عربي21:
2024-11-19@23:49:27 GMT

غزة والمرجفون في المدينة!!

تاريخ النشر: 9th, September 2024 GMT

من البديهي أنه حينما تقع مصيبة أو تحل كارثة بمن يعنينا أمرهم، ويسوؤنا حالهم ويصيبنا بالحزن بلاؤهم، ويشعرنا بالعجز مُصابهم، أن نسارع إلى نجدتهم، وأن نبادر إلى رفع المشقة عنهم، بكل الطرق والوسائل الممكنة والأدوات المادية والمعنوية المتاحة دون كلل أو ملل، وإن حال العجز بيننا وبينهم شعرنا بغُصة في حلوقنا، وضيق في صدورنا، وحزن في قلوبنا، وضاعت منا لذة العيش وبَرَد الحياة واستحالت الملذات إلى مُنغّصات، هذا إن صدق شعورنا!

لكن أن يتحول البعض -على اختلاف مشاربهم- من المنتسبين إلى العروبة بل وإلى المروءة والرجولة زورا وبهتانا بتصديرهم الإحباط للعامة والخاصة، وتوجيههم بوصلة المزاج العام دوما إلى انتظار الهزيمة المُدّوية والانكسار الذي لا قيام بعده لغزة! فتخرج رؤيتهم مبنية على التشاؤم، وسوء الطَوية، وقِصر النظر، ودناءة الهِمّة، وفساد الفهم، ثم يتحولون بعدها إلى جلادين للشعب الفلسطيني الأبيّ الذي سطّر ملحمة في قطاع غزة وفي الضفة بأحيائها جنين وطولكرم والخليل، ويسلطون ألسنتهم حِدادا على المقاومة التي ضحّت بالغالي والنفيس، مرددين كلمات التوهين والتثبيط والتعجيز، وصدق فيهم قوله تعالى "لو خَرَجُوا فِيكُم مَّا زَادُوكُم إلّا خَبَالا ولأوضَعُوا خِلَالَكُمُ الفتنة".

. الآية، فهذا مما لا يُقبل ولا يصح مروره مرور الكرام..

يتحول البعض -على اختلاف مشاربهم- من المنتسبين إلى العروبة بل وإلى المروءة والرجولة زورا وبهتانا بتصديرهم الإحباط للعامة والخاصة، وتوجيههم بوصلة المزاج العام دوما إلى انتظار الهزيمة المُدّوية والانكسار الذي لا قيام بعده لغزة! فتخرج رؤيتهم مبنية على التشاؤم، وسوء الطَوية، وقِصر النظر، ودناءة الهِمّة، وفساد الفهم، ثم يتحولون بعدها إلى جلادين للشعب الفلسطيني
والعجيب أن هؤلاء يحاولون بتثبيطهم للهِمَم وتوهينهم للعزائم يريدون إيهامنا بأنهم يتألمون لما حدث في البلاد وللعباد، وأن طرحهم ليس إلا ابتغاء وجه الله، وربما كان المتحدث في مكر دُعاة الجامية والمَدخلية ومَن على شاكلتهم من متسلفي الخليج وتابعيهم ممن يسوقون بعض القواعد الأصولية للتلاعب بعقول مستمعيهم، ذاكرين المصالح والمفاسد متكلمين عن الدماء المعصومة -وعيونهم تذرف الدمع!- وهم يشيرون باللائمة على المقاومة، ولا يشيرون إلى الاحتلال الإجرامي الذي ولغ في دماء المسلمين ودمّر بيوتهم ومستشفياتهم وهتك أعراضهم واعتدى على حرمة مساجدهم، لا يذكرون ذلك ولا يشيرون إلى داعمي بني صهيون المسارعين إلى تطبيع العلاقات معهم، المرتمين في أحضانهم ممن يدين لهم هؤلاء الدعاة بالطاعة والولاء! فقط يصبّون جام غضبهم -المصطنع- على المقاومة..

وربما كانت لبرامج التوك شو المعروفة بكراهيتها لكل أشكال الممانعة وحملها لواء التطبيع مع الاحتلال، واستضافتها لبعض دعاة الخنوع من إعلاميين وصحفيين وساسة مطبلين مهللين لقرارات وأحلام طويلي العمر أيّا ما كانت سخافتها! ربما كانت لتلك المحطات دورها الخبيث في قلب المفاهيم لدى العامة من الناس بحيث تصبح المقاومة في محل الاتهام، ويفسر التطبيع مع العدو الفاجر المعتدي على حرمة الأقصى بأنه سلام الشجعان، ويُترجم التقارب معه على أنه من صميم الحفاظ على الأمن القومي للبلاد، وتصبح المصالحة معه بمثابة الخروج من شرنقة العداء التاريخي والذي لا يُعرف سببه -بزعمهم- ولم تستفد منه شعوبنا ولم نعرف حتى تاريخه سبب العداء مع أولاد العم القريبين منا دون غيرهم!..

