وليد عونى: ندعم القضية الفلسطينية بسلاح الفن
تاريخ النشر: 9th, September 2024 GMT
مصر رائدة المسرح بالوطن العربى.. وما زالت الأفكار رجعية تجاه الرقص الحديث
حفر المخرج ومصمم الرقص اللبنانى وليد عونى، اسمًا بارزًا على الساحة الدولية، فهو أحد أهم رواد الفن فى العالم العربى، ورائد لفن الرقص الحديث، استطاع بموهبته أن يجوب البلدان ويحصد العديد من الأوسمة والجوائز العالمية من فرنسا وبلجيكا ولبنان وغيرها، إذ نال وسام الشرف برتبة فارس من الحكومة اللبنانية، ووسام الأدب والفن برتبة فارس من الحكومة الفرنسية، ووضع بصمته فى مصر بتأسيس فرقة الرقص المسرحى الحديث المصرى التابعة لدار الأوبرا المصرية عام 1993، تتبع دار الأوبرا المصرية، حيث قدمت أول عروضها «تناقضات»، ليبدأ بعد ذلك رحلة انطلاقته فى مصر ليضع بصماته الخاصة.
أبهر وليد عونى، الجمهور فى افتتاح مهرجان المسرح التجريبى فى دورته الـ31، من خلال تقديمه لعرض «صدى جدار الصمت» الذى تدعم به القضية الفلسطينية، كما تم تكريمه خلال المهرجان.
«الوفد» التقت المخرج وليد عونى، الذى تحدث معنا عن مسيرته، والعرض المسرحى وتكريمه بالمهرجان.
- مع وجود فكرة الإبادة والاحتلال الإسرائيلى لفلسطين، كانت الفكرة واضحة، والأهم بالنسبة لى هو خروج عرض دون أن تكون هناك ملابسات سياسية، وأن يكون الموضوع غير مباشر، ولذلك ذهبت لقراءة مسرحية تجريبية رمزية لخروج عرض غير مباشر، وأهم الأدوات التى عملت بها هى كيفية اختيار الموسيقى، لكونها الإلهام الأول والأخير بالنسبة للأفكار والرؤى أو المشهدية والموسيقى هى التى تحركنى فى الأول، وأول اثنين قدموا أغانى فلسطين هما أم كلثوم التى غنت أصبح الآن عندى بندقية وراجعين بقوة السلاح، وفيروز التى غنت أكثر من ثلاث عشرة أغنية.
وكذلك كتبت الأفكار والمشاهد فى البداية، لكنى لم أقرر أى مشهد قبل الآخر وهو ما يقال عنه القراءة المسرحية وهى التحضيرات التى أقوم بها، وكذلك ربط الفقرات ببعضها بعض، وهو ما يعطينى الانسيابية الحركية.
- هناك صعوبات بكل تأكيد خاصة فى طريقة تناول العرض بصورة مباشرة، بحكم أن هناك أرضًا محتلة وهناك عدوًا، كان يجب الانتباه للموضوعات السياسية، لذلك عندما طلبوا منى تقديم عرض عن فلسطين شعرت بالخوف لأنه إحساس متناقض لتقديم عرض وفى الوقت نفسه يكون هناك أطفال تقتل ونساء تغتصب ورجال تنزح من بيوتها، ولكن هذا الذى أستطيع تقديمه أن أذهب إلى الرمزية، فلا أستطيع أن أتدخل تدخلًا سياسيًا مثلًا، لذلك أعمل على تقديم ذلك من خلال لوحات فنية، وهذا دفعنى للحديث بصورة أكبر عن الضمير الإنسانى.
