عربي21:
2024-09-17@03:50:14 GMT

عملية الجازي بين خطاب سيف داود وخطاب الطوفان

تاريخ النشر: 9th, September 2024 GMT

جاءت عملية ابن الأردن الشهيد ماهر الجازي على جسر الملك حسين الواصل بين الأردن ودولة الاحتلال، ولتي أدت إلى مقتل ثلاثة من رجال الأمن الإسرائيليين على المعبر، لتسلط الضوء من جديد على أكبر جبهة مع الاحتلال والتي يبلغ طولها 309 كم، وإلى أي مدى يمكن لهذه الجبهة أن تحتفظ بحالة الهدوء.

لم يكن الحدث غريبا على المشهد، فهو رد فعل متوقع في ظل المشهد الدموي في قطاع غزة وما شهدته الضفة الغربية في الأيام الأخيرة، وكان يمكن توقعه منطقيا بعيدا عن التهويل والتبرير الذي اعتمده نتنياهو بأن المبرر هو الأيديولوجية الإيرانية المتطرفة.

نتنياهو لا يفوت فرصة ليستغل الأحداث لتبرير سياساته الإجرامية ضد الشعب الفلسطيني بأنها صراع مع أيديولوجيات متطرفة تغذيها إيران والإرهاب العالمي، ونسي اعترافه شخصيا بأنها حرب لقمع تطلعات الشعب الفلسطيني لإقامة دولة فلسطينية.

لم يكن الحدث غريبا على المشهد، فهو رد فعل متوقع في ظل المشهد الدموي في قطاع غزة وما شهدته الضفة الغربية في الأيام الأخيرة، وكان يمكن توقعه منطقيا بعيدا عن التهويل والتبرير الذي اعتمده نتنياهو بأن المبرر هو الأيديولوجية الإيرانية المتطرفة
لم يتوقف نتنياهو عند هذا التبرير، بل ذهب بعيدا في تعليقه على العملية لاستغلال الحادث لحشد الشارع الإسرائيلي الذي أمعن نتنياهو في تقسيمه وتفتيته، بقوله إن العملية تكشف أن الأعداء يستهدفوننا جميعا.

التعليق الأهم والأخطر على هذا العملية كانت باستعادة نتنياهو الخطاب الديني في إدارة الصراع لتبرير الحرب التي يخوضها بصورة غير مسبوقة، ينافس فيها حلفاءه من التيار الديني القومي المتطرف بن غفير وسموترتش، خطاب لم يكن لنسمعه من زعيم يدعي أنه جزء من العالم الديمقراطي الليبرالي؛ بقوله: "سنستخدم سيف داود معا وبمساعدة الرب سننتصر".

وقال نتنياهو في تصريحه: "هناك من يسألون: هل نحمل السيف إلى الأبد؟" [سفر صموئيل الثاني 2: 26] الجواب لدى نتنياهو: "في الشرق الأوسط، بدون السيف، لا يوجد بقاء للأبد". هنا ذهب بعيدا ومن دون أي تحفظ ليقلب موازين المنطقة كلها رأس على عقب ويدمر معادلات طالما جرت حروبا من أجل تثبيتها في المنطقة، خطاب يقلب رأس الهرم ليعيد للمنطقة صورتها الحقيقية قبل أن تدخل المشهد المزور منذ توقيع اتفاقيات كامب ديفيد، ووادي عربة، وأوسلو، والاتفاقيات الإبراهيمية، هذه الاتفاقيات التي جاءت لدمج دولة الاحتلال في المنطقة بما ينسجم مع النظرية الأمنية الإسرائيلية التي أسسها بن غوريون؛ الذي كان يرى أن أحد متطلبات الاستقرار يكمن في القدرة على الاندماج في المنطقة.

نتنياهو يريد أن يعيد إسرائيل إلى مرحلة النشأة الأولى لينافس المؤسس الأول بن غوريون من خلال الادعاء بأنه يخوض حرب الاستقلال الثانية، لكن هذه المرة حسب نظريته التي تقوم على استمرار الصراع، وأن السلام فقط يقوم بحد السيف
نتنياهو يريد أن يعيد إسرائيل إلى مرحلة النشأة الأولى لينافس المؤسس الأول بن غوريون من خلال الادعاء بأنه يخوض حرب الاستقلال الثانية، لكن هذه المرة حسب نظريته التي تقوم على استمرار الصراع، وأن السلام فقط يقوم بحد السيف وإخضاع الأعداء الذين لا يفهمون إلا هذه المنطق.

استعاد نتنياهو خطاب زئيف جبتونسكي "الجدار الحديدي"، والذي يؤمن بأن بقاء إسرائيل مرتبط بقوة السلاح وليس بقدرتها على الاندماج في المنطقة كما كان يخطط رواد الصهيونية الأوائل.

