بوابة الوفد:
2024-11-08@06:18:53 GMT

على سبيل التجربة!

تاريخ النشر: 9th, September 2024 GMT

منذ سنوات، نعيش في «مستنقع» البهتان والضلال، و«متاهة» الأفكار الشاذة، والفتاوى العجيبة، والأفكار المنحرفة، عن طريق «الهَبْد»، لـ«كل من هبّ ودبّ»، حتى أصبح الأمر صادمًا وفوضويًا وعبثيًا، لا تحكمه أي ضوابط أو معايير أخلاقية.

في زمن «ركوب الترند»، بلا وعي أو إدراك، لم يعد بالإمكان السيطرة على جموح هؤلاء «الطامحين» في الشُّهْرة، أو أولئك الذين انزَوَت عنهم الأضواء، فتبدَّلت الأدوار، ولم تعد «الفتاوى» مقتصرة على «رجال الدين» وحدهم، بل أصبحت «ساحة اجتهاد» لمشاهير الفن!

ما بين تداول مقطع فيديو قديم لإحدى الفنانات، تتحدث فيه عن «الصلاة وقت العمل»، وما قاله «أحد مشايخ وزارة الأوقاف»، في المقطع الذي تم حذفه لاحقًا، إن «القطط مكانها في الشارع وليس المنزل»، يبقى موضوع «المساكنة» الأكثر إشغالًا للناس!

قبل أيام، انتشر أحد المقاطع لمخرجة سينمائية، «تتفاخر» بخوضها تجربة «المساكنة» لمدة 9 سنوات، ليؤيدها «أحد المحامين بالنقض»، في تصريحات متلفزة «أنه لا يمانع أن تخوض ابنته هذه التجربة، لكونها حرية شخصية»!

اللافت أن «المحامي» صاحب دعوة «المساكنة قبل الزواج»، أكد أنه سيستمر في دعوته، رغم تحرك نقابة المحامين ضده، لأن قرار إحالته للتحقيق من قبل النقابة «باطل قانونًا»، باعتبارها «ليست جهة اختصاص»!

هنا سنستشهد فقط بما قاله «الأزهر الشريف»، بأن الدعوة البائسة لما يسمى بـ«المساكنة» هي تَنَكُّرٌ للدين والفطرة، وتزييفٌ للحقائق، ومسخٌ للهوية، وتسمية للأشياء بغير مسمياتها، كما أنها دعوة صريحة إلى سلوكيات مشبوهة ومحرَّمة.

وبما أننا لسنا من علماء الدين أو المتخصصين، فلن نخوض في حكم «المساكنة»، التي تدخل ضمن العلاقات المحرَّمة في الإسلام، وسائر الرسالات والكتب السماوية، لكن النقاش حول قبول تلك العلاقة، على مرأى ومسمعٍ من الناس، ليس سوى طرح عبثي خطير، يستخفُّ بقِيم المجتمع وثقافته وهويته، ولا يمتُّ للحرية من قريب أو بعيد، إلا حرية الانسلاخ من قيم الفطرة السَّويَّة، ودفع المجتمع نحو ممارسات منحرفة، وعرض المحظور في صورة المقبول، وتحطيم حصون الفضيلة في نفوس النشء والشباب، والاجتراء على حدود الله ومحارمه!

نتصور أن الوقاحة في طرح تلك «الجرائم اللاأخلاقية»، والسعي الممنهَج لتطبيع هذا النوع من العلاقات الشاذة والمحرَّمة، يعصف بقيم المنظومة الأخلاقية، ومَسْخ الهوية، والعبث بأمن المجتمع واستقراره، وترويج للفواحش المنكَرة، واستيراد للأفكار الغربية الهدَّامة.

أخيرًا.. لقد أصبحنا في زمن العجائب، الذي نتوقع فيه كل شيء وأي شيء، وما قضية «المساكنة» المثارة مؤخرًا، إلا مولود مشوَّه من «نُطْفَة سِفَاح»، عمره ثلاثة أعوام، وامتداد لفكرة «زواج التجربة» المشروط، التي لا نعلم إن كانت «جريمة مستترة»، أم وسيلة «شيطانية» للتحايل على العلاقة المقدسة.

فصل الخطاب:

يقول المفكر الجزائري «مالك بن نبي»: «لا يمكننا أن نصنع التاريخ بتقليد خُطا الآخرين في سائر الدروب التي طرقوها».

[email protected]

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: المساكنة قبل الزواج أيناس الدغيدى إلهام شاهين محمود زاهر علاقات محرمة الشيخ محمد أبوبكر الشيخ رمضان عبدالرازق

إقرأ أيضاً:

د. محمد بشاري يكتب: هل يحمل الذكاء الاصطناعي الأمانة في سبيل عمارة الأرض وحمايتها؟

في ظل التحديات البيئية الحادة، يبرز تعاون جديد بين قادة الأديان وخبراء التكنولوجيا، بهدف تعزيز الاستدامة البيئية وتحقيق توازن جديد يحافظ على كوكب الأرض. وفي قمة عُقدت تحت شعار “أديان العالم من أجل كوكب أخضر” في باكو، يومي ٥-٦ نوفمبر اجتمع ممثلو الأديان والعلوم التقنية لتأكيد ضرورة تضافر الجهود لمواجهة أخطار تغير المناخ وتهديدات التلوث التي تلقي بظلالها على الأجيال المقبلة. هذا التحالف بين القيم الروحية والحلول التقنية الحديثة، وبخاصة الذكاء الاصطناعي، يثير تساؤلات حول كيفية تفعيل هذه الأدوات لتحقيق أهداف تنموية مستدامة دون خلق تحديات بيئية إضافية.

