافذة الأساسية في بناء المجتمعات، سعت المخابرات الأمريكية منذ ثمانيات القرن الماضي لاختراقها وتعطيل دورها الجوهري وهو ثابت في اعترافات شبكة التجسس الأمريكية الإسرائيلية التي ضبطتها الأجهزة الأمنية اليمنية.
التعليم في مرمى السي آي إيه
في الأسبوع المنصرم عرضت القنوات الوطنية اعترافات موسعة لشبكة التجسس الأمريكية الإسرائيلية حول الاستهداف الأمريكي للتعليم في اليمن وذلك في جزأين اثنين. الجزء الأول من الاعترافات كشفت شبكة التجسس الأساليب والخطط الأمريكية في استهداف التعليم اليمني وتدميره وذلك من خلال عدد من البرامج والمشاريع المقدمة كمساعدة لليمن بمزاعم تطوير التعليم.
ومن أبرز المشاريع استقطاب كوادر تعليمية من وزارة التربية والتعليم وكلية التربية وابتعاثهم للدراسة في الخارج والتدخل في رسائل الماجستير والدكتوراة وجعل التعليم وفق المصالح الأمريكية. ويعتبر تأليف كتب موحدة للصفوف من الأول وحتى الصف الثالث من أبرز البرامج التي عملت عليها أمريكا بهدف تجهيل الطلاب وصرفهم عن الدراسة الأمر الذي يجعل المنهج الدراسي بيئة طاردة للتعليم.
وبحسب الاعترافات فإن الأضرار في جانب المناهج كثيرة وأبرزها، تسريب مواقف وموضوعات وصور متعلقة بما يسمى من قبل الأمريكان “نشر ثقافة السلام ومحاربة التطرف والإرهاب”، والحساسية من بعض الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي يمكن أن تضمن في المناهج فيكون هناك توجيه من خلال الخبراء على استبعاد مثل هذه الآيات التي تحث على الجهاد، وأيضا من ضمن المفاهيم التي حرصوا عليها تسريب مواقف تؤيدها هي مسألة فصل الدين عن الدولة، بالإضافة إلى نشر مبادئ النوع الاجتماعي.
واستناداً لاعترافات خلية التجسس الأمريكية الإسرائيلية الخاصة بالاستهداف الأمريكي للتعليم في اليمن في جزئها الثاني فإن مراحل الاستهداف الأمريكي للعملية التعليمية في اليمن يعود لما قبل أربعين عاماً.
إفراغ التعليم من محتواه
ويكشف الجزء الثاني من اعترافات شبكة التجسس الأمريكية الإسرائيلية دور المخابرات الأمريكية في تدمير البناء المؤسسي للتعليم في اليمن وذلك من خلال عدة مشاريع وبرامج كالشراكة العالمية، ومشروع “CLB”، والوكالة الأمريكية للتنمية، والمنظمة الألمانية “GIZ”، والاتحاد الأوروبي، ومنظمة البحث عن أرضية مشترك.
وبحسب اعترافات الخلية فقد وظفت المخابرات الأمريكية تلك الجهات لتدمير التعليم في اليمن وافراغه من محتواه بما يخدم المصالح الغربية وثقافتهم الدخيلة على البلد والمتمثل في ادخال مصطلحات أجنبية في المناهج العربية وحذف مصطلحات الجهادية وتعميم النوع الاجتماعي والذي يهدف إلى التمييز المجتمعي والترويج للشواذ بوصفهم جنس ثالث يضاف إلى الذكر والأنثى.
برامج عديدة ومشاريع كبرى أعدتها المخابرات الأمريكية لاستهداف منظومة التعليم اليمني أفضت إلى اختراق شبه كلي للتعليم بمختلف مستوياته من الابتدائية وحتى الدراسات العلياء، قراءتنا وعلمونا وبحوثنا وكل ماله صلة بالعلم يرتبط ارتباطا وثيقاً بأمريكا ويسير وفق مصالحها وكأن لسان حالها يقول: ” تعلم أنّا شئت فإن خراجك إلينا”.
لكل شي نواة ونواة التعليم المتوفقين والمتميزين وهو ما جعلهم محور الاستهداف الأمريكي ونافذتهم في استهداف التعليم اليمني، فجهزوا البعثات الدراسية للخارج ليكون المتميزون سفراء الخارج في تدمير بلدانهم بقصد أو دون قصد.
وفي استطلاع ميداني حول تداعيات الاستهداف الأمريكي للتعليم في اليمن يرى أكاديميون يمنيون أن اعترافات الخلية التجسسية تثبت المساعي الأمريكية الخطيرة في استهداف التعليم اليمني وتجهيله بهدف تجريده من هويته الإيمانية وجعله تابعا للأمريكان يسير وفق توجيهاتهم.