لم يقف أمر التخذيل والتهوين والإرجاف على المثقفين من إعلاميين وصحفيين وباحثين تجردوا من كل القيم إلا قيم المنافع التي يحصِّلونها من قربهم للأنظمة الحاكمة؛ بل ومن إقامتهم لجسور العلاقات مع مؤسسات ثقافية وبحثية وإعلامية صهيونية الهوى قد فضح الله توجهها لدى كلِ ذي بصيرة وفهم، بل تخطى أمر التخذيل والإرجاف إلى قطاع من عامة الناس
ولم يقف أمر التخذيل والتهوين والإرجاف على المثقفين من إعلاميين وصحفيين وباحثين تجردوا من كل القيم إلا قيم المنافع التي يحصِّلونها من قربهم للأنظمة الحاكمة؛ بل ومن إقامتهم لجسور العلاقات مع مؤسسات ثقافية وبحثية وإعلامية صهيونية الهوى قد فضح الله توجهها لدى كلِ ذي بصيرة وفهم، بل تخطى أمر التخذيل والإرجاف إلى قطاع من عامة الناس، وهؤلاء لا يحملون همّا لأمة ولا يرفعون راية لقضية ولا يشلغهم ولا يسعدهم أو يحزنهم شيء سوى طعامهم وشهواتهم وملذاتهم، وأما ما دون ذلك فلا يحرك فيهم ساكنا مهما عَظُم قدره وارتفع شأنه وجلّ خطبه حتى ولو كانت المساجد التي يشد إليها الرحال!..

وكل هذا في وسط ما نرى ونسمع من كمّ التعاطف الدولي والعالمي مع غزة وشعبها، وما تناقلته شاشات التلفاز من اعتصامات طلاب الجامعات الأمريكية والأوروبية وصدامهم مع إدارات جامعاتهم ومع أجهزة الشرطة في بلادهم من أجل غزة، تنديدا بسياسات الحكومات أو تنديدا كذلك بتعاون جامعاتهم مع جامعات دولة الاحتلال، بل وكثيرا ما رأينا فتيات في عمر الزهور يبكين لأجل أطفال غزة ونسائها في ظل تَحجّر مُقلة البعض في أوطاننا ممن نزع الله الرحمة من قلوبهم، مثل بعض العامة كما أسلفنا القول.. وفي ظل بذل بعض الإعلاميين جهدهم لصرف الناس عن قضية غزة بترويج الأكاذيب تارة، وبإثارة النعرات الوطنية العفنة التي يراد القول من خلالها كما خرج أحدهم ليقول: غزة ليست وطني! نعم ليست وطنك أيها المُخذّل، ولا تشرف تلك البقعة المباركة التي حازت صك الكرامة والرفعة ببشارة النبي صلى الله عليهم وسلم لها ولأهلها حين قال: "لا يضرهم من خذلهم"، فلن يضرهم خذلانكم لها يا دعاة المدخلية، ولن يضرهم أكاذيبكم يا إعلاميي السلطات الحاكمة، كما لن يضرهم حماقة بعض العامة من الناس ممن لا يستحقون شرف الحديث عنهم، فالشرف نحصّله بحديثنا عن الكرام من أطفال غزة ونسائها لا بسواهم ممن خالفهم أو خذلهم!

"والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون".. الأية.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة المقاومة الاحتلال تطبيع غزة الاحتلال تطبيع المقاومة خذلان مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

أسامة الجندي: الأمانة من أسمى وأرقى الأخلاق التي أوكلها الله للإنسان

كتب- حسن مرسي:

أكد الدكتور أسامة الجندي، وكيل وزارة الأوقاف لشئون المساجد، أن الأمانة هي من أسمى وأرقى الأخلاق التي حثنا عليها الإسلام، مشيرًا إلى أنها جزء أساسي من المقاصد العليا التي أوكلها الله سبحانه وتعالى للإنسان.

وأوضح وكيل وزارة الأوقاف لشئون المساجد، خلال حلقة برنامج "مع الناس"، المذاع على قناة الناس، اليوم الأحد، أن الإنسان عندما يسأل عن الغاية من وجوده، يجيب الكثيرون على الفور بأنها العبادة، وفقًا للآية الكريمة: "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون"، مشددا على ضرورة أن يتفكر الناس في ثلاثة مقاصد عليا من وجودهم، أولها العبادة، ثم العمارة، وأخيرًا التزكية بالأخلاق الحميدة.

وأكد أن العبادة هي الغاية الأساسية، ولكن العبادة في الإسلام ليست محصورة في الصلاة والصوم فقط، بل تشمل كافة الأفعال التي تقرب الإنسان إلى الله، بما في ذلك عبادات بدنية، قلبية، لسانية، وتعاملية.

