جريدة زمان التركية:
2024-09-17@03:45:10 GMT

مشاريع الظلام..

تاريخ النشر: 9th, September 2024 GMT

بقلم:  دانيال حنفي

القاهرة (زمان التركية)-نحن أمة عظيمة وشعب كبير العدد كبير الآمال، ولا يمكن لشعب بهذه الأوصاف أن يبقى حبيس إقليم صغير المساحة بل ضئيل المساحة بالنظر إلى المساحات الشاسعة لأقاليم دول أخرى مجاورة وغير مجاورة حول العالم.

هكذا كان بعض تبرير هتلر لاجتياحه لدول أخرى ومحاولة احتلال والاستيلاء على دول أخرى، وقد فعل ما فعل وخاض مغامراته الرهيبة الخاسرة، وعاد بخراب ودمار وهروب كبير وانتحار وعار وميراث من الأحقاد ومن الديون ومن كل شيء.

واليوم نجد البعض من الشخصيات يعيد إنتاج ذات العبارات وذات التبربر وذات الخطاب، لتبرير أفكاره الجانحة الى العنف وإلى الحروب، بزعم الحصول على منفذ بحري لبلاده الحبيسة.

أليس هناك دول غنية وحبيسة في العالم؟ ألا توجد احتياجات لا تحصى وأحلام لا حدود لها لدى كل الدول وليس لبعضها فقط؟ نعم، توجد دول غنية وقوية وحبيسة في ذات الوقت اليوم. ونعم توجد أحلام واحتياجات لا حصر لها لدى كل الدول حول العالم، ولكن دولا قليلة قد تفكر جديًّا وتخرج على العالم بحسابات وخطابات تدعو إلى الإغارة على دول الجوار من أجل الاستيلاء على منفذ بحري بالقوة والعدوان. من الطبيعي أنه توجد احتياجات لدى الجميع، ولكن أيضًا يوجد شخصيات متعطشة إلى السلطة وإلى الشهرة ولو على جثث أبناء وطنهم ومهما حدث أو كانت النتيجة.

هناك أشخاص يأخذون أوطانهم إلى السلام وإلى الرخاء -خلال سنوات قليلة- ويبنون ويعمرون ويمهدون الطريق الى مزيد من الاستثمارات ومن النماء ومن فرص العمل الوفيرة القيمة. وهناك أشخاص يأخذون بلادهم إلى الحروب الداخلية الخلافية الوحشية، ويشعلون النيران في بلادهم وفي مواجهة أهلهم بالاعتداءات المؤلمة العديدة خلال سنوات قليلة، بزعم الوحدة الوطنية وبزعم الدفاع عن القومية وعن حلم الأجداد. هناك أشخاص يجيدون لعبة الغفلة، فينتهزون الملمات الكبرى وظروف الأزمات العظيمة ليطروحوا أفكارهم المسمومة في أمان وفي روية، على أمل تنفيذ مخططاتهم الشريرة في الظلام. وعندما يأتي الصباح نتكلم عما بعد مشاريع الظلام ونتكلم عن الوضع الراهن ونضع الجميع أما خياري التخاذل أو المواجهة الدموية وأمام الحروب وأمام اختبارات وهمية للنعرة القومية والحمية الوطنية.

وكأن كل الذين فقدوا وكل اللذين قتلوا فى تلك الحروب العديدة التى شهدتها بلادهم خلال سنوات تعد على أصابع اليد الواحدة لم يكونوا بشرًا تبكي عليهم أسرهم حتى الآن. وكأن كل آثار الدمار التى خلفتها الحروب العديدة قد اندملت ونسيت وأصبحت أثرًا لا ذكر له خلافًا للواقع وللحقيقة المؤلمة. فالواقع الحي أن لا جرح اندمل، ولا أسرة نسيت من فقدت، ولا عائلة تسلت عمن قتلوا منها وفقدوا حياتهم منذ سنوات قليلة ليست أبعد من الأمس، ولا سمح الوقت حتى باماطة مخلفات الحروب والدمار -من المبانى والممتلكات- من الطرق.

