مأساة لجين وحياة شبه مستحيلة.. شهادات من جنين بعد الانسحاب الإسرائيلي
تاريخ النشر: 9th, September 2024 GMT
في ظهيرة الثالث من سبتمبر، كانت لجين أسامة (16 عاما) تقف خلف نافذة غرفتها في المنزل الكائن ببلدة كفر دان غربي جنين بالضفة الغربية، وبعد دقائق قليلة دخل والدها بعدما سمع صوت رصاصة قريبة، ليجد الفتاة غارقة في دمها ورصاصة اخترقت صدرها.
كانت أسامة ضحية من بين ضحايا العمليات العسكرية الإسرائيلية في جنين، التي استمرت 10 أيام متواصلة، وخلّفت دمارا هائلا في البنية التحتية للمدينة ولمخيمها.
وطالما تستهدف إسرائيل جنين الواقعة شمالي الضفة الغربية، حيث تقول إنها تواجه "فصائل فلسطينية مسلحة". كما تُرجع عملياتها العسكرية في الضفة الغربية إلى "ملاحقة مطلوبين بجرائم إرهابية".
والجمعة، قالت إسرائيل بعد انسحاب قواتها من المدينة، إنها "قتلت 14 مسلحا واعتقلت 30 شخصا". فيما نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، أن 21 شخصا قتلوا "بينهم أطفال ومسنين وفتاة عمرها 16 سنة أصيبت برصاص قناص على ما يبدو وهي تنظر من النافذة".
ووصف عدد من سكان جنين الأوضاع المأساوية التي عاشوها خلال أيام العمليات الإسرائيلية في المدينة والمخيم، وتحدثوا عن "دمار هائل في البنية التحتية، حيث تجريف شوارع واقتحام منازل وتحويلها لثكنات عسكرية، بعد طرد أهلها".
فيما اعتبر بعض الذين تحدثوا لموقع "الحرة" من سكان المدينة، أن استمرار إسرائيل في استهدافها بشكل متكرر لجنين، يعد "بمثابة رسالة غير مباشرة لهم بأنهم يجب أن يغادروها ويتركوا أرضهم".
من جانبه، قال المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية ديفيد منسر، الإثنين، إن "إيران تستغل الضفة الغربية لزيادة الهجمات" على إسرائيل، مضيفا أن الجيش الإسرائيلي "صادر أسلحة في الضفة الغربية منتشرة بالشرق الأوسط".
وتابع: "عملياتنا في الضفة الغربية ستحبط أي هجوم مستقبلي".
"موت بطيء"قال المحامي الحقوقي الشاب أحمد حواشين، وهو أحد سكان جنين، إن "الاقتحام الذي استمر 10 أيام، شهد حصارا خانقا طال حتى مستشفى المدينة، وكان يتم تفتيش سيارات الإسعاف. واستُهدفت البنية التحتية وشبكات المياه والكهرباء وواجهات المنازل والصرف الصحي".
"خلّفت وراءها الدمار".. إسرائيل تنهي عملية استمرت 10 أيام بالضفة الغربية سحب الجيش الإسرائيلي قواته من مدينة جنين في الضفة الغربية الجمعة، بعد غارة استمرت 10 أيام، تعتبر واحدة من الأطول والأكثر دموية في الأراضي الفلسطينية منذ سنوات، بحسب تقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست.وأضاف في حديثه لموقع "الحرة"، أنه تواصل بموجب عمله مع أصحاب منازل "استُخدمت كثكنات عسكرية خلال أيام العمليات الإسرائيلية، وطرد سكانها منها لأيام".
وقالت إسرائيل إنها عثرت على "مخازن أسلحة ومتفجرات في المنطقة"، وأعلنت أن "مسؤول نشاط حماس في جنين وسام خازم (28 عاما) تم قتله"، وهو ما أكدته الحركة الفلسطينية أيضا.
