شبكة انباء العراق:
2024-11-14@03:56:00 GMT

من كتاب الحيوانسانية .. ما بعد الأغرودة !!

تاريخ النشر: 9th, September 2024 GMT

بقلم : حسين الذكر ..

وقع صوته لا يشبه بقية أقرانه ، ولا ما يعرفه أهل مملكته .. حيث حباه الله صوتاً رخيماً ، وموسيقى عذبة مع جمال أجنحته وشكله ،ما جعله مطمعاً للصيادين والحفاة والرماة .. هكذا اطلعت على سريرة البلبل في أول تغاريده التي عشقتها منذ زمن بعيد ، وكأنها تداعب خاطري ، وتنتشي بها روحي وقلبي .

.
في واحدة من صباحات لا أنساها .. وجدته يقف على جدارنا الصامت الأجرد من كل شيء حتى من صخب العصافير .. جراء ما مر به بيتنا من ظروف عصيبة ، ويوميات معقدة شديدة الوقع حد الاعتصار ، وعسر الهضم .. لكن جمال منظر البلبل الحاطّ على غير العادة فوق جدارنا جعلني أقف مرتجفاً محاولاً اصطياده من دون الخوض في الأسباب والتداعيات .. الأهم أن يقع هذا الجميل الحر بين قبضة يدي ، ويدخل مملكتي الفارغة إلا من حب وأمنيات ، وبعض الدفاتر عتيقها وجديدها .
فكرت ملياً بكيفية القبض عليه بعد أن أصدر الضمير قراره بضرورة الضم بلا منازع ، ومن دون شوشرة ، فالتنفيذ واجب ، والقلب وجل حتى أدركه بين أناملي ، وأضعه بين محتوياتي التي لا محتوى فيها إلا من ذوق ما زال عاثر الحظ قابعاً في مسالك الجهل موغلاً بلا قرار وخارطة ..
المشهد برمته لم يطُل حيث مرت سيارة أمام بابنا أحدثت ضجيجاً طار على إثره مطلبي ، وعشت في دوامة جعلت نهاري مظلماً برغم حر الصيف الساطع ، ولهيب أشعته الذي لم يحرك ساكناً بي ، ولا أثر جفاف الأمنيات المحلقة وجفلها عني بعد أن طار بلبلي .
كان القلق يراودني حتى في المنام ، بل إن طيفاً منه خالج أحلامي حينما نعست عيناي ، فسمعت أنغامه مرة أخرى تملأ الزمكان .. حاولت أن أقفز في الاتجاهات كلها ، محاولاً الحصول عليه بأي ثمن ،فلم أعد أرى من بقية المخلوقات شيئاً سواه .. كم تطلعت تغلغلت في الماضي والحاضر لعلني أقبض عليه .. لم أجد مكانه ، سمعت ترانيمه ، موسيقاه ليست حزينة ، لكنها تحمل شجناً ما ، وإن كان فيه بعض الإغراء الذاتي لمنلوج غائص عصي الفهم .. هنا أدركت معاناة الفراق عنه ، قفزت بصرخة صحا على إثرها الأهل والجيران والأقارب والعالم برمته ، إلا الضمير بقي سادراً في متاهاته ، ما زال لم يصفِّ حساباته ، فأدركت أن محاولاتي فاشلة في ظل ضمير لا حياة فيه .
في اليوم التالي أخذتني قدماي ، أختط الطريق ذاته لعلني أجده على الإثْر ، أو أشعر بأثَره .
لم أتمالك نفسي ، بكيت تلك اللحظات التي كان فيها في المتناول، وها قد أصبح من الأمنيات الشاردة .. خرجت أبحث في البراري والحدائق والجنان .. صعدت القمم ، ونزلت الوديان ، شاهدت كثيراً ، والتقيت ملايين الطيور المشابهة ، وبعضها شاطرني الأسى ، وقدم نفسه طوعاً كبديل محتمل .. إلا أن مداركي لم تعد تعي إلا تلك اللحظة الجدارية الصباحية ، ولم تشفِ مسامعها ، ولا يطيب خاطرها إلا بتلك المقطوعة التغريدية البريئة التي عزفت على السليقة .
مرضت وضعفت ، وأدرك العالم سبب علتي ، لكنهم أخفقوا في مداواتي ، بعد أن تلقيت نصف أدوية العالم الذي غصصت بأغلب وصفاته .. مرت من قربنا عصفورة حكيمة همست في أذن أمي .. لا تخشي على الولد لن يموت ، فإنه يتبرعم ؛ إذ هناك مخاض أرضي آن له أن ينجب الآن .. وإن تعددت أسباب الموت وانحسرت فرص النجاة ّ!!

