قبيلة الحويطات: عملية معبر الكرامة رد فعل طبيعي ونتنياهو يتحمل المسؤولية
تاريخ النشر: 9th, September 2024 GMT
شددت قبيلة الحويطات في الأردن، التي ينتمي إليها الشهيد ماهر الجازي منفذ عملية "معبر الكرامة"، على أن ما قام به "ابنها كان ردة فعل طبيعية" على الجرائم الإسرائيلية في قطاع غزة، مشيرة إلى أن دم الشهيد الأردني "ليس أغلى من دماء أبناء شعبنا الفلسطيني".
وشددت الحويطات في بيان، الاثنين، على أن "ما حصل على معبر الكرامة هو نتيجة الأعمال الشيطانية والمجازر التي يقوم بها رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو وحكومته الحالية تجاه أبناء فلسطين كافة وغزة تحديدا".
وحملت رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية عن العملية، قائلة إن "المسؤولية الكاملة لما حدث تقع على عاتق نتنياهو وهو المسؤول الأول والأخير عما جرى".
وأقامت قبيلة الحويطات، خيمة عزاء في مدينة الحسينية التابعة لمحافظة معان جنوب الأردن. وبحسب وسائل إعلام محلية فقد تحول بيت العزاء إلى "بيت فرح وتهنئة" بعدما امتلأ عن بكرة أبيه بالأردنيين المهنئين الذين جاءوا بأعداد كبيرة من مختلف المحافظات.
والأحد، نفذ الجازي عملية إطلاق نار على ثلاثة جنود إسرائيليين، عند معبر الكرامة الرابط بين الضفة الغربية المحتلة والأردن٬ فأرداهم قتلى.
وتاليا بيان قبيلة الحويطات كاملا:
الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه.. الحمد لله عدد الليل وعدد النهار وما تلاه والصلاة والسلام على النبي الذي اصطفاه.. وعلى آله وصحبه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين يقول الله تعالى في محكم تنزيله .. بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم “ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون” صدق الله العظيم.
بداية.. نحتسب ابننا شهيدا عند الله سبحانه وتعالى ونسأل الله أن يتقبله ويغفر له وأن يحشره مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا.
الشهيد البطل ماهر “أبو قدر” كما يعرفه الجميع انسانا محبا لبلده ووطنه دمث الأخلاق نقي السريرة لا تربطه اي صلة مع أي حزب أو تيار داخل الوطن وخارجه وليس لديه أي انتماءات سياسية أو حزبية.. بل هو الجندي المخلص لوطنه وقيادته حيث أفنى زهرة شبابه في القوات المسلحة الباسلة جنديا من جنود الوطن المخلصين.
إن ما قام به ابننا هو ردة فعل طبيعية لإنسان غيور على دينه ووطنه وعروبته تجاه الجرائم المتواصلة التي يقوم بها المحتل الغاصب ضد أبناء الشعب الفلسطيني وخاصة ما يجري في غزة من قتل وتشريد وإبادة. وإن دم ابننا الشهيد ليس اغلى من دماء أبناء شعبنا الفلسطيني ولن يكون شهيدنا هو آخر الشهداء وليعلم الجميع بأن قبيلة الحويطات وعلى مر التاريخ كانت ولا زالت السد المنيع الحاضرة بصف الوطن وقيادته مدافعة عنه مناصرة لقضايا أمتنا العربية والإسلامية شأنها شأن كافة قبائل وعشائر الأردن الحبيب.
إن ما حصل على معبر الكرامة هو نتيجة الأعمال الشيطانية والمجازر التي يقوم بها رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو وحكومته الحالية تجاه أبناء فلسطين كافة وغزة تحديدا، والتي لا يقبلها إنسان ولا يتصورها عقل وإن المسؤولية الكاملة لما حدث تقع على عاتق نتنياهو وهو المسؤول الأول والأخير عما جرى.
إن قبيلة الحويطات وعلى امتداد رقعة الوطن تؤكد بأنها كما كانت دوما باقية على العهد مع الأمة قلبا وقالبا والسيف الضارب ضد المؤامرات التي تحاك ضد الوطن.