هذه المعارك طالت فريد بواقنه (33 عاما)، الذي وصف نفسه في تصريحات لموقع "الحرة"، بأنه "لا ينتمي للمقاومة أو غيرها"، في إشارة إلى أنه لا يمارس العنف، لكنه قال إنه بالرغم من ذلك، فإن قوات إسرائيلية "اقتحمت منزل عائلته في مخيم جنين، وأجبروهم على الرحيل لمدة 8 أيام".
واستطرد: "تركوا أسرة من 10 أفراد في غرفة صغيرة جدا لمدة حوالي ساعتين. ثم طالبونا بالخروج من المنزل تماما ليستخدموه كثكنة عسكرية لمدة 8 أيام"، موضحا أن المنزل مكون من 4 طوابق.
رحل الرجل إلى بيت أقارب له، ولا تزال الأسرة هناك حتى الآن بسبب الأضرار التي تعرض لها المنزل. وقال: "دمروا المنزل وتركوا مخلفاتهم ومخلفات الكلاب البوليسية فيه. هناك تلفيات كبيرة في الأبواب والنوافذ والطاولات".
وأضاف بواقنه: "شوهوا الصور الشخصية لنا في المنزل".
كما تحدث عن الدمار الذي حل بجنين بشكل عام، والذي "يتكرر بشكل مستمر، مما يجعلنا ننفق نصف أموالنا على إصلاحات المنازل، والنصف الآخر على الغذاء"، وتابع: "في غزة موت جماعي، بينما هنا موت بطيء".
جانب من تبعات العملية الإسرائيلية في جنين "مأساة لجين"واصل حواشين حديثه لموقع "الحرة"، وقال: "أصبحنا نعيش وسط مياه الصرف الصحي"، مضيفًا أن بعض من أُجبروا على الخروج من منازلهم تزامنا مع "الاجتياح الإسرائيلي عادوا، لكن البعض لم يفعل بسبب دمار المنازل".
وتابع: "بموجب عملي، تعاملت مع حالات قتل مدنيين، مثل الفتاة التي قُتلت داخل منزلها".
وكانت لجين أسامة هي المقصودة بحديث حواشين. وتواصل موقع "الحرة" مع والدها أسامة مصلح، الذي قال إنه في يوم الثالث من سبتمبر "كان في المنزل مع أسرته، وفي التاسعة صباحا سمعوا أصوات آليات عسكرية حول المنزل".
وتابع: "رأينا الجيش يحاصر منزلا مجاورا على مسافة نحو 70 مترا. وكانت نافذة غرفة لجين مواجهة لهذا المنزل"، موضحا أنه في حوالي الساعة الواحدة ظهرا "سمعت صوت رصاص، ثم نظرت لأجدها على الأرض ورصاصة في نصف صدرها".
واستطرد مصلح: "علمنا من المستشفى لاحقا أنها (الرصاصة) من النوع المتفجر، أي يسبب وفاة مباشرة ولا يترك مجالا لإسعافها".
وقال: "كانت تموت والجيش يحاصر المنطقة، ووقفت في الشرفة وظللت أستغيث بالجيران الذين سمعوني، لكن لم يتمكن أحد من تقديم مساعدة بسبب انتشار الجيش والقناصة. واتصلت بالإسعاف لكن السيارة وصلت متأخرا بسبب الحصار".
أفراد من الجيش الإسرائيلي في جنين بالضفة الغربية في 31 أغسطس 2024.وواصل حديثه عن طفلته، قائلا: "كان لها 4 أخوات وأخ وهي الثالثة في الترتيب. حينما وصلت الإسعاف كانت روحها قد صعدت إلى ربها.. حينما وصلت المستشفى في الإسعاف ظلت قوات الجيش تفتش السيارة وأخرّونا كثيرا. لو كانت الروح فيها لماتت بسبب ما كانوا يفعلونه".
وعن الإجراءات القانونية التي اتخذها لمحاسبة المسؤول عن قتل ابنته، قال: "تواصلت معي منظمات حقوقية، لكن لا أشكو إلا لله. لو رفعت قضية فإنهم (السلطات الإسرائيلية) من سيتعاملون معها. هم القاضي والجلاد".