هذا الخطاب أثار حفيظة الكثيرين في دولة الاحتلال واعتبروه انتكاسة كبيرة لمساعي توسيع الاتفاقيات الإبراهيمية، علاوة على تعريضه الاتفاقيات القائمة للخطر، وهو بمثابة إنجاز لأصحاب الطوفان.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة الضفة نتنياهو الاردن غزة نتنياهو الضفة مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة مقالات سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی المنطقة

إقرأ أيضاً:

محللون: إسرائيل تتجه نحو مزيد من التطرف وواشنطن وضعت كل شيء بيد نتنياهو

يتجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نحو مزيد من الدفع باتجاه حرب واسعة، وهو يعرف أن إسرائيل ليست جاهزة لها، لكنه يراهن على جر الولايات المتحدة إليها، في وقت لم تعد فيه إدارة جو بايدن قادرة على ردعه، ولا على التخلي عنه، كما يقول خبراء.

ففي الوقت الذي تحاول فيه الولايات المتحدة الحيلولة دون اندلاع حرب واسعة في المنطقة، وتحذر من تداعيات أي هجوم كبير على لبنان، تناولت وسائل إعلام إسرائيلية أحاديث، مفادها أن نتنياهو يعتزم استبدال وزير الدفاع يوآف غالانت، الذي يعارض خطط الحرب في لبنان وقطاع غزة بجدعون ساعر، الذي استقال سابقا من مجلس الحرب اعتراضا على عدم تصعيدها بشكل أكبر.

ووفقا للخبير في الشأن الإسرائيلي مهند مصطفى، فإن استبدال غالانت بساعر يعني ذهاب إسرائيل نحو مزيد من التطرف، رغم أن توسيع الحرب سيزيد في الوقت نفسه حالة الغموض التي تكتنف مستقبل الحرب على كل هذه الجبهات التي يفتحها نتنياهو.

وخلال مشاركته في برنامج "غزة.. ماذا بعد؟"، قال مصطفى إن الهجمات التي تتعرض لها إسرائيل تعزز مخاوف الإسرائيليين بغض النظر عن الأضرار التي تخلفها.

إسرائيل تتجه نحو مزيد من التطرف

بالتالي، فإن ضم ساعر للحكومة كوزير دفاع -وهو ما نفاه مكتب نتنياهو لاحقا- يعني أن الحديث عن خفض التصعيد ووقف الحرب في قطاع غزة واستعادة الأسرى سيكون من الماضي، لأن ساعر استقال من مجلس الحرب اعتراضا على الدخول في مفاوضات مع المقاومة.

وفي الوقت الذي يتجه فيه نتنياهو لتعديل حكومته المتطرفة بضم أشخاص أكثر تطرفا، بعث رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) يحيى السنوار رسالة إلى زعيم جماعة أنصار الله (الحوثيين) عبد الملك الحوثي، ثمن فيها الضربة التي وجهتها الجماعة لقلب إسرائيل يوم الاثنين.

وقال السنوار في رسالته إن على المقاومة أن تُفشل أهداف إسرائيل السياسية في المنطقة، كما نجحت في إفشال أهدافها العسكرية، وهي رسالة تعني أن زعيم حماس يريد إفشال المخطط الصهيوني ككل، كما يقول المحلل السياسي الفلسطيني أحمد الحيلة.

ويرى الحيلة أن الرسالة "حملت جرعة تفاؤل لأنها أشارت إلى نقاط مهمة، كأنها تؤسس لمرحلة جديدة من المواجهة تقوم على مواجهة المشروع الصهيوني ككل في المنطقة وليس إسرائيل فقط".

في المقابل، فإن وضع جدعون ساعر على رأس الجيش الإسرائيلي "ربما يغير الموقف بالنسبة للأهداف التي يمكن ضربها في اليمن أو لبنان، وهو ما يعني أن المنطقة ربما تكون أقرب للحرب منها لمجرد التصعيد"، برأي الحيلة الذي أشار إلى أن هذا الجنوح نحو الحرب ربما يزيد الاحتجاجات داخل إسرائيل.

ورغم أن نتنياهو يحاول تجاوز مسألة الأسرى ويبحث عن التوسع في الحرب من أجل استعادة الردع، فإن تداعيات هذا الأمر قد تكون عكسية على إسرائيل، من وجهة نظر الحيلة.

واشنطن وضعت كل شيء بيد نتنياهو

وفيما يتعلق بالموقف الأميركي من كل هذه التطورات التي تتعارض تماما مع أهدافها المعلنة في المنطقة، قال الباحث في الشؤون السياسية والدولية ستيفن هايز إن واشنطن لطالما قالت إنها لا تريد توسيع الحرب، لكن كلامها لم يغير شيئا، مضيفا "أعتقد أنها لن تتمكن من فعل شيء، وربما تنجر إلى الحرب في نهاية الأمر دفاعا عن إسرائيل".

