تقرير لصحيفة إسرائيليّة: حزب الله يستعدّ لحرب طويلة
تاريخ النشر: 9th, September 2024 GMT
ذكر موقع "الإمارات 24" أنّ صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية قالت إنّ "إعادة السكان الإسرائيليين إلى منازلهم في المنطقة الشمالية، ليس هدفاً للحرب الحالية، على الرغم من أن بنيامين نتانياهو طرح هذا الأمر مؤخراً"، ونقلت عن مصدر مطلع على مناقشات مجلس الوزراء، أنه مع اقتراب مرور عام على الحرب، لم يتم تحقيق أي هدف تم تحديده لتلك الحرب.
وأضافت "هآرتس" أن القيادة الشمالية للجيش الإسرائيلي تعترف بأن هناك استعدادات لـ"حزب الله" لقتال طويل الأمد مع إسرائيل في حال انهيار المفاوضات للتوصل إلى اتفاق مع حماس، مشيرة إلى أن الجيش الإسرائيلي يقول إن حزب الله لم يحرك بعد عناصره نحو الحدود مع إسرائيل، لكنه يأخذ سيناريو فشل الاتصالات في الحسبان، وهو ما سيصاحبه استمرار للقتال في الجنوب في قطاع غزة، وفي هذه الحالة، من المتوقع أن يواصل حزب الله مهاجمة إسرائيل طالما استمر القتال في غزة.
وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن قيادة المنطقة الشمالية، وافقت أمس الأحد على خطط إضافية للقتال في لبنان، تتضمن عدة مستويات محتملة للتصعيد، موضحة أن الخطط التي يتم تحديثها بشكل شبه يومي بسبب القتال المستمر، تم تقديمها أيضاً إلى رئيس الأركان والمستوى السياسي.
ووفقاً للصحيفة، لا يسمح المستوى السياسي للجيش الإسرائيلي بالعمل بشكل هجومي في الشمال، بسبب الخوف من أن يفسر ذلك على أنه إعلان حرب من جانب إسرائيل، كما أن حقيقة أن المستوى السياسي لم يعلن حتى الآن الحدود الشمالية كساحة قتال رئيسية يؤثر أيضاً على استعداد الجيش الإسرائيلي لتصعيد محتمل، بالإضافة إلى أن الجيش الإسرائيلي يواجه صعوبة في نقل مركز الثقل نحو الشمال.
وتقول "هآرتس" إنه نتيجة لهذا الوضع، وبعد مرور عام تقريباً على إخلاء المستوطنات الشمالية من سكانها، فإن عودتهم إلى ديارهم لا تلوح في الأفق، ويجد رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو صعوبة في الحفاظ على الاتساق في معالجته لهذه القضية، فالحكومة لم تقرر رسمياً بعد أن إعادة إسكان المستوطنات الشمالية هي أحد أهداف الحرب.
وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن نتانياهو قدم في الآونة الأخيرة بين الحين والآخر موضوع عودة المستوطنين كهدف مُعلن، ووصف يوم الإثنين الماضي خلال مؤتمره الصحفي عودة المستوطنين بأنها أحد أهداف الحرب الأربعة، ولكنه في اليوم التالي، خلال المؤتمر الصحفي لوسائل الإعلام الأجنبية، لم يذكر مصير سكان الشمال ضمن الأهداف. وتحدث أمس مرة أخرى عن أن عودة السكان هي أحد الأهداف الأربعة المعلنة. وأوضح مسؤول سياسي مطلع على مداولات مجلس الوزراء، أنه "خلافاً لتصريحات نتانياهو، فإن مجلس الوزراء لم يقرر حتى الآن عودة سكان الشمال إلى منازلهم كأحد أهداف الحرب". وعلى حد تعبيره، في الصياغة الرسمية للأهداف، لا يوجد أي التزام بإعادة جميع المختطفين، بل هناك صياغة غامضة تدعو إلى بذل أقصى الجهود لحل قضية الرهائن، وأوضحت الصحيفة أن الصياغة الغامضة تترك للمستوى السياسي مجالاً للمناورة في موضوع إعادة الرهائن. وتابعت: "على الرغم من أن إسرائيل ملتزمة علناً بالتحرك الذي تقوده الولايات المتحدة والوسطاء للتوصل إلى اتفاق، فقد تأثر الدبلوماسيون الأجانب في الأشهر الأخيرة، مراراً وتكراراً، بسبب عدم اهتمام نتانياهو، وهو ما يتعارض على ما يبدو مع أهداف إسرائيل في الحرب، فهو فضل جعل الخطوة أكثر صعوبة لاعتبارات خارجية مثل جهوده للحفاظ على التحالف أو تعميق العمليات العملياتية في القطاع".
