بوابة الوفد:
2025-04-09@10:02:23 GMT

مشكلة الأخلاق

تاريخ النشر: 9th, September 2024 GMT

الأسس الدينية القديمة التى شكلت للبشرية منظومة الأخلاق وحددت لها معالمها، توشك على الانهيار أو هى فى طريقها إلى ذلك. ومن الموضوعية القول بأن الصرح الذى شيدته الأجيال فوق هذه الأسس قد أصبح يواجه خطر الانهيار الحقيقى. يرى البعض أن الانهيار الشامل للسلوك الأخلاقى بعيد الاحتمال جدًا، لأن المجتمع الذى يحدث به وله مثل هذا الانهيار لن تقوم له قائمة بعد ذلك.

وفى كل الأحوال فإن الخطر الذى يهدد المعايير الأخلاقية التى تتراجع بقوة مع ضعف الأسس الدينية، هو خطر حقيقى وليس وهما على الإطلاق. هذا الرأى مستقى بكامله من كتاب «الدين والعقل الحديث» للدكتور ولتر ستيس.

الجميل والرائع فيما ورد بالفصل الأخير لكتاب «ولتر ستيس» قوله بأن الأخلاق ترتبط أشد الارتباط بحرية الإرادة، وما لم تكن هناك حرية إرادة فلن تكون هناك أخلاق، لأن الأخلاق تتعلق بما ينبغى أو لا ينبغى على الناس القيام به. ما لم تكن للإنسان حرية الاختيار فيما يفعل، وإذا كان سلوكه باستمرار يتم عن طريق الجبر فلن يكون هناك معنى ولا منطق لأن نقول لهذا الإنسان المجبر على الفعل، ما كان ينبغى عليك أن تسلك على هذا النحو.

هناك ارتباط عضوى حقيقى بين التطور والأخلاق، وبين الاثنين وحرية الإرادة. الأمم الحرة أو التى يملك أفرادها حرية إرادتهم ستتمسك بالكثير من الأخلاق التى تقوى من عرى هذه الأمة أو هذا المجتمع، وبالتالى سيندفع الناس للأمام بإرادة حرة وفكر جديد وقادر على التجدد باستمرار.. ثقافة العبودية والإجبار والقهر تخلق أممًا ميتة «جينيا»، تميل للهروب نحو ما يطيب لنفسها من الماضى البعيد الذى فى العادة يكون أقرب للأساطير والأوهام منه للواقع. باختصار العبد والمجبر ليس مسئولًا أخلاقيًا عن أفعاله، وإذا كان الله سيحاسبنا على ما فعلنا فإنه نفسه كخالق يسلم بحقنا فى إرادتنا الحرة، وإلا كيف يحاسبنا على ما أجبرنا هو عليه.

على مدى تاريخ مصر الممتد من آلاف السنين، لم ينعم المصرى بامتلاك حرية إرادته، وانعكس هذا الواقع على ضعف المعايير الأخلاقية الجمعية لدى الناس. أيضًا هناك منطقة عازلة تزداد اتساعًا بين ظاهر الإيمان وحقيقة العمل- بمعنى أننا ربما نكون من أكثر الأمم والمجتمعات كلامًا عن الأخلاق، ومن أقلها ممارسة لها. الخطاب الدينى فى مصر سواء من مؤسسات رسمية أو غير ذلك هو خطاب فى الغالب مضلل، ولا يربط الظواهر بمسبباتها، ويمارسه فى الغالب تجار أديان.. أيضًا الخطاب السياسى هو خطاب فوقى بامتياز، لا يلتفت إلى حق الناس فى الإرادة الحرة، بل يعتبر من مسوغات استمراريته وقوته الحرمان الجمعى من أبسط صور حرية الإرادة، ومن هنا يظل التخلف فى أبشع صوره هو الحقيقة الوحيدة المميزة للتاريخ.