وفي الختام نسأل الله الرحمة والمغفرة للشهيد البطل وأن يديم الأردن آمنا مستقرا مطمئنا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
حررت بتاريخ السادس من ربيع الأول عام 1446 هـ . الموافق التاسع من أيلول عام 2024 م.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية سياسة عربية غزة الفلسطيني الاحتلال الاردن فلسطين غزة الاحتلال المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة قبیلة الحویطات معبر الکرامة
إقرأ أيضاً:
طبيعيٌّ بطريقته الخاصة
يحل بعد أيام؛ وتحديدًا في الثاني من أبريل، اليوم العالمي للتوعية بطيف التوحّد؛ الذي يتزامن هذا العام مع الاحتفال بعيد الفطر السعيد، وقد أغرتني هذه المناسبة بقراءة كتاب قصير، قليل الصفحات (لا يتجاوز 64 صفحة من القطع الصغير) لكنه شديد الأهمية من ناحية تذكيرنا بأن ثمة فئة من الأطفال تحتاج إلى فهم مختلف، واحتواء خاص، ونظرة إنسانية عميقة تتجاوز الأحكام السطحية والمظاهر العامة. هذا الكتاب هو «طبيعيٌّ بطريقته الخاصة: في الدمج التعليمي والاجتماعي لذوي الإعاقة» للكاتبة العُمانية زهراء حسن؛ الصادر عن دار نثر في مسقط عام 2024.
بتنا نعرف اليوم أن التوحد اضطراب نمائي عصبي يؤثر على طريقة تفاعل الطفل مع الآخرين، وتواصله، وسلوكه، ويظهر غالبًا في السنوات الثلاث الأولى من العمر، وتختلف حدّته من حالة إلى أخرى، وقد أُطلِق عليه «طيف» لأنه يشمل مجموعة واسعة من الأعراض والقدرات والتحديات. وأهمية كتاب زهراء حسن تكمن في أنه يحمل تجربتها الشخصية مع طفلها «القاسم»؛ المصاب بالتوحّد، التي خاضتها منذ بدايتها، تشخيصًا وتأهيلا ودمجًا، وسعت من خلال سرد حكايتها إلى مشاركة دروسها العملية مع أسر مشابهة. ولأنها حاصلة على شهادة دراسات عليا في الدمج والاحتياجات التعليمية الخاصة من جامعة برمنجهام بالمملكة المتحدة عام 2020 فإن هذا يمنح الكتاب ميزة إضافية، ويجعله مرجعًا للأسر والمربين والمتخصصين.
في المقدمة تخبرنا زهراء أن حكايتها مع التوحد بدأت بملاحظتها المبكرة لانطوائية القاسم وهدوئه غير المعتاد، ورغم تطمينات الأطباء في البداية، إلا أن حدسها كأم دفعها إلى المضي في البحث والتقييم المبكر، وهو ما تَعُدُّه اليوم نعمة كبيرة. وقد واجهت هي ووالد القاسم تحديات عديدة، من بينها استبعاد الطفل من دور الحضانة، والنظرة المجتمعية للمصابين بالتوحد التي «تركّز عليهم كمشكلة تحتم على المحيطين البحث عن حل لعلاجها»، إضافة إلى الأحكام المسبقة والنصائح الفضولية غير المبنية على فهم حقيقي للواقع. ومع ذلك، خاضت الأسرة تجربة شاملة في التأهيل، تضمنت جلسات علاجية وأنشطة متنوعة، وسعت لفهم القاسم ودعمه، لا تغييره. تقول زهراء بثقة إن المصابين بطيف التوحد «يمتلكون إمكانات غير محدودة في هذه الحياة، تمامًا كالآخرين»، وأن «كل طفل في العالم هو طفل طبيعي بطريقته الخاصة».