حسين الذكر

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

«نمط جديد للعلاقات الدولية» كتاب جديد عن بيت الحكمة يناقش مجتمع المستقبل المشترك للبشرية

صدر حديثًا عن بيت الحكمة للثقافة كتاب "نمط جديد للعلاقات الدولية" للدكتور أحمد السعيد، والأستاذ عماد الأزرق، وهو كتاب يتناول شرح وتفسير مفهوم "مجتمع المستقبل المشترك للبشرية" ويقع الكتاب في 241 صفحة من القطع الكبير، ويحوي الكتاب خمسة أبواب تضم ستة عشر فصلا تتناول التأصيل العلمي والتاريخي للمفاهيم الصينية التي طرحتها الصين خلال العقد الأخير، والرؤى الصينية الحالية لماهية المستقبل، والتهديدات التي تشهدها الساحة العالمية على المستوي السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وكذلك أثر ونتائج هذه المفاهيم وصداها الدولي، وآليات تنفيذها والدور العربي وشكل مستقبل التعاون العربي الصيني.

وفي هذا الكتاب يناقش الباحثان المختصان في الشأن الصيني، طبيعة هذا التوجه الجديد للعلاقات الدولية وخلفيته الأيديولوجية والتاريخية، في محاولة للإجابة عن: هل سيسهم هذا التوجه في إخماد ما يشهده العالم من صراعات، وكيف سيواجه الغرب هذا التغيُّر، وما الدور العربي المنتظر؟ وفي سبيل ذلك يقدم تحليلات سياسية وقراءة واعية في المشهد العالمي، ويفسر الكثير عن الدبلوماسية الصينية تجاه العالم الجديد، ونواياها تجاه مستقبل البشرية، حيث يشهد العالم تغيرات وصراعات وتقلبات لم يحدث لها مثيل منذ أكثر من مائة عام، وتوشك موازين القوى العالمية على تحويل العالم من أحادية القطب إلى تعدده، وأصبحت الصين الآن لاعبًا دوليًّا له ثقل كبير، بل صارت تمثل للعديد من شعوب العالم، الأمل في إحداث توازن يعيد للعالم سكينته وهدوءه.

وقد اعتمد الباحثان في هذا العمل على كم كبير من المراجع والوثائق الصينية والعالمية، وتحليلات دولية وعربية في علم السياسية الدولية والدراسات المتخصصة عن الصين والعالم، وكذلك الكثير من المراجع الصينية الحديثة التي لم تترجم من قبل، وذلك حتى يأتي العمل ملبيا لتطلعات القارئ العربي، وحتى يعتمد في طرحه على الوقائع والحقائق وليس الكلمات والنظريات فقط..

كما يضم الكتاب تحليلات مقارنة بين الوضع العالمي الحالي الذي بنته أمريكا ووضعت قواعده بكل ما فيه من عوار وغياب للعدالة، وبين ما تدعو إليه الصين لحالة مغايرة تمامًا للطرح الأمريكي، حيث تقدم الصين نموذجًا مغايرًا للنموذج الغربي الذي يحتل موقع الصدارة منذ الحرب العالمية الثانية، فهي تركز على مبادرات دولية معنية بالتنمية المشتركة، ونبذ النزاعات والصراعات، وتغليب حالة السلم على الحرب، وتأتي مبادرتها الكبرى "مجتمع المستقبل المشترك للبشرية" التي تعني بالعمل الجماعي والتعاون والتقارب بين شعوب الأرض من أجل غد أفضل، لتلقى قبولًا دوليًّا منقطع النظير، وقد نجحت مبادرات الصين الدولية كافة، حتى الآن في إحداث حالة جديدة للعلاقات الدولية، تتسم بالتكافؤ والاحترام المتبادل وتنشيط التعاون الاقتصادي والتنمية وتوحيد الأهداف المستقبلية للأمم.

