لجريدة عمان:
2024-12-03@18:46:57 GMT

المرأة العربية وتحديات التتويج

تاريخ النشر: 9th, September 2024 GMT

وددت لو كتبتُ هذا المقال حينما تُوجت البطلة الجزائرية إيمان خليف بالميدالية الذهبية في أولمبياد باريس الماضي، وما تعرضت له من تنمّر وحملات تشويه من قبل شخصيات مشهورة، وحتى من نساء كان الأولى بهن الوقوف مع ابنة جنسهن التي واجهت عدة عراقيل اجتماعية وإدارية حتى تنال رغبتها في الصعود على منصة التتويج، لكننا نعيش منذ السابع من أكتوبر الماضي لحظات سقوط الأقنعة وبروز حقيقة الوجوه التي ادعت يومًا أنها تدافع عن الحريات وحقوق الإنسان.

فقد رأينا أن المؤسسات الغربية وبعض الشخصيات السياسية لا تقيم وزنًا لحياة الإنسان ولا لكرامته ما لم تتقاطع مصالحها السياسية والأيديولوجية والاقتصادية معها، وإلا فكيف يمكننا تفسير الصمت الدولي تجاه ما يحدث في غزة من قتل ممنهج للإنسانية وقتل الطفولة والمدنيين في قطاع غزة؟

لكن في هذه الأمة، التي لو صُبَّت جهنم على رأسها فهي لا تزال واقفة، حسب تعبير الشاعر العراقي مظفر النواب (1934-2022)، يأتي الفرح رغم كل الأحزان، وتحضر البسمة لتمحو الدموع. فقد أهدتنا المرأة العربية بعض الفرح في ميادين أخرى تشهد صراعات سلمية، ولكن الفوز والخسارة فيها يعني الكثير. فبعد فوز الجزائرية كيليا نمور بذهبية الجمباز في باريس، كررت مواطنتها أيضًا إدخال الفرح لمحبي الشعوب العربية وانتزعت الذهب من فم الأحزان والآلام. ولم يكن فوزها سهلًا ولا وصولها إلى باريس كان يسيرًا أصلا، ولم يتوفر لها ما توفر لمنافساتها من رعاية ودعم وحوافز معنوية؛ لكن في كل الأحوال، بلوغ الغايات سهل لمن يمتلك القوة الفولاذية والإصرار والتحدي في سبيل إثبات الذات.

مؤخرًا فازت اللاعبة العراقية جُلبة عماد التي أحدثت جلبة في العراق وفي العالم العربي؛ لأن فوزها مختلف كما هي حياة جُلبة المختلفة، التي فقدت ثلاثًا من أطرافها. ومع ذلك، لم يهزمها العنف المدمر الذي ضرب أطنابه في العراق بعد الاحتلال الأمريكي للعراق سنة 2003. لم يتسلل اليأس إلى جُلبة التي وقفت معها عائلتها لتجاوز المحنة، ووقفت على أطراف صناعية لمقارعة الخصوم وهزمت كل من واجهتها، وأهدت العراق ذهبية هي الأولى في تاريخ العراق. لتقول للعالم العاجز عن حماية البشر في العراق -الذي استباح حرماتهم منذ يناير 1991 وإلى دخول داعش إلى المدن العراقية وارتكابه أبشع الجرائم التي لا يمكن تخيلها رفعت جُلبة بيد واحدة ميداليتها- لتقول إننا شهود وشهداء، شهود على تخاذل العالم في وقف الحروب على العراق، وشهداء نتيجة الحروب الطائفية القذرة التي فتكت بجسد الشعب العراقي وأعطبته. يحدثني صديق عراقي عن معاناة ابنته التي فقدت صديقتها في تفجير طائش. ذهبت ابنة الصديق إلى المدرسة ولم تكن تعلم أن صديقتها قد فارقت الحياة، وحين سألت عنها قيل لها إنها استشهدت في التفجير، فسقطت البنت وأصيبت بجلطة سكرية كما قيل لصديقي الذي لا تزال ابنته تعاني إلى الآن.

