من أستراليا إلى المملكة المتحدة، قطع متعهّد بناء أكثر من 16 ألف كلم، ليشكر متبرعة لا يعرفها لكنها أنقذت حياته.

في 2021، كان البريطاني مات سكيت 44 عاماً على وشك الموت بسرطان الدم لكنه نجا بفضل عملية زرع خلايا جذعية  حصل عليها من المتبرّعة كيت هيرو التي لا تمت له بقرابة أو صداقة.

وكانت هيرو قد وضعت اسمها قبل 10 أعوام على قائة المتبرعين بالخلايا الجذعية، وفقا موقع "ميرور".

 


10 سنوات

 استخرجت الخلايا من كيت ونقلت محفوظة بالجليد على متن طائرة طبية، من مستشفى شيفيلد الملكي البريطاني إلى مستشفى بيرث الأسترالي، وزرعت على الفور في جسد مات.
وفي نهاية يونيو (حزيران) الماضي، تلقت كيت بريداً إلكترونياً عرّفها بنفسه وقال إنه يحمل خلاياها الجذعية، تلاه اتصال هاتفي من رقم مجهول طلب فيه لقاء بحضور أسرته لشكرها.

وسافر مات برفقة زوجته جودي وابنتيه بوبي وماغي للقاء المتبرعة كيت التي تعمل مديرة العلاقات العامة في مستشفى شيفيلد الذي تبرعت بخلاياها فيه.
 بعد الاتصال رتبت كيت للقاء "أسرة سكيت"، وكشفت أنها أمضت وقتاً ممتعاً خاصة أن الأسرة قطعت أكثر من 16 ألف كيلومتر للقائها وشكرها.

من جهته، أعرب مات عن امتنانه لكيت على منحه "هدية الحياة"، مؤكداً أنه كان ينتظر بفارغ الصبر تحسن حالته الصحية، ليتمكن التي أنقذته.

 

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: الهجوم الإيراني على إسرائيل رفح أحداث السودان غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية أستراليا

إقرأ أيضاً:

رحلة الموت من أجل بطارية شحن في غزة

تحت القصف والحصار، يبدع غزيون في تطوير أنظمة لمساعدة النازحين على الصمود، تشمل في ما تشمل شحن الهواتف النقالة التي باتت الحاجة إليها لا تقل عن الحاجة إلى الطعام والشراب.

وفي تقرير بعنوان "عبد الله ورحلة شراء بطاريات تنقذ الناس في غزة"، كتب صحيفة إلباييس الإسبانية قصة الشاب عبد الله الجزار الذي برز كأحد أبرز مصممي أنظمة خاصة بشحن الهواتف النقالة في قطاع غزة.

الحركة أمام خيمة عبد الله (24 عاما) في المواصي في خان يونس جنوبي غزة لا تكاد تتوقف، إذ يتردد العشرات لشحن هواتفهم النقالة مجانا من مآخذ وضعها أمام تصرفهم على طاولة خشبية بسيطة عند مدخل خيمة عائلته.

تحدثت الصحيفة الإسبانية إلى عبد الله هاتفيا في عملية وصفتها بالمعقدة بسبب أعطال الإنترنت، أو لعدم توفر هاتفه على بطارية مشحونة، ناهيك عن القصف الذي تعرضت له المواصي في الأيام الأخيرة، والذي اختفى بسببه عبد الله 24 ساعة.

تشبه إلباييس المكان بكشك اتصالات ميداني، ويقول عبد الله إنه يستطيع بالعادة شحن 70 هاتفا في اليوم.

"الحرب علمتني"

لم يهيأ عبد الله لكل هذا، فقد درس الأدب الإنجليزي في جامعة الأزهر التي تحولت إلى كوم من الركام "لكن الحرب علمتني أشياء كثيرة".

يعلو الخيمة لوحان شمسيان اشتراهما بسعر جيد من صديق استطاع المغادرة إلى مصر قبل أشهر، ويعملان على التقاط الطاقة الشمسية التي ينقلها محول ويخزنها في بطاريتي الشحن.

صمم عبد الله النظام بالتعاون مع والده وابن أخيه المهندس.

تساعد البطاريتان أيضا في تشغيل محرك لضخ الماء لأغراض الطبخ والاستحمام.

الحاجة إلى هاتف نقال في غزة لا تعادلها إلا الحاجة إلى الطعام والشراب، فهو وسيلة النازحين لمعرفة ما يجري في الشمال والجنوب وإبلاغ الأهل بأخبارهم، ولمعرفة أماكن توزيع المعونة.

لكن ماذا لو تعطلت قطعة من النظام؟

استُهلكت البطاريتان، ولم يعد النظام الذي صممه عبد الله يستطيع شحن أكثر من 5 هواتف يوميا.