وتواصل موقع "الحرة" مع متحدث باسم الجيش الإسرائيلي، للحصول على تعليق حول ما جاء في التقرير، لكن لم يصل رد حتى موعد النشر.
وطالما يقول الجيش الإسرائيلي إن "قواته تلتزم بالقوانين الدولية" في عملياتها العسكرية بالضفة الغربية وقطاع غزة، لافتا إلى أنه يقوم بفتح تحقيقات عند الاشتباه بوقوع "انتهاكات".
"حياة شبه مستحيلة"من جانبه، قال رئيس بلدية جنين، نضال أبو صالح، في تصريحات لقناة "الحرة"، الخميس، إن "الأضرار الناجمة عن التوغل الإسرائيلي الأخير، أثرت على البنية التحتية للمدينة، بما في ذلك شبكة الطرق وشبكات المياه والصرف الصحي، وشبكة الكهرباء".
وأضاف أنه لم يتم إحصاء جميع الأضرار، لكن ما تم رصده حتى الخميس، تقدر تكلفته بـ 13 مليون دولار، مشيرا إلى أنه "لا يمكن تقييم الوضع بدقة إلا بعد مغادرة القوات الإسرائيلية".
وتابع أن أضرار العمليات الإسرائيلية والتوغلات في المدينة خلال الأشهر الـ 11 الماضية، تقدر وحدها بـ 26 مليون دولار، منوها بأن "الجيش الإسرائيلي هذه المرة دمر المبنى التجاري بالكامل في منطقة دوار السينما، الذي يعد قلب التجارة في المدينة".
وبدوره، اعتبر الكاتب والباحث السياسي المقيم في جنين، عدنان الصباح، أن الحياة الاقتصادية في جنين "مدمرة، ولا يمر شهر أو أسبوع أو أيام إلا ويكون هناك اجتياح جديد".
شهود يتحدثون عن آخر "10 ثوان" قبل مقتل المواطنة الأميركية في الضفة بدأت السلطة الفلسطينية، السبت، جمع أقوال شهود عيان على واقعة مقتل المواطنة الأميركية عائشة نور إزغي، الجمعة، في الضفة الغربية خلال مظاهرة مناهضة للاستيطان الإسرائيلي.وتابع في حديثه لموقع الحرة: "هناك حالة ترقب، هم (الجيش الإسرائيلي) يأتون كل بضعة أيام أو أسبوع. نعيش حالة قلق، فلا تدري متي سيأتون وفي أي ساعة وهل سيكون بيتك الهدف أم بيت جارك. تعيش في ترقب بانتظار متى سيقع عليك الأذى وما حجمه".
وتابع: "الحياة برمتها مدمرة، والضغط القائم يجعل الحياة شبه مستحيلة"، معتبرا أن الهدف من العمليات العسكرية الإسرائيلية هو "القول للسكان اذهبوا بعيدا".
وشرح بواقنه الوضع المتأزم في جنين، قائلا: "نعيش مع قلة المال وقلة الاستقرار وعدم اليقين. لدي طفل عمره 4 سنوات لا مكان يلعب فيه، والصرف الصحي في الشوارع.. أين طفولته؟ أخاف عليه من الخروج، إذ يمكن أن يحدث اقتحام من الجيش".
وتابع: "لا يمكنني الخروج من المخيم.. هذا بيت العمر، وبيت الأهل.. يجب أن أعيش فيه".
وتساءل الصباح مجددا: "من يمكنه تحمل هذه الحياة؟.. العالم لا يرى. يبدو أن العالم كله صار ساديا يتلذذ برؤية عذاب الآخرين".
وواصل القول إن إسرائيل بهذه الممارسات "يجعلونك تفكر بشكل ذاتي وتبحث عن حل فردي. هذا هدفهم، لأن الحل الفردي لا يجعلك قادرا مثلا على مواجهة الجيش، بل يجعلك تغادر".
