إسرائيل ترد على عملية «الكرامة»
تاريخ النشر: 9th, September 2024 GMT
15 غارة على سوريا وتلويح بضرب لبنان والأردن يغلق الحدود«دمشق» تندد و«طهران» تتوعد... ومخاوف من توسع الحرب الإقليمية
يلجأ دائماً رئيس وزراء الاحتلال الصهيونى بنيامين نتنياهو إلى سياسة الهروب للأمام بالهجوم العسكرى أو بالاغتيالات لصرف الأنظار عن فشله، وخلق مبررات الاستمرار فى سيناريوهات الحفاظ على ائتلافه اليمينى المتطرف، ومنح قبلة الحياة السياسية لبقاء حكومته، وذلك عند كل ضربة يتلقاها فى عمقه، وكان آخرها عملية معبر الكرامة الأردنى على الحدود الفلسطينية المحتلة.
سكب مصرع 3 إسرائيليين الزيت على نار ثورة الغضب المتواصلة فى الشارع من جانب أهالى الرهائن ومئات الآلاف من المستوطنين الذين فقدوا الأمن فى المستعمرات فى الداخل الفلسطينى المحتل وعلى طول الحدود مع غزة وجنوب لبنان.
وصعد الغاضبون من طوفانهم لمحاصرة «نتنياهو» لاجباره على وقف الحرب فيما أعلنت إدارة أمن الجسور التابعة لمديرية الأمن العام فى الأردن إغلاق جسر الملك حسين (معبر الكرامة بالتسمية الفلسطينية، واللنبى بالتسمية الإسرائيلية) أمام حركة المسافرين المغادرين والقادمين والشحن، حتى إشعار آخر فيما تعهد نتنياهو ببناء جدار على حدود الأردن لمنع تهريب الأسلحة إلى الضفة المحتلة.
لقد فتح رئيس حكومة الاحتلال جبهة الحرب الإقليمية المتسارعة مع سوريا بشن أكثر من 15 غارة على معظم المناطق أسفرت عن استشهاد وإصابة العشرات فيما طالبت دمشق حكومات العالم بإدانة الهجوم الذى تمركز على منطقة مصياف فى ريف حماة حيث يقع مركز البحوث العلمية الذى يوجد فيه خبراء الحرس الثورى الإيرانى.
كما اندلع حريق كبير فى منطقة حير عباس بريف حماة، واعترفت مصادر إسرائيلية بشن طيرانها 15 غارة على الأقل على مرحلتين، فيما قالت مصادر سورية إن الغارات المتزامنة تعد الأوسع والأعنف التى تتعرض لها سوريا خلال السنوات الأخيرة.
وأكدت وزارة الخارجية السورية أن تمادى الاحتلال الإسرائيلى فى اعتداءاته على سيادة بلادها ودول أخرى يدل على السعى المحموم لمزيد من التصعيد فى المنطقة.
وقالت الوزارة، فى بيان لها: «إمعاناً فى اعتداءاتها على الأراضى السورية، شنت قوات الاحتلال الإسرائيلى مساء الأحد عدواناً جوياً سافراً من جهة شمال غرب لبنان استهدف عدداً من المناطق».
كما ردت وزارة الخارجية الإيرانية، على المزاعم التى روجتها وسائل إعلام تابعة للاحتلال التى أشارت إلى أن الاستهدافات شنت ضد مراكز بحثية إيرانية فى سوريا.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعانى إن الاحتلال الإسرائيلى فتح على نفسه أبواباً جديدة من النار بأعماله التى يقوم بها، مضيفاً أن جريمة الاحتلال التى نفذها فى سوريا أظهرت أن جرائم الاحتلال لا تقتصر فقط على حدود فلسطين.
وأضاف المتحدث باسم الخارجية الإيرانية أن ما روجه الاحتلال الإسرائيلى حول استهداف مقرات إيرانية على الأراضى السورية غير صحيح، وقال كنعانى إن الوقت حان من أجل وقف الدعم الذى يقدمه الغرب لإسرائيل، وأن تقوم المنظمات الدولية بما فى ذلك منظمة الأمم المتحدة بإدانة جرائم الاحتلال واتخاذ الإجراءات اللازمة، موضحاً أن العدوان الإسرائيلى على سوريا ولبنان هو مواصلة لسياساته المجنونة ومحاولاته توسيع رقعة الصراع فى الشرق الأوسط.