ولفت أن العمارة، تتمثل في "عمار الأرض"، أي في كيفية استغلال الإنسان لما سخره الله له من موارد وكنوز من أجل النماء والازدهار، وتحتاج هذه الغاية إلى فقه التعاون والتعايش بين الناس، وهو ما يظهر بوضوح في موضوع "التعارف بين الحضارات" الذي يهدف إلى التعاون وتبادل المنافع.

وبالنسبة للتزكية بالأخلاق الحسنة، أوضح أنها نقطة أساسية في بناء الشخصية السليمة، فكما يقول الله تعالى: "ونفس وما سواها، فألهمها فجورها وتقواها، قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها"، لافتا إلى أن الأخلاق الطيبة، التي منها الأمانة، هي جزء لا يتجزأ من هذه التزكية.

وأشار الجندي إلى أن الأمانة تُعتبر من أرقى الأخلاق، فصاحب خلق الأمانة يتسم بالطهارة والنقاء، ويكون بعيدًا عن الكراهية والتنمُّر، مضيفا أن الأمانة لا تقتصر على الأمانة في المال أو في العهد فقط، بل تشمل أيضًا حفظ أسرار الآخرين، فمن يستأمنك على سر، فإن إفشاءه يعد خيانة لهذه الأمانة.

اقرأ أيضًا

غدا.. "إسكان النواب" تفتح ملف قانون الإيجار القديم

وزارة الأوقاف الأمانة أسامة الجندي

تابع صفحتنا على أخبار جوجل

تابع صفحتنا على فيسبوك

تابع صفحتنا على يوتيوب

فيديو قد يعجبك:

الأخبار المتعلقة "الشئون الإسلامية" بالإمارات تشيد بمحاور وزارة الأوقاف أخبار "أنت عند الله غالٍ".. موضوع خطبة الجمعة المقبلة بمساجد الأوقاف أخبار 13 صورة ترصد افتتاح محافظ الجيزة مسجد التقوى بمحور 26 يوليو أخبار بث مباشر.. شعائر صلاة الجمعة من مسجد التقوى بالجيزة أخبار أخبار مصر "الأعلى للآثار": فيديو أعمال الصيانة ليس لها علاقة بجسم الهرم منذ 27 دقيقة قراءة المزيد أخبار مصر كامل الوزير: مصرون على زيادة المكون المحلي في صناعة السيارات بجودة منذ 37 دقيقة قراءة المزيد أخبار مصر رئيس "دفاع النواب": مصر ثالث دول العالم في استقبال اللاجئين منذ 49 دقيقة قراءة المزيد أخبار مصر أول تعليق من نجيب ساويرس على فيديو تكسير أحجار بالهرم الأكبر منذ 54 دقيقة قراءة المزيد أخبار مصر رئيس "إسكان النواب" يوضح حقيقة رفع قيمة الإيجار القديم 5 أضعاف منذ 1 ساعة قراءة المزيد أخبار مصر محمود سعد: المهرجانات السينمائية جسر للتواصل الثقافي منذ ساعتين قراءة المزيد

إعلان

إعلان

أخبار

أسامة الجندي: الأمانة من أسمى وأرقى الأخلاق التي أوكلها الله للإنسان

أخبار رياضة لايف ستايل فنون وثقافة سيارات إسلاميات

© 2021 جميع الحقوق محفوظة لدى

إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك مجلس النواب يوافق على إنشاء اللجنة الدائمة لشئون اللاجئين رئيس النصر يكشف موعد إنتاج أول سيارة "ملاكي" بمصانع الشركة 28

القاهرة - مصر

28 19 الرطوبة: 37% الرياح: شمال المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار bbc وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك خدمة الإشعارات تلقى آخر الأخبار والمستجدات من موقع مصراوي لاحقا اشترك

مقالات مشابهة

  • أدعية قضاء الحوائج.. ردد هذه الكلمات التي لا ترد
  • رمضان عبدالمعز: أبو طالب صدق النبي لكنه رفض الإسلام خوفا من ملامة قريش
  • أسامة الجندي: الأمانة من أسمى وأرقى الأخلاق التي أوكلها الله للإنسان
  • أسامة الجندي: العبادة ليست محصورة في الصلاة والصيام
  • حزب الله ينشر مواصفات صاروخ فجر 5 بعد القصف على حيفا
  • حزب الله ينشر مواصفات صاروخ فجر 5 - شاهد
  • نائب رئيس جامعة الأزهر: الاختلاف والتباين بين البشر سُنة طبيعية وفطرة محمودة
  • محمود صديق: الاختلاف والتباين بين البشر سنة الله في كونه
  • 5 أعمال إذا فعلتها تضمن لك دعوات الملائكة
  • ما هي الأعمال التي تجعلنا نرى رسول الله في الجنة؟