الجزيرة:
2025-01-29@12:59:45 GMT

موسى زينل أحد أوائل مؤسسي المسرح القطري

تاريخ النشر: 9th, September 2024 GMT

موسى زينل أحد أوائل مؤسسي المسرح القطري

موسى زينل فنان وممثل من أبرز رواد المسرح والثقافة القطرية، ومن مؤسسي الحركة المسرحية في بلاده. ولد عام 1945 وتوفي عام 2024. درس في مصر ونهل من فكرها وثقافتها وتأثر بفنها، وتولى عدة مناصب في بلاده أبرزها إدارة الثقافة في وزارة الإعلام والثقافة التي بقي فيها حتى تقاعده.

مولد ونشأة موسى زينل

ولد موسى زينل عام 1945 في فريج (حي) الغانم القديم، حيث نشأ وترعرع وصقلت شخصيته وبرزت ميوله الفنية والأدبية.

وبدأ سنينه الأولى في تعلم القرآن الكريم على يد محفظة القرآن مريم الجابر، ثم التحق بالمدارس النظامية جنوب الحي فور ظهورها.

وخلال دراسته تعلّق باللغة العربية وأحبها، حتى كلفه معلمه بإلقاء القصائد وقراءة نصوص الدروس على الصفوف الأخرى في مدرسته.

تميز زينل بنشاطه داخل المدرسة، التي استفادت من مهاراته في الإلقاء والقراءة، فكلفته بتقديم كلمات في الطابور الصباحي. كما شارك في الفعاليات الثقافية داخلها، فانضم إلى "أصدقاء المكتبة" و"التمثيل"، واشترك أنشطة الكشافة المدرسية وفعاليات المهرجانات.

دراسة موسى زينل وتكوينه العلمي

أثرت معسكرات الكشافة في زينل وغرست فيه حب التمثيل، وكانت من المسرحيات التي شارك فيها حينها "حلاق بالجملة"، وهي مسرحية فكاهية، حضرتها رموز بارزة من كبار مسؤولي الدولة.

وأثناء دراسته في المرحلة الثانوية في المعهد الديني الإعدادي، شارك في تمثيل مسرحية "تاجر البندقية" للكاتب الإنجليزي الشهير وليام شكسبير، وأسند إليه دور الشخصية الرئيسية "اليهودي كوهين".

شارك زينل في نادي "الجزيرة" التابع لشركة "شل" النفطية، ونادي "الطليعة" الذي كان متأثرا بفكر القومية العربية.

انتقل بعدها إلى القاهرة عام 1966، والتحق بكلية دار العلوم في جامعة القاهرة، وفيها تبلور فكره المسرحي والثقافي، وعاصر أحداثا فارقة عصفت بالمنطقة، أبرزها نكسة 67، التي على إثرها قرر الرئيس المصري جمال عبد الناصر التنحي، فخرج زينل مع الجماهير التي طالبت الرئيس بالعدول عن قراره، إذ كان يراه "قائدا للأمة العربية" في حينها.

وخلال وجوده في القاهرة، شارك موسى زينل في مسرحية "ثورة الموتى" ومسرحية "السلطان الحائر" لتوفيق الحكيم، ومسرحيات أخرى.

تخرج في كلية دار العلوم بجامعة القاهرة، وعاد إلى بلاده بعد صدور قرار بتعيينه وكيلا لمدرسة "الدوحة الإعدادية"، وانتقل بعدها للعمل معيدا في جامعة قطر فور أن فتحت أبوابها عام 1973، وصار حينها من أوائل المعيدين فيها، وصدر قرار بإيفاده إلى جامعة القاهرة لمواصلة تعليمه العالي.

كان عنوان رسالته في الماجستير "لغة القصة القصيرة عند يوسف إدريس"، ومكث هناك 3 أعوام، لكنه لم ينه دراسته، وعاد لبلاده حيث كلف مراقبا عاما للنشاط الثقافي والخدمات في جامعة قطر، ومن حينها بدأ ظهوره في وسائل الإعلام.

التجربة الثقافية والمسرحية

كان زينل محبا للتمثيل منذ صغره، وشارك في إحدى التمثيليات في أحد معسكرات الكشافة، وحضرها عدد من كبار المسؤولين حينها، كما شارك بعدة مسرحيات في المعهد الديني منها مسرحية "تاجر البندقية" لشكسبير، ولكن بعد تعريبها إلى "تاجر البصرة" ومثّل الدور الرئيسي فيها.

شارك زينل بعدد من المسرحيات أثناء دراسته في القاهرة، أيام كان المسرح منتعشا أواخر الستينيات وبداية سبعينيات القرن العشرين، مما ساعده على الاطلاع على الفن المسرحي عن قرب.

