الساحل الشمالى.. مشكلة مصرية لا مثيل لها فى العالم!!
تاريخ النشر: 9th, September 2024 GMT
بمناسبة إنتهاء موسم الصيف، وقرب إغلاق أبواب قرى الساحل الشمالى أقدم لك هذا الموضوع.
وقد تتعجب من عنوانى بل يمكنك أيضًا أن تتهمنى بالمبالغة عندما أصف المشكلة بأنها لا مثيل لها فى العالم!!
ويمكن أن تتهمنى كمان أن ورائى دوافع سياسية من وراء هذه المبالغة!!
وأرد على حضرتك..
بالتأكيد أن عنوانى فى محله والدولة على إمتداد سنوات وسنوات بذلت جهود كبيرة فى تنمية هذا الساحل فشكرًا لها!
ومن حقك أن تسألنى وأين المشكلة إذن التى ليس لها مثيل؟؟
والإجابة أنها ظاهرة وواضحة مثل الشمس.
وأسألك: هل يرضيك أن تظل هذه المنطقة عامرة بالناس ومختلف الأنشطة شهرين فقط فى السنة أو ثلاثة على الأكثر هى شهور الصيف ثم تخلو من سكانها والحياة كلها وأبواب الغالبية الساحقة من القرى السياحية مغلقة وحتى السنة القادمة وعليك خير!! وهذا الوضع لا يوجد له مثيل أبدا فى كل شواطئ البحر الأبيض المتوسط سوى عندنا فقط!!
المؤكد أن فيه حاجة غلط!!
وإذا أردت أن تبحث عن الخلل الموجود فانظر إلى ما قاله المهندس «حسب الله الكفراوى» رحمه الله فى حديث تليفزيونى قبل وفاته مع الصديق العزيز «سيد على».
وهذا الرجل للعلم كان وزيرًا سابقًا للإسكان لسنوات طويلة ويسمى بالأب الروحى للمدن الجديدة.. فهو الذى وضع اللبنات الأولى للساحل الشمالى وبدأ فى إقامة القرى السياحية بها، وكذلك بصماته واضحة فى مدن أكتوبر والعاشر من رمضان ومدينة السادات وغير ذلك.
سأله صديقى هل أنت راض عن أوضاع الساحل الشمالى حاليًا وأنت أول من قمت بتعميره؟؟
أجاب دون تردد: لأ طبعًا.. الدولة عندما فكرت فى تعمير هذه المنطقة كانت تتطلع إلى إقامة مجتمع متكامل.. بل زراعة وصناعة وجامعات وسياحة عالمية وغير ذلك من أوجه النشاط.. وليس فقط قرى سياحية.
ومؤسس الساحل الشمالى مات قبل أن يشهد التطورات المذهلة التى جرت.. والوحدات السكنية هناك أسعارها بالملايين.. والغريب أنك تجد من يشتريها من المصريين مع أنه لا يمكث فيها سوى أشهر قليلة من العام!!
والأخوة العرب زحفوا إلى هناك فأرتفعت الأسعار بطريقة فلكية فى الخدمات التى تقدم خاصة فى المناطق التى يطلق عليها الساحل الشرير!!
ولا يتمتع بخيراته وحفلاته ومهرجاناته إلا فئة ضئيلة جدًا من المصريين.
والمطلوب أمرين تحديدًا ولا ثالث لهما.. وأعتقد أن حضرتك ستوافقنى عليهما.
أولهما تعمير الساحل الشمالى بإقامة مجتمع متكامل وليس فقط قرى سياحية.. وهذا ما أكده من وضع الأسس الأولى لهذا الساحل المهندس «حسب الله الكفراوى» رحمه الله.
والأمر الثانى بذل كل جهد ممكن ليكون الساحل الشمالى مكان جذاب للسياحة العالمية.. فهى منطقة حلوة قوى وعيب فى حق مصر أن تظل شبه مهجورة شهور طويلة حتى يحل علينا الصيف.