عودة إلى النساء العربيات المتوجات بالذهب، فرغم كل العراقيل وضعف البنى الأساسية لممارسة الرياضة النسائية، إلا أنهن يحضرن في المحافل الدولية ويصعدن إلى منصات التتويج. من أمثال المغربية نوال المتوكل التي أحرزت ميدالية ذهبية في سباق 400 متر في دورة لوس أنجلوس 1984، كما أحرزت الجزائرية حسيبة بولمرقة الميدالية الذهبية في سباق 1500 متر في دورة برشلونة 1992، وفازت السورية غادة شعاع بالميدالية الذهبية في دورة أتلانتا 1996. وفي دورة سيدني سنة 2000، فازت الجزائرية نورية مراح بنيدة بالميدالية الذهبية، وفي الدورة ذاتها أحرزت المغربية نزهة بيدوان البرونزية في سباق 400 متر. وبعدها بأربع سنوات في أولمبياد أثينا، فازت مواطنتها حسناء بنحسي بالميدالية الفضية في سباق 800 متر. وفي الدورة ذاتها، فازت الجزائرية ثرية حداد ببرونزية الجودو. وفي أولمبياد لندن 2012، أحرزت التونسية حبيبة غريبي ذهبية 3000 متر حواجز. وفي الدورة ذاتها، فازت البحرينية مريم يوسف جمال ببرونزية سباق 1500 متر. وفي ساو باولو بالبرازيل 2016، أحرزت التونسيتان مروى العمري وإيناس بوبكري ميداليتين برونزيتين في المبارزة والمصارعة، وفازت المصرية سارة أحمد بالبرونزية في رفع الأثقال، والقائمة تطول في النساء المتوجات بالميداليات الأولمبية.

ختامًا أقول: إن المحفز الأساسي لكتابة هذا المقال هو فرحة ابنتي أوبار بموافقة إدارة مدرستها على تشكيل فريق لكرة القدم للفتيات، واختيارها لتكون قائدة لفريق طالبات الصف الخامس. فرحة أوبار ورغبتها في ممارسة رياضتها المفضلة أعادتني إلى الاطلاع على السجل الذهبي للمرأة العربية والتحديات التي تواجهها من المجتمع ومن المحيط، ولكن في النهاية يحالفهن الفوز.

محمد الشحري كاتب وروائي عماني

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: فی دورة فی سباق

إقرأ أيضاً:

المرأة العربية تفتتح أعمال ندوة "حماية المرأة من العنف الاقتصادي في الدول العربية" بالأردن

برعاية   وفاء بني مصطفى وزيرة التنمية الاجتماعية ورئيسة اللجنة الوزارية لتمكين المرأة بالاردن افتتحت اليوم الثلاثاء الموافق 3 ديسمبر 2024، أعمال الندوة الإقليمية حول "حماية المرأة من العنف الاقتصادي في الدول العربية: آليات العمل اللائق"،  والتي تعقدها منظمة المرأة العربية بالتعاون مع اللجنة الوطنية الأردنية لشؤون المرأة، والوكالة الألمانية للتعاون الدولي (GIZ) ،  وتستمر علي مدار يومي 3 و 4 ديسمبر/كانون الأول 2024 بالمملكة الأردنية الهاشمية.

في كلمتها الافتتاحية، رحبت  الدكتورة فاديا كيوان المديرة العامة للمنظمة بالحضور الكريم وبالخبراء والخبيرات، ووجهت صادق التحية للمملكة الأردنية الهاشمية حكومة وشعبًا، مؤكدة أن المملكة كانت دائماً سبّاقة في احتضان القضايا العربية الحساسة ونقلها للمنابر الدولية.

وأوضحت  أن الندوة تأتي في إطار الحملة الأممية لمناهضة العنف ضد المرأة التي تعتبر بمنزلة محطة للمراجعة وإعداد كشف حساب وتقييم لجهود مناهضة العنف ضد النساء والفتيات مما يساعد على تطوير البرامج والخطط الموضوعة بهذا الشأن. 

وحثت سيادتها جهود المملكة الأردنية الهاشمية في مكافحة العنف ضد المرأة، مشيرة إلى أن لقاء اليوم هو بدوره بمنزلة قراءة جديدة للوقائع على المستوى العربي والبحث عن المعالجات وتقييم التدخلات السابقة في مجال محاربة سائر أشكال العنف الذي تتعرض له النساء عبر وضع وتطوير التشريعات والسياسات والبرامج.