ومع تصاعد من العنف في الضفة الغربية منذ بدء حرب غزة في أكتوبر، قُتل نحو 680 فلسطينيا بين مسلحين من الفصائل وشباب يلجأون للحجارة ومدنيين، فيما لقي أكثر من 20 إسرائيليا حتفهم في هجمات فلسطينية، وفق رويترز.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی فی الضفة الغربیة البنیة التحتیة بالضفة الغربیة فی جنین
إقرأ أيضاً:
إليك ما نعرفه عن مدينة جنين.. خامس أكبر مدن الضفة الغربية
يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه الواسع على مدينة ومخيم جنين لليوم الرابع على التوالي، وسط مداهمات وعمليات تجريف واعتقالات في صفوف الفلسطينيين، إلى جانب استشهاد وإصابة العشرات جراء القصف الجوي وإطلاق النيران المكثف.
وقبل بدء العملية العسكرية الإسرائيلية الواسعة في جنين شمال الضفة الغربية، حاصرت أجهزة السلطة المدينة لأكثر من 48 يوما، ضمن عملية أمنية لملاحقة المقاومين، وأطلقت على عمليتها اسم "حماة الوطن"، لكن مع اجتياح الاحتلال انسحبت السلطة، وسط تنديد فصائل المقاومة واستهجان للدور المتبادل بين السلطة والاحتلال.
ونضع في التقرير الآتي أبرز المعلومات المتوفرة عن محافظة جنين، التي تضم مدينتي جنين وقباطية، ويتبع لها 14 بلدية كبيرة، هي: يعبد وعرابة وبرقين وصانور وسيلة الحارثية وسيلة الظهر والزبابدة واليامون وكفر راعي وكفر دان وميثلون ودير أبو ضعيف وجبع وعجة وصير.
وينتشر عدد ليس بقليل من القرى، إلى جانب مخيم جنين الذي يقع إلى الغرب من المدينة، وتعرض للاجتياح الإسرائيلي الواسع عام 2002، وكانت جنين تضم قبل نكبة 1948 حوالي 70 قرية كبيرة وصغيرة، لكنها اقتصرت بعد النكبة على 30 قرية صغيرة.
10 مستوطنات على أراضي جنين
كحال مدن الضفة، فقد تعرضت أراضي جنين للمصادرة من قبل قوات الاحتلال لصالح المشاريع الاستيطانية، وجرى إقامة نحو 10 مستوطنات على أراضيها.
وتقع جنين في شمال الضفة الغربية، وتعتبر تاريخيا إحدى مدن المثلث في شمال فلسطين، وتبعد عن مدينة القدس المحتلة مسافة 75 كيلومترا إلى الشمال، وتطل جنين على غور الأردن من ناحية الشرق، ومرج بن عامر إلى جهة الشمال.
وتتمتع جنين بثقل اقتصادي كبير، ويبلغ عدد سكان المدينة 39 ألف نسمة، أما المحافظة فيقطنها حوالي 256 ألفا، ويصل مساحة المدينة وحدها إلى 21 ألف دونم، ما يجعلها خامس أكبر مدينة فلسطينية في الضفة الغربية بعد مدن الخليل ونابلس وطولكرم ويطا.
وتبلغ المساحة الإجمالية لمحافظة جنين 583 كيلومترا مربعا، بما يعادل نسبته 9.7 بالمئة من مساحة الضفة الغربية، ويتبع المدينة مخيم جنين الذي يقع غربها ويسكنه 16 ألف لاجئ، وترتفع المدينة عن سطح البحر بمعدل 175 مترا.
وعبر الزمن، عُرفت جنين بعدد من الأسماء، وكانت تسمى قديما "عين جانيم" وتعني الجنائن، وارتبط اسمها بمرج بن عامر، الذي يعتبر أخصب أراضي فلسطين التاريخية.
جنين تتصدر مشهد النضال
تصدرت جنين مشهد النضال الوطني الفلسطيني منذ بداية الاحتلال، وظلت هاجسا بالنسبة لأجهزة أمن الاحتلال، بسبب قربها من مدن الداخل، ومشاركة عدد كبير من أبنائها في العمل المقاوم، خصوصا بعد الانتفاضة الثانية.
