سواليف:
2025-05-02@09:21:34 GMT

الإنتحار والفداء

تاريخ النشر: 9th, September 2024 GMT


#الإنتحار_والفداء
بقلم: د. #هاشم_غرايبه

مقال الإثنين: 9 / 9 / 2024
استغرق الفلاسفة منذ القدم في بحث العلاقة بين مفاهيم: الجسد والنفس والروح، واختلفوا الى أن أنزل الله رسالاته فقطع في أن الروح من أمره، ولا يمكن للبشر ادراك ماهيتها ولا فهم أي أمر متعلق بها.
لذلك فالمصدر الوحيد للمعرفة في هذا الأمر هو ما ورد في كتاب الله من إشارات متفرقة، فالجسد هو مادة تشغل مكانا محددا في الفراغ، لذلك فهو معروف بخواصه وقدراته، أما النفس فهي ذلك الشيء المعنوي المسيطر على الجوارح، وتشتمل النفس على العقل والقلب والفؤاد، وبالتالي هي تسيطر على كل أفعال وأقوال الإنسان، وهو الذي يؤاخذ الله به الإنسان، أما الروح فهى ذلك السر الإلهى الذي شاء الله أن يحجب معرفته عن البشر كليا، وما يعرفه عنها أنها ما يحول جسد كل الكائنات الحية من مركبات جامدة الى كائن حي ذي إرادة مستقلة وقدرات معينة، وإن سحبت منه الروح زالت الحيوية فمات، وعاد الجسد جمادا وتحللت مركباته الى مكوناتها الأولية الترابية.


بما أن الروح من أمر الله وحده، لذلك فهو من يقرر ايداعها الجسد أو سحبها منه، أي هو من يقرر ولادة الكائن الحي أو موته، وجعل لذلك نظاما منضبطا، يحكم جميع الكائنات الحية، حتى المفترسة منها، فهي لا تقتل طريدتها الا لسد الجوع، فلا تستغل تفوقها في القوة لقتل حيوان أضعف ظلما وعدوانا.
الكائن الوحيد الذي بإمكانه ذلك هو الإنسان، لأن الله كرمه بالعقل الذي يمكنه من التغلب على حيوان أقوى منه وأسرع، كما يمكنه أن يتجاوز فطرته طمعا أو ظلما فيقتل بشرا آخرين، ويمكنه أيضا قتل نفسه في حالات يائسة.
ولما كانت الكائنات جميعها منضبطة بما فطرت عليه، باستثناء الإنسان الذي تفرد من بينها بحرية الإرادة، لذلك أنزل الله عليه تشريعاته معززة للفطرة السليمة، فحرم على الناس قتلهم لبعضهم بغير الحق، وحدد هذا الحق في أمرين: أولهما دفاعا عن النفس ومن يعولهم المرء وما يملكه، وبالطبع فأهمُّ ما يملكه العقيدة الإيمانية.
والثاني الاقتصاص بقتل من قتل إنسانا عمدا وظلما، وهذه هي العقوبة الشرعية الوحيدة التي تجيز القتل، والحكمة من تغليظ العقوبة أن القتل أجبُّ للقتل: “وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ” [البقرة:179].
وبالطبع فإن تحريم القتل يشمل قتل النفس أي الانتحار، وذلك لأنه أيضا تعدٍّ على صلاحيات الخالق الذي بيده الموت والحياة.
من هنا لطالما ثار لغط عند القيام بعمليات فدائية، أي تلك الأعمال القتالية عالية الخطورة، بحيث تكون احتماليات مقتل من يقوم بها عالية، وفرص نجاته منها شبه معدومة، هل تعتبر أعمالا انتحارية أم فدائية.
يسود الاعتقاد بأن أول من لجأ الى تلك العمليات هم اليابانيون ومسماها (الكاميكاز)، وأشهرها ما كان يقوم به الطيار عندما يوقن أن فرصة نجاته معدومة، فيوجه طائرته الى هدف معاد بهدف إيقاع أكبر خسائر به نتيجة لاصطدامه به.
لكن الحقيقة أن أول أعمال فدائية عسكرية كانت تلك التي قام بها المسلمون في فجر الدعوة، وأشهرها كانت معركة مؤتة، والتي هي بالموازين البشرية مغامرة انتحارية، بسب قلة عدد المسلمين مقارنة بالعدو (70:1)، وبما لا يمكن معه إيصال أي مدد أو تزويد لهذه الفئة المنقطعة في عمق أرض العدو، أي أن فرصة نجاة أفراد هذه المجموعة منعدمة واقعيا.
لكن اعتمادهم كان على الله وحمايته، وهو ما أنجاههم وأعادهم سالمين باستثناء اثني عشر اختارهم شهداء عنده يرزقون، لكن عمليتهم هذه اعتبرت رسالة قوية استراتيجيا، إذ رفعت من هيبة المسلمين، وأثارت الذعر في نفوس الجبابرة، فكانت مقدمة لفتح بلاد الشام.
إذا فالفيصل في اعتبار العمل القتالي العالي المخاطرة، فدائيا يثاب فيه فاعله أجر الشهيد، هو أن يكون جهادا في سبيل الله.
من هنا تعتبر الأعمال القتالية ضد العدو أعمالا فدائية استشهادية، بسبب تفوقه العسكري الساحق، وامتلاكه الأسلحة المتطورة والفتاكة، وزيادة على ذلك فهو مسيّج بحماية دولية وإقليمية، لذلك من يصرع ثلاثة بسلاح يدوي بسيط، ما أمكنه ذلك لولا أن الله كان معه حين رمى، فصوب رميه وثبت جنان قلبه، أمام من واجهوه بأسلحتهم الأوتوماتيكية السريعة الطلقات.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: هاشم غرايبه

