عملية الجازي بين خطاب سيف داود وخطاب الطوفان
تاريخ النشر: 9th, September 2024 GMT
جاءت عملية ابن الأردن الشهيد ماهر الجازي على جسر الملك حسين الواصل بين الأردن ودولة الاحتلال، ولتي أدت إلى مقتل ثلاثة من رجال الأمن الإسرائيليين على المعبر، لتسلط الضوء من جديد على أكبر جبهة مع الاحتلال والتي يبلغ طولها 309 كم، وإلى أي مدى يمكن لهذه الجبهة أن تحتفظ بحالة الهدوء.
لم يكن الحدث غريبا على المشهد، فهو رد فعل متوقع في ظل المشهد الدموي في قطاع غزة وما شهدته الضفة الغربية في الأيام الأخيرة، وكان يمكن توقعه منطقيا بعيدا عن التهويل والتبرير الذي اعتمده نتنياهو بأن المبرر هو الأيديولوجية الإيرانية المتطرفة.
لم يكن الحدث غريبا على المشهد، فهو رد فعل متوقع في ظل المشهد الدموي في قطاع غزة وما شهدته الضفة الغربية في الأيام الأخيرة، وكان يمكن توقعه منطقيا بعيدا عن التهويل والتبرير الذي اعتمده نتنياهو بأن المبرر هو الأيديولوجية الإيرانية المتطرفة
لم يتوقف نتنياهو عند هذا التبرير، بل ذهب بعيدا في تعليقه على العملية لاستغلال الحادث لحشد الشارع الإسرائيلي الذي أمعن نتنياهو في تقسيمه وتفتيته، بقوله إن العملية تكشف أن الأعداء يستهدفوننا جميعا.
التعليق الأهم والأخطر على هذا العملية كانت باستعادة نتنياهو الخطاب الديني في إدارة الصراع لتبرير الحرب التي يخوضها بصورة غير مسبوقة، ينافس فيها حلفاءه من التيار الديني القومي المتطرف بن غفير وسموترتش، خطاب لم يكن لنسمعه من زعيم يدعي أنه جزء من العالم الديمقراطي الليبرالي؛ بقوله: "سنستخدم سيف داود معا وبمساعدة الرب سننتصر".
وقال نتنياهو في تصريحه: "هناك من يسألون: هل نحمل السيف إلى الأبد؟" [سفر صموئيل الثاني 2: 26] الجواب لدى نتنياهو: "في الشرق الأوسط، بدون السيف، لا يوجد بقاء للأبد". هنا ذهب بعيدا ومن دون أي تحفظ ليقلب موازين المنطقة كلها رأس على عقب ويدمر معادلات طالما جرت حروبا من أجل تثبيتها في المنطقة، خطاب يقلب رأس الهرم ليعيد للمنطقة صورتها الحقيقية قبل أن تدخل المشهد المزور منذ توقيع اتفاقيات كامب ديفيد، ووادي عربة، وأوسلو، والاتفاقيات الإبراهيمية، هذه الاتفاقيات التي جاءت لدمج دولة الاحتلال في المنطقة بما ينسجم مع النظرية الأمنية الإسرائيلية التي أسسها بن غوريون؛ الذي كان يرى أن أحد متطلبات الاستقرار يكمن في القدرة على الاندماج في المنطقة.
نتنياهو يريد أن يعيد إسرائيل إلى مرحلة النشأة الأولى لينافس المؤسس الأول بن غوريون من خلال الادعاء بأنه يخوض حرب الاستقلال الثانية، لكن هذه المرة حسب نظريته التي تقوم على استمرار الصراع، وأن السلام فقط يقوم بحد السيف
نتنياهو يريد أن يعيد إسرائيل إلى مرحلة النشأة الأولى لينافس المؤسس الأول بن غوريون من خلال الادعاء بأنه يخوض حرب الاستقلال الثانية، لكن هذه المرة حسب نظريته التي تقوم على استمرار الصراع، وأن السلام فقط يقوم بحد السيف وإخضاع الأعداء الذين لا يفهمون إلا هذه المنطق.
استعاد نتنياهو خطاب زئيف جبتونسكي "الجدار الحديدي"، والذي يؤمن بأن بقاء إسرائيل مرتبط بقوة السلاح وليس بقدرتها على الاندماج في المنطقة كما كان يخطط رواد الصهيونية الأوائل.
