كشف تقرير لصحيفة "الغارديان" عن نوع جديد من المستوطنين الإسرائيليين الذين ينتهكون حقوق الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية المحتلة على وقع التصعيد الإسرائيلي والعدوان على غزة، مشيرا إلى أن هناك "أمراء حرب" بين المستوطنين ينصبون أنفسهم بديلا عن "الشرطة والجيش".

وأشار التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن هناك "أمراء الحرب المستوطنين الذين يتصرفون بأنهم الشرطة والجيش ويحملون الأسلحة ويمارسون العنف ضد الفلسطينيين"، موضحا حدوث ذلك في منطقة وادي سلمان وغيرها من الأماكن بالضفة المحتلة.



ولفت التقرير إلى أن مستوطن طلب من سكان بلدة بورين بالقرب من نابلس أن ينادوه باسم يعقوب، وأن عليهم التعامل معه كمختارهم ورئيس بلديتهم وشريفهم أو رئيس الأمن. 

 ولم يعرف السكان اسمه الحقيقي إلا بعد العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة عليه في الأسبوع الماضي، واكتشفوا أنه: يعقوب ليفي فيلانت. 


ومن الناحية الرسمية، حسب التقرير، فوظيفة فيلانت هي منسق أمني (رافشاتز) مع مستوطنة "يتسهار" التي تطل، من تلة في جنوب نابلس بالضفة الغربية، على سلسلة من القرى الفلسطينية العريقة القائمة على منحدرات تحتها.  

ولكنه أصبح أمير حرب لكامل منطقة جبل سلمان، حيث استخدم القوة التعسفية المنتظمة، وبرز  كواحد من كتيبة مكونة من زعماء المستوطنين الوحشيين ليحصل على لقب "المواطن المصنف بشكل خاص" من وزارة الخزانة ووزارة الخارجية الأمريكية، بسبب "الأنشطة الخبيثة الواقعة خارج نطاق صلاحيته"، وتم إدراجه على القائمة السوداء ومنعه من تلقي الأموال من الأمريكيين.  

وذكر في معرض تصنيفه في القائمة السوداء، حادثا وقع في شهر شباط/فبراير، حيث "قاد مجموعة من المستوطنين المسلحين وأقاموا نقاط تفتيش وقاموا بدوريات لملاحقة ومهاجمة الفلسطينيين في أراضيهم وإجبارهم على تركها بالقوة".  

ولفتت الصحيفة، إلى أن هذا لم يكن سوى مثال واحد عن التخويف الذي يمارسه المستوطنون المسلحون، واستمر حتى بعد فرض العقوبات عليه في 28 آب/أغسطس. فقبل أسبوع قام مسلحون بإطلاق الغاز المسيل للدموع على أطفال كانوا يلعبون في ملعب مدرسة بورين.

ونقلت الصحيفة عن غسان نجار، رئيس واحدة من التعاونيات الزراعية وساعد على تدريب الأطفال في فريق كرة القدم، قوله "لم نأت إلى هنا منذ أكثر من أسبوع لأننا نخشى أن يتعرض الأطفال للأذى ولا يمكننا تحمل المسؤولية عن ذلك".

وكان النجار يتحدث بالقرب من جدار حجري منخفض في الجزء الخلفي من الملعب، تحت مراقبة شديدة من رجال مسلحين في نقطة مراقبة خرسانية على بعد 100 متر أعلى التل.  

وقال إنه من الصعب معرفة إن كانوا جنودا من الجيش النظامي أم مستوطنين يرتدون الزي العسكري. 

 فمنذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، أصبح التفريق بينهما أمرا صعبا. وقد تم استدعاء كل جنود الاحتياط بمن فيه فيلانت والذي قام بتجنيد الشباب من المستوطنين فيما أطلق عليه "جيش يعقوب"، وفقا للتقرير.

وتشتهر مدرسة مستوطنة "يتسهار" الدينية، أو يشيفا، بتدريس النزعة العسكرية اليهودية، وقد أغلقت لأكثر من عام 2014 لأنها كانت بمثابة قاعدة للهجمات ضد الفلسطينيين. 


 وفي مساء 18 حزيران/يونيو، نزل المستوطنون الإسرائيليون وعناصر الميليشيا إلى القرية وبدأوا يهاجون بعنف كل من يلاقونه في الشارع.

وتذكر نجار ذلك، قائلا: "كنت أرى الناس وهم يهربون، وفكرت في البداية أنه الجيش، ثم رأيتهم يهاجموننا وهم عراة حتى الوسط وقد لفوا قمصانهم حول رؤوسهم لإخفاء وجوههم".