 

 

المصدر: بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

سوريون: هجوم الشعراني على محافظ السويداء حرية تعبير أم تطاول على الدولة؟

أثار ظهور الناشطة السورية غادة الشعراني من محافظة السويداء، في مقطع فيديو تهاجم فيه محافظ مصطفى بكور، جدلًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي.

جاءت تصريحات الشعراني على خلفية توقيف مجموعة من أبناء الطائفة الدرزية على أحد حواجز حمص أثناء توجههم إلى محافظة الرقة للمشاركة في فعالية نظمتها قوات سوريا الديمقراطية (قسد).

الشعراني ظهرت في الفيديو وهي تصرخ وتوجه اتهامات للمحافظ باستخدام ألفاظ قاسية وغير مناسبة بحق مسؤول في الدولة، ما أثار حالة من الانقسام في الأوساط السورية.

البعض اعتبر تصرفها تطاولًا على الدولة، فيما رأى آخرون أنه يندرج تحت مظلة حرية التعبير رغم ما وصفوه بـه من "عدم ملاءمة الأسلوب".

اللهم اشهد أن هذه الحكومة بذلت الغالي والنفيس، وضمدت جراحها من أجل إرضاء الصغير قبل الكبير، سعيًا لبناء سوريا الجديدة لكنها، على ما يبدو، تُقابل أحيانًا بسوء فهمٍ من البعض، فيظنون أن سعة صدرها ضعف، أو أن احترامها للناس ذل.

مقطع يُظهر غادة الشعراني، المعروفة بممارساتها… pic.twitter.com/hCw7u19GWT

— صهيب اليعربي (@SOHEB2019) April 7, 2025

المعارضون لتصرف الشعراني وصفوا الفيديو بأنه محاولة لزرع الفوضى والضغط على الدولة من خلال احتجاج صاخب وغير مسؤول.

إعلان

وأطلقوا وسم #كلنا_محافظ_السويداء وأعلنوا ضامنهم مع محافظ السويداء مصطفى بكور وطالبوا بمحاسبة الشعراني لإساءتها التصرف بحسب قولهم.

#كلنا_محافظ_السويداء pic.twitter.com/EULYFQ1bkU

— نور حلبي (@NoorHalabi95) April 7, 2025

وتساءل بعض المغردين عن موقف الشعراني من جرائم نظام بشار الأسد الذي قتل مئات الآلاف من السوريين على مدى سنوات الثورة.

كما أشار آخرون إلى تناقضات في مواقفها، حيث وصفوا تصريحاتها بشأن حقوق الإنسان والدفاع عن الأقليات بأنها محاولة "للظهور بصورة المناضلة"، بينما كانت سابقًا تُبدي تعاطفها مع قتلى النظام الذين ارتكبوا مجازر بحق الشعب، على حد وصف منتقديها.

وأضافوا أن رفع الصوت واللهجة العدائية لا يعكسان سوى تدني المستوى الأخلاقي في سلوكك. حتى لو افترضنا صحة هذه الادعاءات، فإن التهجم بهذه الطريقة غير المهذبة لا يُقوّي حجتكِ بأي حال، بل يُظهر مدى الانحدار الأخلاقي الذي تعيشين فيه.

غادة الشعراني .

فور تحرير البلاد قامت الدولة بالطلب منها المشاركة بالمؤتمر الحواري الوطني وتم تأمين جلسة لها مع السيد الرئيس أيضآ للمشاركة ببناء الدولة ببناء سوريا الجديدة الي بتضم كل الأطياف والألوان …
مع علمنا بتاريخها ونشرها بوستات تبيض صفحة مجرمي الهولوكست السوري..

وبعد… pic.twitter.com/7uAMABPkLO

— دلامـة عماد علي (@dulama_1) April 7, 2025

في المقابل، جاء دعم الشعراني من أصوات اعتبرت تصرفها تعبيرًا عن الجرأة والشجاعة في مواجهة الظلم، حيث دافع مؤيدوها عن موقفها تجاه اعتقال وتعذيب ناشطين مدنيين دون مبرر قانوني واضح، مشددين على أن الدفاع عن الحقوق لا يُعتبر تجاوزًا، بغض النظر عن الأسلوب الذي استخدمته.