ولفتت إلى القرار الأممي الصادر عن مجلس الأمن الدولي رقم 1325 بشأن المرأة والأمن والسلام والقرارات التالية والمكملة له وأعربت عن تطلعها أنه، وبمناسبة حملة الـ 16 يوما، تقوم الأمم المتحدة بإعادة قراءة للقرار 1325 لاستكماله ومراعاة معاناة المرأة وخاصة في الدول العربية في ظل الحروب والنزاعات المسلحة وواقع الاحتلال والاعتقال الإداري الذي ترزح تحته النساء والفتيات، داعية إلى ضرورة توفير الشروط والحقوق الإنسانية للسجناء والمعتقلين وخاصة النساء.  

وفي ختام كلمتها كررت سيادتها جزيل الشكر للجنة الوطنية لشؤون المرأة وثمنت التعاون المثمر مع الوكالة الألمانية للتعاون الدولي GIZ.

شارك في افتتاح الندوة الإقليمية كل من / وفاء بني مصطفى، وزيرة التنمية الاجتماعية ورئيسة اللجنة الوزارية لتمكين المرأة بالمملكة الأردنية، و المهندسة مها علي، الأمينة العامة للجنة الوطنية الأردنية لشؤون المرأة، وعضوة المجلس التنفيذي لمنظمة المرأة العربية عن المملكة الأردنية الهاشمية، و خولة العرموطي، رئيسة لجنة المرأة في مجلس الأعيان الأردني، و كوردولا ميلهارت، رئيسة قسم التعاون التنموي الألماني في السفارة الألمانية في الأردن.

شهد الافتتاح توزيع دروع التميز لعام 2024 على الفائزات من المملكة الأردنية الهاشمية، وهي الجوائز التي تنظمها منظمة المرأة العربية وأُعلنت نتائجها الأسبوع الماضي.  والفائزات من الأردن هن:

أولًا- جائزة التميز المؤسسي من أجل المساواة بين الجنسين/القطاع التربوي: فازت بها وزارة التربية والتعليم بالأردن، وتسلمتها الدكتورة كفا عكروش، رئيسة قسم النوع الاجتماعي والشركات الاستراتيجية.

ثانيًا- جائزة التميز المؤسسي من أجل المساواة بين الجنسين/القطاع الخاص: فازت بالمركز الثالث لها شركة الأولى للزينة.

ثالثًا: جائزة التميز المؤسسي من أجل المساواة بين الجنسين(فئة رائدات الأعمال) فازت بالمركز الأول فيها السيدة/ سلمى مفيد محمود عمايري، وبالمركز الثالث / سها نبيل جميل باكير.

 وتتوزع أعمال الندوة الإقليمية على سبع جلسات عمل تناقش: الإطار المفاهيمي حول أشكال وتعريف العنف الاقتصادي ضد المرأة، والتشريعات والأطر المتعلقة بالعنف الاقتصادي، والتكلفة الاقتصادية للعنف ضد المرأة، والتدخلات اللازمة لحماية المرأة من العنف الاقتصادي من حيث العلاج الصحي والنفسي للنساء المعنفات، ومن حيث تعزيز الشمول المالي للمرأة ومن حيث الحماية الاجتماعية للمرأة، وكذا جلسة تفاعلية حول العنف الأسري وأثره على تمكين المرأة اقتصاديًا.

يشارك في الندوة عدد كبير من المسؤولين رفيعي المستوى من الجنسين، والخبراء والخبيرات في المجالين الاقتصادي والاجتماعي من الجهات الرسمية على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية، فضلا عن ممثلين/ممثلات عن القطاع الخاص والقطاع المصرفي والمجتمع المدني.

 

مقالات مشابهة

  • المرأة العربية تفتتح أعمال ندوة "حماية المرأة من العنف الاقتصادي في الدول العربية" بالأردن
  • منظمة المرأة العربية تفتتح أعمال الندوة الإقليمية حول حماية المرأة من العنف الاقتصادي
  • منظمة المرأة العربية تفتتح أعمال الندوة الإقليمية لحماية السيدات من العنف
  • العراق يتصدر لائحة البلدان العربية في السياحة إلى تركيا
  • قبيلة الترابين تفوز في الشوط الرئيسي لأولى فعاليات سباق الهجن
  • «الطرمال» تشارك في اجتماع منظمة المرأة العربية بالقاهرة
  • «الخارجية التونسية»: نشكر الدول العربية التي تسعى لوقف العدوان الغاشم على غزة
  • الكشف عن الأسباب التي تمنع تكرار ما حدث عام 2014 في العراق
  • الكشف عن الأسباب التي تمنع تكرار ما حدث عام 2014 في العراق- عاجل
  • راسينغ كلوب يحيي آمال التتويج بالثنائية