وبما أننا مقبلون على أيام عيد فإن السؤال الذي قد يتبادر إلى الأذهان: «كيف نجعل الاحتفال بالعيد ملائما وصديقا للتوحديين وأسرهم؟»، وهو ما لَمْ يَفُتْ المؤلفة التطرق إليه في فصل خاص. تقول زهراء حسن: إن التحديات الحسية التي تواجه المصابين بالتوحد، والتي قد تسبب لهم ردات فعل مختلفة تجاه الأصوات، أو الملامس، أو الأصوات، أو الأضواء، قد تجعل العيد مصدر قلق بدلًا من الفرح، ولذلك تتطلّب هذه المناسبة استعدادًا خاصًا يبدأ بشرح معنى العيد للأطفال منذ الصغر باستخدام القصص، والأنشطة، والمقاطع المصورة. وتشدد على أهمية اختيار ملابس للعيد مريحة ومألوفة، وتجنب فرض أزياء تقليدية إذا كانت غير مقبولة من الطفل. وتتحدث عن التجمعات العائلية، التي قد تكون مرهقة لهؤلاء الأطفال بسبب الروائح والأصوات، لذا تنصح بإبلاغ العائلة مسبقًا عن احتياجات الطفل، وتوفير غرفة هادئة يستطيع الطفل استخدامها في حال أراد الانسحاب من التجمع وقضاء بعض الوقت مع أمه أو أبيه، وتحديد أوقات قصيرة للزيارات، مؤكدة على ضرورة احترام قرار الأسرة في حال فضّلت قضاء العيد في المنزل. وتختم هذا الفصل بفقرة مهمة يمكن عَدُّها من أهم نصائح الكتاب، وهي أن «الأفراد التوحديين - بعكس ما يشاع عنهم - يشعرون بالفرح والحب والألفة كغيرهم، ولكنهم يختلفون في طريقة التعبير عن مشاعرهم وأفكارهم، لذا من الضروري النظر في إشراكهم في المناسبات الاجتماعية قدر المستطاع، مع مراعاة أن تكون احتفالاتنا وتجمعاتنا مراعية لاختلافاتهم الحسية والنفسية».
وإذا كانت قد خصصت فصلًا عن العيد، فقد خصصت زهراء حسن أيضًا فصلًا مماثلًا للحديث عن اليوم العالمي للتوحد انتقدت فيه ترَكُّزَ الاهتمام بهذه الفئة على يوم وحيد فقط في العام فيما يعانون من اللا اكتراث بهم بقية أيام السنة، مشددة على أنهم بحاجة إلى «مدارس ومراكز تعليمية تساعد على دمجهم مع أقرانهم»، وإلى فرص من المؤسسات الحكومية والخاصة للتدريب والعمل في قطاعات مختلفة، وإلى تأهيل لمخرجات التعليم العالي في تخصصات تتعامل مع هؤلاء لتساعد في سد العجز في الأخصائيين والممارسين العُمانيين الذين قد يغطّون النقص في الكثير من المدارس، والمراكز التأهيلية، والمستشفيات. وأفتح هنا قوسًا لأقول: إن سلطنة عُمان واحدة من الدول التي تولي هذه الفئة عناية خاصة في مؤسساتها الرسمية والخاصة، فهنالك الجمعية العُمانية للتوحد التي أُشهِرتْ عام 2014، وهناك المركز الوطني للتوحد في الخوض الذي افتتحته السيدة الجليلة حرم جلالة السلطان المعظم في فبراير 2023، وكذلك مركز صحار للتوحد، ومركز الجودة للتوحد في صلالة، وغيرها من المؤسسات التي تستهدف رعاية هذه الفئة المجتمعية.
تبعث المؤلفة في نهاية الكتاب برسالة مباشرة لابنها المتوحِّد تخبره فيها أنها ممتنة لوجوده، وللسكينة التي أدخلها في حياتها، وللرحلة العميقة التي أخذتها معه لفهم المعنى الحقيقي للحياة، في حين أن الرسالة الأهم في نظري، والتي يتشربها القراء بشكل غير مباشر، هي إعادة النظر لمفاهيمهم حول الاختلاف، الذي لا يعني أن المختلِف عنهم غير طبيعيّ. بل هو طبيعيٌّ جدًّا، ولكن بطريقته الخاصة.
سليمان المعمري كاتب وروائي عماني