عربي21:
2025-01-21@04:55:58 GMT

عملية الجازي بين خطاب سيف داود وخطاب الطوفان

تاريخ النشر: 9th, September 2024 GMT

جاءت عملية ابن الأردن الشهيد ماهر الجازي على جسر الملك حسين الواصل بين الأردن ودولة الاحتلال، ولتي أدت إلى مقتل ثلاثة من رجال الأمن الإسرائيليين على المعبر، لتسلط الضوء من جديد على أكبر جبهة مع الاحتلال والتي يبلغ طولها 309 كم، وإلى أي مدى يمكن لهذه الجبهة أن تحتفظ بحالة الهدوء.

لم يكن الحدث غريبا على المشهد، فهو رد فعل متوقع في ظل المشهد الدموي في قطاع غزة وما شهدته الضفة الغربية في الأيام الأخيرة، وكان يمكن توقعه منطقيا بعيدا عن التهويل والتبرير الذي اعتمده نتنياهو بأن المبرر هو الأيديولوجية الإيرانية المتطرفة.

نتنياهو لا يفوت فرصة ليستغل الأحداث لتبرير سياساته الإجرامية ضد الشعب الفلسطيني بأنها صراع مع أيديولوجيات متطرفة تغذيها إيران والإرهاب العالمي، ونسي اعترافه شخصيا بأنها حرب لقمع تطلعات الشعب الفلسطيني لإقامة دولة فلسطينية.

لم يكن الحدث غريبا على المشهد، فهو رد فعل متوقع في ظل المشهد الدموي في قطاع غزة وما شهدته الضفة الغربية في الأيام الأخيرة، وكان يمكن توقعه منطقيا بعيدا عن التهويل والتبرير الذي اعتمده نتنياهو بأن المبرر هو الأيديولوجية الإيرانية المتطرفة
لم يتوقف نتنياهو عند هذا التبرير، بل ذهب بعيدا في تعليقه على العملية لاستغلال الحادث لحشد الشارع الإسرائيلي الذي أمعن نتنياهو في تقسيمه وتفتيته، بقوله إن العملية تكشف أن الأعداء يستهدفوننا جميعا.

التعليق الأهم والأخطر على هذا العملية كانت باستعادة نتنياهو الخطاب الديني في إدارة الصراع لتبرير الحرب التي يخوضها بصورة غير مسبوقة، ينافس فيها حلفاءه من التيار الديني القومي المتطرف بن غفير وسموترتش، خطاب لم يكن لنسمعه من زعيم يدعي أنه جزء من العالم الديمقراطي الليبرالي؛ بقوله: "سنستخدم سيف داود معا وبمساعدة الرب سننتصر".

وقال نتنياهو في تصريحه: "هناك من يسألون: هل نحمل السيف إلى الأبد؟" [سفر صموئيل الثاني 2: 26] الجواب لدى نتنياهو: "في الشرق الأوسط، بدون السيف، لا يوجد بقاء للأبد". هنا ذهب بعيدا ومن دون أي تحفظ ليقلب موازين المنطقة كلها رأس على عقب ويدمر معادلات طالما جرت حروبا من أجل تثبيتها في المنطقة، خطاب يقلب رأس الهرم ليعيد للمنطقة صورتها الحقيقية قبل أن تدخل المشهد المزور منذ توقيع اتفاقيات كامب ديفيد، ووادي عربة، وأوسلو، والاتفاقيات الإبراهيمية، هذه الاتفاقيات التي جاءت لدمج دولة الاحتلال في المنطقة بما ينسجم مع النظرية الأمنية الإسرائيلية التي أسسها بن غوريون؛ الذي كان يرى أن أحد متطلبات الاستقرار يكمن في القدرة على الاندماج في المنطقة.

نتنياهو يريد أن يعيد إسرائيل إلى مرحلة النشأة الأولى لينافس المؤسس الأول بن غوريون من خلال الادعاء بأنه يخوض حرب الاستقلال الثانية، لكن هذه المرة حسب نظريته التي تقوم على استمرار الصراع، وأن السلام فقط يقوم بحد السيف
نتنياهو يريد أن يعيد إسرائيل إلى مرحلة النشأة الأولى لينافس المؤسس الأول بن غوريون من خلال الادعاء بأنه يخوض حرب الاستقلال الثانية، لكن هذه المرة حسب نظريته التي تقوم على استمرار الصراع، وأن السلام فقط يقوم بحد السيف وإخضاع الأعداء الذين لا يفهمون إلا هذه المنطق.

استعاد نتنياهو خطاب زئيف جبتونسكي "الجدار الحديدي"، والذي يؤمن بأن بقاء إسرائيل مرتبط بقوة السلاح وليس بقدرتها على الاندماج في المنطقة كما كان يخطط رواد الصهيونية الأوائل.

هذا الخطاب أثار حفيظة الكثيرين في دولة الاحتلال واعتبروه انتكاسة كبيرة لمساعي توسيع الاتفاقيات الإبراهيمية، علاوة على تعريضه الاتفاقيات القائمة للخطر، وهو بمثابة إنجاز لأصحاب الطوفان.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة الضفة نتنياهو الاردن غزة نتنياهو الضفة مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة مقالات سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی المنطقة

إقرأ أيضاً:

حماس : غزة ستنهض من جديد رغم الدمار الذي خلفته الحرب الصهيونية

الثورة نت/..

قالت حركة المقاومة الإسلامية حماس، إن ما كشفته صور الدمار الواسع الذي طال البنى التحتية المدنية في كافة مناطق قطاع غزة، هو دليلٌ على وحشية هذا الكيان الصهيوني الفاشي المنفلت من كلّ القيم الإنسانية.

وأكدت حماس في بيان لها اليوم الإثنين، أن هذه الجرائم الوحشية غير المسبوقة في العصر الحديث، نفّذتها حكومة العدو وجيشها الفاشي، أمام سمع وبصر العالم؛ ممَّا يتطلب تفعيل كلّ الأطر القانونية الدولية لمحاكمة قادة الاحتلال وجيشه كمجرمي حرب.

وأشارت إلى أنه “على مدار 471 يوماً، لم تفلح جرائم الاحتلال المُمنهجة في زحزحة شعبنا ومقاومته الباسلة عن التمسّك بالأرض ومجابهة العدوان”.

وشددت حماس في بيانها على أن “غزة بشعبها العظيم وإرادتها الصّلبة ستنهض من جديد، لتعيد بناء ما دمّره الاحتلال، وتواصل درب الصمود، حتى دحر الاحتلال، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس”.

مقالات مشابهة

  • ما طبيعة السلام الذي يريده ترامب في المنطقة؟ محللان يجيبان
  • لكل من فاته خطاب ترامب.. هذه أبرز القرارات التي أعلن عنها فور تنصيبه
  • حماس : غزة ستنهض من جديد رغم الدمار الذي خلفته الحرب الصهيونية
  • ماكرون وإفريقيا.. نفوذ فرنسي يتضاءل وخطاب استعماري يتزايد
  • هل انتصرنا ولماذا كان الطوفان؟
  • جباليا: وقف إطلاق النار يظهر حجم الدمار الذي خلفه الجيش الإسرائيلي وصدمة سكانها من هول المشهد
  • مقاتل قسامي .. أتى اليوم الذي تجثو فيه على ركبتيك يا نتنياهو / فيديو
  • ما الذي يمكن أن تغيره انتصارات سوريا وغزة في المشهد المصري؟
  • قطر.. حمد بن جاسم يعدد أمورا مهمة باتفاق غزة ووضع نتنياهو
  • لاءات نتنياهو التي حطمتها المقاومة في غزة