داود معرفي: ما الآلية والشروط والمعايير التي تم اتباعهافي حركة الترقيات الأخيرة بشركة نفط الكويت؟
تاريخ النشر: 11th, August 2023 GMT
وجه النائب داود معرفي سؤالا إلى نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير النفط ووزير الدولة للشؤون الاقتصادية والاستثمار ووزير المالية بالوكالة د.سعد البراك، قال في مقدمته: إنه نظرا لأهمية الدور الذي تقوم به شركة نفط الكويت في التصدير، وحرصا منا على تطويرها وتطوير العاملين عليها مهنيا وألا تكون هناك تجاوزات تخل بشروط العمل الوظيفي داخلها وأن يكون العاملون في أعلى المستويات المهنية ويتميزوا بكفاءات عالية.
وطالب تزويده وإفادته بالآتي:
1- هل هناك تجاوزات ومخالفات صريحة تعيب العقود المبرمة بين (مجموعة العمليات البحرية) عن شركة نفط الكويت وكلا من شركة (المير وهيسكو) إذا كانت الإجابة بنعم، يرجى توضيح تلك المخالفات، وهل هناك حلول مقترحة لتجاوزها ومن المسؤول عن تلك المخالفات والتجاوزات وهل تمت محاسبته؟
2- هل هناك تعيينات تمت بشركة المير وشركة هيسكو على (بند المكافآت – بند العقود) من دون إعلان وكم عدد الموظفين الذين تم تعيينهم ومسمياتهم، وهل هناك صلة قرابه تربطهم أو أحد منهم بمسؤول في مجموعة العمليات البحرية؟
3- ما الآلية والإجراءات والمعايير التي اتخذت في قرار جلب وتعيين أحد الأشخاص من الجمهورية الليبية (ليبي الجنسية) عن طريق عقد شركة هيسكو وهل تبين بعد تعيينه أنه غير لائق فنيا ولا يستحق التعيين؟ حسب إفادة رئيس فريق عمل عمليات الأسطول البحري وهل تم فرضه عن طريق مدير مجموعة العمليات البحرية؟
4- هل يتم تجديد شهادات الموظفين العاملين على القطع البحرية (ربان قاطرة سفن) على نفقة الشركة، أم على نفقتهم الخاصة؟ علما أن شركة نفط الكويت هي المكلفة بتجديد تلك الشهادات على نفقتها؟ حيث إن المسح البحري لوزارة المواصلات يعتمد على سريان شهادات العاملين على هذه القطع.
5- ما المعايير التي تم اتخاذها في اختيار الطلبة المبتعثين الذين تم اختيارهم للبرنامج التدريبي (الدراسة بالخارج في بريطانيا ملاحة بحرية هندسة بحرية)؟ وهل هناك صلة قرابة بمسؤولين بشركة نفط الكويت وناقلات النفط الكويتية؟
6- ما الآلية والشروط والمعايير التي تم اتباعها في حركة الترقيات الأخيرة من (مراقب اول اسطول بحري) إلي (رئيس شعبة الاسطول) ومدى توافق تلك الشروط والمعايير مع نص الدستور والقانون واللائحة المنظمة لحركة الترقيات بشركة نفط الكويت، وكم عدد المتقدمين مع ذكر أسمائهم وهل تم استبعاد أحد منهم؟ في حال الإجابة بنعم، يرجى ذكر أسمائهم وسبب استبعادهم؟
7- هل هناك رحلات سفر قام بها (مدير مجموعة العمليات البحرية) الحالي منذ توليه منصبه على نفقة الشركة؟ إذا كانت الإجابة بنعم، ما الغرض منها وماهي طبيعة المهام في تلك الرحلات، وكم تكلفتها؟
8- هل هناك تحقيق بخصوص مخالفات في عقد شركة المير برئاسة نائب الرئيس التنفيذي؟ إذا كانت الإجابة بنعم، يرجي تزويدنا بنسخة من التحقيق والتوصيات التي تمت والإجراءات.
9- كم عدد الموظفين في إدارة التلوث البحري وفحص الشهادات؟ وما جنسياتهم؟ وما خطة شركة نفط الكويت لتكويت الإدارات؟
المصدر: جريدة الحقيقة
إقرأ أيضاً:
زيارة إلى المغني المبدع مصطفى سيد أحمد في عليائه
عندما نستحضر اسم مصطفى سيد أحمد، فإننا نتحدث عن تجربة موسيقية وشعرية استثنائية لا تزال ترن في وجدان السودانيين. كان مصطفى أكثر من مجرد مغنٍ؛ بل كان صوتًا يعبر عن آمالهم وآلامهم، وقلمًا موسيقيًا رسم بجرأة وجمال صورة المجتمع السوداني الحديث. في هذا المقال، نقوم بزيارة إلى عوالم مصطفى الفنية ونقارنه برموز الغناء السوداني مثل عبد الكريم الكابلي، عثمان حسين، وعبد العزيز داود، لنكتشف فرادة تجربته في سياق إرثهم العظيم.
