بوابة الوفد:
2024-09-17@04:46:55 GMT

وليد عونى: ندعم القضية الفلسطينية بسلاح الفن

تاريخ النشر: 9th, September 2024 GMT

مصر رائدة المسرح بالوطن العربى.. وما زالت الأفكار رجعية تجاه الرقص الحديث

 

حفر المخرج ومصمم الرقص اللبنانى وليد عونى، اسمًا بارزًا على الساحة الدولية، فهو أحد أهم رواد الفن فى العالم العربى، ورائد لفن الرقص الحديث، استطاع بموهبته أن يجوب البلدان ويحصد العديد من الأوسمة والجوائز العالمية من فرنسا وبلجيكا ولبنان وغيرها، إذ نال وسام الشرف برتبة فارس من الحكومة اللبنانية، ووسام الأدب والفن برتبة فارس من الحكومة الفرنسية، ووضع بصمته فى مصر بتأسيس فرقة الرقص المسرحى الحديث المصرى التابعة لدار الأوبرا المصرية عام 1993، تتبع دار الأوبرا المصرية، حيث قدمت أول عروضها «تناقضات»، ليبدأ بعد ذلك رحلة انطلاقته فى مصر ليضع بصماته الخاصة.

أبهر وليد عونى، الجمهور فى افتتاح مهرجان المسرح التجريبى فى دورته الـ31، من خلال تقديمه لعرض «صدى جدار الصمت» الذى تدعم به القضية الفلسطينية، كما تم تكريمه خلال المهرجان. 

«الوفد» التقت المخرج وليد عونى، الذى تحدث معنا عن مسيرته، والعرض المسرحى وتكريمه بالمهرجان.

- مع وجود فكرة الإبادة والاحتلال الإسرائيلى لفلسطين، كانت الفكرة واضحة، والأهم بالنسبة لى هو خروج عرض دون أن تكون هناك ملابسات سياسية، وأن يكون الموضوع غير مباشر، ولذلك ذهبت لقراءة مسرحية تجريبية رمزية لخروج عرض غير مباشر، وأهم الأدوات التى عملت بها هى كيفية اختيار الموسيقى، لكونها الإلهام الأول والأخير بالنسبة للأفكار والرؤى أو المشهدية والموسيقى هى التى تحركنى فى الأول، وأول اثنين قدموا أغانى فلسطين هما أم كلثوم التى غنت أصبح الآن عندى بندقية وراجعين بقوة السلاح، وفيروز التى غنت أكثر من ثلاث عشرة أغنية.

وكذلك كتبت الأفكار والمشاهد  فى البداية، لكنى لم أقرر أى مشهد قبل الآخر وهو ما يقال عنه القراءة المسرحية وهى التحضيرات التى أقوم بها، وكذلك ربط الفقرات ببعضها بعض، وهو ما يعطينى الانسيابية الحركية.

- هناك صعوبات بكل تأكيد خاصة فى طريقة تناول العرض بصورة مباشرة، بحكم أن هناك أرضًا محتلة وهناك عدوًا، كان يجب الانتباه للموضوعات السياسية، لذلك عندما طلبوا منى تقديم عرض عن فلسطين شعرت بالخوف لأنه إحساس متناقض لتقديم عرض وفى الوقت نفسه يكون هناك أطفال تقتل ونساء تغتصب ورجال تنزح من بيوتها، ولكن هذا الذى أستطيع تقديمه أن أذهب إلى الرمزية، فلا أستطيع أن أتدخل تدخلًا سياسيًا مثلًا، لذلك أعمل على تقديم ذلك من خلال لوحات فنية، وهذا دفعنى للحديث بصورة أكبر عن الضمير الإنسانى.