- هناك الكثير من العروض التى قدمت من أجل دعم القضية الفلسطينية، ولكن ليس بشكل كاف ونحتاج المزيد من العروض لدعم القضية بطرق جيدة وغير مبتذلة، والفن رسالة إبداع، والفنان يجب أن يعلم أين يعيش ولماذا يعيش وما الرسالة التى يقدمها، وكيفية تقديم الإبداع، مضيفا أنه لديه رسالة يريد تقديمها لدعم القضية الفلسطينية، من خلال عرض «صدى جدار الصمت» هو العرض السادس عن القضية الفلسطينية، الذى أقدمه، وكان أول عمل أقدمه هو عرض يحمل اسم (الرقم التاسع)، وكان يتخلله مجازر صبرا وشاتيلا ومشاهد النزوح والتهجير، وبعد أن وصل إلى مصر بعد مرور ٥٠ سنة على النكبة قدمت عرض (أغنية الحيتان)، حيث أرى أن الفنان له كلمته الحرة والقوية أكثر من أى قلم أو أى مقال أو شىء آخر، وخصوصًا أننا نعيش فى زمن السوشيال ميديا وأصبحنا نعيش كل الأحداث مباشرة فى أى وقت وفى كل مكان وتنقل لنا الأحداث من قلب الوقائع بحقيقتها دون أى تزييف، وعروضنا الداعمة لدولة فلسطين، تواجه بالتعتيم فى الخارج.
- يجب أن تتم إقامة فعاليات من قبل المؤسسات الكبرى مثل الجامعة العربية، وتقديم عروض تتحدث عن قضيتنا.
- التكريم من المهرجان التجريبى التابع لوزارة الثقافة، هو فخر وتتويج لمسيرة تصل إلى 32 عامًا فى مصر قدمت خلالها العديد من العروض، وقدمت قبل ذلك سبعة افتتاحيات للمهرجان التجريبى، وحصلت على ثلاث جوائز من المهرجان التجريبى، وهو فخر كبير لى.
- مصر تظل رائدة المسرح فى الوطن العربى، والمجتمع يتغير، ولا نستطيع أن نقول المسرح العربى فى طريقه للانحدار أو فى طريقة للتقدم، لأن كل مرحلة لها متطلباتها، وهناك دول عربية انحدر دور المسرح بها نتيجة للحروب التى تعيشها مثل، لبنان وسوريا والعراق وليبيا واليمن، وهناك منهجية لمحو هويتنا عبر الانشغال بالحرب التى تقضى على الثقافة العربية، ويأتى من بعدها بلاد الخليج فى التطوير المسرحى.
- دور المهرجانات مهم جدًا لدعم الحياة المسرحية، مثل المهرجان القومى والمهرجان التجريبى ومهرجان السينما ومهرجان أولادنا، الذى قدموا حراكًا قويًا، ولكن يجب ألا ينتهى دور المهرجانات بختامها، ويجب أن يكون له تابعيات حتى ينجح فى الدورات القادمة.
- كنت أتمنى أن يكون أقوى من ذلك، إذا كان الرقص المعاصر أو الرقص المسرحى حديث، وفرقة الرقص المصرى الحديث، معروفة فى الدول العربية والأجنبية أكثر من مصر، وعندما أذهب لسلطنة عمان أو باريس أو ألمانيا، يبهر الجمهور بالرقص المصرى الحديث، ونحن بمصر لم نأخذ الفرصة لكى نكون بحجم شهرتنا فى الخارج.
- نتيجة خوفهم من المواطنين لعدم فهم فلسفة الرقص الحديث، وهذا خطأ لكوننا نحن من نقوم بتطوير الثقافة، والرقص الحديث هو من يجعل الجمهور يبحث ويفكر أكثر، وكذلك فكر الرفض ضد الرقص ما زالت موجودة، والكثير من الجمهور يختار رقص البالية أكثر من الرقص المصرى الحديث، رغم أن رقص الباليه هو رقص أجنبى.
- كل العروض التى اقدمها لها جدليات، لكى تنال أعجاب كل الطبقات، وهناك أوقات، وبنيت فلسفتى حينما اقتربت من «بينا باوش» فترة من الفترات ودخلت ورشًا فنية معها، وكنت أميل إلى وجهة نظرها فى الرقص أكثر حتى من موريس بيجار؛ على سبيل المثال فى عرض «خيال المآتة» كانت مدته ثلاث ساعات؛ كنا نعمل مع الجمهور يبدأ العرض ساعة من التحدث والشغل مع الجمهور؛ ثم يتغير أسلوبى فى العروض المتتالية «فيروز هل ذرفت عيونك دمعة»؛ «رائحة الثلج»؛ «قاسم أمين»؛ لا يمكن أن تجدين حركة فى قلب العروض متكررة مع حركة بعرض آخر؛ وبالتالى أحاول دائمًا شرح كيف يذهب المصمم إلى المشهد والرؤية والمعنى حول العرض؛ فى شادى عبدالسلام لن تجديه, ستجدين روحه لا أحب أن يكون لدى أسلوب معين، بينما أسعى لتقديم رؤية مختلفة, لذلك كتب فى توصياته أو فى الخطاب الذى سيلقيه يوم الاحتفال ضرورة العمل على العاطفة, لأن العاطفة غائبة فى معظم العروض, هم لا يشعرون بما يقدمونه.