بعد عودته إلى قطر تولى إدارة الثقافة في وزارة الإعلام والثقافة وتدرج في عدد من مناصبها، وعُين مديرا لإدارة الثقافة عام 1981.

اهتم بالموروث القطري والأنشطة القطرية المختلفة والفنون المتنوعة، لكنه كرس جل تركيزه على المسرح، فأبدى شغفه به ليس إداريا فقط بل ساهم أيضا في تطوير الأعمال المسرحية المحلية، فعزز التعاون مع الفرق المسرحية باستقطابه أساتذة من خارج البلاد منهم محمد الماغوط وعلي سالم.

بدأ بتنمية هذا الفن في بلاده، وقدم في ثمانينيات وتسعينيات القرن العشرين مجموعة من المسرحيات، وساهم في تنظيم أولى الأنشطة المسرحية في قطر، وعمل على تنمية المواهب الشابة وشمل المسرح المدرسي في ذلك.

موسى زينل توفي يوم 7 سبتمبر/أيلول 2024 عن عمر ناهز 79 عاما (وزارة الثقافة القطرية)

كما اهتم بتنظيم الأيام المسرحية والاحتفال باليوم العالمي للمسرح الذي أصبح لاحقا مهرجان الدوحة المسرحي، وشارك في تأسيس المسرح الجامعي في قطر.

أنشأ عام 1973 فرقة مسرحية تابعة لنادي السد واستدعى عددا من الشباب للالتحاق بها، قدمت الفرقة مسرحيات منها: "بيت الأشباح" و"من طول الغيبات"، وبعد نجاح هذه الفرقة توالت من بعدها الفرق المسرحية تباعا.

أصبح مستشارا لوزير الثقافة عام 2008، واستمر في العمل بالوزارة بصفته خبيرا حتى بلغ سن التقاعد.

الوظائف والمسؤوليات عمل في إدارة الثقافة بوزارة الإعلام والثقافة القطرية. عين مديرا لإدارة الثقافة ووزارة الإعلام القطرية عام 1981. عين مستشارا لوزير الثقافة في عام 2008. أشرف على المشاركة في المعارض الخارجية وإبراز أعمال المواهب والفنانين القطريين. الجوائز والتكريمات

وحصل الفنان القطري على عدد من الأوسمة البارزة من وزارة الثقافة وعدد من المؤسسات الخليجية والعربية والغربية، منها:

وسام الفارس الفرنسي في الفنون والآداب. وسام الكوكب الأردني. جائزة رواد الثقافة في العرب والخليج من الأردن. الوفاة

توفي موسى زينل يوم 7 سبتمبر/أيلول 2024، عن عمر ناهز 79 عاما.

ونعته شخصيات بارزة، منها حمد بن عبد العزيز الكواري وزير الثقافة والفنون والتراث ورئيس مكتبة قطر الوطنية، وقال "اليوم بوفاة المرحوم انطفأت شمعة مضيئة من شموع الثقافة والمسرح القطري والعربي، وأسدل الستار على حياة كانت مليئة بالإبداع".

ونعت اللجنة الدائمة للمسرح في مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ولقبته بـ"رائد المسرح الخليجي"، ونعته كذلك الهيئة العربية للمسرح وقالت إنها "تشاطر الفنانين في قطر والوطن العربي أحزانهم في رحيل الأستاذ موسى زينل".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات وزارة الإعلام الثقافة فی شارک فی

إقرأ أيضاً:

عُمان ومصر ومشترك الثقافة

الحديث عن عُمان ومصر حديث موغل في القدم، من شجرة اللبان قديمًا، وحتى معرض القاهرة للكتاب في دورته السادسة والخمسين لعام 2025م أي في هذه اللحظة الزمنية، وما اختيار عُمان ضيف شرف لهذا العام، إلا تجسيد لهذه العلاقة الثقافية، وهي إضافة مهمة لعمان، فمصر ما زالت تترأس القيمة الثقافية العربية، وهي كعبة العرب شرقًا وغربًا، رغم التحديات الاقتصادية التي تمر بها، ومعرضها يترأس المعارض الأولى في الشرق الأوسط، والثاني عالميا، وله جمهوره الذي قد يتجاوز خمسة ملايين سنويا، كما تتنافس دور النشر للمشاركة فيه لمكانته الإعلامية والثقافية، ويحضره أغلب رموز الثقافة العربية، فهو سوق عكاظ بمعناه الثقافي الأشمل عربيًا.