وذكرت "هآرتس" أنه حتى الآن، في الإدارة الأميركية ومصر وقطر، يتعزز التقييم بأن فرصة التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار في الأيام المقبلة منخفضة لأن "الجانبين ليس لديهما رغبة في التوصل إلى اتفاق". ونقلت عن مصدر مطلع على مناقشات مجلس الوزراء أن "المشكلة ليست هل هناك قرار رسمي بعودة الأهالي إلى الشمال وعودة المختطفين أم أن هذه تصريحات للإعلام فقط، بل غموض الأهداف وعدم وجود جدول زمني واضح"، مضيفاً أن الحكومة ملزمة بإعادة سكان الشمال إلى منازلهم. واختتمت الصحيفة تقريرها قائلة: "من دون الحصول على إذن بشن هجوم في الشمال، يحاول الجيش الإسرائيلي إلحاق الضرر بقدرات حزب الله قدر الإمكان، من أجل الحصول على ميزة في حالة التصعيد، ويعتقد الجيش الإسرائيلي أن "الحزب" يواجه صعوبة في تثبيت تسلسله القيادي، وملء الرتب الوسطى بالشكل الكافي منذ بداية الحرب". (الإمارات 24)
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی مجلس الوزراء إلى اتفاق حزب الله إلى أن
إقرأ أيضاً:
محللون: خطة تحصين الشمال مؤشر إسرائيلي لإطالة أمد الحرب
القدس المحتلة- عكس إعلان وزارة الدفاع الإسرائيلية -الشروع في خطة لتأهيل وتحصين الملاجئ والمباني العامة وحماية البلدات الحدودية في الجليل الأعلى والغربي والجولان المحتل– إخفاق الجيش الإسرائيلي بتحقيق الهدف المعلن للحرب على الجبهة الشمالية مع لبنان، بإعادة السكان الإسرائيليين إلى بلداتهم بعد إخلائهم منها في أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي.
وفي إطار الخطة الحكومية "تحصين الشمال"، بدأت وزارة الدفاع الإسرائيلية بالتعاون مع قيادة الجبهة الداخلية، تنفيذ أعمال الصيانة والترميم للملاجئ، وإنشاء أكثر من 200 ملجأ وغرفة محصنة في المستوطنات القريبة من الحدود شمالا، بتكلفة أولية تقدر بحوالي 130 مليون شيكل (35 مليون دولار).
وصادق مدير عام وزارة الدفاع الإسرائيلية إيال زمير على الخطة التي تشمل أعمال تحصين وترميم حوالي 150 مؤسسة عامة وتعليمية، وبناء أكثر من 200 منطقة محمية بالمؤسسات العامة، في مناطق المجالس الإقليمية والمحلية في الجليل الأعلى والغربي، والجولان، بحسب ما أفادت القناة 12 الإسرائيلية.
وإلى جانب أعمال الحماية والتحصين، تعمل شعبة الهندسة والبناء، ووحدة الاستيطان وقيادة الجبهة الداخلية وقيادة الشمال بالجيش الإسرائيلي، على تعزيز وجود القوات الأمنية المختلفة في المستوطنات بالجولان والجليل الأعلى والمناطق الحدودية مع لبنان، بميزانيات أخرى بقيمة عشرات الملايين من الشواكل شهريا.
الحكومة الإسرائيلية تسعى لبناء غرف محصنة في منطقة الجولان المحتلة ضمن خطة "تحصين الشمال" (الحكومة الإسرائيلية) خطة مجمدةوتمهيدا لحث سكان مستوطنات الشمال للعودة لمنازلهم -رغم استمرار الهجمات الصاروخية التي ينفذها حزب الله من الأراضي اللبنانية- تقوم مديرية "تحصين الشمال" في وزارة الدفاع حاليا ببناء 261 ملجأ خاصا في منازل المستوطنات التي تبعد 10 كيلومترات عن الحدود اللبنانية.
وتضاف هذه الأعمال إلى مئات من الملاجئ الخاصة الإضافية التي تم الانتهاء من عملها قبل وأثناء الحرب، وعلى الرغم من المخاطر في الميدان، يتم تنفيذ الأعمال وفقا لتعليمات قيادة المنطقة الشمالية وقيادة الجبهة الداخلية، بما في ذلك في مناطق القتال، وذلك بهدف تعزيز الدفاع في المستوطنات القريبة من الحدود.
وأعاد إعلان وزارة الدفاع الشروع في تنفيذ الخطة إلى الواجهة السجال بشأن ما أجمعت عليه وسائل الإعلام الإسرائيلية "إخفاق الحكومة في تحصين بلدات الشمال"، وهو الإجماع الذي يتوافق مع تقرير مراقب الدولة الإسرائيلي متنياهو إنغلمان، الذي كشف أن الحكومة برئاسة بنيامين نتنياهو وجدت مصدرا في الميزانية لـ18% فقط من خطة "تحصين الشمال".
وذكرت صحيفة "غلوبس" الاقتصادية أن قرار تشكيل خطة "تحصين الشمال" صدر عام 2018 من قبل المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية "الكابينت" آنذاك، والذي تقرر فيه "صياغة خطة متعددة السنوات للأعوام 2019-2030" لحماية الجبهة الداخلية وتحسين الاستعداد لمواجهة الزلازل والحروب.