- هناك الكثير من العروض التى قدمت من أجل دعم القضية الفلسطينية، ولكن ليس بشكل كاف ونحتاج المزيد من العروض لدعم القضية بطرق جيدة وغير مبتذلة، والفن رسالة إبداع، والفنان يجب أن يعلم أين يعيش ولماذا يعيش وما الرسالة التى يقدمها، وكيفية تقديم الإبداع، مضيفا أنه لديه رسالة يريد تقديمها لدعم القضية الفلسطينية، من خلال عرض «صدى جدار الصمت» هو العرض السادس عن القضية الفلسطينية، الذى أقدمه، وكان أول عمل أقدمه هو عرض يحمل اسم (الرقم التاسع)، وكان يتخلله مجازر صبرا وشاتيلا ومشاهد النزوح والتهجير، وبعد أن وصل إلى مصر بعد مرور ٥٠ سنة على النكبة قدمت عرض (أغنية الحيتان)، حيث أرى أن الفنان له كلمته الحرة والقوية أكثر من أى قلم أو أى مقال أو شىء آخر، وخصوصًا أننا نعيش فى زمن السوشيال ميديا وأصبحنا نعيش كل الأحداث مباشرة فى أى وقت وفى كل مكان وتنقل لنا الأحداث من قلب الوقائع بحقيقتها دون أى تزييف، وعروضنا الداعمة لدولة فلسطين، تواجه بالتعتيم فى الخارج.

- يجب أن تتم إقامة فعاليات من قبل المؤسسات الكبرى مثل الجامعة العربية، وتقديم عروض تتحدث عن قضيتنا.

- التكريم من المهرجان التجريبى التابع لوزارة الثقافة، هو فخر وتتويج لمسيرة تصل إلى 32 عامًا فى مصر قدمت خلالها العديد من العروض، وقدمت قبل ذلك سبعة افتتاحيات للمهرجان التجريبى، وحصلت على ثلاث جوائز من المهرجان التجريبى، وهو فخر كبير لى.

- مصر تظل رائدة المسرح فى الوطن العربى، والمجتمع يتغير، ولا نستطيع أن نقول المسرح العربى فى طريقه للانحدار أو فى طريقة للتقدم، لأن كل مرحلة لها متطلباتها، وهناك دول عربية انحدر دور المسرح بها نتيجة للحروب التى تعيشها مثل، لبنان وسوريا والعراق وليبيا واليمن، وهناك منهجية لمحو هويتنا عبر الانشغال بالحرب التى تقضى على الثقافة العربية، ويأتى من بعدها بلاد الخليج فى التطوير المسرحى.

- دور المهرجانات مهم جدًا لدعم الحياة المسرحية، مثل المهرجان القومى والمهرجان التجريبى ومهرجان السينما ومهرجان أولادنا، الذى قدموا حراكًا قويًا، ولكن يجب ألا ينتهى دور المهرجانات بختامها، ويجب أن يكون له تابعيات حتى ينجح فى الدورات القادمة.

- كنت أتمنى أن يكون أقوى من ذلك، إذا كان الرقص المعاصر أو الرقص المسرحى حديث، وفرقة الرقص المصرى الحديث، معروفة فى الدول العربية والأجنبية أكثر من مصر، وعندما أذهب لسلطنة عمان أو باريس أو ألمانيا، يبهر الجمهور بالرقص المصرى الحديث، ونحن بمصر لم نأخذ الفرصة لكى نكون بحجم شهرتنا فى الخارج.

- نتيجة خوفهم من المواطنين لعدم فهم فلسفة الرقص الحديث، وهذا خطأ لكوننا نحن من نقوم بتطوير الثقافة، والرقص الحديث هو من يجعل الجمهور يبحث ويفكر أكثر، وكذلك فكر الرفض ضد الرقص ما زالت موجودة، والكثير من الجمهور يختار رقص البالية أكثر من الرقص المصرى الحديث، رغم أن رقص الباليه هو رقص أجنبى.

