الأزهر للفتوى يُحيي ذكرى شيخ عموم مقارئ مصر السابق
تاريخ النشر: 9th, September 2024 GMT
يحتفل مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية بذكرى وفاة الشيخ عبد الحكيم عبد اللطيف،شيخ عموم المقارئ المصرية السابق، التي توافق ذكراه اليوم التاسع من سبتمبر.
العالمي للفتوى: لا يُستحب أن تمر ذكرى الرسول بدون البهجة والفرح به في ذكرى رحيله.. الإفتاء توضح منزلة البخاري في علم الحديث
مولده ونشأته
ولد فضيلة الشيخ عبد الحكيم عبد اللطيف عبد الله سليمان في القاهرة بمنطقة الدمرداش عام 1936م، أرسله والداه وعمره أربع سنوات إلى مكتب المحمدي بمنطقة الدمرداش، ليقرأ القرآن على الشيخ إمام عبده حلاوة، وأخوه الشيخ عبد الله عبده حلاوة، حتى أتم حفظ القرآن الكريم وعمره نحو 12 أو 13 سنة.
التحق الشيخ عبد الحكيم بالمعهد الديني الابتدائي بالأزهر، وبعد أن انتظم في الدراسة أصر والده على أن ينتقل إلى معهد القراءات بالأزهر، سنة 1950م.
أتم المرحلة الأولى وهي إجازة التجويد بحفص بعد أن حضر دروس العلم بين يدي الشيخ محمود علي بِسَّة، الذي حببه في المذهب الحنبلي.
انتقل إلى المرحلة الثانية، وهي مرحلة عالية القراءات، والتي تتضمن دراسة متني الشاطبية والدرة، وغير ذلك من التفسير والرسم والفواصل والنحو والصرف والفقه، وقد تتلمذ فيها على عدة مشايخ منهم: الشيخ محمد عيد عابدين، والشيخ أحمد مصطفى أبو حسن، والشيخ أحمد علي مرعي، والشيخ متولي الفقاعي، وغيرهم.
ثم انتقل إلى المرحلة الثالثة، وهي مرحلة التخصص، وتتلمذ فيها على يد الشيخ عامر السيد عثمان، شيخ المقارئ المصرية، والشيخ حسن المرِّي، والشيخ أحمد عبد العزيز الزيات، وغيرهم.
ثم تلقى القراءات بالسند المتصل عن مشايخ آخرين، فأول من تتلمذ عليه وحفظ عليه الشاطبية والدرة: الشيخ محمد مصطفى الْمَلَّواني، حيث قرأ عليه الفاتحة والبقرة وآل عمران إلى قوله تعالى: {إِذْ تُصْعِدُونَ وَلَا تَلْوُونَ} [آل عمران: 153]، ثم قرأ على الشيخ مصطفى منصور الباجوري شيخ مقرأة مسجد سيدنا الإمام الحسين ختمة لحفص مع التحفة والجزرية شرحًا وتطبيقًا، ثم قرأ عليه بالشاطبية والدرة إفرادًا وجمعًا، من أول القرآن الكريم إلى قوله تعالى: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}. [القصص: 88]
ومن كبار شيوخه أيضًا الشيخ إبراهيم علي شحاتة السمنُّودي، وكان حضر له في المعهد، وقرأ على الشيخ عامر السيد مراد ثلاثة أجزاء لورش بالجامع الأزهر، وقرأ على الشيخ أحمد هاني شيخ مقرأة السيدة نفيسة مرارًا بالقراءات، وكان يطوف على المقارئ يقرأ على المشايخ.
بعد أن تخرج الشيخ في معهد القراءات عمل بالتدريس في مراحل التعليم الأزهري المختلفة، أولها التعليم الابتدائي في الإسكندرية، ثم التعليم الابتدائي بالقاهرة، ثم المعهد الإعدادي والثانوي بالفيوم، ثم انتقل إلى التعليم بمعهد القراءات بالقاهرة، ثم عمل بالتفتيش بالمعاهد الأزهرية، ثم أحيل إلى التقاعد سنة 1997م، وتتلمذ عليه كثيرون من أهل القرآن في مصر والعالم كله.
عين شيخًا لعدة مقارئ منها: مقرأة مسجد الهجيني بشبرا، ومقرأة مسجد عين الحياة، ومقرأة مسجد الشعراني، ومقرأة مسجد السيدة نفيسة، ومقرأة مسجد السيدة سكينة، ومقرأة الجامع الأزهر الشريف.
من أهم مؤلفاته: إكمال كتاب الكوكب الدري الذي لم يكمله الشيخ قمحاوي، وشرح منظومة قراءة الكسائي للشيخ الضباع، والذي سماه: حديقة الرائي.