المساعدات لا تدخل غزة إلا بالتقطير، وهي تستثني في كل الحالات البطاريات التي لا ينظر إليها على أنها سلعة أساسية، وكل ما توفر منها يعود إلى ما قبل اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.

يعرف عبد الله تاجرا يبيع البطاريات في سوق قريب في رفح -مسقط رأسه-، لكن تدبر المال أمر معقد للغاية، فسعر البطاريات قفز من 55 دولارا قبل الحرب إلى 550، ويخشى محمد ألا يسعفه الوقت لتدبر المال ويضطر التاجر إلى بيع البطاريتين، أو أن يصدر أمر إجلاء جديد قبل أن يتمكن من شرائهما.

نداء مستعجل

لم يغادر عبد الله غزة أبدا، لكنه ظل يتواصل مع منظمات وصحفيين أجانب بفضل عمله مستشارا ومترجما، وقد استغل شبكة معارفه لنشر رسالة شديدة الاستعجال طلب فيها المساعدة في جمع 1110 دولارات لشراء بطاريتين، إضافة إلى 110 دولارات عمولة الوسطاء الذين سيسلمونه المبلغ نقدا بعدما يتلقاه قريب لهم في حساب أجنبي.

استطاع عشرة أشخاص يعيشون في أوروبا جمع المبلغ ثم تحويله إلى حساب صديق لعبد الله في ألمانيا أخطر هو الآخر أبويه اللذين لم يستطيعا مغادرة القطاع، ويملكان المبلغ نقدا.

يقول عبد الله لإلباييس "سيساعد هذا المال كثيرا من الناس".

لكن عبد الله لم يستطع مع ذلك شراء البطاريتين الثلاثاء الماضي كما خطط للأمر، فقد قصفت إسرائيل المواصي بعنف، واستشهد على الأقل 20 شخصا، وقضى عبد الله سواد يومه في إسعاف الضحايا.

حسب الأمم المتحدة يتكدس في المواصي بين 30 و34 ألف شخص في الكيلومتر المربع الواحد مقارنة بـ 1200 قبل الحرب. وفاقم من أزمة الاكتظاظ قرارات إسرائيسل بتقليص ما تزعم أنه "منطقة إنسانية" إلى 40 كيلومترا مربعا.

عندما استطاع عبد الله أن يقصد السوق أخيرا، لم تتح له إلا بطارية واحدة، بينما يحتاج تشغيل النظام إلى اثنتين.

طلب التاجر نحو 890 دولارا نظير البطارية، وقد اختار عبد الله مع ذلك شراءها.

يقول لإلباييس "محظوظون بالحصول عليها. سنشتري لاحقا بطارية أخرى مستعملة وفي حالة جيدة، وندفع سعرا أقل بكثير".

ترياق الجنون

ابتداعُ ما يسهل على الناس حياتهم (أو بؤسهم؟) في غزة وصفةُ عبد الله لمقاومة الكآبة والجنون.

استطاع المساعدة في تشغيل أفران وسخانات ماء متهالكة، ويعمل حاليا على تطوير نظام لضخ الماء من بئر قريب وتهيئة حفر صحية، "لنحيا بقليل من الكرامة التي تليق بنا كبشر".

مايو/أيار الماضي كان آخر عهده بالبيوت، فقد انتهى به الأمر بعدها نازحا للمرة الرابعة، لكن في خيمة ميدانية يتقاسمها مع عشرة من أقاربه، كلفته بضعة مئات الدولارات.

يأمل عبد الله أن تكون المواصي آخر محطات النزوح، لكن الحرب لا تتوقف، وهو لا يدري كم ستستمر رحلة النزوح الرابعة هذه.

مقالات مشابهة

  • دراسة: مرضى التهاب الحلق أكثر عرضة لخطر الموت بسكتة دماغية
  • أمانة جدة تضبط أكثر من 10 آلاف كيلو من التبغ مجهول المصدر
  • جدل حول تبرعات رجل الأعمال وحيد علي لرئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر
  • سؤال إلى السفير البريطاني في عمان
  • رحلة الموت من أجل بطارية شحن في غزة
  • صاروخ يمني يقطع أكثر من 2000 كيلومتر ويسقط وسط اسرائيل!
  • “متحف الموت” في تركيا يؤدي طقوسًا عمرها أكثر من ألفي عام
  • عقوبة غريبة.. أمر راكب بدفع أكثر من 5 آلاف دولار لتكاليف الوقود بعد أن أدى سلوكه المشاغب لتحويل مسار طائرة
  • «ضحك مميت».. ماذا تعرف عن متلازمة «كورو» التي أنهت حياة آلاف البشر؟
  • تسجيل أكثر من 4 آلاف حالة ملاريا وعشرات الوفيات جنوبي الخرطوم