ويؤكدوا أن المخابرات جعلت من تدمير التعليم اليمني هدفا استراتيجيا عملت على تحقيقه منذ سنين طويلة وذلك لتخدير المجتمع وإنهاكه دون أدنى مقاومة.
الاستراتيجيات الأمريكية في تدمير التعليم
بدوره يقول عميد كلية التربية بجامعة صنعاء الدكتور سعد العلوي إن “استهداف التعليم في اليمن من الأهداف والمحاور الرئيسية التي يشنها دول الغرب بقيادة أمريكا على الدول الإسلامية والعربية والمعروفة بالحرب الناعمة”.
ويضيف الدكتور سعد العلوي في تصريح خاص لموقع أنصار الله الرسمي أن استهداف المناهج التعليمية من ضمن الحرب الناعمة التي تخوضها أمريكا ضد دول العالم الإسلامي والعربي، مبينا أن التدخل في المناهج التعليمة يهدف إلى طمس الهوية الوطنية للشعوب وتحريف أيديولوجيتها العقائدية بما يلائم وفق الثقافات الغربية”.
ويلفت إلى أن التدخل الأمريكي يحمل طابعاً وهدفاً استراتيجيا بعيد المدى يكمن في التدمير القيمي للمجتمع اليمني، مؤكد ان أمريكا سعت من خلال التدخل في التعليم تجهيل المجتمع واخضاعه والسيطرة عليه وجعله تابعاً للأمريكان غير مستقل في قراراه السيادي.
ويوضح العلوي أن اعترافات شبكة التجسس تكشف مقدار وحجم الاختراق الذي تم على مستوى المناهج التعليمية في اليمن وأبعاده ومجالاته وانعكاساته على صعيد التكوين المعرفي والمهاري والابداعي والثقافي والتربوي للطالب اليمني .
استهداف الصفوف الأولى
وعن المرحلة الأشد خطورة في الاستهداف الأمريكي للتعليم في اليمن يرى الدكتور سعد العلوي أن إعداد مناهج للصفوف من الأول وحتى الثالث تقوم على استراتيجية افتقاد الطلاب لمهارات القراءة والكتابة وذلك في مساع أمريكية لخلق مجتمع جاهل يفتقر إلى ابجديات القراءة والكتابة.
تعتبر العلوم التطبيقية الجزء الأهم في مناهج التعليم كونها مكمل للعلوم النظرية ورديفها الأساسي ومن خلالهما تحقق التنمية وينهض الاقتصاد في المجتمع وهو مالم يصغ ذلك لأمريكا التي عمدت في اليمن لإعداد مناهج تعليمية في العلوم الطبيعية والتطبيقية يسودها الضعف في الجانب التطبيقي بحسب ما يؤكده عميد التربية الدكتور العلوي.
ويلفت إلى أن غياب عناصر الشرح والتوضيح عن المناهج التعليمية يجعل الأسرة بما فيها المدرس غير قادر على متابعة التحصيل المعرفي للطالب”.
ويعتبر العلوي افتقار المناهج للمواكبة والتجديد نوع من أنواع الاستهداف الأمريكي للتعليم في اليمن، موضحا أن المخابرات الأمريكية سعت لتكريس مبدأ التبعية المعرفية والتقنية للشعب اليمني وعدم اتاحة المجال لتكوين قدرات علمية تقنية يمنية وإعاقة بناء رأس مال معرفي وعلمي يمني على المدى المتوسط والبعيد.
ويشدد بأن المخابرات الأمريكية سعت بشكل كبير لاستهداف الجانب الثقافي في المناهج التعليمية كونه المحور الأبرز في الحفاظ على هوية الإيمانية والأساس في نهضة وارتقاء الدول الإسلامية بصفة الدين الإسلامي ممثلا بالقرآن الكريم المعجزة الأبدية الخالدية التي يفلح كل من سار عليه في دينيه ودنياه.
استهداف ثقافة الشعب اليمني
ويؤكد الدكتور سعد العلوي أن الاستهداف الأمريكي للجانب الثقافي في المنهاج التعليمية تمثل في إخفاء آيات الجهاد وآيات معاداة اليهود والنصارى وغيرها من الآيات التعبوية التي تشحن المسلمين وتعرفهم بعدوهم الحقيقي المتمثل في اليهود والنصارى، مبينا أن الهدف من التحريف والاستبدال خلق مجتمعا مدجنا مجردا من الهوية الإيمانية، عبيدا للشيطان ومخططاته الإجرامية التي تجلب الشقاء وتبعد السعادة عن المسلمين.