إقرأ أيضاً:

«الشارقة للدفاع عن النفس» يحتفي بعقد من الإنجازات


الشارقة (الاتحاد)
احتفت أسرة نادي الشارقة لرياضات الدفاع عن النفس بمناسبة مرور 10 سنوات على تأسيس النادي، في الحفل الذي أقيم برعاية مجلس الشارقة الرياضي وتحت شعار «عقد من الشغف والإنجازات» بحضور الشيخ محمد بن حميد القاسمي رئيس دائرة الإحصاء والتنمية المجتمعية في الشارقة، وأحمد سعيد الجروان الأمين العام للمجلس الاستشاري في الشارقة، رئيس مجلس إدارة النادي وبحضور نخبة من القيادات المجتمعية والرياضية والشركاء الإستراتيجيين والرعاة ووسائل الإعلام.
وتقدم الجروان بأسمى أيات الشكر والتقدير إلى القيادة الحكيمة، على الرعاية الكريمة التي مهدت للنقلة النوعية المميزة للنادي، مثمناً الدعم اللامحدود لمجلس الشارقة الرياضي ودوره في نجاح النادي بتحقيق خطته الاستراتيجية والوصول للأهداف المرجوة والتعاون المحوري للقيادة العامة لشرطة الشارقة والمجلس الاستشاري لإمارة الشارقة في نجاح مبادراته، وفي واجهتها مبادرة «ثقافتنا الرياضية» التي ينفذها النادي منذ 6 سنوات متتالية.
وعبر الجروان عن سعادته لنجاح مدربي النادي من استكشاف نخبة من اللاعبين المميزين وتطويرهم، وتحديداً المواهب المواطنة والتي بلغت 85% من عدد منتسبي النادي الذي فاق 1500 لاعب في 6 مقرات تدريبية، مشيراً إلى أن هذه الإنجازات لم تكن لتتحقق لولا الجهود الجبارة لجميع منتسبيه.
ويأتي احتفال النادي بالمناسبة تزامنا مع عدد من الأرقام القياسية التي حققها النادي وأبرزها فوز النادي بقرابة 35 جائزة في المراكز الثلاثة الأولى محلياً ودولياً دولية، واستحصال شهادة الأيزو والعمل بها بشكل مستدام منذ السنوات الأولى لتأسيس النادي إضافة إلى نيل لاعبيه أكثر من 7800 ميدالية دولية ومحلية في 6 رياضات وهي الجوجيتسو، والجودو والتايكواندو، والفنون القتالية المختلطة، والمصارعة والكاراتيه، فضلاً عن رفده لعدد 71 لاعباً للمنتخبات الوطنية الإماراتية في مختلف الأعمار.
ووصفت المهندسة هنادي خليفة الكابوري المدير التنفيذي للنادي، الاحتفاء بـ 10 سنوات من النجاح بتحقيق الطموح بأنه يترجم مسيرة بدأت بحلمٍ صغير، وأصبحت حقيقةً مشرقة وتحول لرؤية تفتخر بها أسرة النادي، مؤكدة أنها كانت حافلة بالتحديات، واللحظات التي أكدت أن الإصرار يصنع المعجزات.

أخبار ذات صلة «الفنون القتالية» تقتحم «آسياد 2026» «جوجيتسو الإمارات» يرفع الحصاد إلى 16 ميدالية في «باريس الجائزة الكبرى»

مقالات مشابهة

  • أزهري: إذا فقد الإنسان الظن الإيجابي وقع في دوامة الإحباط واليأس
  • عضو الشئون الإسلامية: أنا بشتغل على قد فلوسهم انعدام ضمير
  • دفع الله الحاج.. او الرجل الذي يبحث عنه البرهان ..!!
  • مفوض حقوق الإنسان: الرعب الذي يتكشف في السودان لا حدود له
  • أستاذ بجامعة مصراتة: إصلاحات الدبيبة تبدو أقرب إلى التوبة عند خروج الروح
  • الدكتور عمرو الورداني: المصريون القدماء اعتبروا العمل عبادة فبنوا حضارة
  • أمين الإفتاء إلى الآباء: هذه الأعمال سبب في حفظ الله للأبناء وأموالهم
  • بعثة الأمم المتحدة تدعو إلى ضبط النفس واستئناف الحوار
  • «الشارقة للدفاع عن النفس» يحتفي بعقد من الإنجازات
  • قداسة البابا يلتقي أبناء الكنائس الأرثوذكسية والموارنة برومانيا | صور