اكتشاف يفتح آفاقا جديدة لعلاج السكري
تاريخ النشر: 9th, September 2024 GMT
كشف فريق من جامعة جنيف السويسرية أن الخلايا التي تنتج الإنسولين (خلايا بيتا) يمكنها وحدها تنظيم نسبة السكر في الدم والتحكم بحساسية الإنسولين، وهذا يخالف الاعتقاد السائد في المجتمع العلمي منذ زمن طويل المتعلق بأن خلايا بيتا بحاجة لخلايا أخرى داخل البنكرياس حتى تقوم بعملها في إفراز الإنسولين بالشكل المناسب.
تدعم نتائج الدراسة التي نشرت في مجلة "نيتشر ميتابولوزم" في 21 أغسطس/آب الماضي الجهود الرامية إلى تطوير علاجات لمرض السكري من خلال توليد تجمعات من خلايا شبيهة لخلايا بيتا دون وجود خلايا أخرى، مثل تلك الناتجة عن الخلايا الجذعية المتعددة القدرات التي تتمايز في المختبر أو من خلال إعادة برمجة الخلايا الأخرى لتصبح خلايا منتجة للإنسولين في الجسم.
من يضبط سكر الدم؟لتلبية الاحتياجات الأيضية المتغيرة للجسم، يجب الحفاظ على مستويات سكر الدم ضمن نطاق ضيق. ويتطلب التعديل السريع والدقيق لمستويات سكر الدم تفاعلا معقدا بين الهرمونات والنواقل العصبية التي تفرزها في الدم أعضاء متعددة كالدماغ، والكبد، والأمعاء، والأنسجة الدهنية، والعضلات، والبنكرياس.
تلعب خلايا البنكرياس دورا أساسيا في استقرار سكر الدم من خلال إفراز هرمونات متنوعة، لا سيما الإنسولين الذي يحفز امتصاص السكر من الأنسجة المحيطية. تنظم إفراز الإنسولين خلايا بيتا تنظيما دقيقا استجابة لمستويات السكر في الدم، ولكنه يتأثر أيضا بمؤثرات تنشأ من خلايا ألفا، وخلايا دلتا، وخلايا غاما في البنكرياس.
الدراسة الجديدة تخبرك أن الخلايا الأخرى ليست ضروريةاكتشف الفريق الذي يقوده بيدرو هيريرا -الأستاذ في قسم الطب الجيني وفي مركز السكري بكلية الطب في جامعة جنيف- قدرة خلايا البنكرياس المذهلة على تغيير وظيفتها. فإذا ماتت خلايا بيتا قبل موعدها، فإن الخلايا المسؤولة عادة عن إنتاج هرمونات أخرى مثل الجلوكاجون أو السوماتوستاتين يمكنها أن تبدأ في إنتاج الإنسولين.
وكان من المقبول أن خلايا بيتا لا يمكنها أن تؤدي وظيفتها بشكل صحيح إلا بوجود خلايا هرمونية أخرى مثل خلايا ألفا ودلتا وغاما التي تكون مجتمعة معا داخل البنكرياس.
تشرح مارتا بيريز فرانسيس، الباحثة في مختبر بيدرو هيريرا والمؤلفة الرئيسية لهذا العمل، فتقول "للتحقق من هذا، قمنا بإنتاج فئران يمكنها عند بلوغها سن الرشد التخلص من جميع الخلايا غير بيتا في البنكرياس بشكل انتقائي لمراقبة كيفية قدرة خلايا بيتا على تنظيم مستوى السكر في الدم. وفي نتيجة مدهشة، لم تكن فئراننا قادرة فقط على إدارة مستويات السكر في الدم بشكل فعال، بل كانت حتى أكثر صحة من الفئران الأخرى".
أظهرت هذه الفئران حساسية محسّنة للإنسولين في جميع الأنسجة المستهدفة، حتى عند إطعامها نظامًا غذائيا عالي الدهون أو اختبارها لمقاومة الإنسولين وهو أحد المؤشرات الرئيسة لمرض السكري، وبالأخص في الأنسجة الدهنية. ولكن لماذا؟
يوضح بيدرو هيريرا، وفقا لموقع يوريك أليرت، أن "هناك عملية تكيف يتم فيها استقطاب الجسم لخلايا هرمونية أخرى من خارج البنكرياس للتكيف مع الانخفاض المفاجئ في الجلوكاجون والهرمونات الأخرى للبنكرياس، ولكن هذا يوضح أن الخلايا غير خلايا بيتا في البنكرياس ليست ضرورية للحفاظ على التوازن السكري". هذه النتائج مفاجئة وتتحدى الفكرة السائدة حتى الآن.