الميلاد والتكوين الفني
وُلد مصطفى سيد أحمد في قرية ود سلفاب بولاية الجزيرة عام 1953، حيث نشأ في بيئة ريفية أثرت في تكوينه الفني والإنساني. بدأ مسيرته الفنية في وقت مبكر، متأثرًا بالموسيقى السودانية التقليدية والتراث الغني. إلا أن انطلاقة مصطفى الحقيقية جاءت عندما قرر المزج بين هذا التراث وبين روح التجديد الموسيقي، ليقدّم ألحانًا معاصرة ترتبط بالهوية السودانية وتخاطب العصر.
الإبداع اللحني والأسلوب الموسيقي
تميّز مصطفى بتقديم ألحان مبتكرة تنبض بالتجديد، حيث استطاع أن يضيف للغناء السوداني عمقًا موسيقيًا نادرًا. في حين أن عبد الكريم الكابلي كان يميل إلى التمازج بين الموسيقى العربية الكلاسيكية والتراث السوداني، ركّز عثمان حسين على البساطة الرومانسية والعذوبة، واعتمد عبد العزيز داود على أصالة اللحن السوداني التقليدي.
مصطفى، من جهته، مزج بين الأصالة والحداثة بشكل لم يسبقه إليه أحد. ألحانه جريئة، تتسم بالتعقيد اللحني الذي يتناغم مع النصوص العميقة التي كان يختارها، مما أضفى على أعماله بعدًا روحانيًا وفكريًا.
اختيار النصوص الشعرية: بين العمق والرومانسية
لعبت النصوص الشعرية دورًا جوهريًا في تشكيل هوية مصطفى الفنية. غنّى لشعراء بارزين مثل محجوب شريف، قاسم أبو زيد، وعاطف خيري، وكانت نصوصه تحمل همومًا اجتماعية وسياسية وإنسانية تعكس واقع المجتمع السوداني.
على الجانب الآخر، عُرف عبد الكريم الكابلي باختياراته للشعر العربي الفصيح والشعر السوداني الراقي، مما أعطى لأغانيه بُعدًا أدبيًا. أما عثمان حسين، فكانت نصوصه بسيطة وشاعرية، تركز على الحب والغزل. وعبد العزيز داود اختار كلمات تعبر عن التراث السوداني بأسلوب حميمي وأصيل.
مصطفى تميز عن الجميع بتوظيف النصوص التي تناقش قضايا الفقر والغربة والعدالة الاجتماعية، ما جعل أغانيه ليست فقط أداة للترفيه، بل وسيلة للتعبير عن التحديات اليومية.
الأداء الصوتي والشخصية الفنية
رغم أن خامة صوت مصطفى سيد أحمد لم تكن بقوة أو نعومة أمثال عبد الكريم الكابلي أو عبد العزيز داود، إلا أن إحساسه العميق وتفاعله مع النصوص التي يغنيها جعلت من صوته أداة استثنائية لنقل المشاعر.
عبد الكريم الكابلي يتميز بصوت قوي ودافئ قادر على أداء الأغاني ذات الطابع المسرحي، في حين أن عثمان حسين عرف بصوته الناعم والرومانسي، وعبد العزيز داود بصوته الجهوري المتناغم مع اللحن التقليدي.
مصطفى سيد أحمد، رغم محدودية صوته، استطاع أن يجعل أداءه تجربة شعورية غنية، حيث يغني وكأنه يسرد قصة معاناة أو يعبر عن حلم مؤجل.
الإرث الثقافي والاجتماعي
مصطفى سيد أحمد كان أكثر من مغنٍ؛ كان رمزًا للتغيير والأمل في مجتمع يعاني من التحديات الاجتماعية والسياسية. بينما كانت أعمال عبد الكريم الكابلي وأغانيه تعكس التنوع الثقافي والتراث العربي، وركز عثمان حسين على الجانب الرومانسي، واحتفى عبد العزيز داود بالهوية السودانية الأصيلة، فإن مصطفى جمع بين كل ذلك وأضاف إليه جرأة الطرح والتجديد.
مصطفى في عليائه: صوت لا يموت
غادر مصطفى سيد أحمد هذا العالم في يناير 1996، بعد صراع طويل مع المرض، لكن صوته لا يزال حيًا في ذاكرة السودانيين وقلوبهم. أغانيه التي تحمل معاني الحب، الغربة، والعدالة الاجتماعية تبقى شاهدة على عبقريته الفنية.
حين نقارن مصطفى بأسماء مثل الكابلي، عثمان حسين، وعبد العزيز داود، نجد أنه جمع بين أرقى ما قدموه وأضاف لمسته الخاصة التي جعلت من إرثه علامة فارقة في تاريخ الموسيقى السودانية. إنها زيارة إلى عليائه، حيث يظل صوته رمزًا للإبداع، وألحانه دليلًا على أن الفن قادر على تجاوز حدود الزمان والمكان.
zuhair.osman@aol.com