سواليف:
2024-09-17@04:23:41 GMT

أمية كشف التذاكي والفهلوة

تاريخ النشر: 9th, September 2024 GMT

أمية كشف التذاكي والفهلوة

بقلم: #جهاد_مساعده

أثار انتباهي مقال للخبير التربوي د. ذوقان عبيدات، حيث تناول فيه مصطلح “أمية كشف التذاكي والفهلوة”، مشيرًا إلى أن هذه الأمية أكثر خطورة من “الأمية الحضارية والثقافية، والأمية النقدية، وأمية الوعي، والأمية المستقبلية، والقانونية، وغيرها”.

هذه الأمية لا تتعلق بالجهل التقليدي في القراءة والكتابة أو عدم المعرفة بالقوانين والمستقبل، بل ترتبط بعدم القدرة على كشف ومحاربة سلوكيات التحايل والتذاكي التي أصبحت شائعة في مختلف المجالات.

فهي تمثل قصورًا في الوعي الاجتماعي والنقدي الذي يجعل من الصعب على الأفراد التمييز بين الذكاء الحقيقي والتذاكي الخادع، وبين الكفاءة والفهلوة.

مقالات ذات صلة عمان الأهلية تشارك بالمؤتمر الدولي السابع لجمعية أطباء الأمراض النفسية الأردنية 2024/09/09

(01)

ما هي أمية كشف التذاكي والفهلوة؟

أمية كشف التذاكي والفهلوة تعني العجز عن التعرف على محاولات الآخرين لاستغلال المواقف والتلاعب بالحقائق لتحقيق مصالح شخصية بطرق ملتوية.

هذا النوع من الأمية لا يظهر فقط في المجال الشخصي أو الاجتماعي، بل يمتد إلى الإعلام والسياسة والاقتصاد.

ويتجلى التذاكي والفهلوة في مظاهر مثل؛ تقديم المعلومات بشكل منحرف، التصنع، إخفاء الجهل، الرد بكلمات مبهمة، أو التلاعب بالعواطف لإقناع الناس بأفكار مشوهة.

(02)

كيف تؤثر أمية كشف التذاكي والفهلوة على المجتمع؟

أمية كشف التذاكي والفهلوة تُسهّل على مَنْ يمارسون هذه الأساليب التسلل إلى مواقع اتخاذ القرار وإدارة الرأي العام. فعندما لا يتمكن المجتمع من كشف هذه السلوكيات، يصبح من السهل على الفهلويين والمتذاكين أن يسيطروا على المشهد السياسي والإعلامي وحتى الاقتصادي. وبالتالي، يتم تهميش القيادات والكفاءات الحقيقية التي تعتمد على النزاهة والمصداقية، لصالح من يستطيع التحايل لتحقيق مكاسب شخصية.

(03)

أي الأميات أخطر

عند التحدث عن الأمية الحضارية والثقافية، فإننا نقصد الجهل العام بالتاريخ والتراث والقيم. ومع ذلك، فإن “أمية كشف التذاكي والفهلوة” قد تكون أخطر بكثير، لأن من يمارسون هذه الأساليب يستغلون الجهل الحضاري والثقافي لترسيخ مواقفهم وتحقيق مصالحهم. هذا الاستغلال يجعل من الصعب كشفهم أو محاسبتهم، حيث يخفون نواياهم وأفعالهم تحت غطاء التذاكي أو التحايل.

الفهلوة والتذاكي يعملان على إضعاف الوعي النقدي في المجتمع. عندما يصبح الأفراد غير قادرين على التمييز بين الذكاء الحقيقي والخداع أو التحايل، تزداد الأمية النقدية.

هذه الأمية تمنع المجتمع من تطوير مهارات التفكير النقدي والتحليلي، مما يؤدي إلى انتشار المعلومات المغلوطة والأفكار السطحية، ويعزز من قدرة المتذاكين على الاستمرار في التأثير السلبي على المجتمع.