ويرى المؤلفان وفق ما جاء في مقدمة الكتاب- أنه يجب تفسير التأصيل التاريخي والأيديولوجي لأسباب ما تقدمه الصين في الآونة الأخيرة من مبادرات حول التعايش السلمي ومجتمع المستقبل المشترك للبشرية، والخيارات والظروف التي كانت متاحة قبله، حيث يسعى لوضع تصور للغد في ظل دعوة الصين لمجتمع يحكمه تشارك المستقبل بالعمل والتنمية، بما يعني ألا تكون الصين عباءة جديدة يمكن استبدالها بالعباءة الأمريكية القديمة، بل معينا على الخروج من كل سيطرة وهيمنة وأن تتبنى كل دولة طريقها الخاص للتنمية وأن تستكشف لنفسها نمطا يناسب ظروفها ولا تكون تابعا لأحد في عالم سيشهد فرصا جديدة للعلاقات الدولية وسط هذا الظهور الصيني المؤثر.

نبذه عن المؤلفين:

الدكتور أحمد السعيد: خبير في الشأن الصيني وكاتب ومترجم، مؤسس ورئيس مجموعة بيت الحكمة للثقافة، أستاذ زائر بجامعة الاتصالات الصينية. حاصل على جائزة الدولة الصينية للإسهام المتميز في مجال الكتاب، وجائزة الصداقة الصينية من نينغشيا، وهو مستشار وخبير مشروع الحكومة الصينية لترويج الكتاب الصيني في العالم، دكتوراه في علم الأعراق البشرية، وخبير في دراسات علم سياسات القوى الناعمة الدولية. له العديد من المؤلفات بالصينية والعربية والترجمات عن الصينية والمقالات والأبحاث المنشورة.

عماد الأزرق: خبير وكاتب متخصص في الشئون الصينية والعلاقات الدولية، رئيس مركز التحرير للدراسات والبحوث، وهو أول مركز متخصص في الدراسات الصينية بالمنطقة العربية، عضو المجلس المصري للشئون الخارجية- عضو الاتحاد العالمي للصينولوجيا وعضو مؤسس للمجلس المصري للصينولوجيا وصحفي بوكالة الأنباء الصينية (شينخوا) منذ 18 عاما، وعضو جمعية الصداقة المصرية الصينية، صدر له العديد من الدراسات والأبحاث المنشورة، وشارك في العديد من المؤتمرات والمحافل العلمية.

الدكتور أحمد السعيد

عماد الأزرق

مقالات مشابهة

  • «نمط جديد للعلاقات الدولية» كتاب عن بيت الحكمة يناقش مجتمع المستقبل المشترك للبشرية
  • «نمط جديد للعلاقات الدولية» كتاب جديد عن بيت الحكمة يناقش مجتمع المستقبل المشترك للبشرية
  • الأوقاف تستكمل المجلس العاشر في قراءة كتاب "الشفا بتعريف حقوق المصطفى"
  • ملكة بريطانيا كاميلا تستقبل كتاب جائزة "بوكر" رغم المرض
  • حفل توقيع كتاب “كيف تبيع العقارات للمليارديرات” في معرض الشارقة للكتاب
  • أول نسخة مطبوعة من كتاب «ألف ليلة وليلة» في الشارقة للكتاب
  • كتاب: اعترافات قرصان اقتصادي
  • كتاب شكر من العشائر العربية الى قزي بعد حكمه النهائي بأحداث خلده
  • كتابٌ حول تأثيرات المسرح النخبوي والشعبي
  • كتاب يكشف أسرار دوستويفسكي.. زواجه بدأ بكارثة ومرضه وراء عبقريته