أدان مجلس التعاون الخليجي، اليوم الإثنين، استمرار التدخلات الأجنبية في الشؤون الداخلية لليمن، وتهريب الخبراء العسكريين والأسلحة إلى جماعة الحوثي.

 

جاء ذلك خلال إجتماع المجلس الوزاري لمجلس التعاون لدول الخليج العربية في دورته الواحدة والستين بعد المائة، في مقر الأمانة العامة، برئاسة الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية بدولة قطر، رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري.

 

وعبر المجلس الوزاري في بيان صادر عن قلقه البالغ إزاء استمرار تطورات الأحداث في منطقة البحر الأحمر وخليج عدن، مشددا على أهمية خفض التصعيد للمحافظة على أمن واستقرار منطقة البحر الأحمر وخليج عدن، واحترام حق الملاحة البحرية فيها وفقاً لأحكام القانون الدولي واتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار لعام 1982م.

 

وأكد بيان المجلس الوزاري دعمه الكامل لمجلس القيادة الرئاسي، والكيانات لمساندة له لتحقيق الأمن والاستقرار في اليمن، والتوصل إلى حل سياسي شامل، وفقاً للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرار مجلس الأمن 2216، بما يحفظ لليمن الشقيق سيادته ووحدته وسلامة أراضيه واستقلاله.

 

ورحب المجلس باستمرار الجهود المخلصة التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان والاتصالات القائمة مع كافة الأطراف اليمنية لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق حل سياسي شامل ومُستدام في اليمن، وضرورة وقف إطلاق النار.

 

وشدد البيان، على أهمية انخراط الحوثيين بإيجابية مع الجهود الدولية والأممية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية والتعاطي بجدية مع مبادرات وجهود السلام لتخفيف المعاناة عن أبناء الشعب اليمني.

 

وجدد المجلس الوزاري دعمه لجهود الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص إلى اليمن هانز جروندبرج، للتوصل إلى الحل السياسي الشامل وفقاً للمرجعيات الثلاث، مشيدا بتمسك الحكومة اليمنية بتجديد الهدنة الإنسانية التي أعلنتها الأمم المتحدة في اليمن.

 

ودعا البيان، جماعة الحوثي إلى تنفيذ كافة التزاماتها التي أعلن عنها المبعوث الأممي في 23 ديسمبر 2023م، بشأن مجموعة من التدابير تشمل تنفيذ وقف إطلاق نار يشمل عموم اليمن، وإجراءات لتحسين الظروف المعيشية في اليمن، والانخراط لاستئناف عملية سياسية جامعة تحت رعاية الأمم المتحدة.

 

كما دعا إلى اتخاذ موقف حازم تجاه ممارسة الحوثيين التي تتعارض مع جهود الأمم المتحدة ودول المنطقة لإحلال السلام في اليمن.

 

ورحب المجلس الوزاري بالبيان الصادر عن مكتب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن السيد هانس غروندبرغ بشأن التوصل إلى اتفاق إيجابي بين الأطراف اليمنية لخفض التصعيد فيما يتعلق بالقطاع المصرفي والخطوط الجوية اليمنية، وتجديد دعم كافة الجهود الرامية إلى تحقيق السلام والأمن لليمن وشعبه الشقيق.

 

وطالب البيان، جماعة الحوثي، بالإفراج الفوري عن جميع المحتجزين من الموظفين اليمنيين العاملين في الأمم المتحدة، وسفارة الولايات المتحدة الأمريكية، والمنظمات الدولية والبعثات الدبلوماسية الأخرى، باعتباره مخالفة لقواعد القانون الدولي والأعراف الدبلوماسية.


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: مجلس التعاون اليمن ايران مليشيا الحوثي الحرب في اليمن المجلس الوزاری الأمم المتحدة فی الیمن

إقرأ أيضاً:

أنور قرقاش: الإمارات تلعب دوراً بناءً في تعزيز التعاون الدولي وترسيخ مبادئ السلام والاستقرار