لذلك يصبح من الصعب التعامل مع هذه المشكلة لأن الأمية النقدية تغذيها أمية التذاكي والفهلوة، مما يؤدي إلى حلقة مفرغة يصعب كسرها إلا من خلال تعزيز الوعي والتفكير النقدي لدى الأفراد.

(04)

مواجهة أمية كشف التذاكي والفهلوة

لمواجهة هذه الأمية، يجب تعزيز الوعي النقدي لدى الأفراد وتدريبهم على قراءة المواقف والمعلومات بطريقة نقدية، تركز على الجوهر وليس المظهر الخارجي.

ومن الضروري تعليم الأفراد طرح الأسئلة الصحيحة، والتحقق من المعلومات، والتمييز بين الحقيقة والادعاءات المضللة. وهذا يتطلب مراجعة المناهج التعليمية، والإعلامية وتطويرها لرفع مستوى الوعي.

من الممكن القول إن “أمية كشف التذاكي والفهلوة” هي تحدٍ جديد يضاف إلى قائمة التحديات التي يجب على المجتمع مواجهتها.

إذا لم نكن قادرين على كشف هذه السلوكيات، فإننا سنظل عالقين في دوامة من التضليل والتحايل، حيث يفوز من يعرف كيف يستغل الآخرين على حساب من يسعى للبناء والتطوير.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: هذه الأمیة

إقرأ أيضاً:

منبر ديني .. نساء غير شريفات !!

بقلم : د. نبراس المعموري ..

يرتبط مفهوم الشرف في العديد من المجتمعات الشرقية، بما في ذلك العراق، بالمرأة وسلوكها، وهو مفهوم قديم يعزز فكرة أن أخلاق العائلة وسمعتها تعتمد إلى حد كبير على سلوك النساء. وللأسف هذا المفهوم جعلهن ضحية للاتهامات الباطلة التي تستهدف شرفهن، سواء كانت هذه الاتهامات نتيجة لانتقام شخصي، أو مجرد إشاعات لغرض تشويه السمعة.

ما جعلني اخص مقالي بقضية الشرف واستهداف النساء باخلاقهن ، هو ما قام به احد رجال الدين من تجاوز واضح عبر المنبر الديني، وهو يخطب امام الملأ بوصف النساء اللاتي رفضن تعديل قانون الاحوال الشخصية النافذ من محاميات وناشطات ؛ بأنهن غير شريفات وإساءة على المجتمع! .. المدهش بالموضوع ان من نطق هذه الكلمات السيئة شخص يطلق عليه رجل دين !! فكيف الحال بالرجال الذين يمتهنون مهن اخرى بعيدة عن الدين او الموعضة وإصلاح المجتمعات ؟.

جذور المشكلة

ان الإساءة للنساء من خلال الطعن بأخلاقهن وشرفهن قضية حساسة ومعقدة تعكس تحديات اجتماعية وثقافية مترسخة في المجتمع، وللأسف تلعب العادات والتقاليد دورًا كبيرًا في تحديد وضع المرأة داخل المجتمع العراقي، مما يجعلها اكثر عرضة لأشكال متعددة من العنف النفسي والاجتماعي، و لا يقتصر الطعن بالنساء من الطبقات الدنيا في المجتمع، بل أمتد إلى النساء المتعلمات والمثقفات اللواتي يظهرن في الحياة العامة والسياسية، وقد تتعرض حياتهن المهنية وحتى الشخصية للخطر بسبب تلك الاتهامات، ولنا في الحملات الممنهجة التي تعرضت لها العديد من النساء خير مثال، وأنا شخصيا واحدة منهن ! .

الأضرار النفسية والاجتماعية

في مجتمعات محافظة، يمكن أن تؤدي تلك الاتهامات إلى عزل المرأة عن أسرتها أو حتى تعرضها للعنف الجسدي وكذلك الضغط النفسي والاكتئاب ، وقد تذهب الأمور إلى ابعد من ذلك، عندما تتحول تلك الاتهامات إلى مبرر لما يعرف بـ”جرائم الشرف”، حيث تُقتل المرأة بسبب شائعات غير مؤكدة حول أخلاقها، او تزج بالسجن من خلال تهم مؤطرة تحت باب قانوني .

