مقتل 16 شخصا على الأقلّ في غارات إسرائيلية في سوريا
تاريخ النشر: 9th, September 2024 GMT
دمشق- قُتل 16 شخصا على الأقل جراء غارات إسرائيلية استهدفت "مواقع عسكرية" في وسط سوريا، في حصيلة جديدة، وفق ما أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" الاثنين9سبتمبر2024، في ضربات هي "بين الأشدّ" على سوريا، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال المرصد الذي يتّخذ من بريطانيا مقرّا وله شبكة مصادر ومندوبين واسعة في سوريا، إن حصيلة الغارات التي طالت مواقع عسكرية في محافظة حماة، ارتفعت إلى 25 قتيلا.
ومنذ بدء النزاع في سوريا عام 2011، شنّت إسرائيل مئات الضربات الجوية مستهدفة مواقع لقوات النظام وأهدافا لإيران وحزب الله الحليفين له، لكن نادرا ما تؤكد اسرائيل تنفيذ هذه الضربات.
وقالت وكالة "سانا" نقلا عن مدير المستشفى الوطني في مصياف فيصل حيدر إن "عدد شهداء العدوان الإسرائيلي على عدة مناطق بريف مصياف ارتفع إلى 16 شهيداً، بينما هناك 36 جريحاً منهم 6 في حالة خطرة".
وأورد المرصد السوري لحقوق الإنسان من جهته حصيلة أعلى بلغت 25 قتيلا، من بينهم "5 مدنيين" و4" من الجيش والمخابرات السورية" و13 سوريّا "يعملون مع الايرانيين"، بالإضافة إلى 3 "جثث مجهولة الهوية".
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس إن الغارات "من أكبر الضربات وأشدّها" التي تنفذها إسرائيل في سوريا.
وأضاف أن الغارات استهدفت "مركز البحوث العلمية في مصياف ومواقع مرتبطة به". وأشار إلى أنه يجري تطوير "صواريخ دقيقة ومسيّرات" في هذا المركز الذي يضمّ خبراء إيرانيين.
وردا على سؤال من مكتب القدس في فرانس برس حول هذه الغارات، قال الجيش الإسرائيلي إنه "لا يعلّق على تقارير وسائل إعلام أجنبية".
ونددت الخارجية السورية بهذه الغارات، معتبرةً في بيان أن "تمادي كيان الاحتلال الاسرائيلي في اعتداءاته على الأراضي السورية" دليل على سعيه "المحموم" إلى "مزيد من التصعيد في المنطقة والدفع بها إلى منزلقات خطرة سيكون لها عواقب وخيمة لا يمكن توقعها".
- "مبانٍ عسكرية" -
وذكر المرصد أن الغارات أسفرت عن "تدمير مبان ومراكز عسكرية".
ونقلت "سانا" عن مصدر عسكري إن الهجوم حصل قرابة الساعة 20,23 من مساء الأحد (17,23 ت غ) "من اتجاه شمال غرب لبنان"، مؤكّدة أنه استهدف "عددا من المواقع العسكرية في المنطقة الوسطى، وقد تصدت وسائط دفاعنا الجوي لصواريخ العدوان وأسقطت بعضها".
ونادرا ما تؤكّد إسرائيل تنفيذ ضربات في سوريا، لكنّها تكرّر بأنها ستتصدّى لما تصفه بمحاولات إيران ترسيخ وجودها العسكري على حدودها.
ودانت وزارة الخارجية الإيرانية الاثنين الغارات الإسرائيلية "الإجرامية". وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني "ندين بشدة هذا الهجوم الإجرامي الذي نفّذه النظام الصهيوني على الأراضي السورية. نعتقد أن الوقت حان ليتوقف مؤيدو الكيان (الإسرائيلي) عن دعمه وتسليحه".
ومنذ سنوات النزاع الأولى في سوريا، كانت إيران أحد أبرز داعمي الرئيس بشار الأسد، سياسيا وعسكريا واقتصاديا، كما دعمت طهران مجموعات موالية لها، على رأسها حزب الله، في القتال الى جانب الجيش السوري. وتمكنت القوات السورية، بفضل الدعم الايراني والروسي، من استعادة قسم كبير من الأراضي السورية التي كانت خسرتها في أول الحرب لصالح مجموعات معارضة.
وتزايدت الضربات الإسرائيلية على سوريا منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، في أعقاب شنّ الحركة الفلسطينية هجوما غير مسبوق على جنوب الدولة العبرية.