وهذه الأحلام لن تتحقق إلا بحوار مجتمعى حول أفضل الطرق لتحقيق ذلك.. يشارك فيه الناس بحيث تكون محل إهتمامك أنت شخصيًا ما دمت تحلم مثلى لتعمير الساحل الشمالى.. والتنفيذ يتولاه أفضل الشركات من القطاع الخاص المصرية والعالمية!!
وهكذا يكون تقدم الأمم.. عمل جماعى ومناقشات حرة وليس مجرد قرارات حكومية تصدر من فوق بدون أى حوار وكأنها أوامر!!
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الساحل الشمالى مشكلة مصرية ا مثيل لها فى العالم الساحل الشمالى
إقرأ أيضاً:
كيف نحتفل بالرسول؟
تحلُ علينا ذكرى مولد المصطفى صلى الله عليه وسلم ودائما أتساءل كيف نقدّم الرسول للآخرين؟ نحن المسلمين نعرف قيمته وفضله؛ مازلت أتذكر كيف أقدم أحد أساتذة علم النبات فى جامعة بون بألمانيا حيث كنتُ أدرِّس فى هذه الجامعة التى حصل عدد كبير من علمائها على جائزة نوبل قدّم هذا البروفيسور محاضرة عامة عن حديث النبى صلى الله عليه وسلم فيما معناه:»إذا قامت القيامة وفى يد أحدكم فسيلة فليغرسها، بنى محاضرة كاملة على هذا الحديث متسائلا: كيف لرجل فى الصحراء العربية يعلم البشر والإنسانية والعالم كله إذا قامت القيامة ولكن مازالت شتلة (نبتة صغيرة )فى يد أحدنا فلا ترمها فوق الأرض لأنها ستموت وإنما حاول أن تغرسها فى الأرض دون معرفة مصيرها المحتوم ولكن الدرس كبير جدا فى تعليم حب البيئة وحب الحياة وحب النبات، كانت المحاضرة رائعة وكنت مندهشا كيف التقط هذا البروفيسور هذا الحديث وهو يحكى بحب عن هذه الرحمة وعن هذه الإنسانية التى تجلت فى سيرة النبى صلى الله عليه وسلم وهذا ذكّرنى أيضاً بما كتبه أحد العلماء حول دعوة النبى صلى الله عليه وسلم الناس إلى عدم الإسراف فى الماء حتى لو كان على نهر جارٍ؛ كيف نقدمه صلى الله عليه وسلم عندما يتحدث عن تلك المرأة التى دخلت النار لأنها حبست قطة؛ كيف نقدمه للآخر عن تلك الحادثة التى تروى أن رجلا قاتلا بينما كان يسير فى الصحراء وأبصر كلبا عطِشا فنزل البئر وسقى الكلب بخفّه فدخل الرجل الجنة؛ هذا التسامح مع الإنسان ومع النبات ومع الحيوان ومع الكائنات كلها؛ هذا ما ينبغى أن نصدّره للعالم عنه صلى الله عليه وسلم؛ فهذا الوجه الجميل فى قمة التسامح وهو يقف فى وسط الكعبة وكفار مكة يرتجفون خوفا من انتقامه لما فعلته أيديهم وأفواههم به وبصحابته وهو يسألهم هذا التساؤل ماذا تظنون أنى فاعل بكم؟ ينتابهم الخوف من ثأره والرجاء فى عفوه؛ يقولون: أخٌ كريم وابن أخ كريم، كان بإمكانه أن يشير لمئة ألف مقاتل ينتظرون إشارته انتقاما ممنهم لما فعلوه فيه صلى الله عليه وسلم وفى صحابته لكنه يقول لهم: اذهبوا فأنتم الطلقاء.
« مختتم الكلام
خُلُقٌ عظيمٌ قال فى قرآنهِ
سبحانه وهو الذى سوّاهُ
ماذا ستكتبُ أنتَ فى أوصافهِ
والله يشهدُ - سيدي- وكفاهُ
[email protected]