اذا كانت مشاريع الظلام الوطنية تسللت إلى سطح الحياة قبل ذلك وبقيت حتى الآن، فقد بقيت لتهدد الجميع بأخطار كثيرة وتهدد باندلاع المواجهات والحروب الكريهة التى لا يرجوها أحد وتخلط كل محاولات إنعاش روح الصداقة والأخوة والتعاون المطلوبة . وليس هناك فرصة من أجل مزيد من مشاريع الغفلة والظلام التى يهواها المقامرون بمقدرات بلادهم التى وضعتهم فى صدر السلطة ، لأن أحدا لن يسمح للمقامرين بذلك.

Tags: ألمانيااثيوبياالدول الحبيسةهتلر

المصدر: جريدة زمان التركية

كلمات دلالية: ألمانيا اثيوبيا هتلر

إقرأ أيضاً:

صحيفة لندنية: الحوثيون يستعملون صاروخا "فرط صوتي" ضد إسرائيل ويتجاوز أنظمة الدفاع الأمريكية الأكثر تطورا بعد روسيا ولثاني مرة في تاريخ الحروب

قالت صحيفة لندنية إن جماعة الحوثي في اليمن استعملوا صاروخ "فرط صوتي" ضد إسرائيل وتجاوز أنظمة الدفاع الأمريكية الأكثر تطورا.

 

وذكرت صحيفة "القدس العربي" في تقرير لها إن اليمن (الحوثيون) بعد روسيا ولثاني مرة في تاريخ الحروب استخدموا صاروخ "فرط صوتي".

 

أعلنت جماعة الحوثي، ضرب إسرائيل بصاروخ فرط صوتي، وهو منعطف خطير للغاية في تطورات الشرق الأوسط، لا يبرز فقط ضعف الدفاعات الجوية الإسرائيلية، بل يطرح تساؤلات حول أنظمة الدفاع الجوي الأمريكية ومنها “الدرع الصاروخي” المعروف بـ”حرب النجوم” التي فشلت في اعتراض الصاروخ.

 

وبحسب الصحيفة فإن هذه هي المرة الثانية التي يتم فيها استعمال صواريخ فرط صوتية في تاريخ الحروب بعد استعمالها أول مرة منتصف 2022 من طرف روسيا ضد أوكرانيا.

 

وأكدت أن هذا يبقى منعطفا خطيرا لا سيما وأن هذه المرة جاء الاستعمال من طرف قوات مسلحة مثل الحوثيين في منطقة مشتعلة مثل الشرق الأوسط.

 

وكانت الأخبار قد أفادت باستعمال إيران صواريخ فرط صوتية يوم 14 أبريل الماضي في قصفها لإسرائيل، لكن الخبر غير مؤكد، وقد تكون باليستية متطورة وتحتفظ بصواريخ فرط صوتية للمفاجأة.

 

ووفقا للقدس العربي فإن استعمال هذا الصاروخ الفرط صوتي ونجاحه في ضرب العمق الإسرائيلي يعني في المقام الأول، لا يتعلق الأمر فقط بضعف منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية، لأنها لو كانت قوية لما هرعت الأساطيل الغربية لحماية إسرائيل، بل ضعف أنظمة الدفاع الجوي الغربي وعلى رأسها الولايات المتحدة.

 

وقالت "تتوفر أمريكا على أكبر انتشار عسكري لها في الشرق الأوسط فاق حرب العراق، فقد نشرت ما بين شرق المتوسط والبحر الأحمر ست مدمرات، ثم اثنتين من حاملات الطائرات، وهي ثيودور روزفلت وأبراهام لنكولن، في بحر العرب وخليج عمان، علاوة على فرقاطات فرنسية وبريطانية وألمانية وإيطالية".