هذا الخطاب أثار حفيظة الكثيرين في دولة الاحتلال واعتبروه انتكاسة كبيرة لمساعي توسيع الاتفاقيات الإبراهيمية، علاوة على تعريضه الاتفاقيات القائمة للخطر، وهو بمثابة إنجاز لأصحاب الطوفان.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة الضفة نتنياهو الاردن غزة نتنياهو الضفة مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة مقالات سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی المنطقة
إقرأ أيضاً:
هتان السيف: جاهزة 100% للنزال المرتقب والجمهور سبب قوتي
نواف السالم
ينتظر جمهور المملكة وعشاق الفنون القتالية في العالم بشغف مشاركة البطلة السعودية “هتان السيف” في الموسم العالمي لدوري المقاتلين المحترفين PFL الذي تستضيفه العاصمة الرياض يوم 29 نوفمبر الجاري، في موعد تاريخي وغير مسبوق.
ويشارك أبطال الدوري العالمي في النزالات النهائية إلى جانب أبطال الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ما سيجعل هذا اليوم استثنائياً وحاسماً.
وستواجه البطلة هتان صاحبة الأرقام القياسية في وزن الذرة منافستها الجزائرية ليليا عثماني وستدخل التاريخ كأول لاعبة سعودية تشارك في حدث عالمي ضمن الموسم العالمي لدوري المقاتلين المحترفين.
وقالت هتان خلال مؤتمر صحفي عبر تقنية الزوم: “الرياضات القتالية تتطلب تركيزاً عالياً واستعداداً نفسياً وبدنياً كبيراً، وقد خضعت لمعسكر تدريبي مكثف في الرياض بإشراف جهازي الفني والتدريبي تحضيراً لمواجهة ليليا عثماني”، مضيفة: ” هذا النزال هو شغلي الشاغل حالياً، وكل وقتي في الفترة الماضية كان مكرساً له”.
وأوضحت هتان أنها جاهزة 100% للنزال المرتقب، مشيرة إلى أنّ تحقيق الفوز يتطلب الثقة بالنفس وأنها واثقة بإمكاناتها وبقدرتها على الفوز على منافستها، رغم الخوف والتوتر وحالة القلق التي تشعر بها، ليس فقط قبل هذه المواجهة بل قبل كل نزال كانت تخوضه.
وأكدت هتان أنّ ما يحفزها على الظهور بمستوى مشرف في اللقاء هو اللعب على أرضها وبين جمهورها السعودي الذي سيتوافد من مختلف مناطق المملكة لتشجيعها كأول سعودية تشارك في حدث عالمي ضمن الموسم العالمي لدوري المقاتلين المحترفين.
وتابعت: “الجمهور السعودي هو بالتأكيد سبب قوتي سواء داخل المملكة أو خارجها، وقد لعبت بطولات عالمية خارج المملكة، فأنا بطلة العالم بالملاكمة التايلندية في بانكوك، وبطلة العرب في أبوظبي بالإمارات، وفخورة جداً وسعيدة بدعم المملكة الكبير لي حكومة وشعباً، وهذا يعطيني شعوراً بالقوة وبالمسؤولية لأقدّم أفضل ما يمكن لإرضاء جمهوري”.
وأشارت، إلى أنّ الأرقام القياسية التي حققتها سابقاً ودخولها موسوعة غينيس للأرقام القياسية بأسرع ضربة قاضية بعد أن هزمت منافستها المصرية بعد 41 ثانية ضمن بطولة رابطة المقاتلين المحترفين PFL التي جرت في الرياض خلال شهر مايو الفائت، ستشكل حافزاً إضافياً لها للظهور بالمستوى الذي يتوقعه ويتمناه الجمهور الذي ينتظر هذه اللحظات التاريخية والاستثنائية.
وبينت البطلة السعودية أنّ خوضها غمار الفنون القتالية سيسهم في نشر هذه الرياضة في المملكة، لافتة إلى أنّ الكثير من النساء يتواصلن معها ويبدين إعجابهن بما تقدمه من مهارات ومستويات متميزة، وأنهن يتمنين أن يسرن على خطاها في ممارسة هذه الرياضة القتالية.