تسجيلاته
للشيخ عديد من التسجيلات بصوته الندي منها: ختمتين لحفص، إحداهما بقصر المنفصل، وختمة لشعبة، وشرع في ختمة مصورة لأبي جعفر بلغ فيها إلى قوله سبحانه: {فَحَمَلَتْهُ فَانْتَبَذَتْ} [مريم: 22]، وله في إذاعة القرآن الكريم بمصر: برنامج (اقرؤوا القرآن) في التجويد العلمي والتطبيقي، وشرع في تسجيل متن الشاطبية، وشرح حديث: أنزل القرآن على سبعة أحرف، وقدَّم لختمتي قالون والدوري عن أبي عمرو لفضيلة القارئ الشيخ محمود خليل الحصري.
رحلاته
زار الشيخ بلادًا عديدة تاليًا للقرآن، وإمامًا في الصلوات، ومعلمًا للقراءات، ومُحكّمًا في المسابقات، في البلاد العربية مثل: السعوديه والكويت، والبلاد الأجنبية مثل: دول شرق آسيا والولايات المتحدة الأمريكية.
وفاته
توفي الشيخ مساء يوم الجمعة الموافق السابع من ذي الحجة سنة 1437 هـ، 9 سبتمبر 2016م، عن عمر ناهز 80 عامًا، وأقيمت صلاة الجنازة عليه عقب صلاة ظهر يوم التروية الموافق السبت 10 سبتمبر.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الشيخ عبد الحكيم الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية الأزهر الشیخ أحمد الشیخ عبد على الشیخ
إقرأ أيضاً:
شيخ الأزهر: حفظ الله يشمل كل الناس المطيعون منهم والعصاة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قال الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، رئيس مجلس حكماء المسلمين، إن حفظ الله لعباده، المستمد من اسمه "الحفيظ"، يشمل كل الناس، مطيعون لله كانوا أو عصاة، فالإنسان وهو يعصي الله محفوظ، وعادة ما تجد أن العصاة أو الخارجين على حدود الله لديهم نعم أكثر، مما يدل على أن هذه النعم ليست شيئا في الحسبان الإلهي، وأن الدنيا للمطيع وللعاصي، فالله تعالى يمهل العاصي، ليس تربصًا به ولكن لعله يتوب أو يرجع، وفي كل شيء تجد تطبيقًا عمليًا لقوله تعالى في الحديث القدسي: " إِنَّ رَحْمَتِي سَبَقَتْ غَضَبي".
وبيِن الإمام الطيب، خلال حديثه اليوم بثامن حلقات برنامجه الرمضاني «الإمام الطيب» لعام 2025، أن لاسم الله "الحفيظ" معنيان، الأول هو الضبط، ومعناه ضد النسيان أو السهو، فيقال "فلان حافظ للقرآن عن ظهر قلب"، أي لا يمكن أن يخطئ في كلمة من كلماته، والمعنى الثاني هو "الحراسة"، من الضياع، ولا يكون ذلك إلا بحفظ من الله، لافتًا أن حفظ الله للأرض والسماء يعني الإمساك والتسخير، فهو تعالى يمسك السماء أن تقع على الأرض رحمة بعباده وحتى يتحقق لهم التسخير بالصورة الكاملة التي تفيد الإنسان وتعينه على أداء رسالته في هذه الحياة.
وأضاف شيخ الأزهر، أن حفظ الله تعالى يشمل كذلك القرآن الكريم، فهو سبحانه وتعالى الحافظ للقرآن الكريم من التحريف والتبديل والضياع، مصداقًا لقوله تعالى: " إنّا نَحْنُ نَزّلْنا الذّكْرَ وهو القرآن وإنّا لَهُ لحَافِظُونَ "، وهذا هو التأكيد الأكبر بأن القرآن لم يعبث به في حرف واحد، فقد وصلنا كما بلغه النبي "صلى الله عليه وسلم"، وهو بين يدينا كما قرئ بين يديه "صلى الله عليه وسلم" دون أي تحريف أو تغيير.
واختتم، أن الإنسان مطالب، بجانب حفظ الله تعالى له، أن يعمل هو على حفظ نفسه وعقله، فهما أهم ما لديه من نعم الله تعالى، فهو مطالب بحفظ نفسه من المعاصي ومن تصلب الشهوات، ومطالب أيضا بحفظ عقله من المعلومات والمحتويات الضارة، والتي منها على سبيل المثال، ما قد ينتج عنه التشكيك في الدين أو العقيدة، وبهذا يكون بإمكان الإنسان أن يحفظ نفسه وعقله.