تعرف على آثار الإيمان باسم الله “الولي” و”المولى”
تاريخ النشر: 11th, August 2023 GMT
الايمان بالله من صفات المتقين من آثار الإيمان باسم الله “الولي” و”المولى”- أنَّ الله جل جلاله وليّ الذين آمنوا، أي: نَصِيرُهم وظَهِيرهم؛ يَنْصرهم على عَدُوهم، وكَفَى به ولياً ونصيراً، فهو السّميعُ لدُعائهم وذِكْرهم، القريبُ منهم، يعتزّون به؛ ويَسْتنصرونه في قتالهم؛ فينصُرُهم. وجاء في حديث البراء رضي الله عنه في”غزوة أُحُد” أنّ أبا سُفْيان قال بعد أنْ أُصِيب المسلمون: أفي القوم محمد؟ فقال (أي النبي صلى الله عليه وسلم):”لا تُجيبوه”، فقال: أفي القومِ ابنُ أبي قُحَافة؟ قال:”لا تُجيبوه”، فقال: أفي القوم ابن الخطاب؟ فقال: إنّ هؤلاء قُتِلوا، فلو كانوا أحْياء لأجَابوا فلم يملك عمر نفسه؛ فقال: كذبتَ عَدُو الله، أبقى الله عليك ما يخزيك، قال أبو سفيان: اعْلُ هُبَل، فقال النَّبي صلى الله عليه وسلم:”أُجِيبُوه”، قالوا: ما نقُول؟ قال: قولوا: الله أعْلى وأجَلُّ، قال أبوسفيان: لنا العُزَّى؛ ولا عُزَّى لكم، فقال النّبي صلى الله عليه وسلم:”أَجِيبُوه”، قالوا: ما نقول؟ قال: قولوا: “اللهُ مَوْلانا؛ ولا مَوْلى لَكُم…
وفي هذه الغزوة: تنبيهٌ للمسلمين، وتَحذيرٌ لهم ولمن بعدهم، وعبرةٌ لمن يعتبر على مرّ العُصُور، أنه بقدر ما يُوافق المسلم كتابَ ربِّه؛ وسُنَّة نبيه صلى الله عليه وسلم قولاً وعملاً واعتقاداً، تكونُ له النُّصْرة والمعونة مِنَ الله جلّ شأنه، وما حصلت تلك الهزيمة في أُحُد إلا بسببِ معصية الرُّماة؛ ومُخالفتهم لأمرِ نبيهم صلى الله عليه وسلم بترك أماكنهم على الجبل، بعد أنْ رأوا بشائرَ النَّصر؛ وهرعوا إلى الغنيمة.
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
رئيس جامعة الأزهر يبين سبب حذف حرف النفي في قول الله: وعلى الذين يطيقونه
أكد الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، خلال درس التراويح اليوم الأحد بالجامع الأزهر، أن الشريعة الإسلامية بُنيت على التيسير، حتى قال علماؤنا: «الشريعة لا يفارقها التيسير»، مشيرًا إلى أن آيات الصيام تحمل في طياتها معالم بارزة لهذا التيسير الإلهي، حيث قال الله تعالى في وسط آيات الصيام: ﴿يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ﴾.
وأوضح أن من مظاهر التيسير في تشريع الصيام أن الله تعالى بدأ بفرضه على الأمة كلها، فقال: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾، ثم استثنى أصحاب الأعذار الطارئة، كالمريض والمسافر، فأباح لهما الفطر مع وجوب القضاء بعد انتهاء الشهر، فقال: ﴿فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ﴾. كما رخص الله تعالى لأصحاب الأعذار الدائمة، ككبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، فجعل لهم رخصة الإفطار مع دفع الفدية، فقال: ﴿وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ﴾.
وأشار إلى دقة التعبير القرآني في قوله: «وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ»، حيث لم يقل «لا يطيقونه»، وذلك تأدبًا مع الله، ولئلا يُشعر الإنسان بعجزه المطلق، فهو يريد الصيام لكنه لا يطيقه، فخفف الله عنه بهذه الصيغة الراقية، وهذا أدب قرآني راقٍ، يعلمنا كيف نخاطب الآخرين، ونتعامل بلطف مع كبار السن ومن لا يستطيع الصيام، فلا نقول لهم مباشرة: «أنت لا تطيق الصيام»، بل نخفف العبارة ونراعي مشاعرهم.
وبيَّن أن من معالم التيسير أيضًا، أن الله سبحانه وتعالى وصف أيام الصيام بأنها «أيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ»، واستخدام جمع القلة في كلمة «معدودات» يدل على قلة العدد، رحمةً من الله بهذه الأمة، كما أن الصيام فُرض في النهار دون الليل، حيث قال تعالى: ﴿أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَائِكُمْ﴾، ثم قال: ﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ﴾. فبهذا أباح الأكل والشرب في الليل، مما يخفف عن الإنسان مشقة الامتناع التام لو كان الصيام ليلًا ونهارًا.
وبيَّن أن القرآن الكريم شبَّه النهار بالخيط الأبيض، والليل بالخيط الأسود، ليعلمنا أن أمور حياتنا ينبغي أن تُبنى على اليقين لا على الشك والتخمين، فالحياة التي تقوم على الشك حياة متزعزعة لا ثبات لها.
وضرب مثالًا آخر على التيسير في التشريع الإسلامي، وهو تخفيف الصلاة، حيث فرضها الله خمسين صلاة، ثم خففها إلى خمس في العدد، لكنها تبقى خمسين في الأجر والثواب. وكذلك الحج، فقد قال الله تعالى: ﴿وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ﴾، ثم خفف على المحصر ومن لا يستطيع، فقال: ﴿فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ﴾.
وختم حديثه خلال درس التراويح بالجامع الأزهر في الليلة الثالثة من شهر رمضان المبارك بقول النبي ﷺ: «إنَّ هذا الدِّينَ متينٌ فأوغلوا فيه برِفق، فإنَّ المُنْبَتَّ لا أرضًا قطعَ ولا ظَهرًا أبقَى»، وقوله ﷺ: «إنَّ الدِّينَ يُسرٌ»، مؤكدًا أن التيسير سمة٥ أصيلة في التشريع الإسلامي، وأن الله سبحانه وتعالى أراد بهذه الأمة اليسر في كل أمورها، لا العسر والمشقة.