الدكتور نظير عياد: دار الإفتاء ستعمل بكل جِدٍّ للمشاركة في المبادرة الرئاسية لبناء الإنسان
تاريخ النشر: 9th, September 2024 GMT
استقبل الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، صباحَ اليوم الإثنين، وفدًا من لجنة الرصد والمقترحات ببيت العائلة المصرية برئاسة اللواء الدكتور محسن الفحام، جاء هذا اللقاء في إطار سَعْي الدار المتواصل لتعزيز أواصر التعاون مع مختلف المؤسسات الوطنية، وبحث سُبُل التكامل في الجهود المبذولة لخدمة المجتمع المصري.
في مستهلِّ اللقاء، رحَّب المفتي بالوفد الكريم، مؤكدًا أهمية الشراكة المجتمعية والتعاون بين كافة أطياف المجتمع من أجل بناء مجتمع متماسك ومتسامح.
وقال إنَّ دار الإفتاء لها جهود كبيرة في هذا الشأن، حيث أطلقت عدَّة مبادرات وإصدارات مهمَّة لتعزيز قيم المواطنة والعيش المشترك وقَبول الآخر ومواجهة خطاب الكراهية، مشيرًا إلى ما بذلته دار الإفتاء المصرية من جهود في سبيل نشر الوعي الديني الصحيح ومواجهة الأفكار المتطرفة، من خلال مبادرات ومشروعات عديدة أبرزها مركز "سلام لدراسات التطرف"، وهو مركز بحثي وأكاديمي تابع لدار الإفتاء المصرية، ويهدُف إلى دراسة ظاهرة التطرف ومكافحتها والوقاية منها بشكل علمي ومنهجي، ويعدُّ خطوة مهمَّة في جهود دار الإفتاء لمواجهة الأفكار المتطرفة وحماية المجتمع من الانزلاق في فخِّ التطرف والإرهاب.
كما أشار مفتي الجمهورية إلى المشاركة الفاعلة لدار الإفتاء في المبادرة الرئاسية لبناء الإنسان، موضحًا أنَّ الدار ستعمل بكلِّ جِدٍّ بمختلف قطاعاتها للمشاركة في هذا المشروع القومي المهم، كما أكد على أهمية الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة ومنصات التواصل الاجتماعي في مجال الفتوى ونشر الوعي الديني وتقديم الاستشارات الشرعية، مشددًا على ضرورة التواصل مع الشباب وحمايتهم من الأفكار الضالة، وأكد أن دار الإفتاء تولي اهتمامًا بالغًا بهذه الشريحة المهمة من المجتمع بهدف حمايتهم ورفع وعيهم بالمخاطر المحيطة بنا خاصة في الجامعات.
كذلك أبدى استعداد الدار الكامل للتعاون مع بيت العائلة المصرية من خلال عقد الفعاليات والندوات المشتركة للمساهمة في بناء الإنسان المصري وبناء الوعي الفكري والأخلاقي.
من جانبه، أعرب وفد بيت العائلة المصرية برئاسة اللواء الدكتور محسن الفحام عن بالغ سعادته بهذا اللقاء، مؤكدًا على المكانة المرموقة التي تحظى بها دار الإفتاء المصرية على المستوى المحلي والعالمي، وأنها تمثل مرجعية ليس للمصريين فحسب ولكن للعالم أجمع، لما تتمتع به من منهجية أزهرية وسطية تعمل على حماية المجتمع والحفاظ على تماسكه، مشيدًا بالجهود المبذولة من قِبل الدار في نشر الوعي الديني الصحيح وتعزيز قِيَم المواطنة.
وفي ختام اللقاء، أكَّد الطرفان أهمية التعاون المشترك في مختلف المجالات، وتبادلا الرؤى حول آليات تنفيذ المشاريع والبرامج المشتركة التي من شأنها أن تساهم في بناء الإنسان المصري وتعزيز اللُّحمة الوطنية.
اقرأ أيضاًمفتي الجمهورية يثمن القيمة الدينية والوطنية لمبادرة «بداية جديدة لبناء الإنسان»
عاجل.. إحالة أوراق المتهم بـ قتل الطفلة جانيت لمفتي الجمهورية
مفتي الجمهورية ومحافظ أسيوط يتفقدان مركز المنتجات الزراعية بـ جامعة الأزهر.. صور
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: مفتي الجمهورية بيت العائلة المصرية بناء الإنسان المصري مفتی الجمهوریة دار الإفتاء
إقرأ أيضاً:
مفتي الجمهورية ضيف شرف صالون الحداد الثقافي "حول دور الفتوى في تحصين الأفكار"
استضاف صالون الحداد الثقافي عددًا من المفكرين، وعلى رأسهم ضيف الشرف الأستاذ الدكتور نظير محمد عيَّاد مفتي الجمهورية ورئيسُ الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، وألقى فضيلتُه كلمةً عن الفتاوى وتحصين الأفكار.
