جريدة الرؤية العمانية:
2024-09-17@04:25:22 GMT

رعد العملاق

تاريخ النشر: 9th, September 2024 GMT

رعد العملاق

 

 

جابر حسين العماني

jaber.alomani14@gmail.com

 

عندما كُنَّا صغارًا كانت تغرس في نفوسنا مفاهيم القوة والشجاعة والغيرة والحمية العربية الأصيلة التي تهيئنا للدفاع عن أنفسنا وأوطاننا ومقدساتنا أينما كنَّا، ومن تلك المفاهيم التي كانت تبث في نفوسنا هي كيف نكون أقوياء؟ وكيف نكون أصحاب رسالة وغيرة وقيم ودفاع عن المظلومين في العالم؟

كنا نشاهد عبر الإعلام العربي الأفلام والرسوم المتحركة المختلفة والمتنوعة، والتي كان أحدها فيلم رعد العملاق، الفيلم الذي كان في بداية كل حلقة منه يعرض شعرا حماسيا يبعث في نفوسنا روح القوة والبطولة والشجاعة وهو كالاتي: "رعد العملاق // جاء جاء ليحمنا// يحمي الدار والسماء // من كل الأشرار// رعد القوي // رعد الشجاع // يضرب الأعداء // أسرع من الشهاب // أقوى من الألغام // ينصر الإنسان // يساعد الصديق // صديق الأحرار // عدو الأشرار".

كان أغلب الإعلام العربي يهيئ النفوس للدفاع عن المظلومين والمستضعفين في العالم، وكان الطفل العربي يشاهد تلك الأدوار والمشاهد الجميلة حاملا في نفسه رسالة عظيمة ومسؤولية أعظم، وهي كيف يجعل من نفسه جنديا عملاقا لنصرة الحق والوقوف مع المظلومين والمحرومين في العالم؟

لكن يا ترى هل لا زال الإعلام العربي مُربيًا للأجيال الحاضرة على تلك المشاهد المشجعة والمحفزة على القوة والشهامة والبسالة والشجاعة بهدف الدفاع عن الإنسان وعرضه ومقدساته؟ أم تغيرت أجندة الإعلام إلى عكس ذلك؟

اليوم عندما نتأمل الإعلام العربي نرى بعضه بات يؤمن بالثقافة الغربية التي باتت تؤرق المجتمعات العربية والإسلامية وتحولها إلى مجتمعات ضعيفة ومهزوزة من الداخل، فهناك من القنوات العربية التي حذفت معاني القوة والبسالة والشجاعة من قنواتها، كحذف الجهاد في سبيل الله، واستبدال الجهاد والقوة والدفاع عن المقاسات بالحديث عن النسوية والمثلية والماسونية والصهيونية والرأسمالية، وإحياء الليالي الصاخبة بالاحتفالات الماجنة التي يرفضها الشرفاء في العالم البشري.

اليوم عندما يُسيطر الغرب بأدواته الإعلامية المضللة على كثير من الأفكار العربية الأصيلة، صار البعض لا يهتم أن يكون كرعد العملاق في نصرة المظلومين والمحرومين في العالم، وما نراه اليوم في غزة وفلسطين وكثير من بقاع العالم خير مثال يمكن لنا ذكره، فهناك من الأطفال والشيوخ والنساء الذين يقتلون في كل يوم، وهناك من لا زال يئن ويحن، مطالبا من الدول العربية والإسلامية وعلمائها النجدة والاغاثة، ولا من مجيب إلا من رحم ربي من شرفاء وأحرار العالم.

ليس علينا بالضرورة أن نكون كرعد العملاق؛ فتلك شخصية وهمية بثها الإعلام في رسوم متحركة أريد منها تحريك الضمائر، ولكن علينا أن نكون كقدواتنا الحقيقية، وهم: الأنبياء المخلصين، والخلفاء الراشدين، الذين كانوا لا ينامون ليلهم ونهارهم إذا سمعوا أن هناك مظلوم، أو محروم، لذا ينبغي على كل مسلم ومسلمة نصرة الحق أينما كان موقعه ومكانه، فالإنسان بفطرته يعلم أن الظلم في دنياه قبيح وينبغي اجتنابه، وهذا إن دل على شي فإنما يدل على أهمية نصرة المظلوم والدفاع عنه، وليس هناك أفضل وأجمل من أن ينصر الإنسان العربي اخوانه وأخواته في غزة الأبية وفلسطين الزكية بل وفي كل بقعة من بقاع العالم تشكو من الظلم والهوان والاستبداد.

قال الله تعالى: "وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأبْصَارُ" (إبراهيم: 45).