- كل العروض التى اقدمها لها جدليات، لكى تنال أعجاب كل الطبقات، وهناك أوقات، وبنيت فلسفتى حينما اقتربت من «بينا باوش» فترة من الفترات ودخلت ورشًا فنية معها، وكنت أميل إلى وجهة نظرها فى الرقص أكثر حتى من موريس بيجار؛ على سبيل المثال فى عرض «خيال المآتة» كانت مدته ثلاث ساعات؛ كنا نعمل مع الجمهور يبدأ العرض ساعة من التحدث والشغل مع الجمهور؛ ثم يتغير أسلوبى فى العروض المتتالية «فيروز هل ذرفت عيونك دمعة»؛ «رائحة الثلج»؛ «قاسم أمين»؛ لا يمكن أن تجدين حركة فى قلب العروض متكررة مع حركة بعرض آخر؛ وبالتالى أحاول دائمًا شرح كيف يذهب المصمم إلى المشهد والرؤية والمعنى حول العرض؛ فى شادى عبدالسلام لن تجديه, ستجدين روحه لا أحب أن يكون لدى أسلوب معين، بينما أسعى لتقديم رؤية مختلفة, لذلك كتب فى توصياته أو فى الخطاب الذى سيلقيه يوم الاحتفال ضرورة العمل على العاطفة, لأن العاطفة غائبة فى معظم العروض, هم لا يشعرون بما يقدمونه.

- نحن لا نقدم دراما ولا يجب أن نقدم دراما؛ لأن الدراما أقرب للمسرح؛ خيوطنا ألا نتحدث, أخلق محتوى بالحركة أن نتكلم بلا كلام؛ نحن نصنع مشاهد مسرحية بالحركة الراقصة من الممكن أن يضاف لعرض الرقص مطرب أوبرا لكن ليس حوارًا مسرحيًا دراميًا.

- أتمنى أن يصبح الشباب محررين الفكر ونهتم بالإرث الثقافى والهوية الثقافية الشرقية المصرية ونذهب بعيدا بأفكارنا الفنية ولكن نتمسك بالهوية، وأرى أن العالم بالفعل أصبح صغيرًا جدًا والتطلع للأفكار الخارجية أصبح سهلًا ويساعد على الحصول على أفكار جديدة ومتطورة، فأتمنى التحديث وليس طمس الهوية، والفنان الحقيقى دوره هو الحفاظ على الهوية.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: وليد عوني ندعم القضية الفلسطينية سلاح الفن مصر رائدة القضیة الفلسطینیة الرقص الحدیث أکثر من أن یکون یجب أن

إقرأ أيضاً:

الليلة.. افتتاح معرض الفنان علي حبيش بجاليري ضي الزمالك

ينظم جاليري ضي الزمالك، فى السابعة من مساء اليوم، افتتاح المعرض الاستعادي للفنان الكبير الدكتور علي حبيش، أستاذ النحت الميداني بكلية الفنون الجميلة، ويستمر لمدة ثلاثة أسابيع.

يعتبر الفنان على حبيش أحد أعمدة النحت في مصر وخصوصا النحت على الخشب، وأقام أكثر من 10 معارض شخصية وشارك في المئات من المعارض المحلية والدولية داخل مصر وخارجها، وله عدد من المجسمات المهمة في ميادين مصر، وله تمثال ميداني بدار الأوبرا المصرية وقاعة المؤتمرات بمدينة نصر.

وحصل حبيش على العديد من الجوائز منها جائزة صالون الإسكندرية الأول وجائزة الصحراء وجائزة يوم الأرض ١٩٧٥ وله مقتنيات بمتحف الفن الحديث ومتحف الإسكندرية ومتحف أحمد شوقي.