يسرى عادل (أبوظبي)
أطلق أمس مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، بالتعاون مع أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية في دولة الإمارات العربية المتحدة، «منتدى هيلي» بنسخته السنوية الأولى، والذي يجمع في أبوظبي مئات من قادة الفكر والخبراء الدوليين والدبلوماسيين للمشاركة في هذه المنصة الاستراتيجية الرائدة.
وجاء إطلاق مؤتمر هيلي ليؤكد مكانة دولة الإمارات كقوة فاعلة في معالجة القضايا العالمية من منظور محلي وإقليمي، حيث يستضيف المنتدى السنوي لهذا العام، والذي يقام في منتجع سانت ريجيس في جزيرة السعديات في أبوظبي، أكثر من 50 متحدثاً من مختلف أنحاء العالم، إلى جانب أكثر من 800 مشارك يجتمعون على مدار يومين لمناقشة مجموعة من القضايا الاستراتيجية التي تسهم في إعادة تشكيل عالم اليوم.
ويستمر المنتدى يومي 16 و17 سبتمبر 2024، تحت شعار: «نظام عالمي مضطرب: قراءة في المفاهيم، والتشكيل، وإعادة البناء»، مركّزاً في مناقشاته على استكشاف ثلاثة محاور أساسية ضرورية لفهم المشهد العالمي المتطور، وهي: الجيوسياسية، والجيواقتصادية، والجيوتكنولوجية.
وانطلاقاً من أهمية المنتدى كمنصة استراتيجية لمعالجة القضايا الدولية الحرجة، قال معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش، المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس أمناء أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية، في كلمته الافتتاحية: «نؤمن بأن الفرص الواعدة تستند في الأساس إلى أجندات تعاونية بنّاءة تسهم في تقدم جهودنا المشتركة لمعالجة التحديات العالمية الحرجة مثل أزمة المناخ والأمن الغذائي والاستفادة المثلى من التطورات التكنولوجية. وتلتزم دولة الإمارات بلعب دور بنّاء في هذه الحقبة الجديدة من خلال تعزيز التعاون الدولي، وضمان أن تكون مبادئ السلام والاستقرار والازدهار هي الموجه الأول على الصعيدين الإقليمي والعالمي».

الترابط العالمي
وفي معرض كلمته الافتتاحية التي ألقاها بالمنتدى الذي يعّد إضافة مهمة إلى مشهد الحوار الاستراتيجي في دولة الإمارات العربية المتحدة، قال الدكتور سلطان النعيمي، مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية: «ينطلق منتدى (هيلي الأول 2024) في لحظة فارقة يعيشها النظام العالمي، وإرهاصات تحولات غير مسبوقة تواجهها البشرية إجمالاً في ظل تزايد مؤشرات التراجع عن حالة الترابط العالمي، التي مثلت جوهر ظاهرة العولمة. وانطلاقاً من أهداف المنتدى نرى بيننا نخبة من المسؤولين الخبراء والمتخصصين من مختلف دول العالم، لمناقشة قضايا متشابكة تلامس تأثيراتها الجميع بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، تدفعنا جميعاً إلى حتمية العمل المشترك، وتبادل الآراء وفق فضاءات من الشفافية للوصول إلى ما يهدف له الجميع، وهو الأمن والاستقرار اللذان يعدان الرافعة للمضي نحو التنمية والتطور.. منتدى هيلي جاء ليتيح نوافذ للجميع للنقاش البنَّاء والمثمر».
صناع القرار
وبدوره، أشار نيكولاي ملادينوف، مدير عام أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية، إلى أن المناقشات بين الخبراء وصناع القرار تستند إلى الأعراف والتقاليد العريقة التي تتميز بها المنطقة عموماً ودولة الإمارات العربية المتحدة خصوصاً والتي تشجع على الحوار البنّاء وتبادل الخبرات، وقال: «يأتي هذا الحدث في توقيت مثالي تزداد فيه الحاجة لتعزيز الحوارات وتبادل وجهات النظر ويحمل دلالة مهمة كونه يحمل اسم منطقة هيلي التاريخية في مدينة العين، التي لطالما تميزت بإرثها الثقافي الغني وكانت مركزاً مهماً للتجارة والدبلوماسية عبر العصور.. وتحتفي أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية ومركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية بهذا الإرث عبر إتاحة منصة رفيعة المستوى يقودها خبراء بارزون، لإعادة تعريف مفاهيم التعاون الدولي وتقديم حلول مبتكرة للتحديات العالمية المتزايدة. ونهدف من خلال هذا المنتدى إلى إتاحة مساحة للتفكير النقدي وسط صخب التحديات، ونتطلع إلى سلسلة من النقاشات المثمرة التي ستفتح آفاقاً جديدة للتفاعل البنّاء على أعلى المستويات».
تبادل المعرفة
يقدم منتدى هيلي نموذجاً جديداً وحيوياً لتبادل المعرفة والرؤى من خلال 16 جلسة معمّقة، ويتيح مجموعة متنوعة من أساليب المشاركة، بدءاً من المناقشات التفاعلية وصولاً إلى الجلسات الفرعية المتزامنة. فيما كانت الكلمات الافتتاحية رفيعة المستوى بمثابة موجّه لمسار النقاشات، وهوما يمهد الطريق لتحليل العوامل المعقدة التي تؤثر على القضايا الإقليمية والعالمية المحورية
وسيختتم المنتدى أجندته اليوم بتوصيات سياسية استراتيجية تهدف إلى تعزيز التعاون الدولي ودفع حلول قابلة للتنفيذ من أجل الوصول إلى عالم أكثر استقراراً وازدهاراً وأمناً.

