ما الذي يبتغيه الرئيس التونسي من إقالة الولاة قبل الانتخابات؟
تاريخ النشر: 9th, September 2024 GMT
تونس- استفاق التونسيون اليوم على خبر إقالة جميع الولاة وتعيين وُلاة جدد بدلهم من قبل الرئيس قيس سعيد، قبل أقل من شهر واحد على موعد الانتخابات الرئاسية، في خطوة يراها البعض استبطانًا للبقاء في السلطة من قبله، وسط مناخ انتخابي تصفه المعارضة بـ"المتعفن".
وقد أعلنت صفحة الرئاسة التونسية في وقت متأخر من مساء أمس عن تعيين 24 محافظا جديدا، بينما كان الشيء المفاجئ هو إقالة بعض الولاة الذين كانوا يساندون سعيد قلبا وقالبا ويمثلون أعمدة حكمه، على غرار والي بن عروس عز الدين شلبي، الذي يتهمه البعض بالقرب من الرئيس دون أن تكون له القدرة والكفاءة على التسيير الإداري.
وتأتي هذه الإقالات والتعيينات الجديدة على صعيد الولاة الذين يمتلكون صلاحيات واسعة في محافظاتهم بعد أيام قليلة من إقالة حكومة أحمد الحشاني بأكملها وتعيين رئيس الحكومة الجديد كمال المدوري صاحب الخبرة في الشؤون الاجتماعية، ومعه 21 وزيرا جديدا.
ولم تقدم رئاسة الجمهورية التونسية توضيحات رسمية بشأن ملابسات أي إقالة سواء على المستوى الحكومي أو الإداري، وبينما يرى أنصار الرئيس سعيد أن التعيينات الجديدة هدفها "إضفاء النجاعة"، فإن المعارضة تعتبرها "خطوة لتجديد البيعة" للرئيس سعيد.
الاستفادة من الولاةيقول القيادي في حزب التيار الديمقراطي المعارض هشام العجبوني إن تعيين هؤلاء الولاة الجدد قبل شهر واحد من تاريخ الانتخابات الرئاسية المفترض إجراؤها يوم السادس من أكتوبر/تشرين الأول المقبل قد تكون رسالة من الرئيس أنه "سيستمر على رأس السلطة".
ويضيف العجبوني للجزيرة نت أن سعيد يمكن أن يستفيد من كل هذه التعيينات على رأس الولايات، بالنظر إلى وزن الوالي في جهته، غيرَ مستبعِد أن يكون هناك جزء من عمل الولاة الجدد بالإشراف على الانتخابات وحشد الناخبين والتعبئة لمصلحة الرئيس سعيد.
ويرى أن إقالة حكومة بأكملها وتعيين أخرى أو إقالة جميع الولاة وتعيينهم ببدلاء جدد يصب في الخانة نفسها والتوجه نفسه، وهو التنصل من المسؤولية من قبل الرئيس وإلصاق الفشل بالمسؤولين السابقين، دون أن يكون هناك تقييم موضوعي لأدائهم.
ويقول إن تعيين الولاة الجدد جاء بعد أكثر من عام ونصف شهدت فيه 9 ولايات شغورًا على مستوى ولاتها، فيما شهدت ولايات أخرى أوضاعا متردية، على غرار ولاية صفاقس (جنوب) التي عاشت على وقع توترات بين المواطنين ومهاجرين أفارقة.
وتأتي هذه التعيينات وفق العجبوني "في سياق انتخابي متعفن" بسبب عدم حياد هيئة الانتخابات ورفضها قرار المحكمة الإدارية بإرجاع 3 مرشحين للانتخابات الرئاسية، ووجود "هرسلة" قضائية وتضييقات ضد مرشحين، ومنع جمعيات من مراقبة الانتخابات ومحاصرة الإعلام.
عدم الاستقرارويقول زعيم جبهة الخلاص المعارضة نجيب الشابي إن التعيينات الجديدة للولاة بعد أيام قليلة من تعيين حكومة جديدة تعكس "حالة عدم استقرار" دأب عليها نظام الحكم الفردي الشعبوي للرئيس الحالي، منذ إعلانه التدابير الاستثنائية في 25 يوليو/تموز 2021.
ويضيف الشابي للجزيرة نت أن "منظومة الحكم الحالية لم تعرف أي استقرارا بعد تلك المحطة، لا على مستوى وزارات الداخلية أو الدفاع أو الخارجية أو غيرها من الوزارات، ولا على مستوى الولاة أو المعتمدين أو العمد"، معتبرًا ذلك خاصية لنظام الحكم الفردي.