وأضاف أنهم "أحرقوا سيارة وهاجموا السائق وهاجموا بقالة هنا".

وجاء جنود الاحتلال إلى القرية وبعد فترة قصيرة من الهجوم ولكنهم لم يعملوا شيئا لوقفه، بل على العكس "لم يدفعوا المستوطنين للخروج وبدأوا بإطلاق الرصاص المطاطي والقنابل الصوتية والمسيلة للدموع على الناس في القرية وعلى الفلسطينيين"، وفقا للتقرير.

وقالت الصحيفة، إن كل شخص في القرية لديه قصة عن "يعقوب" وشاحنته البيضاء بأضوائها الصفراء واللاقطات الهوائية على سطحها معروفة وتثير الخوف. وقام هو ورجاله بإقامة نقطة تفتيش عشوائية بين القرى ويتهمون بمعاملة السائقين بطريقة سيئة وسرقة أموالهم.

وفي آذار/مارس الماضي، كان إدريس وأمالة خليفة قد انهيا تسوقهما لرمضان وركبا سيارة ابنهما مع زوجته وابنته عندما تعرضوا للهجوم من عصابات المستوطنين في "يتسهار" الذين هشموا النوافذ بفأس وضربوا إدريس ورشوا الفلفل على الركاب.

واستطاع ابنه أن يرجع السيارة للخلف بسرعة والفرار من المكان لكن سيارة فيلانت اعترضتهم الذي تقول عائلة خليفة أنه أطلق النار على السيارة من النافذة الخلفية.

وتقول أمالة لـ"الغارديان"، إن "السبب الوحيد لعدم إصابة أحد أن النساء لأنهن كن يعانين من الفلفل الذي رش على وجوههن وكن في المعقد وهن يحمين الأطفال". 

 ويمنع المستوطنون الإسرائيليون سكان القرية من الوصول إلى بساتين الزيتون أثناء موسم قطافه، وفي بعض الأحيان يشعلون النار في البساتين على التلال.

وبحسب نجار ورجل آخر من القرية، فقد أشعل المستوطنون النيران بالأشجار في بداية آب/أغسطس ومنع فيلانت سيارة الإطفاء من الوصول وإطفاء الناس وقبل وصول الجيش بسيارة إطفاء، ولكن بعد  خسارة فادحة. 

وعلى مدى السنوات وثقت منظمة "يش دين" الإسرائيلية التي تراقب انتهاكات المستوطنين "حوادث عنف ضد الفلسطينيين على يد المستوطنين وقوات الأمن بما في حوادث تورط فيها فيلانت".

ولم ترد إدارة مستوطنة "يتسهار" على رسائل البريد الإلكتروني التي أرسلتها الصحيفة طلبا للتعليق، كما لم يرد جيش الاحتلال الإسرائيلي.

وقال رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إنه يتعامل وبقلق شددي مع العقوبات الأمريكية ضد فيلانت وجماعة هاشومير يوش التي توفر الحراس للبؤر الاستيطانية غير القانونية في الضفة الغربية.

وفي الضفة الغربية المحتلة، مهما كان النظام القضائي القائم فهو غير منتظم، ويعتمد على المنطقة المعنية وما إذا كان الضحايا والجناة إسرائيليين أم فلسطينيين. لكن في الممارسة العملية، يستسلم الجنود لفيلانت، كما قال القرويون الفلسطينيون للصحيفة.


وعندما هدد أحد السكان بتقديم شكوى ضد ما يقوم به فيلانت، قيل إن "يعقوب" قال له: "أنا مكتب الارتباط الإقليمي وأنا الشاباك وأنا الشرطة وأنا الجيش. أنا كلهم وأنا كل العالم".  

ونقلت الصحيفة عن زيف شتال، رئيسة منظمة "ييش دين" قولها، إن "ما يحدث على الأرض هو أن المنسق الأمني يتحول إلى أكثر من كونه مجرد قائد للجنود وليس العكس وليس كما يفترض أن يكون".

وأضافت أن العقوبات الأمريكية على فيلانت وهاشومير يوش، إلى جانب التدقيق من قبل محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية منذ بدء حرب غزة، بدأت أخيرا تتعامل مع  إفلات المستوطنين مثل فيلانت من العقاب. 

 وفي بلدة بورين، عبر نجار عن شكه بحدوث أي تغيير كبير في قرى الفلسطينيين. وتساءل: "هل تعتقد أن هذا سيوقفه؟"، وأضاف "لا أريد معاقبة يعقوب ولكن أريد من الأمريكيين الضغط على الحكومة لوقفه، وحتى لو أوقفنا يعقوب فهناك أشخاص كثر مثله في المستوطنات". 

