بدأ وفد من منظمات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والوطنية، مسوحات ميدانية في محلية الجبلين بهدف تقييم احتياجات المتضررين من السيول والأمطار، مع التركيز على التعليم والصحة والغذاء والبيئة..

التغيير: الخرطوم

التقى المدير التنفيذي لمحلية الجبلين، حسين محمد الراجل، وفداً مشتركاً من المنظمات الإنسانية في مكتبه، حيث ناقشوا الاحتياجات الملحة للمناطق المتضررة من السيول.

وتهدف الزيارة إلى تقييم الأوضاع ميدانياً لتقديم التدخلات الضرورية في القطاعات الأكثر تأثراً.

وقال ممثل مفوضية العون الإنساني بالولاية، الأحد، مهدي الهادي، إن المسوحات الميدانية تركز على تحديد احتياجات التعليم والصحة والغذاء والبيئة في المناطق المتضررة.

وأوضح نقلاً عن وكالة السودان للأنباء، أن نتائج المسح ستساهم في توجيه التدخلات المطلوبة من قبل المنظمات وفق تخصصاتها.

من جانبه، أكد محمد الراجل أن المحلية بحاجة ماسة للدعم في مختلف الخدمات، مشيراً إلى حجم الدمار الذي خلفته السيول في عدد من المناطق.

وتعرضت مناطق واسعة في ولاية النيل الأبيض، بما في ذلك محلية الجبلين، لسيول وفيضانات شديدة خلال موسم الأمطار الأخير، مما أدى إلى نزوح العديد من الأسر وتدمير البنية التحتية.

وتشهد المنطقة تدخلات من منظمات دولية ووطنية لتقديم المساعدات الطارئة، في ظل أوضاع إنسانية صعبة، حيث تواجه الحكومة المحلية تحديات كبيرة في تلبية الاحتياجات العاجلة للسكان المتأثرين.

الوسومالأمم المتحدة المساعدات الإنسانية حرب الجيش والدعم السريع محلية الجبلين

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الأمم المتحدة المساعدات الإنسانية حرب الجيش والدعم السريع محلية الجبلين

إقرأ أيضاً:

العنصرية الضمنية في تبرير الهيمنة الغربية وانعدام المساواة

لا ينظر للطفولة باعتبارها مرحلة كغيرها. بل المرحلة التي تُكوّن الإنسان ذهنيا، جسديا، ونفسيا. مرحلة يتقرر فيها ما إذا كان الطفل سيؤجل أكل قطعة المارشميلو ليكافأ بأخرى، ويكبر ليصبح إنسانا قادرا على ضبط النفس، تأجيل تحقيق الرغبات، ينال الشهادات، والترقيات، ويحقق النجاح الاجتماعي. أو ما إذا كان سيأكلها مباشرة، وينتهي باختصار بلا مستقبل. مرحلة تغور فيها الجراح النفسية لتصبح أمراضا عقلية عند البلوغ. مرحلة إذا فات فيها الطفل أن يلعب، أن يتغذى كما يجب، فإنه يفقد الفرصة في تنمية دماغه على النحو المطلوب.

لكن، ثمة أطروحات جديدة لا تكتفي بأن ترفض هذه الأفكار، لأننا نفتقر للأساس العلمي الذي يدعمها، بل تذهب إلى تسليط الضوء على خطر هذه النظرة الجوهرانية والحتمية لنمو الإنسان.

تكتب فرانسيسكا مِزينزانا وغابرييل شايدكر في «ما المشكلة في ذكاء أطفالنا؟» حول تحويل تدخلات الطفولة المبكرة لوسائل هيمنة في الجنوب العالمي. يعمل منطق هذه التدخلات كالتالي: إذا ما تم التدخل في تربية الأطفال على نحو محفز، يحسن أدمغتهم، فسيعود بنتائج إيجابية على أدائهم الأكاديمي، وتكوينهم كناضجين. إن هذه التدخلات تمثل استثمارا فعالا يعِدُ بتحقيق النمو الاقتصادي، السلام، الديمقراطية بأنجع الطرق، عبر استهداف لبنات المجتمع الأساسية، ومكون مستقبله الأهم.

وفق هذا تُصمم برامج للتطور الأمثل لدماغ الأطفال، تستفيد من المرحلة التكونية، وقدرة الدماغ على النمو بوتيرة لن تتكرر مستقبلا.

