الدوحة – انتقد عدد من المسؤولين تقاعس المجتمع الدولي أمام قضية حماية التعليم من الهجمات في مناطق النزاعات خاصة في ظل التصاعد الملحوظ لأعداد ضحايا هذه النزاعات في الكثير من مناطق العالم، مما يبرز أهمية تضافر الجهود لوضع حد لهذه الانتهاكات التي يعاني منها ملايين الأطفال حول العالم.

وطالب المسؤولون، في حديثهم للجزيرة نت، بإصدار تشريعات وقوانين تجرم الهجوم على التعليم وتجعل كل من يرتكب هذا الأمر مطارَدًا دوليًا يتم تعقبه ومعاقبته.

وانطلقت اليوم الاثنين في الدوحة أعمال المؤتمر الدولي للاحتفاء بالذكرى الخامسة لإعلان الجمعية العامة للأمم المتحدة، التاسع من سبتمبر/أيلول يومًا دوليًا لحماية التعليم من الهجمات، والذي يأتي هذا العام تحت عنوان "التعليم في خطر: التكلفة الإنسانية للحرب".

مسؤولون رفيعو المستوى يناقشون ضرورة حماية التعليم في مناطق النزاعات (الجزيرة)

وخلال كلمتها بالمؤتمر، عبرت الشيخة موزا بنت ناصر رئيسة مجلس إدارة مؤسسة التعليم فوق الجميع عضو مجموعة المدافعين عن أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، عن غضبها إزاء حجم الجرائم التي ترتكب في غزة، وفرط صمت الإنسانية من المجتمع الدولي الذي انفضحت معاييره المزدوجة، بسبب تغاضي النظر عن مأساة القطاع المحاصر.

وأشارت إلى أن الهجمات على التعليم تتواصل في الكثير من المناطق، لافته إلى أنه منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، استشهد أكثر من 10 آلاف طالب، وأكثر من 400 معلم، فضلا عن تدمير 63% من المدارس التي كان معظمها مآوي للاجئين.

المشاركون في المؤتمر اتفقوا على ضرورة تضافر الجهود لحماية الحق في التعليم (الجزيرة) خط أحمر

ومن جانبه، أكد مدير التواصل بمؤسسة التعليم فوق الجميع، عبدالله البكري أنه خلال العامين الماضيين كانت هناك زيادة في الهجمات على التعليم بمعدل 20% وذلك من خلال الهجمات المباشرة على المنشآت أو الطلاب أو الكوادر التعليمية، لافتا إلى أن المؤتمر يعد مناسبة مهمة لإلقاء الضوء على الهجمات المتكررة والمتزايدة على التعليم والدعوة لإصدار قوانين تحمي التعليم.

وقال البكري، في تصريح للجزيرة نت، إن التقارير توضح أن أكثر من 70 مليون طفل حول العالم محرومون من التعليم بسبب النزاعات أو الهجمات على التعليم ولذلك نحاول من خلال هذا المؤتمر العمل على تضافر الجهود لإصدار قرارات تحرّم وتجرّم الهجمات على التعليم.

وأوضح أن الهدف الأساسي هو أن يكون التعليم خطًا أحمر لا يتعرض للاعتداء سواء في زمن السلم أو الحرب، بحيث يعتبر من يعتدي على الأنظمة التعليمية مجرم حرب يلاحق دوليًا ويجب أن يحاسب على هذه الأفعال.

وأكد أن قطاع غزة من أكثر المناطق التي تعرض فيها التعليم للهجمات حيث تشير التقارير إلى أن 650 ألف طفل محرومون من التعليم كما تم رصد نحو 10 آلاف هجمة مباشرة على الأطفال والطواقم التعليمية.

وأوضح البكري أن دولة قطر قادت جهودًا كبيرة لحماية التعليم في مناطق النزاعات وعلى الأخص من خلال مؤسسة التعليم فوق الجميع التي تسعى بكل السبل للدفع في هذا الاتجاه، موضحًا أن النجاح في إقرار يوم عالمي لإلقاء الضوء على أهمية حماية التعليم ضد الهجمات هو أمر يحسب لدولة قطر حيث بدأت المجتمعات والدول تدرك أهمية هذا الموضوع والعمل على وضع السياسات والقوانين التي تحمي التعليم.