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الفلسطيني الضفة المستوطنون الاحتلال فلسطين الاحتلال المستوطنون الضفة صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الضفة الغربیة فی الضفة إلى أن

إقرأ أيضاً:

خبير عسكري: سلوك الاحتلال في شمال الضفة يكشف نيته ضمها

قال الخبير العسكري العقيد ركن حاتم الفلاحي إن إسرائيل تواصل تدمير البنية التحتية والمنازل في شمال الضفة الغربية تمهيدا لبسط السيطرة على المنطقة وتهجير سكانها.

وأضاف الفلاحي -في تحليل للجزيرة- أن مصادقة الكنيست المبدئية على مشروع قانون يسهل شراء الإسرائيليين أراضي في الضفة يؤكد مخططات الاحتلال للسيطرة عليها.

ووفقا للخبير العسكري، فإن عملية السور الحديدي التي تشنها إسرائيل في شمال الضفة منذ 9 أيام لا تزال في بداياتها، وتتم بمشاركة عدد كبير ومتنوع من القوات.

وتعمل القوات الإسرائيلية على إقامة نقاط تفتيش في جنين وطولكرم مع مواصلة تفتيش وتدمير المنازل والطرق حتى لا تتحول المنطقة إلى غزة جديدة، كما يقول الفلاحي.

ولا يمتلك الاحتلال معلومات استخبارية كبيرة عن فصائل المقاومة في الضفة وهو ما يفسر قدرة هذه الفصائل على تنفيذ عمليات والدخول في مواجهات رغم العملية العسكرية الموسعة.

لكن هذه الفصائل -كما يقول الخبير العسكري- لا تمتلك أدوات قتال كالتي تمتلكها المقاومة في قطاع غزة وينحصر سلاحها في عمليات الدهس أو الأسلحة الخفيفة والعبوات المحلية الصنع.

معارك ضارية

وفي وقت سابق اليوم الأربعاء، قالت كتيبة جنين التابعة لسرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، إنها تخوض معارك ضارية وتحقق "إصابات مؤكدة" ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي في محور الحمامة في مخيم جنين شمالي الضفة.

إعلان

وأوضحت كتيبة جنين أن مقاتليها "يمطرون قوات العدو وآلياته العسكرية بزخات كثيفة من الرصاص المباشر والعبوات الناسفة"، وذلك في ظل عملية الاحتلال العسكرية المستمرة على جنين ومخيمها.

وقالت مصادر فلسطينية إن قوات الاحتلال تواصل إعاقة عمل الطواقم الطبية في جنين، في حين وثقت منصات فلسطينية دمارا واسعا في المخيم، جرّاء العملية.

ودفع الاحتلال بتعزيزات عسكرية إلى المخيم، وواصل هدم وحرق المنازل. وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن إسرائيل أعلنت الحرب على ما سماه "الإرهاب الفلسطيني" بالضفة.

وأضاف، خلال جولة لتفقد قواته في مخيم جنين، أن القوات الإسرائيلية ستظل في المخيم بعد انتهاء العملية، للتأكد من "عدم عودة الإرهاب إليه"، وفق تعبيره.

وقد تعرض وسط مدينة جنين، مساء أمس الثلاثاء، لقصف بطيران الجيش الإسرائيلي، في وقت يواصل فيه عدوانه الموسع على المدينة ومخيمها لليوم التاسع على التوالي.

مقالات مشابهة

  • تقرير يكشف معلومة "غريبة" عن حادث مطار رونالد ريغان الكارثي
  • مؤسسة مجدي يعقوب تكشف موعد افتتاح مركز القلب الجديد بالقاهرة
  • تقرير يكشف فضيحة البرتغال في مخطط استيراد الأخشاب من روسيا وإدخالها إلى السوق الأوروبية
  • تقرير: الفلسطينيون يستعدون لمزيد من العنف مع توسيع الاحتلال لهجومه على الضفة
  • خبير عسكري: سلوك الاحتلال في شمال الضفة يكشف نيته ضمها
  • «الكنيست» يصادق على قانون يسهل استيلاء المستوطنين على أراض بالضفة الغربية
  • وزير الخارجية يكشف أبرز نقاط تقرير مصر الوطني أمام مجلس حقوق الإنسان الدولي.. تفاصيل
  • تقرير دولي يكشف عن 5.5 مليون امرأة يمنية بحاجة ماسة إلى خدمات الصحة الإنجابية
  • مفاجأة مدوية: تقرير يكشف السر وراء إخفاق برشلونة في جذب نجم بايرن ميونخ
  • تقرير يكشف تأثير تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية على العمل الإنساني في اليمن