وقبل الاحتلال الإسرائيلي وتحديدا في عهد الانتداب البريطاني، امتلكت جنين سجلا حافلا بالنضال ضد الاستعمار، وبرزت أول قوة للمقاومة عام 1935 بقيادة عز الدين القسام، والذي استشهد لاحقا في أحراش بلدة يعبد، وهي إحدى البلدات الواقعة غرب مدينة جنين.
بعد الانسحاب البريطاني منتصف عام 1948، وفي خضم الحرب النكبة الفلسطينية، خاضت جنين بمدنها وقراها معركة الدفاع عن الوجود ضد المنظمات "الصهيونية" المسلحة، والتي استولت أواخر مايو 1948 على قرى زرعين والمزار ونورس وصندلة والجلمة والمقيبلة وفقوعة وعرانة.
طوقت عصابات الاحتلال مدينة جنين في 3 حزيران/ يونيو 1948، واستولت على معظم أحياء المدينة، وتحصن المقاومون في عمارة الشرطة في المدخل الغربي لجنين، حتى وصلت نجدة للمحاصرين قوامها 500 جندي عراقي بقيادة عمر علي، وحوالي 800 من المقاومين الفلسطينيين من المدينة.
ووقعت معارك دامية انتهت بانسحاب قوات الاحتلال من جنين في 4 حزيران/ يونيو 1948، وتكبد الاحتلال خسائل جسمية بلغت 1241 قتيل ومفقود من أصل 4000 جندي إسرائيلي كانوا يحاصرون المدينة.
ويستذكر الفلسطينيون شهداء الجيش العراقي الذين سقطوا دفاعاً عن جنين، حيث توجد مقبرة للعشرات منهم بالقرب من مثلث الشهداء جنوب المدينة.
معركة جنين
في 3 نيسان/ أبريل من عام 2002 قامت القوات الإسرائيلية باقتحام جنين ومخيمها في عملية استمرت 10 أيام متواصلة، ارتكب فيها الاحتلال مجزرة راح ضحيتها 58 فلسطينيا، فيما تكبد خسائر جسيمة بأعداد القتلى، حيث ناهزت العشرين قتيل من الجنود الإسرائيليين، الذي اشتبكوا في حرب شوارع مع فصائل المقاومة داخل مخيم جنين، فيما أطلق عليها لاحقا معركة جنين.
كانت هذه العملية ضمن عملية اجتياح شاملة للضفة الغربية، أعقبت تنفيذ عملية تفجير في فندق في مدينة نتانيا الساحلية، بهدف القضاء على المجموعات الفلسطينية المسلحة التي كانت تقاوم الاحتلال، وكانت جنين والمدينة القديمة في نابلس مسرحا لأشرس المعارك التي دارت خلال الاجتياح.
بدأت عملية الاجتياح بأمر من رئيس وزراء الاحتلال آنذاك أرئيل شارون، تصدى المقاومون وبعض الأهالي العزّل للقوات الغازية، رغم قلة الإمكانيات وقلة السلاح، وفُرِضّ النزوح الجماعي والتهجير على كثير من السكان، وتعرض من بعضهم لمجازر على يد الجيش الإسرائيلي، ولم تسلم الأبنية السكنية والبنية التحتية وشبكات الكهرباء والماء والاتصالات من قصف طائرات الاحتلال العشوائي.
وقد استشهد في هذه المعركة بحسب تقرير الأمم المتحدة 58 فلسطينيا، أما رواية السلطة الفلسطينية تتحدث عن ارتقاء أكثر من 500 شهيد، واعترف الاحتلال الإسرائيلي بمقتل 23 من جنوده، قُتل منهم 14 في يوم واحد، 12 منهم في كمين للمقاومين الفلسطينيين الذين يقولون إن العدد أكبر من ذلك بكثير، حيث يصل العدد المتوقع إلى 55 حسب شهود العيان.