أخبار ذات صلة انطلاق أعمال المؤتمر الخليجي للتراث والتاريخ الشفهي «جائزة الشارقة لحقوق النشر» تفتح باب المشاركة في دورتها الثالثة

لماذا هيلي؟
تقديراً للإرث التاريخي لمنطقة هيلي بمدينة العين في دولة الإمارات العربية المتحدة، والتي تعد مركزاً حضارياً وثقافياً وتجارياً يمتد تاريخه إلى العصرين البرونزي والحديدي، اختار المنظمون من مركز الإمارات للدراسات والبحوث، وأكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية، أن يسمى المنتدى باسم هذه المنطقة، ويشكل هذا الالتقاء الحضاري والتجاري فلسفة المنتدى، الذي يبحث قضايا جيوسياسية وجيواقتصادية وجيوتكنولوجية، ويمثّل منصة استراتيجية جامعة لمختلف الرؤى لمعالجة التحديات وفق منظور مشترك لعالم يسوده الأمن والاستقرار.
جلسات
شهد منتدى هيلي، أمس، انعقاد أربع جلسات حوارية متزامنة، تناولت مجموعة متنوعة من الموضوعات الحيوية، وبحثت الجلسة الحوارية الأولى تحت عنوان: (تداعي الفاعلين الدوليين: إعادة تشكيل الحوكمة العالمية)، القضايا المرتبطة بتغير توازنات القوى الدولية وتراجع دور الفاعلين التقليديين على الساحة العالمية. وتمحورت المناقشات حول كيفية إعادة تشكيل النظام العالمي في ظل التحديات التي يواجهها مثل تغير المناخ، والأزمات الاقتصادية، والنزاعات الجيوسياسية.
وقال معالي ناصر جودة، نائب رئيس الوزراء، وزير الخارجية السابق في المملكة الأردنية الهاشمية: «حان الوقت لإصلاح النظام العالمي بدلاً من إعادة اختراعه».
بينما اعتبر معالي نبيل فهمي، وزير الخارجية الأسبق في جمهورية مصر العربية، أن هيكل المؤسسات مثل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قديم، ولا يعكس تنوع العالم اليوم، مع الحد من استخدام حق النقض (الفيتو)، وضمان مزيد من المساءلة، والتمثيل، هي إصلاحات ضرورية. 
ويرى البروفيسور ناريش سينج، أستاذ وعميد تنفيذي في كلية جندال للسياسات الحكومية والعامة في جمهورية الهند، أن تطبيق التحول الجوهري في الحوكمة العالمية، لإدارة التحديات الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي بفعالية، يتطلب إعادة تصور للقوة على أنها سيناريو «رابح - رابح» بدلاً من منافسة للسيطرة.
وسلط د. بدر السيف، الرئيس المؤسس لشركة السيف للاستشارات، أستاذ مساعد في التاريخ بجامعة الكويت، زميل في معهد تشاتام هاوس في المملكة المتحدة، ومعهد دول الخليج العربية في واشنطن، الولايات المتحدة الأميركية، الضوء على أن التكنولوجيا، وتغير المناخ، والشباب، قوى رئيسة في تشكيل المستقبل، ويجب أن يشارك الشباب بفاعلية في تشكيل النظام العالمي القادم. لكي يحدث التغيير الحقيقي، كما يجب أن نعطي الأولوية لقيم مثل الإنسانية والتواضع والتأمل الذاتي.

مقالات مشابهة

  • أنور قرقاش: الإمارات تلعب دوراً بناءً في تعزيز التعاون الدولي وترسيخ مبادئ السلام والاستقرار
  • توكل كرمان من واشنطن تطالب إصلاحات في مجلس الأمن فيما يتعلق بحق الفيتو الذي يمنح 5 أعضاء التحكم المطلق بالشعوب
  • أبو الغيط يلتقي المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام ويؤكد: إسرائيل تزرع الكراهية وتقوض السلام
  • اليمن يبحث مع بريطانيا جهود خفض التصعيد وتحقيق السلام
  • لجنة العقوبات تناقش الخميس التقرير النهائي لفريق الخبراء بشأن اليمن
  • أمين التعاون الخليجي يؤكد ضرورة توحيد جهود دول المجلس لمكافحة خطر المخدرات
  • اليمن والمملكة المتحدة تبحثان الجهود المبذولة لخفض التصعيد وتحقيق السلام
  • لجنة العقوبات بشأن اليمن تناقش الخميس هذا التقرير
  • إسرائيل وحزب الله يتبادلان القصف وقوات الأمم المتحدة تحتمي بالملاجئ
  • “غروندبرغ” يجدد الدعوة للإفراج عن جميع موظفي الأمم المتحدة المعتقلين لدى الحوثيين