ولفت إلى أن من بين جهود قطر في هذا الإطار يأتي برنامج الفاخورة الذي يركز على توفير فرص تعليمية للطلاب في مناطق النزاعات من خلال المنح الدراسية للطلاب اللاجئين في جميع أنحاء العالم، موضحًا أن مؤسسة التعليم فوق الجميع تعمل في نحو 60 دولة ويستفيد من جهودها ما يقرب من 19 مليون طفل حول العالم.

البكري: ارتفع معدل الهجمات على التعليم بنسبة 20% في العامين الماضيين (الجزيرة) حماية في الحرب والسلم

ومن جهته، أكد يحيى الأغا، نائب السفير الفلسطيني في الدوحة والمشرف على مدارس السلم، أهمية أن يتحمل المجتمع الدولى مسؤولياته ويعمل على إصدار تشريعات وقوانين تكفل توفير الحماية للطلاب والمؤسسات التعليمية من الهجمات سواء أثناء الحروب أو خلال أوقات السلم.

وقال الأغا، في تصريح للجزيرة نت، إن الكثير من شعوب العالم تنتظر أن تخرج من عنق الزجاجة وأن يمد المجتمع الدولي لها يد المساعدة حيث يعاني أبناؤها وأطفالها في سن التعليم من الحروب والويلات التي لا ذنب لهم فيها.

وأشاد بجهود دولة قطر في هذا الصدد من خلال مبادرة مدارس السلم التي أنشأتها مؤسسة التعليم فوق الجميع قبل 5 أعوام بهدف احتواء الطلاب الفارين من الحروب والنزاعات في دولهم والذين استقروا في دولة قطر مثل السودان واليمن وسوريا وفلسطين حيث يتم توفير فرص تعليمية للناطقين باللغة العربية والناطقين باللغات الأخرى.

وأشار إلى أن هذه المدارس تضم العديد من الطلاب الذين يمثلون ما يقرب من 13 جنسية، منهم من انقطع عن التعليم لفترة ما، وجاء إلى قطر بسبب الحروب، حيث يتم إجراء اختبار تقييمي لهم وإلحاقهم بالصف المناسب لهم، بالإضافة إلى الطلاب الذين لا يستطيعون دفع رسوم مدرسية فإنه يتم استقبالهم ودراسة حالتهم وتوفير الفرصة لاستكمال تعليمهم.

شحادة: الوضع الحالي يؤكد أهمية توفير مظلة عالمية تحمي التعليم ( الجزيرة) الفاخورة نموذجا

وبدوره، قال المدير الإقليمي لبرنامج الفاخورة التابع لمؤسسة التعليم فوق الجميع هاني شحادة إن الهجمات على التعليم في تزايد ملحوظ في العديد من المناطق، وعلى سبيل المثال نجد  في السودان نحو 19 مليون طفل لا يستطيعون الذهاب للمدارس، وفى قطاع غزة هناك نحو 650 ألف طفل محرومين من التعليم منذ عام تقريبا.

أضاف شحادة، في تصريح للجزيرة نت، أن هذا التصاعد في الهجمات يفرض على المجتمع مسؤولية إيجاد الأمل لهذه الأجيال من خلال العمل على حماية التعليم من الهجمات وتوفير الفرصة لاستكمال التعليم الذي يعتبر أساس النهضة والتنمية المستدامة لأى مجتمع في العالم ومن ثم فالوضع الحالي يؤكد أهمية التكاتف والاتحاد لتوفير مظلة عالمية تحمي التعليم.

ولفت إلى أن مؤسسة التعليم فوق الجميع التي أنشأتها قطر تمثل نموذجا للعمل على توفير مثل هذه الحماية المطلوبة حيث تكرس برنامجًا خاصًا هو الفاخورة للعمل في مناطق الصراعات والنزاعات وما بعد النزاعات.