حين تخرج غادة الشعراني لتواجه محافظ السويداء بوجه مكشوف وصوت جريء، وتدين اعتقال وتعذيب ناشطين مدنيين فقط لأنهم قرروا التحرك بحرية ضمن وطنهم و ذهبوا لمقابلة جهة معينة وكانت حجة إهانتهم من المطبلين بأنهم خائنون "دون أي دليل"…يقوم البعض بوصفها بالوقحة!!!
تماماً كما تم وصفنا نحن… pic.twitter.com/v8dffxh8C8

— ahmad (@ahmadL_F) April 7, 2025

إعلان

تناولت الشعراني خلال حديثها موضوع توقيف أبناء السويداء، مشيرة إلى وجود نساء إسرائيليات وإيرانيات، وطفل من الطائفة العلوية عمره سنة و7 أشهر في سجن حارم بمحافظة إدلب.

تصريحاتها أثارت انتقادات حادة من البعض الذين وصفوا حديثها بأنه محاولة لاستعطاف 3 جهات في وقت واحد، متسائلين عن سبب وجود شخصيات إسرائيلية وإيرانية داخل الأراضي السورية.

مع احترامنا لشخص المحافظ مصطفى بكور
الذي التزم الصمت
حيال هذا التهجم من قبل غادة الشعراني

هكذا مواقف لا يتناسب معها الصمت
يجب إبداء الراي و دحض تهجمها #سوريا
هل كان صوتهم يعلوا هكذا من قبل …؟ pic.twitter.com/ZJOeGmE43c

— ZİYAD SHİKHANİ (@shikhani82) April 7, 2025

من جانب آخر، أثنى البعض على طريقة تعامل المحافظ مصطفى بكور مع الموقف، إذ ظهر وهو يستمع إلى الشعراني بهدوء رغم لهجتها القاسية.

واعتبر مغردون أن المحافظ أظهر ضبط النفس والحكمة في مواجهة موقف استفزازي، في حين انتقد آخرون صمته واعتبروه ضعفا في الرد على الاتهامات غير المبررة.

لكل مقام مقال… أنت الآن في مكتب السيد المحافظ الدكتور مصطفى بكور، ورفع الصوت واللهجة العدائية لا يعكسان سوى تدني المستوى الأخلاقي في سلوكك. حتى لو افترضنا صحة هذه الادعاءات، فإن التهجم بهذه الطريقة غير المهذبة لا يُقوّي حجتك بأي حال، بل يُظهر مدى الانحدار الأخلاقي الذي تعيش… pic.twitter.com/ixsVQgiZcx

— Mahmoud مَحمود (@Mdo091) April 7, 2025

مقالات مشابهة

  • حين انتصرت الإرادة .. عودة الملاحة في قناة السويس بعد العدوان الثلاثي
  • عراقجي: المفاوضات غير المباشرة لتجنب فرض الإرادة
  • وزير الخارجية الإيراني: طهران تفضل المحادثات غير المباشرة وتجنب فرض الإرادة من أمريكا
  • سوريون: هجوم الشعراني على محافظ السويداء حرية تعبير أم تطاول على الدولة؟
  • دعوة لنشر الجمال برعاية وزارتيْ السياحة والآثار والثقافة
  • «تربية الأجيال على الأخلاق وحب الوطن» في ندوة توعوية بالبحيرة
  • الزمالك يمنح شيكابالا حرية اختيار موعد اعتزاله
  • خلف: فلسطين بوصلة الأخلاق وضمير الأحرار
  • ياسين السقا في مرمى الهجوم بسبب سيد الناس.. أسرته تدافع عنه
  • بالفيديو.. استشاري صحة نفسية: متلازمة العمل بعد الإجازة مشكلة حقيقية