ويرى أن إقالة جميع الولاة بجرة قلم شملت شخصيات كانت مقربة من منظومة الحكم، وكانوا يعتبرون من أعمدتها، على غرار عز الدين شلبي والي بن عروس (شمال)، وسمير عبد اللاوي والي بنزرت (شمال)، وعبد الحليم حمدي والي سيدي بوزيد (جنوب).
ويؤكد الشابي أن جميع الإجراءات التي اتخذها الرئيس سعيد من إقالات وتعيينات سابقة لم تؤد إلى أي نتيجة أو إنجاز يذكر، ما عدا ضرب الحريات الصحفية والسياسية، وملاحقة المرشحين للانتخابات الرئاسية من قبل هيئة الانتخابات، على حد تعبيره.
ويقول زعيم جبهة الخلاص التي تضم أحزابا معارضة للرئيس سعيد -أبرزها حركة النهضة– إن جميع المؤشرات التي تعيشها البلاد خلال هذه الفترة الانتخابية توحي بأن الانتخابات الرئاسية التي ستُجرى مطلع الشهر المقبل محطة لتجديد البيعة للرئيس سعيد.
في المقابل يرى أنصار الرئيس قيس سعيد أن التعديلات والتعيينات التي يقوم بها هدفها "إضفاء النجاعة على العمل الحكومي لخدمة مصلحة الشعب"، حيث كان الرئيس سعيد قد أشار في خطابات سابقة له إلى أن تلك التعديلات تأتي تفاديًا لتعطل دواليب الدولة.
ويسعى الرئيس قيس سعيد الذي صعد للحكم في أكتوبر/تشرين الأول 2019 لتجديد ولايته التي تمتد 5 سنوات، حيث لم يتبق معه في السباق الانتخابي سوى الأمين العام لحركة الشعب زهير المغزاوي، ورئيس حركة "عازمون" العياشي زمال الموقوف حاليا بسجن بمحافظة جندوبة (شمال غرب) على ذمة قضايا تتعلق بشبهة تزوير تزكيات ناخبين.
ويقول الفريق القانوني للمرشح زمال إنه يواجه تهمًا مفبركة هدفها ثنيه عن مواصلة حملته الانتخابية وإقصاؤه من السباق الانتخابي، مرجحين أن يقوم بحملته الانتخابية كمرشح رسمي من داخل السجن.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الرئیس سعید من قبل
إقرأ أيضاً:
غزل المحلة يكشف حقيقة إقالة أحمد عيد عبد الملك
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
نفى صابر عيد، المتحدث الرسمي لنادي غزل المحلة، الشائعات التي ترددت حول إقالة المدير الفني للفريق الأول لكرة القدم بالنادي، أحمد عيد عبد الملك، مؤكدًا على استمراره في قيادة الفريق.
لم يحقق فريق غزل المحلة بقيادة أحمد عيد عبد الملك، الفوز في أول مباراتين اللتين خاضهما في بطولة الدوري الممتاز بالموسم الجديد 2024-2025، حيث تعادل مع الإسماعيلي وخسر أمام طلائع الجيش.
غزل المحلة يؤكد على استمرار أحمد عيد عبد الملك في منصبهوأرجع صابر عيد أسباب استمرار أحمد عيد عبد الملك في منصبه بقيادة فريق غزل المحلة فنيًا، إلى عدة عوامل، وذلك في تصريحات إذاعية.
وأكد المتحدث الرسمي على الدعم الكبير الذي يقدمه مجلس إدارة النادي للفريق وللجهاز الفني، مشيرًا إلى أن زعيم الفلاحين لم يلعب سوى مباراتين، وأن الحكم على المدرب يجب أن يكون بعد فترة أطول.
وشدد المتحدث باسم نادي غزل المحلة، على ثقة مجلس الإدارة في قدرات اللاعبين لتحقيق نتائج أفضل في المباريات المقبلة.
ولفت صابر عيد إلى طموحات نادي غزل المحلة في تحقيق مركز متقدم في جدول الدوري المصري، مشيرًا إلى أن الفريق لديه القدرة على تحقيق هذا الهدف.
كمت وجه صابر عيد المتحدث الرسمي لنادي غزل المحلة، رسالة إلى جماهير النادي، مؤكدًا على أن الفريق العائد من جديد لدوري الأضواء والشهرة يمر بمرحلة بناء، ويحتاج إلى دعم الجماهير في الفترة المقبلة.
ومن ناحية أخرى أكد وليد خليل، رئيس نادي غزل المحلة، على ثقة مجلس الإدارة في قدرات أحمد عيد عبد الملك، مشيرًا إلى أن المدرب لديه كل الدعم لتحقيق الأهداف المرجوة للفريق.
ويحل فريق غزل المحلة، يوم السبت المقبل، ضيفًا على نظيره الجونة على ملعب استاد خالد بشارة، في إطار منافسات الجولة الثالثة من بطولة الدوري الممتاز.