كيف نظم الإسلام العلاقة بين الرجل والمرأة؟
تاريخ النشر: 9th, September 2024 GMT
قالت الدكتورة رهام سلامة المديرة التنفيذية لمرصد الأزهر لمكافحة التطرف أن الله بعد أن خلق آدم عليه السلام خلق له من ضلعه زوجه حواء، ولو أراد سبحانه وتعالى أن يخلق الخلق من غير ذكر وأنثى لفعل وإنما أراد سبحانه أن يؤكد على تكامل العلاقة بين الرجل والمرأة.
مفتي الجمهورية يستقبل وفدًا من مرصد الأزهر لتهنئته بتولي مهام منصبه مرصد الأزهر: لا غنى عن مكافحة حركة الشباب ميدانيًا وفكريًا حدود العلاقة بين الشباب والفتيات
وتابعت رهام خلال المحاضرة الثانية من ثاني أيام البرنامج الصيفي "اعرف أكثر" (Know More)، والتي جاءت بعنوان "حدود العلاقة بين الشباب والفتيات، أن تنوع الجنس البشري إلى ذكر وأنثى أحد مقاصده التواصل والتعارف وبناء العلاقات الصحية السليمة والمنضبطة.
وأضافت رهام أنه ما يعني أن الرجل والمرأة هما لبنة بناء المجتمع ولن يقوم مجتمع صحيح نافع للبشرية إلا عليهما وهذا النسيج المجتمعي يستظل بالمودة والرحمة، لذا فإن أي محاولة لقطع العلاقة بين الرجل والمرأة أو تفضيل أحدهما على الآخر هي محاولة مريبة لا تؤثر فقط في مجتمع بعينه، وإنما تؤثر في الإنسانية كلها.
ووضحت رهام وأنه ليست صورة ارتباط الرجل بالمرأة في الإسلام على أنها الزوجة فقط، وإنما تظهر سمو هذه العلاقة في العديد من صور الترابط الإنساني؛ فهي الأم التي لها العديد من الحقوق؛ وهي البنت التي يجب رعايتها والقيام على شئونها؛ وهي الأخت والعمة والخالة والجد.
حدود العلاقة بين الراجل والستقالت دار الإفتاء المصرية عبر موقعها الرسمي أن الشريعة الإسلامية سلكت طريقًا وسطًا في تحديد تعامل المرأة مع الرجال الأجانب، فلم تمنعه منعًا باتًّا بحيث تصير معه المرأة بمعزلٍ عن الناس، ولم تفتح لها الباب على مصراعيه في تعاملها معهم، بل أباحت الشريعة الإسلامية معاملة المرأة للرجال الأجانب بضوابط تحفظ معها القيم والأخلاق الإسلامية، فالاختلاط بين الجنسين في المدارس والجامعات ومقرات العمل وغيرها من المحافل والمناسبات العامة جائز ولا مانع منه شرعًا ما دام في حدود الالتزام بالآداب العامة والأحكام الشرعية والأخلاق.
وعلى ذلك دلَّت السنة النبوية الشريفة؛ من ذلك: ما رواه الشيخان عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال: "لَمَّا عَرَّسَ أَبُو أُسَيْدٍ السَّاعِدِيُّ دَعَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وآله وسلم وَأَصْحَابَهُ، فَمَا صَنَعَ لَهُمْ طَعَامًا وَلَا قَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ إِلَّا امْرَأَتُهُ أُمُّ أُسَيْدٍ"، وترجم له البخاري بقوله: (باب قيام المرأة على الرجال في العرس وخدمتهم بالنفس).
وأما ضوابط الاختلاط فهي: الالتزام بحفظ حرمات الله تعالى في البصر والسمع والمشاعر، والابتعاد عن الخلوة الشرعية التي لا تجوز إلا بين المحارم؛ لقول الله تعالى: ﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ﴾ [النور: 30]. وقال تعالى: ﴿وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا﴾ [النور: 31].
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: حدود العلاقة الرجل المراة الرجل والمرأة الرجل والمرأة العلاقة بین
إقرأ أيضاً:
أستاذ بجامعة الأزهر: العنصرية قضية تؤرق البشرية وحاربها الإسلام بكل شدة
قال الدكتور عبد المنعم فؤاد، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، إن مفهوم العنصرية ليس له أي أساس في تعاليم الإسلام أو في قاموس المسلمين، فقد حذّر القرآن الكريم من العنصرية، مبيّنًا أن أول من أسس لها كان إبليس عليه لعنة الله، عندما أمره الله سبحانه وتعالى بالسجود لآدم عليه السلام، قال تعالى: " فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ(٧٣) إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ"، فرفض قائلاً: " قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ ۖ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ "، إذ اعتبر نفسه أفضل منه ، ولم يلتزم بأدب الطاعة تجاه خالقه، وكان جزاء هذا السلوك أن قال الله تعالى له: " قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ"، ومن هنا، ينبغي للإنسان العنصري أن يتأمل في قصة إبليس ويعتبر منها.
وأضاف فؤاد، أن العنصرية قضية تؤرق البشرية، وقد حاربها الإسلام بكل شدة، مؤكّدًا على أن البشر جميعًا متساوون، كأنهم أسنان المشط، ولا فرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى والعمل الصالح، وقد أوضح النبي ﷺ هذه الحقيقة بقوله: "كلكم لآدم وآدم من تراب"، كما قال الله تعالى" يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ "، مشيرا إلى أن العنصرية ظاهرة قديمة وثابتة حتى في أكثر الدول تقدمًا، حيث تظل موجودة ويحدث فيها تمييز بين البيض والسود، وكان هذا التمييز العنصري أحد أسباب النزاعات والحروب على مر التاريخ، حتى بعث النبي ﷺ برسالة الإسلام التي طهّرت العقول وحررت البشرية من هذه الآفة الاجتماعية.
وشدد على أن الإسلام أكد على المساواة بين جميع الناس، مبيّنًا أن الإسلام ليس دينًا محليًا بل هو رسالة عالمية تعزز كرامة الإنسان وترفع من شأنه، حيث قال الله تعالى : ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا﴾ .