- نحن لا نقدم دراما ولا يجب أن نقدم دراما؛ لأن الدراما أقرب للمسرح؛ خيوطنا ألا نتحدث, أخلق محتوى بالحركة أن نتكلم بلا كلام؛ نحن نصنع مشاهد مسرحية بالحركة الراقصة من الممكن أن يضاف لعرض الرقص مطرب أوبرا لكن ليس حوارًا مسرحيًا دراميًا.
- أتمنى أن يصبح الشباب محررين الفكر ونهتم بالإرث الثقافى والهوية الثقافية الشرقية المصرية ونذهب بعيدا بأفكارنا الفنية ولكن نتمسك بالهوية، وأرى أن العالم بالفعل أصبح صغيرًا جدًا والتطلع للأفكار الخارجية أصبح سهلًا ويساعد على الحصول على أفكار جديدة ومتطورة، فأتمنى التحديث وليس طمس الهوية، والفنان الحقيقى دوره هو الحفاظ على الهوية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: وليد عوني ندعم القضية الفلسطينية سلاح الفن مصر رائدة القضیة الفلسطینیة الرقص الحدیث أکثر من أن یکون یجب أن
إقرأ أيضاً:
درة: أنا ضد الصورة النمطية عن دعم القضية الفلسطينية في الأعمال الفنية
لفتت الفنانة درة خلال مشاركتها بندوة السينما الفلسطينية واللبنانية - قصص الهوية والبقاء التي أقيمت اليوم على هامش فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الأنظار إليها من خلال تصريحاتها عن القضية الفلسطينية، حيث أعربت عن استيائها من الصورة النمطية عن دعم القضية الفلسطينية.
وقالت درة: «هناك صورة نمطية وأنا ضدها بشكل عام في أي شئ بالدنيا، لأن الشخص أو الفنان حين يوضع في صورة نمطية معينة، يحبس فيها، وأنا ضد الصورة النمطية عن القضية الفلسطينة ولا أحب التعاطف، أو الخطاب المباشر بشكل نمطي، والمشاهد لا يحتاج مشاهدة هذا النمط».
وأضافت: «ولكن أرى أن دور السينما هو إلقاء الضوء على تفاصيل أكثر في الحياة، وأنا شاهدت الكثير من الأفلام التي لمستني، قبل تقديم فيلم عن القضية، والفلسطينين متعايشين مع ما يحدث هناك، ولكن هذا لا يعني أن عليهم تحمل كل هذه الضغوط دائمًا».
وتابعت درة: «تربيت وتعلمت أن القضية الفلسطينية جزء أساسي في حياتنا ومن هويتنا يجب الإشارة إليه، فهناك تعتيم تام ومحاولة تجريد الفلسطينيين من إنسانيتهم، لذا عرضت فيلم وين صرنا؟، كي أبين هذا الجانب الإنساني، وأنهم يستحقوا الحياة، لأن دي حياتهم وحاولت أعبر عنها».
تفاصيل فيلم وين صرنافيلم «وين صرنا»، من إخراج وإنتاج النجمة درة، ويعد أولى تجاربها الإخراجية والإنتاجية، ويحكي عن نادين، امرأة شابة من غزة، وصلت إلى مصر بعد ثلاثة أشهر من الحرب، برفقة ابنتيها الرضيعتين، اللتين أنجبتهما قبل الحرب ببضعة أشهر بعد معاناة خمس سنوات في مصر، وتنتظر زوجها الذي لم يتمكن من الانضمام إليها إلا بعد شهرين.
اقرأ أيضاًظهرت بملامح جديدة.. إلهام شاهين تتصدر التريند بعد إطلالتها الشبابية
بعد عرض وتر حساس.. كريم فهمي لـ صبا مبارك: «مهببة إيه للناس يا أحلام»