عن تجربته يقول الفنان والناقد الكبير الدكتور صالح رضا:
الفنان على حبيش فى درامية ساخنة حول الإنسان والآلة والحضور الرومانسى لأعماله، يتصارع الفنان النحات على حبيش مع كتلة الصماء فى عراك أبدى حول مفهوم ومنطلقات الفن الذى يعيش وسط الجماهير، مناديا عليها فى الخروج من بوتقة الألم إلى الحرية التى يسعى إليها الفنان من خلال محاولاته السابقة التى كانت تعلو تعبيراتها فوق تعبير الواقع الذى شغل الإنسان وأرهقه فى العصر الحديث.
فتارة نرى الفنان تنصب أعماله حول الطبيعة برومانسيتها بالرغم من عويل الألم فيها فهى تناديك للالتحام بك أينما ذهبت هذه الأشكال بقوة تعبيراتها، سواء صنعها من الحجر أو الخشب أو النحاس فهو سريع النداء للإنسان الذى يقدسه ويعبر عنه فى ملحمة الإنسان والآلة الحديثة ، وفى هذا العمل الذى يقوم بعرضه الفنان يوضح لنا أن الإنسان سوف ينتصر أخيرا على الآلة لأنه هو صانعها وهو قائدها، وإذا فقد الإنسان قيادة هذه الآلة فهى سوف تقضى عليه، فهذه الآلة من خلال رغبة الفنان، فإن أراد أن يحولها أو يغيرها فهو قادر على هذا والتماسك بين صراع الآلة والإنسان.
و يظهر لنا الفنان هذا الاندماج الكلى فى تشكيله الفنى بهذا العمل فى معرضه (الآلة والإنسان) فنرى التكامل من حيث تكتيل الجسم البشرى مع الكتلة النحتية للآلة الصماء فهى غير قادرة على التحرك ضد رغبة الإنسان ومتطلباته العصرية ، ويظهر لنا على حبيش أن رأس الإنسان هى (الماكينة) فى حد ذاتها ــ وهى الآلة العصرية التى تغطى حياتنا فى المنتجات النافعة ، ولكن تخوف الفنان هنا هو أن يكون (العقل) هو الآلة فيفقد الإنسان رومانسيته وعاطفته التى منحها الله له، فالعقل أولا الآلة ثانيا .
فالفنان يضع المحاذير والتخوف من سيطرة الآلة على حياتنا بحيث نصبح آليين مثل الآلة ، وهذا أمر مرفوض تماما من تجسيم وتعبيرات الفنان صاحب الحس العالى وصاحب الرومانسية الحديدية التى تتصارع من اجل بقاء عقل الإنسان، وألا ينحرف خارج طبيعته المليئة بالانسانية وحبه للحياة، والتمثال فى حده هو إنسان جالس على الأرض الصلبة التى يملكها ويعيش عليها، فى أنه قادر على أن يصعد ويتحرك خلال عقله الذى هو فى حقيقة الأمر، هو المحرك الحقيقى للبشرية، فعلا خوف من هذه الآلة الإنسانية الجديدة التى تصنع للبشر وسائل حياتهم.
فالفنان على حبيش يرتفع بقدرة الإنسان ولا يقلل منها على أنها هى الحقيقة الفاصلة فى حياة البشر منذ بدء التاريخ إلى يومنا هذا.
إذن ما هو مفهوم هذه الكتل (النحتية) التى يصنعها الفنان ونثار نحن من خلال تركيباتها ــ لقد أدرك الفنان أنه لا يمكنه أن يجرد الإنسان ويحوله إلى كتل صماء لا حياة فيها تحت إطار مفهوم النحت الجديد بالمجردات .
فالنظرة لدى الفنان هى إيجاد معادل صعب لكى يتم المزج بين الآلة ورغبات الإنسان، وأن (التقنية) الفنية هى مجرد عامل مساعد لإظهار هذا التلاقى فى الحميم بينه وبين الحس البشرى العالى وإيجاد (حميمية) حقيقية بينه وبين هذه الآلة التى يمكنها أن تتمرض على الإنسان سانعها وكل هذه التعبيرات واضحة كل الموضوح فى هذا العمل (الآلة والإنسان) حتى فى عرضه هذا فالمضمون صادر من خلال دلالة (مضمونية) عالية الحس والتعبير التى تظهر بشكل عام فى معرضه هذا وهى إحدى المحاولات للمزج بين متطلبات الشكل والمضومن كما فعل النحات المصرى القديم فى معجزاته النحتية والتى على هداها نحن نسير .

مقالات مشابهة

  • سيرجي لافروف: القضية الفلسطينية محورية على الأجندة الدولية
  • سينما المؤلف التى غابت
  • كوارث عمر أفندى!
  • الكفيفة التى أبصرت بعيون القلب
  • قاليباف يؤكد على أهمية وحدة المسلمين في دعم القضية الفلسطينية
  • أشرف غريب يكتب: أعظم ما في تجربة سيد درويش
  • خالد ميري يكتب: أرض الألغام.. واحة للأحلام
  • على هامش المناظرة
  • توافق المشاعر العربية
  • الليلة.. افتتاح معرض الفنان علي حبيش بجاليري ضي الزمالك