تأتي هذه القمة كصدى لمبدأ أصيل في كل الأديان، فالتعاليم السماوية ترى أن الأرض أمانة في يد الإنسان، وأن واجبنا كمستخلفين في الأرض هو عمارتها وحمايتها. قال الله تعالى في محكم تنزيله: “إني جاعل في الأرض خليفة” [البقرة: 30]، مشيرًا إلى أن هذه الخلافة تفرض على الإنسان مسؤولية الرعاية والحرص على الموارد. كما تأكد الآية الكريمة “ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها” [الأعراف: 56] أهمية الحفاظ على البيئة وعدم الإضرار بها. هذه القيم الدينية العميقة تتقاطع مع ما يسعى إليه العلماء في حقل التكنولوجيا اليوم، حيث تتطلع الأديان إلى دور جوهري للعلم والتقنية في حفظ هذا الكوكب.

ومع تطور الذكاء الاصطناعي، تزداد قدرته على تحليل البيئات المعقدة وتقديم حلول فعالة لإدارة الموارد، لكن السؤال الجوهري يظل: هل يمكن أن يسهم الذكاء الاصطناعي في تحقيق عمارة الأرض دون أن يصبح هو ذاته عبئًا عليها؟ هنا يأتي دور القادة الروحيين، الذين يمكنهم تقديم إطار أخلاقي يحكم هذا التوجه، ويضمن توجيه التقنية لتخدم الاستدامة لا أن تهددها.

فالقادة الدينيون يمتلكون قدرة كبيرة على التأثير في وعي الشعوب، حيث يرتبط خطابهم بالقيم العميقة التي تتجاوز المصالح الضيقة، فيرسخون في نفوس الناس شعورًا بالمسؤولية تجاه الأرض بوصفها أمانة. بهذا يمكنهم دعم تطور الذكاء الاصطناعي ليكون جزءًا من حل الأزمة البيئية، وليس مجرد أداة تستنزف الموارد. حين يلتقي الخطاب الديني مع الابتكار التكنولوجي في هذا السياق، يظهر نموذج جديد للعمل الجماعي يوازن بين الروح والعلم، بين التقدم واحترام النظام الطبيعي.

وتأتي قمة باكو لتأكيد هذه الرؤية المشتركة، حيث يسعى قادة الأديان وخبراء التقنية إلى بناء إطار عالمي للتضامن البيئي، ينطلق من مسؤولية الجميع عن عمارة الأرض، كما أمرنا الله. فالخطاب الديني يزرع في الأفراد وعيًا عميقًا، ويمنحهم دافعًا أخلاقيًا تجاه قضايا البيئة، ما قد يتيح للتكنولوجيا أن تكون أداة إيجابية في سياق هذه القيم.

لكن يبقى السؤال مطروحًا: هل سينجح هذا التحالف الروحي-التقني في تحقيق أهداف الاستدامة دون أن يكون سببًا لمشكلات جديدة؟ وهل يمكن توجيه الذكاء الاصطناعي ليخدم قضية عمارة الأرض بروح منسجمة مع المبادئ الدينية التي ترى في الطبيعة أمانة وجب صونها؟ هذه القمة قد تكون بداية لمرحلة جديدة، مرحلة تُجمع فيها جهود العلم والإيمان لتحقيق مستقبل أخضر وآمن للأجيال المقبلة.

مقالات مشابهة

  • السيد القائد: الخروج يوم الغد غزوة من أهم الغزوات في سبيل الله
  • بعد إحالته للمحكمة الاقتصادية بتهمة ازدراء الأديان.. محامي المساكنة يواجه هذه العقوبات
  • خالد الجندي: حرية الإنسان الحقيقية هي أن يكون منقادًا لما يرضي الله والتحلي بالقيم الأخلاقية
  • د. محمد بشاري يكتب: هل يحمل الذكاء الاصطناعي الأمانة في سبيل عمارة الأرض وحمايتها؟
  • إحالة محاكمة صاحب دعوة المساكنة للمحكمة الاقتصادية
  • خالد الجندي: الحرية تكمن في الانقياد لله والتحلي بالقيم الأخلاقية التي تحمي المجتمع
  • سبيل الشوربجي في القدس.. وقف سقاية تحول إلى مسجد
  • حرية التعبير في الأردن: بين قانون الجرائم الإلكترونية وضغوط المنظمات الدولية
  • الإمارات: الحلول السلمية سبيل إنهاء معاناة الشعوب
  • الإنسان النيابية:قانون حرية التعبير والتظاهر السلمي يضمن الحماية ويطمئن الجماهير