يُجادل الكاتبان أن هذا المنطق يقوم على افتراضين مترابطين. «الأول هو أن هناك خطأ جوهريا في طريقة تربية الآباء في الجنوب العالمي لأطفالهم. والثاني هو أن قضايا مثل الفقر، وانخفاض الدخل، والبطالة، وعدم الاستقرار السياسي أو الحروب يمكن إرجاعها بطريقة ما إلى عيوب فردية».

هذه السرديات تؤكد على وجود قصور. والقصور الذي كان يُرد يوما ما إلى دونية العرق، يُربط اليوم بالظروف الاقتصادية الاجتماعية فترة التنشئة. سردية تُعزي أصحاب الامتيازات عبر تأكيدها أنهم لا يتحمّلون مسؤولية التفاوت الاقتصادي والاجتماعي. وهي أداة طيعة لتبرير فشل السياسات، ودور القوى المهيمنة في المصير المؤسف للدول التي استعمرتها، وتواصل استعمارها بنعومة في عالم اليوم. غني عن الذكر كيف استغل هذا لانتزاع الأطفال من السكان الأصليين، وكيف أن وضع تنشئة الطبقة المتوسطة في الدول الغربية كمعيار، يفشل في الأخذ في الحسبان الفروق الاجتماعية والثقافية التي تنتج أساليب أخرى، لعلها أكثر ثراءً وتحفيزا. فالأب الغربي يحتاج ليعين «موعد لعب» حتى يتسنى لطفله اللعب مع أقرانه، بينما الحارة والعالم هي ملاعب الأطفال الطبيعية في مناطق أخرى.

يتم عبر سرديات النمو المبكر الاحتفاظ بعقلية الحتمية وتحويل المسؤولية من النظام وسياساته إلى طبيعة الأفراد. ولأن تفسيرات الحتمية البيولوجية للسلوك البشري -والتي تركز على دور الجينات على حساب البيئة أو التربية والأقران- لم تعد مقبولة أخلاقيا ومعرفيا اليوم، يحدث الانزياح من مرحلة التكون الجنيني إلى الطفولة المبكرة، ليرتبط حظ الإنسان، وما يستحقه في الحياة بظروف تنشئته التي لا سبيل لإلغائها.

الذي نغفل عنه غالبا أن كثيرا من الاستنتاجات حول الأمر تُبنى على دراسات لحالات استثنائية، متطرفة. أقتبس مجددا من فرانسيسكا مِزينزانا وغابرييل شايدكر، اللذين يقولان: «تستند معظم الأبحاث حول تأثير الحرمان على الدماغ في مرحلة النموّ إلى دراسات أُجريت على الأطفال الذين تم تبنّيهم من دُور الأيتام الرومانية بعد سقوط نظام تشاوشيسكو عام 1989، والذين عرفوا الحدّ الأدنى من التواصل البشري، وهو أمرٌ لن تعيشه الغالبية العظمى من أطفال العالم».

في أكثر من مناسبة أتحدث عن الحاجة الملحة لأن تُقرأ العلوم والنتاج المعرفي المتمركز حول الغرب على نحو ناقد. إن المقاييس التي توضع لتشخيص وتبرير التدخلات العلاجية والطبية قد تكون في حالات (غير كونها أداة هيمنة) ضد مصلحة الأطفال، لأسباب أقلها إقناعهم بأنهم يعانون من أمراض، ومن قصور. وأقصاها تهديد حياتهم عبر التدخلات غير الملائمة.

نوف السعيدية كاتبة وباحثة عمانية في مجال فلسفة العلوم.

مقالات مشابهة

  • حادث مأساوي بمدينة بني وليد.. مسؤول بالأرصاد لـ«عين ليبيا»: وفاة طفلتين بعد أن جرفتهم السيول
  • منظمات فلسطينية: قطاع غزة يدخل مرحلة متقدمة من المجاعة
  • الجبلين يفوز على الطائي
  • برط العنان بالجوف.. متابعة ميدانية لسير المبادرات المجتمعية في التعليم والصحة والطرق
  • العنصرية الضمنية في تبرير الهيمنة الغربية وانعدام المساواة
  • القيادة المركزية الأمريكية: لن نتسامح مع أي جهة تدعم منظمات إرهابية مثل الحوثيين
  • تدشين بناء 13 وحدة سكنية للمتضررين من السيول في الزيدية
  • طقس الأربعاء: أجواء غائمة مع أمطار محلية بعدد من المناطق
  • تنفيذ حملة ميدانية لتقديم خدمات الإسعافية لطلاب الشهادة العامة في الحديدة
  • نائب وزير التعليم: تحويل المدارس إلى أهداف عسكرية جريمة ضد الإنسانية