وقال هايز إن واشنطن تدرك خطر اشتعال حرب واسعة في المنطقة، مشيرا إلى أنها حرب "يريدها نتنياهو والسنوار"، حسب تعبيره.

ومن وجهة نظر هايز، فإن واشنطن "تحاول وقف هذا الخطر، لكن من غير المعروف إن كانت ستتمكن من وقفها خلال الأسبوعين الماضيين أم لا".

ويرى هايز أن نتنياهو يحاول الإضرار ببايدن ومنع نائبته كامالا هاريس من الوصول إلى البيت الأبيض، وفي الوقت نفسه يريد توغلا محدودا في لبنان، لكنه قال إن الإبقاء على محدودية هذا التوغل ليس مضمونا.

وأعرب المتحدث عن اعتقاده بأنه من الصعوبة أن تحتوي واشنطن هذه الحرب، ومن المستحيل في الوقت نفسه ألا تدافع عن إسرائيل في هذا التوقيت الانتخابي، مضيفا "بالتالي لا يمكن لإدارة بايدن فعل شيء أكثر من التصريحات للضغط على نتنياهو".

واتفق مصطفى مع الحديث السابق بقوله إن استبدال غالانت بساعر يعتبر رسالة قوية للولايات المتحدة التي يوصف غالانت بأنه رجلها في الحكومة الإسرائيلية.

كما أن خروج غالانت من المشهد يمثل أيضا رسالة مفادها "أن نتنياهو باقٍ ولن يرحل، وأن وزير الدفاع الجديد سيكون أكثر يمينية من نتنياهو، مما يعني أن الأخير يضرب بكل ما تقوله وما تريده أميركا عرض الحائط".

لكن اللافت -برأي الحيلة- أن المبعوث الأميركي إلى لبنان عاموس كوهشتاين يتحدث عن خطر التصعيد في لبنان كصديق يقدم النصيحة، وهي لغة لا تردع نتنياهو بل تدفعه للمضي قدما في مخططاته.

وخلص الحيلة إلى أن نتنياهو "قد يجر الولايات المتحدة إلى جولة تصعيدية ربما تصل لحرب، وربما تظل في إطار أقل من الحرب، لكنه إطار لا تريده أميركا في كل الحالات".

وعن الموقف الإيراني من أي حرب مع لبنان، قال الحيلة إن إيران لن تحارب إلا من أجل نفسها، لكنها "ربما تدخل الحرب في حال كان الهدف هو محو حزب الله تماما، من خلال دعمه لاستنزاف إسرائيل وصولا إلى الانتصار عليها".

لكن هذا التدخل غير المباشر ربما يدفع نتنياهو لضرب إيران مباشرة بذريعة قطع الإمدادات عن حزب الله، وبالتالي يكون قد وصل بالجميع إلى الحرب التي لا يريدها أحد غيره، حسب الحيلة.

ويتفق هايز مع فكرة عدم انخراط إيران في الحرب، لكنه قال إن "واشنطن تسلم كل الأوراق لنتنياهو"، مؤكدا أنها "لن تغير موقفها أبدا في فترة الانتخابات حتى لا يستغل دونالد ترامب هذا الأمر انتخابيا ونتنياهو يعرف ذلك".

مقالات مشابهة

  • ‏كتابات في زمن الطوفان: حكاية المقاتل الفلسطيني الذي أدهش العالم
  • محللون: إسرائيل تتجه نحو مزيد من التطرف وواشنطن وضعت كل شيء بيد نتنياهو
  • باحث إسرائيلي يكشف عن الرعب الذي تنتظره إسرائيل بسبب صمود حماس .. خياران كلاهما مر أمام نتنياهو
  • الحوثي تنشر مشاهد من عملية إطلاق صاروخ فلسطين2 الذي ضرب تل أبيب (شاهد)
  • نتنياهو يدرس إقالة وزير الدفاع إذا عارض شن عملية عسكرية ضد لبنان
  • يعيش ويتنفس في الاستخبارات وغرق في الطوفان (بورتريه)
  • مكون الحراك الجنوبي يثمن مضامين خطاب قائد الثورة ويبارك عملية يافا
  • عائلة الشهيد الجازي: لم نستلم جثمانه بعد
  • حشود تتوافد على منزل الجازي.. ما مستجدات قضية تسلم جثمانه؟ (شاهد)
  • أمير المؤمنين ساموري توري الذي قاوم الفرنسيين بأفريقيا وظفر حفيده بالاستقلال