 

ولعل أكبر فشل بحسب الصحيفة هو عدم اعتراض المدمرات الأمريكية للصاروخ الفرط صوتي، رغم أن البعض منها يعمل بنظام الدرع الصاروخي أو حرب النجوم المتفوق جدا على أنظمة مثل باتريوت. فقد نشر البنتاغون اعتبارا من يوم الاثنين الماضي مدمرات صواريخ موجهة بشكل مستقل في البحر الأحمر، وعلى رأسها المدمرة “يو إس إس مايكل مورفي” (DDG-112)، والمدمرة “يو إس إس فرانك إي بيترسن جونيور” (DDG-121)، وهي مدمرات تعتبر في طليعة القوات البحرية الأمريكية لاستخدامها نظام أيجيس المضاد للصواريخ أو الدرع الصاروخي الشهير المتطور جدا والذي يبلغ مداه 500 كلم، وبارتفاع 250 كلم، ويكلف كل صاروخ ما بين تسعة ملايين إلى 24 مليون دولار.

 

وذكرت أن البنتاغون لم يبع هذه الصواريخ لأي دولة ولا إلى الكيان الإسرائيلي. ورغم تطور هذه الصواريخ المضادة، إلا أنها فشلت في اعتراض الصاروخ اليمني.

 

في المقام الثاني، قالت إن هذا الصاروخ الذي أطلقه أنصار الله هو فرط صوتي، ويقول اليمنيون إنه من إنتاج محلي، وقد تكون إيران قد نقلت لهم التقنية العلمية اللازمة. وهذا يدل على أن إعلان إيران بداية يونيو 2023 بأنها قامت بتجربة صواريخ فرط صوتية فائقة السرعة من نوع “فتاح” تتجاوز سرعتها 12 ماخ (ما يقارب 18 ألف كلم) هو خبر صحيح بحكم استعمال الحوثيين الآن لصاروخ فرط صوتي. وهدد اليمن بقصف إسرائيل مجددا، مما سيترتب عنه نتائج غير مرتقبة تصب في إضعاف الكيان.

 

وطبقا للصحيفة فقد حملت حرب طوفان الأقصى معها نمطا جديدا من الحرب في الشرق الأوسط وخاصة ضد إسرائيل، إذ بدأت الحرب عن بعد بالمسيرات والصواريخ من طرف دول لا تجمعها حدود جغرافية مع الكيان، الأمر الذي لم تكن إسرائيل تنتظره. ويعتبر استعمال الصاروخ الفرط صوتي، منعطفا في هذا النمط الجديد من الحرب.

 

وتعرضت ضواحي مطار بن غوريون لضربة صاروخية مفاجئة، وأعلن يحيى سريع الناطق باسم جماعة أنصار الله اليمنية، أن هذه الضربة هي المرحلة الخامسة في سلسلة الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني أمام جرائم الإنسانية التي ترتكبها إسرائيل ضده. ويبقى الأساسي هو المعطيات الدقيقة التي قدمها سريع بأن الصاروخ قطع مسافة 2040 كلم ولم يستغرق سوى 11 دقيقة ونصف الدقيقة، وهو ينتمي إلى منظومة صواريخ فرط صوتية.

 


مقالات مشابهة

  • شيخ الأزهر: كان "النبي محمدﷺ" رحمة للناس حتى في مواطن الحروب والاقتتال والصراعات المسلحة
  • هذه المرأة الأمريكية تعلم الفرنسيين وصفات شهية من بلادهم
  • شيخ الأزهر: كان محمد ﷺ رحمة للناس حتى في مواطن الحروب والاقتتال والصراعات المسلحة
  • يمنيون يتظاهرون في هولندا احتجاجًا على تصنيف بلادهم "آمنة"
  • محامي المجني عليه في قضية «فتوح»: لا توجد نية للتصالح (صور)
  • صحيفة لندنية: الحوثيون يستعملون صاروخا "فرط صوتي" ضد إسرائيل ويتجاوز أنظمة الدفاع الأمريكية الأكثر تطورا بعد روسيا ولثاني مرة في تاريخ الحروب
  • مُخرب سيارات المواطنين في قبضة الأمن بالعاصمة
  • نيجيرفان بارزاني: تمويل رواتب إقليم كوردستان مستمر ولا توجد مشكلة بهذا الشأن
  • حزب الله: لا توجد خطة للمبادرة في حرب مع إسرائيل.. بلا جدوى
  • من أفغانستان إلى أوكرانيا.. مصورة صحفية توثق قصصا مؤثرة عن ضحايا الحروب الصامتين