أثار الفنان التشكيلي اليمني الشهير، عدنان جمن، جدلاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي بعد أن نشر لوحة فنية جديدة لمدينة صنعاء القديمة.

 

في حين نالت اللوحة إعجاب الكثيرين وتلقى الفنان اشادات واسعة على إبداعه، إلا أن بعض النقاد شككوا في أصالة اللوحة، بمزاعم أنها مطبوعة وليست من رسم يده.

 

ولا يزال يسود الجدل بين التصديق والتشكيك في أوساط اليمنيين، ففي حين دافع أنصاره عن موهبته وإبداعاته التي امتدت لعقود، إذ يرون أن الانتقادات الموجهة إليه لا أساس لها من الصحة وأنها نابعة من الحقد والغيرة.

 

والفنان عدنان جمن يعرف بإبداعاته الفنية المتقنة التي نالت استحسان الجمهور وحصدت العديد من الجوائز والشهادات خلال مسيرته الفنية الطويلة. وقد اشتهر برسماته التي تتناول جوانب من التراث اليمني والحياة اليومية.

 

وفي هذا السياق نشر الناقد الأدبي قايد غيلان صورة للوحة على صفحته الشخصية، معلقاً عليها بأن العديد من الفنانين اليمنيين يقومون بطبع الصور وعرضها على أنها أعمال فنية أصلية، مما يؤثر سلباً على سمعة الفن التشكيلي في اليمن.

 

 

وفي سياق الرد على النقد قال وزير الثقافة الأسبق، خالد الرويشان، "عدنان يرسم منذ 40 عاماً، يرسم خلال عمرٍ طويل تجاوز الستين، والستون عاماً لفنان في اليمن مثل ستمئة، ويأتي أحدهم بعد هذا العمر المضني ليقول له : أنت زائفٌ مزيِّف".

 

وقال "هذا الأحدهم يختار ضحيةً في كل سبتمبر : مطرباً شاعراً تشكيلياً، في إشارة إلى الناقد غيلان.

 

وأضاف "الفنان عدنان جٌمّن وهو العدني الجميل ابن كريتر ومن أسرة فنية مبدعة ساكنٌ وعاشقٌ في صنعاء ولها ويرسمها بطريقته، هذا لا يعجب الأحدهم، هو لا يعرف لماذا سُمّي التشكيل تشكيلاً أصلاً".

 

 

ويرى الرويشان أن "للتشكيل ألف شكل ومذهب وطريقة ومدرسة وأسلوب ورؤية ومادة، وهناك الآلاف في العالم يرسمون كما يرسم عدنان، لكنك لا ترى ولا تريد أن ترى".

 

وتابع مخاطبا غيلان بالقول "المهم أن تفترس وأن تفتري في كل سبتمبر وفي كل مايو وأكتوبر، يمكنك أن تنتقد لا أن تقتل لا أن تلغيه من الدنيا، طرائق الرسم مثل الكتابة والاختلاف عليها وارد",

 

 الكاتب والروائي اليمني، علي المقري كتب "ما أسوأ أن يجد الفنان نفسه محاكماً باسم النقد الفني من قبل أشخاص لا علاقة لهم بالنقد الفني". 

 

وأضاف "هذا ما شعرت به وأنا أقرأ بعض ما كُتب عن الفنان القدير عدنان جُمّن، المعروف بولعه برسم وجوه اليمنيين البسطاء والأماكن اللافتة". 

 

وتابع "لم يكن هناك قراءة حقيقية لتقنياته الفنية أو لتجربته التي تمتد لأكثر من نصف قرن، رسم خلالها قصصاً للأطفال ورسومات كاريكاتيرية بدأها في صحف ومجلات عدن. وحين انتقل للعيش في صنعاء، شارك في العديد من المعارض التشكيلية والأعمال الصحفية".

 

وأردف المقري "من المؤسف أن يصبح النقد مقتصراً على القول إن ما يقدمه عدنان ليس فناً، أو على التشكيك في أنه لم يُرَ وهو يرسم، كما قال أحدهم".

 

 

وعن مسيرة الفنان عدنان قال المقري "لقد زاملت عدنان جُمّن في صحيفة "المستقبل" قبل أكثر من ثلاثين عاماً. كنا نعمل معاً لساعات متأخرة في ليلة الإصدار لإخراج العدد في غرفة واحدة، حيث تعرفت على خطوطه المدهشة بقوتها وحركتها وسرعتها في رسم البورتريهات وتشكيلها لونياً".

 

وأفاد بأن لوحاته باستمرار كانت تقترب من التصوير الواقعي المجسد لجماليات المشهد بألوانه المائية والزيتية، وهو ما أثار الجدل، أو لنقل الصدمة لدى المتلقي الذي ظن أنها مطابقة للأصل. هذه الملاحظات، في رأيي، غير دقيقة، وتغفل قدرات الفنان وجهده.

 

وقال "عدنان شخصية متواضعة، لا يحمل ضغينة لأحد، ويعيش يومه كله على النكتة والسخرية. ومن المؤسف أن تظهر مثل هذه المنشورات التي تتجاوز النقد الفني إلى التشكيك في عمله ومنجزه". 

 

وختم المقري منشوره قائلا "أعلم أن رأيي في عدنان قد لا يجد مكانه وسط هذا الصخب، ومع ذلك، كتبت هذه الكلمات كشهادة، كتبت لأنني أردت أن أحيي عدنان جُمّن الفنان والإنسان الجميل وأقول له إن مكانته الفنية أكبر من هذا الضجيج".