العلاجات الجديدة الناشئةتغير نحو 2% من خلايا البنكرياس وظيفتها في حالة نقص الإنسولين. والتحدي الآن هو تحديد جزيء قادر على تحفيز هذا التحول وتوسيعه، ولذا فإن إستراتيجية أخرى ستكون تمايز الخلايا الجذعية في المختبر لإنتاج خلايا بيتا جديدة قبل زراعتها في المرضى.
يعبر بيدرو هيريرا عما اكتشفوه بحماسة، فيقول إن "نتائجنا تثبت أن الإستراتيجيات التي تركز على خلايا الإنسولين يمكن أن تؤتي ثمارها حقا. والمرحلة التالية من عملنا ستشمل تحديد الملف الجزيئي والوراثي للخلايا غير بيتا من أفراد مصابين وغير مصابين بالسكري، على أمل تحديد العناصر التي قد تجعل من الممكن تحفيز تحويل هذه الخلايا في السياق المرضي للسكري".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات السکر فی الدم خلایا بیتا سکر الدم
إقرأ أيضاً:
المرأة والضغط وأوزمبيك.. إرشادات جديدة للوقاية من السكتة
ركّزت التعديلات الحديثة التي أصدرتها جمعية القلب الأمريكية وجمعية السكتة الدماغية الأمريكية، لإرشادات الوقاية من السكتة الدماغية، على المجموعات عالية الخطورة، بما في ذلك النساء، مع تبني نهج متصاعد لإدارة ضغط الدم.
الإرشادات المحدثة تشجع الناس على اتباع النظام الغذائي المتوسطي
وبحسب "هيلث داي"، أشارت التعديلات الحديثة إلى النساء، وخاصة اللاتي عانين من ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل، أو دخلن سن اليأس قبل سن 45 عاماً، باعتبارهن من بين الأكثر عرضة للإصابة بالسكتة الدماغية.
واقترحت التعديلات أيضاً أدوية GLP-1 الجديدة لفقدان الوزن، مثل أوزمبيك وويغوفي، كخيار لمرضى السكري، لأن هذه المجموعة لديها خطر أكبر للإصابة بأمراض القلب.
وقالت الدكتورة أليكسيس سيمبكين من مستشفى سيدارز سيناي: "الهدف من هذه الإرشادات هو تعزيز صحة الدماغ والحد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية الفردية، حتى نعيش جميعاً حياة صحية، بجودة حياة رائعة مع تقدمنا في السن".
وتهدف الإرشادات إلى توجيه المناقشات بين المرضى ومقدمي الرعاية الصحية، للمساعدة في منع السكتة الدماغية الأولية.
ضغط الدموأشارت سيمبكينز إلى أهمية السيطرة على ارتفاع ضغط الدم.
وقالت: "أصبحت أهداف ضغط الدم الآن أكثر أهمية قليلاً مما كانت عليه في السابق. إن الحفاظ على وزن صحي وتقليل تناول الملح أمران مهمان، لكن العديد من الأشخاص يحتاجون إلى مساعدة الأدوية لتحقيق هذه الأهداف. وإذا لم تنجح نوع من الأدوية، فلا ينبغي للمزودين والمرضى التردد في إضافة دواء آخر".
وأضافت سيمبكينز: "إن الإرشادات المحدثة تشجع الناس على اتباع النظام الغذائي المتوسطي. وتؤكد على الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والمأكولات البحرية والدهون الصحية مثل زيت الزيتون".
المرأةولفتت سيمبكينز إلى أن الإرشادات الجديدة تسلط الضوء على المجموعات المعرضة لخطر متزايد.
وتشمل المجموعات: النساء المصابات بالانتباذ البطاني الرحمي، ومن توقفت المبايض لديهن عن العمل قبل الـ 40، والحوامل اللاتي أصبن بارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل أو بعده مباشرة.
وقالت سيمبكينز "إننا لا نفهم بعد الأسباب وراء هذا الخطر المرتفع، وخاصة في حالات بطانة الرحم وانقطاع الطمث المبكر"، مضيفة أن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسة.