لا يزال ملف الباحثين عن عمل يبحث عن حلول، وخاصة مع تخرج أفواج جديدة كل عام، سواء الدبلوم العام أو الدبلوم العالي أو البكالوريوس. وتفاجئنا الأرقام، فقد صرح معالي وزير العمل أن عددهم أكثر من 100 ألف باحث.
أما أرقام المركز الوطني للإحصاء فتذكر أنه مع نهاية يوليو 2024 وصلت نسبة الباحثين إلى 4.9، أي حوالي 245 ألف باحث إذا حسبناها على عدد السكان الكلي حوالي 5 ملايين نسمة، وتصل نسبة الذكور إلى 2.
لقد اختلف الزمان، فقد صار بحث المرأة عن العمل مقلقا أيضا، بسبب غلاء المعيشة، فقد ارتفع التضخم حوالي 150% خلال الأعوام العشرين الأخيرة، وهو سبب كاف لدفع المرأة لسوق العمل كي تعين أباها أو زوجها في مصاريف الأسرة، وصار دخلها أساسيا لمواجهة غلاء المعيشة ومتطلباتها.
بشكل عام فإن أعباء الحياة الأسرية، كالإنجاب وتربية الأبناء وتنشئتهم، وتدبير أمور الزوج والأسرة، تجعل المرأة أمام خيار صعب ومتعب عندما تفكر في العمل إلا القليل من النساء، لتأتي الحاجة الاقتصادية وتحسم الأمر بسبب رغبة الأب أو الزوج بأن تساعده في تحمل الأعباء المالية.
لذا فإن حصول المرأة على منفعة ربة بيت ستجعل عددا كبيرا من النساء يغيرن رأيهن بخصوص العمل خارج البيت، وكذلك الرجل سيدعم الأمر، لأنه يفضل أن تبقى زوجته أكبر وقت ممكن مع أطفالهما، وخاصة في هذا الزمان حيث زادت مسؤوليات الأسرة أمام الغزو الثقافي والفكري الناعم الذي يتخذ من وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي وسيلة لتحقيق أجندته على أطفالنا.
إن نسبة 4.9 ليست بهينة، ومن الضروري لوزارة العمل وهيئة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، والبرنامج الوطني للتشغيل التفكير خارج الصندوق، وبحلول مبتكرة حتى لا تتدحرج الأرقام ككرة الثلج، رغم أن عدد المواليد الكلي لسلطنة عمان بدأ بالتناقص منذ أكثر من 7 سنوات، وزاد تناقص عدد العاملين العمانيين في القطاع الخاص خلال الفترات الأخيرة.
د. طاهرة اللواتية إعلامية وكاتبة عمانية
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
الاتحاد المغربي للشغل يؤكد نحاج الإضراب العام ويطالب الحكومة بالتحرك ضد غلاء الأسعار
أعلن ميلودي المخارق، الأمين العام للاتحاد المغربي للشغل، نجاح الإضراب العام الذي دعت إليه النقابة في مختلف القطاعات المهنية بجميع مدن ومناطق المغرب، بما في ذلك أقاليم الصحراء المغربية.
وأكد المخارق أن الإضراب شهد مشاركة واسعة من العمال في العيون وباقي المناطق الجنوبية، حيث انخرطوا بشكل كامل في هذه الخطوة النضالية.
وخلال مهرجان خطابي حاشد في الدار البيضاء، أكد المخارق أن الاتحاد المغربي للشغل كان قد بذل كل الجهود الممكنة لتجنب هذا الإضراب، لكنه لم يجد بديلاً بعد تجاهل الحكومة لمطالب العمال.
وأضاف أن الاتحاد أصدر سابقًا عدة بلاغات تحذر من تداعيات ارتفاع الأسعار، خاصة في السلع الأساسية والخدمات الحيوية مثل الصحة والتعليم، لكن الحكومة لم تبادر بالتصحيح.
وأشار المخارق إلى أن نسبة المشاركة في الإضراب تجاوزت 84.9% في مختلف الجهات والأقاليم المغربية، مما يعكس وعي العمال ومسؤوليتهم في هذا التحرك.
وأوضح أن الطبقة المتوسطة باتت عاجزة عن مواجهة الغلاء الفاحش، بينما اكتفت الحكومة بدور المتفرج أو ربما المتواطئ في خدمة مصالح الفئات الميسورة.
كما شدد المخارق على أن الاتحاد سيواصل نضاله من أجل تحسين أوضاع الطبقة العاملة، مطالبًا الحكومة باتخاذ إجراءات ملموسة لضبط الأسعار ومحاربة الاحتكار.
وأكد أن هذه الخطوة ليست سوى بداية، مشددًا على أن الاتحاد المغربي للشغل سيبقى وفياً لمطالبه العادلة في سبيل تحقيق العدالة الاجتماعية وتحسين ظروف عيش المواطنين.
وفي خطوة تصعيدية، قرر الاتحاد تمديد الإضراب ليشمل يوم الخميس، في إطار رفضه للاستجابة الحكومية للمطالب العمالية.