وقال إن توجه بلاده فى علاقاتها الدبلوماسية نحو الشرق هو على رأس أولوية الحكومة والجهاز الدبلوماسى الإيرانية، موضحاً أن الحكومة ستتابع العلاقات مع مختلف دول منطقة الشرق الأوسط بما فى ذلك روسيا والصين،
يأتى الرد السورى الإيرانى على الهجوم الصهيونى فى ظل تلويح إسرائيلى بتحرك ضد لبنان خلال أيام أيضاً.
وقال عضو حكومة الحرب السابق بينى جانتس إن إسرائيل عليها تحويل تركيزها نحو جماعة حزب الله والحدود اللبنانية، معتبراً أن تل أبيب تأخرت فى ذلك.
وأضاف جانتس خلال حضوره منتدى فى واشنطن حول الشرق الأوسط، أن إيران ووكلاءها هم القضية الحقيقية، مشيراً إلى أن لديهم قوة كافية للتعامل مع غزة، ويجب أن نركز على ما يجرى فى الشمال.
واعتبر جانتس أن إسرائيل ارتكبت خطأ فى إخلاء جزء كبير من الشمال مع اندلاع الأعمال القتالية مع «حزب الله» فى أكتوبر الماضى. وأضاف أن تل أبيب تجاوزت نقطة حاسمة فى غزة، زاعماً أنها يمكنها إجراء أى شىء تريده فى القطاع، وأوضح: بقوله «يجب أن نسعى للحصول على صفقة لإخراج محتجزينا، ولكن إذا لم نتمكن يجب أن نذهب شمالاً».
قال عضو لجنة الشئون الخارجية والدفاع فى الكنيست الإسرائيلى نسيم فاتورى إن اندلاع حرب شاملة بين لبنان وإسرائيل مسألة أيام.
وأضاف فاتورى، عضو حزب الليكود الحاكم الذى ينتمى له نتنياهو: «عندما تندلع الحرب، فإن الضاحية الجنوبية فى بيروت ستكون مثل غزة»، بحسب زعمه.
واعتبر عضو الكنيست أنه لا طريق آخر، مضيفاً أن نتنياهو له الرأى ذاته، وأن «هذا شىء سيحدث فى الأيام المقبلة». وتابع: «رئيس الوزراء أحاط المسئولين العسكريين الأحد، الماضى، وأخبرهم بأن هذه المعركة يجب أن تنتهى».
قال وزير المالية الإسرائيلى بتسلئيل سموتريتش إنه لا يوجد اتفاق لإعادة المحتجزين ونبذل قصارى جهدنا لإعادتهم أحياء لكن لن ننتحر جماعياً لأجل ذلك.
وعلى صعيد حرب الإبادة الصهيوينة فى غزة التى دخلت يومها الـ339 يتواصل القصف الإسرائيلى على عدة أحياء ومناطق بالقطاع المحاصر ما خلف شهداء ومصابين، بينما حذر مستشفيان من توقف خدماتهما خلال يومين.
وأكدت مصادر طبية أن نحو 20 فلسطينياً استشهدوا بغارات استهدفت أحياء ومناطق عدة بالقطاع. يأتى ذلك بينما أعلنت إدارة مستشفيى الإندونيسى وكمال عدوان أن المستشفيين مهددان بالتوقف عن العمل خلال الساعات الـ48 المقبلة بسبب منع الاحتلال إدخال الوقود والمستلزمات الطبية اللازمة. كما فقدَ القطاع أكثر من 98% من ثروته الحيوانية والداجنة، إذ نفقت عشرات الآلاف من الحيوانات، ومئات الآلاف من الطيور، جراء الجوع، والقتل بالغارات والغازات السامة. وما زال العدد القليل من الحيوانات والطيور المتبقية تصارع من أجل البقاء ويغامر ملاكها لتوفير الطعام لها، حتى تظل على قيد الحياة.