ولقد نُشرت لي مقالة محكمة بمجلة الحياة الجزائرية عنوانها «العلاقات الثقافية بين عُمان ومصر»، بينت فيها بعض هذه العلاقات من القرن الأول الهجري، وحتى عام 1970م، فما بعد هذا العام ظاهر للعيان، وموثق بشكل كبير في الصحافة والوثائق والكتب، وما زال العديد من شهادة رموزه أحياء يعيشون بيننا، ثم ما زالت العلاقة تتسع بشكل أكبر، وتتعمق بشكل أوسع في الوقت ذاته.

ما يهمني هنا، ولمناسبة عُمان ضيف شرف في معرض القاهرة للكتاب، أن أشير لبعض ما ذكرته في النصف الأول من القرن العشرين، ليس من باب التكرار، ولكن من باب العيش مع الحدث الحالي، مثلا في عهد السلطان حمود بن محمد بن سعيد البوسعيدي (ت: 1902م) نجد هذا السيد يدعم جريدة المحروسة، «وهي جريدة سياسية أدبية أنشئت عام 1875م في مصر، ودعمه لرئيس تحريرها كما في الرسالة المرسلة من رئيس التحرير إلى السلطان حمود، والمؤرخة في 7 يناير 1901م، وقد أرسل سابقا رئيس التحرير إلى السلطان ذاته في 5 سبتمبر 1899م رسالة يرجو منه دعمه لكتاب «سلافة العصر في شعراء العربية بكل مصر»، ووصفه بأنه «من أنفس الكتب وأحسنها»، على أن يكون اسم السلطان في صدر الكتاب، كما تدل الرسالة على جواب لقيمة الاشتراك في الجريدة»، وهذا يدل على اهتمام السلطان لمتابعتها وقراءتها من خلال الاشتراك فيها، «وفي 3 يوليو 1902م أرسلت صاحبة مجلة «السعادة» روجينا عواد، الصادرة في القاهرة 1902م العددَ الأول تيمنا إلى السلطان السيد حمود بن محمد بن سعيد سلطان زنجبار»، كما «تواصل رؤساء تحرير المجلات المصرية مع السلطان السيد حمود بن محمد بن سعيد البوسعيدي، من ذلك رئيسة تحرير مجلة المرأة أنيسة عطا الله في 29 نوفمبر1901م ، ورئيس تحرير جريدة السهام المصرية جورج إسحاق في 20 يونيو 1902م»، «كما أرسل صاحب جريدة السرور والمطبعة الوطنية بالإسكندرية عبد المسيح الأنطاكي رسالة شكر إلى السلطان السيد حمود، على دعمه لطباعة كتاب، وذلك بتأريخ 21 مارس1901م».

وفي عهد ابنه السيد علي بن حمود (ت: 1918م)، نجد استمرارية التواصل الثقافي بين عُمان خصوصا في شقها الإفريقي آنذاك ومصر، مثال ذلك «رسالة عبد المسيح الأنطاكي في 19 يونيو 1905م إلى سالم بن محمد بن سالم الرواحي بشأن التوسط لدى السلطان علي بن حمود ليتحفه بالقصائد التي قيلت في والده لطباعتها في كتاب أو ديوان مستقل»، «وأرسل مدير مجلة الهلال إبراهيم زيدان إلى السلطان علي بن حمود بتأريخ 4 سبتمبر 1906م، تفيد دعم السلطان للمجلة، وقد بلغت السنة الرابعة من عمرها، كما أرسلوا إليه خمس نسخ من رواية العباسة أخت الرشيد، وخمس نسخ من تأريخ التمدن الإسلامي في جزئه الخامس، وقد أرسل له سابقا في 19 أبريل 1900م كتاب جمعه وسماه «نوادر الكرم في الجاهلية والإسلام»، ووصفه بأنه «يحتوي على أشهر نوادر أهل الجود والكرم التي جرت لعهد البرامكة ومن جاراهم في السخاء كمعن بن زائدة، وحاتم الطائي، والخلفاء، وغيرهم»، «كما أرسل محمد رشيد رضا صاحب مجلة المنار الصادرة في القاهرة إلى السلطان علي بن حمود بن محمد في 16 أكتوبر 1910م، لما علم أنه كان في القاهرة، وقد عرض عليه المشروع الذي أسسه في عاصمة الدولة العثمانية «إسطنبول»، وهو تأسيس جمعية دينية علمية خيرية غير ربحية، ولا تتدخل في السياسة، مؤلفة من جميع المذاهب الإسلامية، وتجمع المسلمين فيما اجتمعوا عليه، ويعذر بعضهم بعضا فيما اختلفوا فيه، وذلك لأن السلطان «....مَن يعلم ما عليه المسلمون من جميع الفرق في جميع البلاد من الضعف في العلوم والفنون والصناعات، والآداب الاجتماعية، والشؤون المدنية، ويعلم أن علة العلل لذلك هي سوء فهم الدين الإسلامي، وكثرة البدع والتقاليد فيه، وجهل علمائه بتطبيق أصوله وأحكامه على مصالح البشر في هذا العصر، وتعصبهم لمذاهبهم التي فرقت الأمة الإسلامية، وجعلتها شيعا يعادي بعضها بعضا ...».