وقال المفتي عن تحصين الأفكار والفتاوي عددًا من المحاور كان من أبرزها:
- حديث عن قيمة العقل في الإسلام، وأبرز من خلال هذا المحور حديث الأستاذ عباس محمود العقاد في كتابه التفكير فريضة إسلامية، تميُّز الخطاب القرآني في تعامله مع العقل؛ مقارنةً بغيره من النصوص الدينية الكبرى، وذكره في سياقات تُعلِي من قدره وقيمته، وتُوجب العمل به، دون أن تكون الإشارة إليه عابرةً أو مُقتضبة، ثم استشهد فضيلته بعدد من الآيات التي توضح إبرازَ المنهج الإسلامي في تشريعاته الارتباطَ الجوهريَّ بين العقل والتكليف.
وتحدث د. نظير عياد عن وظائف العقل في الشريعة الإسلامية مبينًا أن الإسلام قد حدَّد للعقلِ مساراتٍ جوهريةً تُعززُ مناعتَه ضدَّ الانحراف، بدءًا من التفكُّر في الكون، مرورًا بفقه النصوص، ووصولًا إلى تحرير النفس من التبعيات غير العقلانية، وتَبرزُ هنا أهميةُ الفتوى الواعية في ترسيخ هذه الوظائف، عبر منهجيةٍ تجمع بين النص الشرعي وواقع العصر، لتحصين العقل من إفراط التشديد أو تفريط التساهل، وتوجيهه نحو فهمٍ رشيدٍ يحقق مقاصدَ الشريعة.
- وفي المحور الثالث أبرز مفتي الجمهورية حكم الشريعة في تعطيل العقل عن الفكر والتأمُّل في الشرع أو العالم مبينًا أن الحواس تعدُّ أدواتٍ رئيسيةً للإدراك، وقد أودعها الله في الإنسان لحكمةٍ عظيمة، وهي مساعدته على فهم العالم من حوله، واستيعاب الحقائق التي توصله إلى الإيمان واليقين. ومن هنا، فإن تعطيل أي حاسة من الحواس -كالسمع أو البصر- يُعدُّ إفسادًا للحكمة التي خلقها الله من أجلها؛ لأن ذلك يؤدي إلى نقصٍ في الإدراك وتشويهٍ للوعي. لافتا إلى أنه إذا كان تعطيل الحواس البدنية أمرًا مرفوضًا عقلًا وشرعًا، فإن تعطيل العقل -وهو أرقى أدوات الفهم والإدراك- يكون أشد خطورةً وأعظم ضررًا. فالعقل هو الميزان الذي وهبه الله للإنسان ليفكر به، ويميِّز بين الحق والباطل، ويستدل به على وجود الخالق وقدرته. ومن يُعطل عقله أو يُعرض عن التفكير السليم، فقد أخلَّ بأمانة الله فيه، وضيَّعَ أعظمَ وسيلة للعلم والهداية.
وفي المحور الرابع إلى ذكر نماذج تاريخية، توضِّح كيفية ومدى تأثير الفتوى على العقل والفكر.
- وبيَّن في المحور الخامس تأثير الفتوى في الفكر والعقل الفردي والجماعي وذلك من خلال (فقه) الخوارج كنموذج على ذلك، موضحًا أن الفتوى الدينية تعد جسرًا بين النص الشرعي والواقع الإنساني، لكنها قد تتحول أحيانًا إلى سلاح ذي حدَّيْن: تُرشد إن استندت إلى العقل والعدل، أو تُضلَّ إن خضعت للعاطفة والظن. وقصة الخوارج مع عبيدة بن هلال تقدم نموذجًا حيًّا لتداخُل الفتوى بالعقل الجمعي، وكيف يمكن لرد فعل عاطفي أن يُحدث تحولًا جذريًّا في الفكر والسلوك دون مساءلةٍ عقلانية.
- ثم أخيرًا ذكر مفتي الجمهورية أ.د نظير عياد إلى بيان كيف يمكن للفتوى الدينية أن تُحصِّن الأفكار من الإفراط والتفريط، من التسيُّب والتشدُّد؟ لافتًا إلى أن ذلك يتحقق بعدة أمور من أهمها: التأسيس على مقاصد الشريعة وتجنُّب النظرة التجزيئية، وتوظيف القواعد الفقهية الكلية كضابط منهجي، واعتماد مبدأ سدِّ الذرائع وفتحها، وتفعيل الاجتهاد الجماعي المؤسسي، واشتراط الورع والأهلية في المفتي، ومراعاة العرف واختلاف الزمان والمكان.
وعلى هامش الصالون تم تكريم المفتي أ.د. نظير محمد عيّاد، تقديرًا لدوره وجهوده في نشر صحيح الدين وإعلاء قيم التسامح.
جاء ذلك بحضور كل من: أ.د. فياض عبد المنعم وزير المالية السابق، والشيخ يسري عزام إمام وخطيب مسجد عمرو بن العاص، والشيخ مصطفى عبد السلام إمام مسجد سيدنا الحسين، والشيخ عبد العزيز معروف من مشيخة الأزهر، والأستاذ حسين القاضي من وزارة الأوقاف.