وقال أمير المؤمنين ومولى الموحدين وسيد البلغاء صاحب كتاب نهج البلاغة الإمام علي بن أبي طالب: "إِذَا رَأَيْتَ مَظْلُومًا فَأَعِنْهُ عَلَى اَلظَّالِمِ"، وقال: "قُولاَ بِالْحَقِّ، وَاِعْمَلاَ لِلْأَجْرِ، وَكُونَا لِلظَّالِمِ خَصْمًا وَلِلْمَظْلُومِ عَوْنًا".

إنَّ مسؤوليتنا العربية والإسلامية اليوم تجاه ما يجري من ظلم في غزة الأبية، وفي كثير من بقاع العالم هي مسؤولية عظيمة يجب أن يتحملها الجميع، وذلك من خلال الدعم المادي والمعنوي، لكسر الحصار المفروض على الأحبة هناك، بكل الوسائل والإمكانيات المتاحة، ولا يكون ذلك إلا من خلال تفعيل الجوانب الداعمة والناصرة للقضية الإنسانية كتفعيل الجانب السياسي، وابراز الإعلام النزيه؛ وذلك من خلال تفعيل البرامج الهادفة لنشر المبادئ الصحيحة لتربية أجيالنا القادمة، وتكثيف جهود الاغاثة، والدعاء للمظلومين في الصلوات والخلوات، وطلب النصر والثبات من الله تعالى للمجاهدين والمرابطين، وكما قال المُناضل الفلسطيني الكبير أبو عبيدة: "إنه لجهاد.. نصرٌ أو استشهاد".

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

كأس الإمارات العالمي للخيول العربية تدعم بطولة روسيا الوطنية

 
أبوظبي (وام)

أخبار ذات صلة بطولة الإمارات لمصارعة الناشئين في أبوظبي 21 سبتمبر الإمارات تشارك في «مونديال» قفز الحواجز للخيول الصغيرة


أعلنت اللجنة المنظمة لكأس الإمارات لجمال الخيل العربية، دعمها الفني لبطولة روسيا الوطنية لجمال الخيل العربية التي تنطلق الأحد.
وتأتي شراكة كأس الإمارات لجمال الخيل العربية في البطولة، تجسيداً لرؤية سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات للخيول العربية، بدعم الخيل العربية في مختلف قارات العالم، وبمتابعة من الشيخ زايد بن حمد آل نهيان، نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية.
ويمثل هذا الدعم جزءاً من جهود الجمعية، لتوسيع نطاق دعمها لملاك ومربي الخيل في قارات العالم المختلفة، حيث تقام هذه البطولة بمشاركة فريق فني إمارتي، وطاقم تحكيم خليجي بالكامل، يشمل حكام التقييم وحكام الساحة وأعضاء اللجان الانضباطية.
ويشمل الدعم الفني تقديم الخدمات والخبرات التي تسهم في رفع مستوى البطولة وتعزيز تجربة المشاركين.
ويعد هذا التعاون خطوة مهمة نحو تعزيز الروابط بين الدول المهتمة بجمال الخيل العربية، وتجسيداً لرؤية كأس الإمارات، في دعم وتنمية هذا التراث العريق على الصعيدين الإقليمي والدولي.
ويتألف كأس الإمارات العالمي من بطولات عدة، هدفها تشجيع مربي وملاك الخيل العربية حول العالم، وإبراز دور الإمارات في الاهتمام بالخيول العربية، والحفاظ على مكانتها الدولية الرائدة.

مقالات مشابهة

  • خسوف جزئي للقمر يتزامن مع ظاهرة القمر العملاق في سماء الأردن والوطن العربي
  • هيئة البث العبرية تمدح العربية.. والاحتلال يخصها بمعلومات حصرية (شاهد)
  • لا خيار أمام العالم إلا وقف الإبادة في غزة
  • رئيس المجلس العربي للمياه: ‏التحديات التي نواجهها هائلة ولكنها ليست مستعصية على الحل
  • ظاهرة فلكية تزين سماء العالم خلال ساعات.. ماذا يحدث لـ قمر الحصاد؟
  • سؤال اليوم التالي في العالم العربي
  • 160 ألف دولار قيمة جائزة المجلس العربي لشباب العالم
  • 10 علامات من السماء: المعجزات التي شهدها العالم يوم ميلاد النبي
  • جالية العالم العربي بإيطاليا تهنئ بالمولد النبوي الشريف وعيد الصليب المقدس
  • كأس الإمارات العالمي للخيول العربية تدعم بطولة روسيا الوطنية