ويختتم العلوي حديثه لموقع أنصار الله الرسمي بالقول ” لقد تجذرت الثقافة الغربية الأمريكية في اليمن وغيرها من دول العالم لعقود طويلة من الزمن إلى أن من الله تعالى علينا بالسيد القائد العلم عبد الملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله والذي حرر البلد من الوصاية والتعبية الأمريكية وأعاد للبلد مجده التليد من خلال دعوة الشعب اليمني للتمسك بالثقافة القرآنية وجعلها منهجا نسير عليه في الحياة ونبذ غيرها من الثقافات الدخيلة”.
توغل أمريكي في مفاصل الدولة
بدوره يؤكد الدكتور عبد الملك عيسى عميد كلية الآداب في جامعة صنعاء أن اعترافات خلية التجسس حول الاستهداف الأمريكي للتعليم في اليمن يوحي بمدى خطورة المشروع الأمريكي في استهدافه لأهم فئة في المجتمع وأكبرها وهم فئة النشء والشباب كونهم يشكلون غالبية المجتمع.
ويوضح في حديث خاص لموقع أنصار الله الرسمي أن جواسيس أمريكا استهدفوا ما لا يقل عن ١٥ مليون طفل تحت سن ١٥ عاما وهم نصف المجتمع ومستقبله بعد التعليم وهي مسألة مخيفة بدرجة عالية جدا، مشيرا إلى أن انخراط الجواسيس في محل اتخاذ القرار ووضع الاستراتيجيات التعليمية (وزير، وكيل، مدير عام، منسق) تنم عن مدى التوغل الأمريكي في مفاصل الدولة في اليمن قبل ثورة 21 سبتمبر 2014.
ويذكر عيسى أن اعترافات الجواسيس كشفت مدى التركيز الشديد على التعليم بوسائل وطرق متعددة واجتماع أكثر من سفير في هذا الاستهداف من أجل مسخ هوية الشعب اليمني، معتبرا تخصص مشروع البنك الدولي الأخطر في استهداف التعليم اليمني وذلك كونه مشروعا منتشرا ومعمما في مختلف المحافظات اليمنية.
ويبين عيسى أن المخابرات الأمريكية نهجت سياسية التدرج في الاستهداف دون استعجال وذلك لتجنب المعارضة الشعبية إن وجدت كما حدث في مدرسة حيدان بصعدة.
ويلفت إلى أن المخابرات الأمريكية تعمدت استقطاب المتميزين من الطلاب وذلك كونهم الفئة الأكثر فهما ومعرفة وتقبلا في المجتمع الأمر الذي يسهل للأمريكان تنفيذ مشارعيهم التدميرية، مؤكد أن اعترافات الخلية التجسسية عن الاستهداف الأمريكي للتعليم في اليمن يثبت النزعة الأمريكية في التدخل في بلدان العالم والسيطرة عليها.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: التجسس الأمریکیة الإسرائیلیة أن المخابرات الأمریکیة المناهج التعلیمیة المناهج التعلیم الأمریکیة فی شبکة التجسس فی المناهج التعلیم فی التدخل فی من خلال إلى أن
إقرأ أيضاً:
اليمن: الصخرة التي كسرَت قرون الشيطان وتستعد لتحطيم طغاة العصر
عدنان ناصر الشامي
على مدى عشر سنوات من التحدي الأُسطوري، وقف الشعب اليمني شامخًا كالجبل الذي لا تهزه الأعاصير، خلال هذه السنوات، خاضت اليمن معركةً لا تشبه غيرها، معركةً بين الحق والباطل، بين العزة والذل، بين إرادَة الله وبين غطرسة الشياطين، في هذه المعركة، أظهر اليمن للعالم أن الأمم الحقيقية لا تخضع لهيمنة الطغاة، ولا تنكسر أمام ضغوط الاستكبار العالمي.
كان اليمنيون صخرة الله التي حطمت قرون الشيطان، تلك الدول الوظيفية التي نشأت في نجد، السعوديّة والإمارات، التي لم تكن يومًا سوى أدوات بأيدي الطغاة، تُساق وفق أهواء قوى الاستكبار، تدور في أفلاكهم، وتنفذ مخطّطاتهم، لكن هذه المخطّطات تحطمت أمام إرادَة الشعب اليمني الذي جعل الله من صموده كابوسًا يطارد الأعداء.
الشيطان الأكبر… إلى مصيره المحتوم..
واليوم، ومع سقوط أقنعة الدول الوظيفية، يواجه اليمن تحديًا جديدًا، الشيطان الأكبر، الولايات المتحدة الأمريكية، لم تعد تكتفي بإرسال أدواتها، بل تقدمت بنفسها إلى الساحة، وكأن الله يسوقها إلى قدرها المحتوم، لتلقى مصير كُـلّ من سبقها ممن تحدى إرادَة الله، جاءت أمريكا معتقدةً أنها ستُحني اليمن، وأنها ستخضع هذا الشعب الذي وقف أمامها على مدى تسع سنوات، لكنها لم تدرك أن الله جعل من اليمن صخرةً تتحطم عليها أحلام المستكبرين وتتكسر عندها مخطّطاتهم.