 

الكاتب الصحفي زكريا الكمالي علق بالقول "بما أن ترند لوحة الفنان عدنان جمن قد كشف لنا عن عشرات المواهب المتذوقة للفنون وعلم الجمال، نتمنى أيضا أن يدلي الاخوة النقاد بدلوهم حول هذا التلوث البصري الحاصل، وإلى أي المدارس ينتمي؟ في إشارة إلى تجهيزات جماعة الحوثي للاحتفال بالمولد النبوي.

 

 

وقال "ايضا نريد معرفة من هم أبرز رواد مدرسة الليزرات والغمازات الخضراء؟ مستدركا بالقول "أو لازم قائد غيلان يقرح أول منشور، عادي نشوف من أصحاب دبع مليان معانا غيالنه".


الناشط ياسر عامر هو الآخر دافع عن الفنان عدنان بالقول "في 2019 طلب مني صديق عربي يعمل في إحدى المؤسسات أن أدله على أفضل رسام لوحات في اليمن، فدليته على عدنان.

 

وأضاف "تواصل بعدها مع الأستاذ عدنان جمن وكان بينهما عمل مشترك، كانت المؤسسة مبهورة بحجم الإتقان في لوحات المعلم عدنان، وسألني كيف لشخص مثل هذا ألا يكون معروفا على مستوى الوطن العربي؟

 

 

وتابع "فأجبته كالعادة: مواطن بلا وطن.. لأنه من اليمن".

 

الكاتب الصحفي، شاكر أحمد خالد، كتب "لو كان الفنان عدنان جمن ولد في زمان غير هذا لأهدرت جماعات المؤمنين دمه بدعوى أنه ينافس الله في خلقه".

 

وقال "بكل أمانة، لطالما أثارت لوحاته إعجابي وشكوكي، تتأمل اللوحة لكأنها الخالق الناطق. شيء مذهل، ليست لدي أي خبرة عن تقنيات الرسم".

 

 

وقال "يبقى هذا العمل والنبش والنتائج التي ستتكشف من مسؤولية المتخصصين، لكن في كل حال. لوحاته عظيمة لكل راء، ولو تبين أنه يستخدم تقنيات مساعدة في الرسم ستنتقص من قيمة عمله بكل تأكيد".

 

الصحفي والناشط صالح الحنشي، كتب "الفنان عدنان جمن اسم أكبر من أن يدافع عنه أحد، يكفي إنك تقول عدنان جمن لتعرف أن المقصود هو الفنان عدنان جمن لأن ليس فيه في البلاد كلها شمال وجنوب شرق وغرب حد يحمل هذا الاسم الا عدنان جمن، استثنائي، استثنائيته تبدأ من عند اسمه".

 

 

وقال "أدين له بالفضل أنه كان معلمي الأول في فن الكاريكاتير عندما تتلمذت على اعماله في صحيفة 14أكتوبر، تزاملنا بعدها في مجلة صم بم الكاريكاتيرية. وكانت صفحته (خبر غيري) في صم بم . تحفه بكتاباته الساخرة".

 

وزاد "عدنان جمن ليس فنان وحسب، فهو رمزا من رموز هذه البلاد".


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن لوحات رسم صنعاء الفنان عدنان ج عدنان ج م ن ن الفنان

إقرأ أيضاً:

آبل توقف مبيعات بعض هواتف آيفون القديمة

أميرة خالد

قررت شركة آبل وقف مبيعات بعض نماذج هواتف آيفون القديمة تزامناً مع إطلاق iPhone 16e.

وأزالت شركة آبل مؤخراً من صفحاتها الرسمية إعلانات بيع هواتف الجيل الثالث من أجهزة iPhone SE التي أطلقتها عام 2022.

وكما أزالت آبل من صفحاتها الرسمية إعلانات بيع هواتف iPhone 14 و14 Plus التي أطلقت عام 2023، وذلك بعد أن أزالت في خريف العام الماضي إعلانات هواتف 14 Pro و14 Pro Max.

وبذلك اختفت جميع الهواتف الذكية التي تحتوي على شاشة IPS وزر Home مع مستشعر Touch ID وموصل Lightning من صفحات مبيعات Apple الرسمية.

وتعرض آبل عبر متاجرها الإلكترونية وصفحاتها الرسمية على الإنترنت حاليًا أجهزة iPhone 15 وiPhone 16 وهواتف iPhone 16e الجديدة.

يُذكر أن آبل قد كشفت مؤخرًا عن هاتف iPhone 16e الجديد الذي يعتبر خلفًا لهواتف iPhone SE، إذ جُهّز الهاتف بمواصفات جيدة، وسيُطرح في الأسواق العالمية بأسعار تبدأ من 600 دولار تقريبًا.

مقالات مشابهة

  • آبل توقف مبيعات بعض هواتف آيفون القديمة
  • كاريكاتير د. علاء اللقطة
  • بيع سجن "كريستي" الشهير في سان بطرسبرغ في مزاد
  • تطورات خطيرة حول الحالة الصحية للفنان عبدالمجيد عبدالله
  • عائلة الطبيب الشهيد عدنان البرش تطلق حملة تطالب باستعادة جثمانه من الاحتلال
  • زلة لسان فان دايك تثير جدلا بين جماهير أرسنال وليفربول
  • من هو ملك الغابة المصرية القديمة وكيف انقرض؟
  • عدنان موحجة الزوج البخيل في "مبروك علينا"
  • الجيش الإسرائيلي: إحدى الجثث التي سلمتها حماس لا تعود لأي رهينة
  • الكشف عن ورشة سرّية لتزوير الأعمال الفنية في إيطاليا