وفي عهد السلطان فيصل بن تركي بن سعيد (ت: 1913م) نجد أن «عبد المسيح الأنطاكي «والذي كان أيضا» رئيس تحرير مجلة «العمران» الشهرية التي كانت تصدر في القاهرة، قد زار مسقط في 1907م، والتقى بالسلطان فيصل بن تركي»، وقد أكرمه السلطان، وضيفه واستمع له، ووصف استقباله بقوله: «إذ قابلنا سمو سيدنا ومولانا السلطان الأعظم بالقرب من الباب ببشاشته المعهودة، وصدره الرحب، وكان يقول أهلا ومرحبا... ثم جلس سموه، وأمرني بالجلوس إلى جانبه، فسألني عن سفري وراحتي تلطفا، فشكرت ودعوت ...»، «كما زاره أيضا رشيد رضا عندما مر إلى عُمان وبالتحديد مسقط وهو راجع من مومباي في الهند يوم الاثنين 19 جمادى الأولى 1330هـ/ 6 مايو 1912م، والتقى بالسلطان فيصل بن تركي، وقد خصص له رجالا لاستقباله، ويؤرخ ذلك رشيد رضا بقوله: «أقمت في مسقط أسبوعا كان يختلف إليّ كل يوم وليلة منه وجهاءُ البلد وأذكياؤه، ويلقون عليّ الأسئلة الدينية والفلسفية والأدبية والاجتماعية، وزارني السلطان في دار الضيافة أيضا، ومكث معي ساعات، وزرته في مجلس حكمه عدة مرات، وكان يلقي عليّ في كل مرة الأسئلة المختلفة، وكان يكون معه في مجلسه أخوه السيد محمد، وهو كثير المطالعة في الكتب، ولكنه لا يحب البحث في المجالس في كل ما يطلع عليه من المسائل، وقد عهد السلطان إلى كاتبه الخاص من أهل السنة الزبير بن علي أن يتولى أمر العناية بضيافتي، وإلى كاتبه الآخر الشيخ إبراهيم بأن يتعاهدني معه أيضا».

هذه نماذج سريعة لاهتمام ومتابعة العمانيين لمصر وثقافتها، اكتفيت فيما يتعلق برأس الهرم بالسلاطين الثلاثة المشار إليهم آنفا، وإلا أفقيا أوسع من ذلك بكثير، في المستويات الدينية والثقافية والأدبية، فضلا عن العلاقات السياسية والاقتصادية، فهذه لمحات احتفائية بالمناسبة لا أكثر.

ملحوظة: هوامش مصادر المقالة في بحث العلاقات الثقافية بين عُمان ومصر، مجلة الحياة، الجزائر غرداية، عدد (29)، رمضان 1445هـ/ أبريل 2024م، ص: 240 - 259.

مقالات مشابهة

  • رحلة بنت موسى بين اليقظة والإبصار.. كتاب جديد بمعرض القاهرة الـ56
  • على خطى الأبنودي.. «عمر زايد» شاعر متميز شارك بديوان في معرض القاهرة الدولي
  • عُمان ومصر ومشترك الثقافة
  • وصول فريق "نيران الأناضول" مطار القاهرة استعدادا لمواجهة الجمهور المصري.. فيديو
  • وزير الثقافة يلتقي نظيره القطري في مستهل زيارته للدوحة
  • وزير الثقافة يبحث مع نظيره القطري استعدادات افتتاح فعاليات الأيام المصرية الثقافية
  • وزير الثقافة يبحث مع نظيره القطري استعدادات افتتاح فعاليات الأيام المصرية
  • وزير الثقافة يلتقي نظيره القطري استعدادًا لافتتاح الأيام المصرية الثقافية بالدوحة
  • استعدادًا لافتتاح أيام الثقافة في قطر..وزير الثقافة يلتقي نظيره القطري في مستهل زيارته للدوحة
  • وزارة الدفاع تُشارك بجناح مميز في معرض القاهرة الدولي للكتاب