قدر اليمن في مواجهة الطغاة ودعم الأحرار..
الله جعل من اليمن أُمَّـة تحمل قدرًا عظيمًا، قدرها أن تطهر العالم من فساد الطغاة، وتكسر غرورهم وجبروتهم، وأن تكون سوط العذاب الذي يستأصل الكفر ويضع حدًا لجبروت الطغاة، وكما قال أحد رؤساء أمريكا في مقولته الشهيرة: “قدرنا أمركة العالم”، نقول لهم بكل ثقة: “قدرنا أن نطهر هذا العالم من فسادكم، وأن نحطم أوهامكم، وأن ندفن غروركم في مزبلة التاريخ. ”
اليمن ليس مُجَـرّد دولة صغيرة في خريطة العالم، بل هو رمزٌ لروح الأُمَّــة وقوة الإرادَة، من أرضه تنطلق سهام الحق التي تهز عروش الطغاة، ومن شعبه تصعد إرادَة صلبة تقف في وجه كُـلّ متجبر، وَإذَا كان التاريخ قد شهد فراعنةً تحطموا أمام إرادَة الله، فَــإنَّ اليمن اليوم هو السوط الذي يلاحق فراعنة العصر، ليكون قدر الله في الأرض، الذي يستأصل الظلم وينشر العدل.
وفي نفس اللحظة التي يقاوم فيها الشعب اليمني الغزو والطغيان، يقف جنبًا إلى جنب مع الأحرار في غزة ولبنان.
إن صمود غزة الأُسطوري ومقاومة لبنان الشجاعة ليسا بمعزلٍ عن الروح اليمنية التي تحمل في طياتها إرادَة التحرّر ونصرة المظلوم، كلّ صاروخٍ يمني، وكلّ طائرةٍ مسيّرة، هي سهمٌ من سهام الله، يوجهها اليمنيون نحو قلوب أعداء الإنسانية، يحطمون بها غرور الطغاة، ويعلنون بها أن المعركة لم تنتهِ، وأن الظالمين إلى زوال.
هذه ليست معركةً عابرةً بين قوى ضعيفة وأُخرى متغطرسة، بل هي معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس، الذي يُطهِر الأرض من دنس الظالمين، إنها معركةٌ بين الإيمان والكفر، بين الحق والباطل، بين إرادَة الله وإرادَة الشياطين، وكلما ازدادت التحديات، زاد اليمنيون قوةً وعزيمة، وكلما حاولت قوى الظلم كسر شوكة هذا الشعب، ازداد صلابةً وثباتًا؛ لأَنَّ إرادَة الله هي الإرادَة العليا، ولأن الله جعل اليمنيين جنوده في الأرض، وسوط عذابه الذي يطارد كُـلّ متكبر عنيد.
من صنعاء إلى غزة، ومن اليمن إلى لبنان، يمتد جسر المقاومة والتحدي، ليشكل ثلاثيةً من الصمود لا تعرف الخضوع ولا الانكسار، كُـلّ صاروخٍ يمني، وكلّ طلقةٍ يطلقها المقاومون في غزة، وكلّ شجاعةٍ يبديها الأبطال في لبنان، هي جزء من معركة التحرّر الكبرى، نحن أُمَّـة توحدها القضية، وتجمعها المقاومة، وتُحييها الإرادَة الإلهية.
اليمن اليوم ليس مُجَـرّد دولة تصمد أمام طغيان الإمبراطوريات، بل هو رمزٌ لتحرير البشرية من قبضة الشيطان الأكبر، وما كان لليمن أن يكون في هذا الموقف إلا بإرادَة الله، الذي جعله سدًا منيعًا يحمي الأُمَّــة، وصخرةً تتحطم عليها قرون الشياطين، واحدًا تلو الآخر.
نحن اليوم نقف في معركةٍ مقدسة، معركة لن تتوقف حتى يتحقّق وعد الله بالنصر والتمكين، ومع كُـلّ يومٍ يمر، يُسطر الشعب اليمني بدمائه ملحمةً جديدة، ليعلن أن طغاة هذا العصر، مهما تعاظمت قوتهم، فَــإنَّ مصيرهم إلى زوال، وأن إرادَة الله هي التي ستسود في نهاية المطاف.
اليمن هو القدر الذي كتبته يد الله في صفحات التاريخ، ليدفن الطغاة، وليُعلي رايات الحق، إنه الصخرة التي تكسر قرون الشيطان، والشعلة التي تضيء دروب الأحرار في كُـلّ زمان ومكان، وها هو اليوم يقف كتفًا إلى كتف مع غزة في نضالها ومع لبنان في صموده، ليقول للعالم: نحن أُمَّـة واحدة، وقضيتنا واحدة، وإرادتنا لا تنكسر.