وإن كان حزب الله أعلن فتح "جبهة إسناد" لغزة من جنوب لبنان ضد إسرائيل، فإن سوريا تحاول البقاء بمنأى عن التصعيد الإقليمي، لكن حزب الله اللبناني ومجموعات أخرى موالية لإيران تنفّذ أحيانا هجمات ضد مواقع إسرائيلية في هضبة الجولان المحتلة انطلاقا من سوريا.
في نيسان/أبريل الماضي، استهدف قصف نُسب إلى اسرائيل مبنى ملحقا بالسفارة الإيرانية في دمشق أسفر عن مقتل سبعة عناصر من الحرس الثوري الإيراني. وردّت إيران على هذا القصف بهجوم غير مسبوق على إسرائيل.
وفي آب/أغسطس، قتل ثلاثة مقاتلين موالين لإيران في غارات إسرائيلية استهدفت مواقع للجيش السوري وحزب الله اللبناني في وسط سوريا.
Your browser does not support the video tag.المصدر: شبكة الأمة برس
إقرأ أيضاً:
وسط تهديد إسرائيلي بالتدخل.. الأمن السوري ينتشر في جرمانا
انتشر مساء الأحد عناصر أمن تابعون للسلطات الجديدة في سوريا في ضاحية جرمانا قرب دمشق، وفق ما أفادت وكالة الأنباء الرسمية "سانا".
ويأتي انتشار الأمن عقب توتر واشتباكات بين قواتها ومسلحين محليين دروز، هددت إسرائيل على إثرها بالتدخل لحماية أبناء هذه الأقلية.
وبدأ التوتر في جرمانا منذ الجمعة مع مقتل عنصر من قوات الأمن وإصابة آخر بجروح جراء إطلاق نار من مسلحين عند حاجز، أعقب مشاجرة بين الجانبين، وفق المرصد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ونقلت وكالة "سانا" عن مدير أمن محافظة ريف دمشق المقدّم حسان طحان قوله الأحد "بدأت قواتنا بالانتشار داخل جرمانا".
وأضاف "ستعمل قواتنا على إنهاء حالة الفوضى والحواجز غير الشرعية التي تقوم بها مجموعات خارجة عن القانون امتهنت عمليات الخطف والقتل والسطو بقوة السلاح".
وقال المرصد إن شخصاً آخر قتل في اشتباكات السبت وأصيب 9 آخرون.
وتقطن ضاحية جرمانا الواقعة جنوب شرق دمشق، غالبية من الدروز والمسيحيين، وعائلات نزحت خلال سنوات النزاع، الذي اندلع في سوريا عام 2011.
استعداد إسرائيليووسط التوترات، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس في بيان السبت "لقد أصدرنا أوامرنا للجيش بالاستعداد وإرسال تحذير صارم وواضح: إذا أقدم النظام على المساس بالدروز فإننا سنؤذيه".
ويقيم نحو 150 ألف درزي في إسرائيل، تحمل غالبيتهم الجنسية الإسرائيلية، بينما يقيم 23 ألف درزي في الجزء، الذي تحتله اسرائيل من هضبة الجولان. وتتمسك غالبيتهم بالهوية السورية.
وليل السبت، أصدر مشايخ جرمانا بيانا أكدوا فيه "رفع الغطاء عن جميع المسيئين والخارجين عن القانون"، وتعهدوا تسليم كل من "تثبت مسؤوليته" الى "الجهة المختصة حتى ينال جزاءه العادل".
وتعهد طحان الأحد بإلقاء القبض على "المتورطين" لتقديمهم للقضاء. وأضاف "رفض المسلحون الخارجون عن سلطة الدولة جميع الوساطات والاتفاقات، ونحن بدورنا أكدنا أنه لن تبقى بقعة جغرافية سوريّة خارج سيطرة مؤسسات الدولة".
ومنذُ وصول السلطة الجديدة الى دمشق في الـ8 من شهر كانون الأول/ديسمبر من العام الماضي، تسجّل اشتباكات وحوادث إطلاق نار في عدد من المناطق، يتهم مسؤولون أمنيون مسلحين موالين للحكم السابق بالوقوف خلفها. وتنفذ السلطات حملات أمنية تقول إنها تستهدف "فلول النظام" السابق، يتخللها اعتقالات.
وشهدت مدن سورية عدة بينها دمشق والسويداء التي تقطنها غالبية درزية، تظاهرات الثلاثاء نددت بمواقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي أعلن أن بلاده لن تسمح لقوات الإدارة الجديدة بالانتشار جنوب دمشق.