المحتوى الهابط !!

شهدنا مؤخرًا تحرك واضح لهيئة الإعلام والإتصالات وهي ترصد الإساءات تحت باب المحتوى الهابط، وللأسف قلما وجدنا اهتمام حقيقي بشأن الإساءات التي تتعرض لها النساء عبر المؤسسات الإعلامية ومواقع التواصل من تهم وتزييف للحقائق وترويج للإشاعات وتشويه للسمعة، وهنا نسأل اين العدالة في الرصد والمحاسبة ولماذا يستثنى وبالذات رجال الدين من معيار التقييم والرصد والعقاب ؟ خاصة ان مواقع التواصل تنشر الإساءات و الإشاعات بشكل أسرع وأوسع، مما يزيد من حدة المشكلة ، وعلى الرغم من مطالبنا المتكررة بوضع حد لمن يُسيء للمرأة بتصريحات إعلامية او منشورات عبر مواقع التواصل الاجتماعي؛ إلا اننا لغاية الان كنساء فاعلات في المشهد السياسي والمجتمعي والحقوقي والإعلامي لم نصل الى بر الأمان عبر خطوات حقيقية من قبل المعنيين للحد من هذه الظاهرة .

ما الحل؟

لمواجهة هذه الظاهرة، يجب القيام بعدة خطوات على مستويات مختلفة. لابد من العمل على تعديل القوانين والتشريعات العراقية لتوفير حماية أكبر للنساء من التهم الباطلة والتشويه المتعمد. كما أن هناك حاجة ماسة لتغيير العقليات الاجتماعية والثقافية التي تجعل المرأة هدفًا سهلاً للطعن في شرفها ، وذلك من خلال التوعية والتعليم اللذان أساس التغيير. وهذا باعتقادي مسؤولية دولة وحكومة ، خاصة بعد انفراط عقد الاحترام والالتزام بشكل مخيف من خلال الاستثمار الخاطئ لبعض المنابر الدينية ؛ فبدلاً عن الموعضة والإصلاح ، للأسف أصبحت وسيلة للتشهير والطعن بالشرف .. يرافق ذلك تكثيف حملات التوعية والتثقيف حول أهمية احترام حقوق المرأة وكرامتها، وإبراز العواقب النفسية والاجتماعية للإساءة والتي هي مسؤولية الجميع .. مؤسسات حكومية وغير حكومية.

في النهاية، النساء في العراق، كما في أي مكان آخر، لهن الحق في العيش بكرامة واحترام، بعيدًا عن التشكيك المستمر في أخلاقهن وشرفهن.

د. نبراس المعموري

مقالات مشابهة

  • شاهد.. الحاج صابر يجتاز امتحان محو الأمية وعمره 109 سنة
  • ابتكارات طلابية ناشئة تعزز الوعي المالي باستخدام التكنولوجيا وتحقق ريادة أعمال
  • “إسلامية دبي” تطلق برنامج “أجيال” لتعزيز الوعي الديني لدى طلبة المدارس
  • «الخارجية الفلسطينية»: نطالب المجتمع الدولي بوضع حد لمعاناة شعبنا
  • إسلامية دبي تطلق برنامج «أجيال» لتعزيز الوعي الديني لدى طلبة المدارس
  • مديات تقاطع المجتمع المدني المُفترض في تدعيم المدنية رؤية أنثروبولوجية
  • منبر ديني .. نساء غير شريفات !!
  • صحفي يكشف: ”الحوثي يتعمد إذلال نخبة المجتمع لكسر روح الإباء”!
  • في اليوم العالمي للقانون
  • نائب رئيس جنوب أفريقيا يفقد الوعي أثناء إلقاء كلمة