وأكد مفوض الأمم المتحدة السامى لحقوق الإنسان فولكر تورك أنه لا يجوز لدول العالم أن تقبل تجاهل إسرائيل الصارخ للقانون الدولى فى الأراضى المحتلة. وأضاف تورك أن إنهاء الحرب فى غزة وتجنب الصراع الإقليمى يشكلان أولوية مطلقة وعاجلة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: غلق الحدود سوريا الاحتلال الإسرائیلى
إقرأ أيضاً:
وزير الخارجية الأمريكي يدعو إلى محاسبة "مرتكبي المجازر" ضد الأقليات في سوريا
اتهم وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، "الجماعات الإسلامية المتطرفة" بالوقوف وراء "المجازر" التي استهدفت الأقليات بسوريا في الأيام الأخيرة، مشددًا على ضرورة محاسبة المسؤولين عنها.
وفي بيان صادر عنه، أشار روبيو إلى أن "الولايات المتحدة تقف إلى جانب الأقليات الدينية والعرقية في سوريا، بما في ذلك المسيحيون والدروز والعلويون والأكراد، وتقدم تعازيها للضحايا وعائلاتهم". وأضاف: "يجب على السلطات السورية المؤقتة اتخاذ جميع الإجراءات لمحاسبة مرتكبي هذه المجازر ضد الأقليات".
وكانت أعمال العنف قد اندلعت ضد الأقليات بعد هجوم نفذه مسلحون موالون للرئيس السابق بشار الأسد، الذي ينتمي إلى الأقلية العلوية، ضد قوات الأمن الجديدة.
ووفقًا للمرصد السوري لحقوق الإنسان، فقد قتلت قوات الأمن والجماعات المتحالفة معها ما لا يقل عن 745 مدنيًا علويًا في محافظتي اللاذقية وطرطوس. كما ارتفعت حصيلة القتلى، خلال أيام من الاشتباكات بين المسلحين إلى أكثر من 1000 قتيل بحلول يوم السبت.
فيما دعا الرئيس المؤقت، أحمد الشرع، الذي قاد "هيئة تحرير الشام" خلال الهجوم الذي أطاح بالأسد، إلى تحقيق التعايش الوطني بعد أعمال القتل التي شهدتها البلاد. وقال: "ما دامت الثورة خرجت من هذه المساجد فلا خوف على سوريا"، قائلاً إن الأزمة الحالية "عدّت على خير".
الموقف الأمريكي من السلطة الجديدةفي عهد الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، أجرت الولايات المتحدة محادثات مع الشرع بعد وصوله إلى السلطة، إلا أن بايدن شدد على أن أي تطبيع للعلاقات سيظل مرهونًا بتوفير ضمانات لحماية الأقليات وتعزيز الاستقرار.
أما الرئيس دونالد ترامب، فقد تبنى موقفًا مختلفًا، مؤكدًا أن الولايات المتحدة ليست لديها مصلحة كبيرة في سوريا، وينبغي أن تنأى بنفسها عن الصراع هناك. وكان قد صرح سابقًا برغبته في سحب القوات الأمريكية المنتشرة في سوريا، والتي تعمل على مكافحة تنظيم داعش.
Relatedالشرع: سوريا غير قابلة للتقسيم وليست حقلاً للتجاربالاتحاد الأوروبي يُعلّق عقوبات على قطاعات رئيسية في سوريا لدعم التعافي الاقتصادي والاستقرارفيلم يوثق زيارة مراسل إسرائيلي إلى دمشق يُعرض الليلة وسط موجة غضب في سورياوعلى صعيد العقوبات، لم تنضم الولايات المتحدة إلى بريطانيا في قرارها، يوم الخميس، تخفيف العقوبات المفروضة على سوريا خلال عهد الأسد. حيث أعلنت لندن عن إزالة 24 كيانًا سوريًا من قائمة العقوبات.
وبحسب إشعار نُشر على الموقع الرسمي للحكومة البريطانية، فقد شمل القرار رفع التجميد عن أصول مصرف سوريا المركزي، والمصرف التجاري السوري، والمصرف الزراعي التعاوني، إلى جانب كيانات أخرى كانت خاضعة للعقوبات الاقتصادية.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية سوريا: أكثر من 600 قتيل في يومين خلال معارك بين القوات الحكومية وموالين لنظام الأسد يهود أمريكيون يطالبون ترامب برفع العقوبات عن سوريا لإعادة بناء المعابد اليهودية هجوم إسرائيلي على ميناء طرطوس شمال غربي سوريا سورياجرائم حربالولايات المتحدة الأمريكيةأبو محمد الجولاني طائفةهيئة تحرير الشام