وأضاف أنه من خلال برنامج الفاخورة تم خلال ديسمبر/كانون الأول الماضي إطلاق مبادرة في قطاع غزة باسم إعادة بناء الأمل للأطفال الفلسطينيين والشباب لمساعدة الفلسطينيين في القطاع وبث الأمل والإحساس ولو بشكل بسيط في إمكانية التعليم، كما تم توفير 100 منحة دراسية وإطلاق برنامج شعبي كامل باسم البرنامج الشامل للتعليم الشعبي في القطاع وإنشاء مجموعة من الصفوف المؤقتة التي تمكن الأطفال من الشعور مرة أخرى بالاعتياد على التعليم من جديد.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات مؤسسة التعلیم فوق الجمیع الهجمات على التعلیم فی مناطق النزاعات حمایة التعلیم التعلیم فی للجزیرة نت من الهجمات التعلیم من دولة قطر برنامج ا من خلال إلى أن

إقرأ أيضاً:

الإمارات.. وسيط حقيقي لتحقيق السلام

عبدالله أبوضيف (القاهرة)

أخبار ذات صلة عبدالله بن زايد يجدد التأكيد على ضرورة قيام دولة فلسطينية «الوطني» يُجسِّد نهج الشورى المتجذر في مجتمع الإمارات

أشاد خبراء بالدور الإماراتي الفعال في تحقيق السلام بين روسيا وأوكرانيا من خلال إتمام صفقة تبادل جديدة للأسرى بين البلدين رغم التوترات السياسية والتصعيد العسكري الواضح خلال الشهور الأخيرة، لتصبح الدولة بمثابة نقطة السلام التي يعتمد عليها العالم في حل المشكلة العالقة للعام الثالث على التوالي.
في تعليق على الوساطة الإماراتية، أكد الخبير السياسي الأوكراني، فاديم ألكسندر، أن الإمارات أثبتت في ثماني مناسبات متتالية أنها طرف مستقل يدعم المفاوضات الإنسانية بشأن تبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا، مشيداً بالدور النشط للإمارات في تعزيز السلام الإقليمي والدولي، مشيراً إلى أن هناك حاجة ماسة لتعاون المجتمع الدولي مع الإمارات كوسيط حقيقي لتحقيق السلام.
من جانبه، أوضح المحلل السياسي الروسي أندري أونتكوف أن الإمارات تلعب دوراً دبلوماسياً بارزاً، وتعد الوسيط الأكثر نجاحاً بين روسيا وأوكرانيا على المستوى العالمي. وأضاف أن الإمارات نجحت في إبرام صفقة تبادل جديدة، رغم التصعيد الكبير بين الدولتين؛ مما يعكس نجاحاً دبلوماسياً هائلاً.
وأشار المحلل السياسي عمرو الديب إلى أن الإمارات أثبتت قدرتها على تحقيق تقدم في الأزمات الدولية بفضل عدم تورطها في النزاعات المسلحة، مما يجعلها وسيطاً موثوقاً وقادراً على دفع المفاوضات نحو حلول دبلوماسية فعالة، مؤكداً أن نجاح الوساطة الإماراتية يمنح أملاً كبيراً في إمكانية حل الأزمة بين روسيا وأوكرانيا على المستوى السياسي.
وأشاد الديب بدور الإمارات في فض النزاعات الإقليمية والدولية، مؤكداً أنها تُعد نموذجاً للسلام والتزاماً راسخاً بتعزيز الاستقرار، مما يعزز مكانتها وسيطاً فعّالاً وقادراً على تحقيق تقدم ملموس في النزاعات الدولية.

مقالات مشابهة

  • بيل جيتس يتوقع جائحة عالمية خلال ربع قرن
  • «شئون البيئة»: على الجميع المشاركة في وضع استراتيجية لإدارة جودة الهواء
  • مصطفى عمار: مشاركة «المتحدة» وعرض إنجازاتها في «IBC» أبهر الجميع
  • «وباء جديد أم حرب عالمية».. بيل جيتس يحذر من كارثة تجتاح العالم
  • التعليم تفاجئ الجميع وتدمج الجيولوجيا في العلوم المتكاملة والأحياء بالمرحلة الثانوية
  • الإمارات.. وسيط حقيقي لتحقيق السلام
  • بعثة الهلال تغادر غدًا إلى الدوحة تأهباً لبطولة النخبة
  • متحدث «الزراعة»: إلغاء الدعم عن المعتدين على أراض الدولة (فيديو)
  • أين وصلت مراجعة ساعات العمل بقطاع التعليم التي وعدت بها الوزارة كجزء من الاتفاق؟
  • جزيرة ياس.. وجهة عالمية للرياضة والترفيه