ويبلغ نطاق الخطة 5 مليارات شيكل (1.35 مليار دولار)، وكان أحد أهدافها بناء ملجأ في كل شقة على مسافة تصل إلى 45 كيلومترا من الحدود الشمالية مع لبنان، بيد أن الخطة بقيت مجمدة، وفقط بعد اندلاع الحرب متعددة الجبهات تم الشروع في تنفيذها خلال عام 2024، حيث رصدت الحكومة ميزانية 890 مليون شيكل من أصل 1.4 مليار شيكل كان من المفروض رصدها.
الحرب تخدم نتنياهووأجمعت تقديرات محللين إسرائيليين على أن الشروع في تنفيذ خطة "تحصين الشمال"، هو مؤشر على إطالة أمد الحرب على الجبهة الشمالية مع لبنان، وهو يعكس إخفاق الجيش الإسرائيلي في إعادة السكان إلى بلداتهم في الشمال، بحسب الهدف المعلن للعملية العسكرية الواسعة في جنوب لبنان، والتي توافق القراءات فيما بينها على أن إطالتها تخدم مصلحة نتنياهو بالبقاء على كرسي رئاسة الوزراء.
ويعتقد الكاتب الإسرائيلي المختص في قضايا الحكم والفساد مردخاي غيلات أن ظل المحاكمة يلاحق كل قرار يتخذه نتنياهو، قائلا إن "استمرار الحرب في الشمال يخدمه، وبالتالي فهو لن يتردد في دعوة السكان -ممن طالبتهم الحكومة بإخلاء منازلهم- العودة إلى بلداتهم الحدودية، وإن استمر إطلاق الصواريخ من لبنان".
وأضاف أن "غطرسة رئيس الوزراء تستدعي حتما -إلى جانب الإنجازات التكتيكية المرحلية- توجيه الانتقادات وطرح الأسئلة، مثل كيف حولت إسرائيل على مر السنين حزب الله إلى وحش وشيطان؟ وكيف نجح الجيش بإحداث ضجة إعلامية وبالمقابل يفشل في سحقه وهزيمته؟" مجيبا "ماذا سيكون ذلك إن لم يكن استمرارا للفشل الكبير والإخفاق الذي حدث في 7 أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي".
مئات الملاجئ تم بناؤها في المنازل الخاصة في البلدات الشمالية بعد أن أخليت من سكانها بسبب الحرب (الحكومة الإسرائيلية) سقف المطالبويضيف الكاتب الإسرائيلي في مقالة له في صحيفة "هآرتس" سؤالا آخر مقلقا من وجهة نظره، وهو "كيف وصلت إسرائيل إلى هذا الوضع؟ حيث إنه على مدى عام كامل بقي 100 ألف من سكان الشمال المهجرين من منازلهم يتوسلون للحكومة لإعادة الأمن إلى مستوطناتهم، ثم يكتشفون أنهم يتحدثون إلى الحائط"، معلقا أيضا "كيف يكون رئيس وزرائهم مهتما بمسبحه الخاص في القصر في قيساريا أكثر من التهديد بالموت المعلق فوق رؤوسهم؟".
وتعكس هذه التساؤلات -التي طرحها الكاتب الإسرائيلي- ما تشعر به العائلات اليهودية التي أخليت من منازلها في البلدات الحدودية الشمالية، والتي تصر على مطالبة الجيش الإسرائيلي بتوفير الأمن الأمان، وترفض تطلع الحكومة لإعادتها إلى منازلها بظل الحرب المستمرة والهجمات الصاروخية التي ينفذها حزب الله، وهو من تم رصده من خلال تقرير لصحيفة "يديعوت أحرونوت".
وحتى بعد أن دمر الجيش الإسرائيلي برج المراقبة الضخم لحزب الله الذي يطل على المستوطنات الشمالية، يقول مراسل الصحيفة يائير كركاوس في الجليل الأعلى إنه "لم يكن السكان الذين تم إجلاؤهم في عجلة من أمرهم للعودة إلى منازلهم، وقالوا إنهم لن يعودوا حتى بعد تحقيق الهدف المعلن للجيش، ووعده بإعادة حزب الله إلى ما وراء نهر الليطاني".
وأوضح كركاوس أن كثيرا من العائلات التي أخليت من منازلها لا تبدي استعدادا للعودة إلى بلداتها حتى وإن تم توفير الملاجئ العامة والغرف المحصنة في المنازل، وهناك من رفض أن يبقى هدفا مستقبليا للصواريخ والقذائف من الأراضي اللبنانية، وبعضهم رفع سقف طلباته من الحكومة الإسرائيلية باشتراط العودة إلى البلدات الحدودية في حال كان جنوب لبنان منطقة منزوعة السلاح.