من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. رائحة الجمعة
تاريخ النشر: 9th, September 2024 GMT
#رائحة_الجمعة
من أرشيف الكاتب #أحمد_حسن_الزعبي
نشر بتاريخ الخميس 2 / 3 / 2023
هل تشتمّون رائحة الأيام القديمة مثلي ؟.. هل تصدّقون أن ليوم الجمعة في ذاكرتي رائحة؟؟..القهوة السادة ..رائحة الهيل المطحون..#خبز #الطابون..صوت “هاون النحاس” ..والمنشاوي يقرأ سورة الكهف من الراديو “البناسونيك” على مهل..رائحة معجون حلاقة أبي.
كنّا نذهب باكراً الى #المسجد لنسمع درس الجمعة ،تأخذنا دهشة النظر الى #القبة ، وأعشاش الحمام على الشبابيك ، كان الكلام جميلاً وجديداً بالنسبة لنا ..كنا ننظر الى الشيخ المبروك بكثير من القداسة ، لأنه كان طيباً بالفطرة ،صادقاً بدعوته..يصعد درجات المنبر واحدة واحدة يمسك بالعمود القريب ويتلوا خطبته الشفهية بصوته المميز المبحوح، كنا نتمنى أن نلمس عمامته الملفوفة بعناية ترى ما الشيء الأحمر في داخلها؟ لاحقاً اكتشفنا أنه طربوش ..كان خطيب الجامع العمري الكبير في الرمثا الشيخ “أبو العيش ” رحمه الله ،عالم جليل بسيط صادق يخاطب الناس بلهجتهم يتطرّق إلى مشاكلهم يحبه آباؤنا ويحبهم..وعندما يتم صلاة الجمعة يتسابق المصلّون لأنه يدعونه على الغداء بكل حرارة وصدق ويصرّون على مرافقهتم إلى بيوتهم ..وكان شيخاً خجولاً يقبل الدعوة ولا يمانع ..انه الحب الصادق..والفطرة السليمة..
في يوم الجمعة ، وفور خروجنا من الجامع كانت نقاط المطر تدغدغ وجناتنا ، يشتد قليلاً، فنشتد في مشيتنا هروباً من المطر واشتياقاً الى غداء الجمعة المميز الذي يكون جاهزاً بعد الصلاة مباشرة ..فخذ الدجاج “غنيمة” والسفينة “صيد ثمين”..والرأس للقناص ..الظهر يحتاج ميكانيكي أما رقبة الدجاجة فكان لها تقنية خاصة “بالفصفصة”..وما أدراك ما عملية استدراج “السمرة” فكانت تريد ذكاء مختلف من الحفر تحتها وازالة العوائق حتى تتدحرج ناحيتك وكأن النصيب قد قادها اليك… لم أر ألذّ من طعم “حكاكة المقلوبة الملتصقة في قاع الطنجرة”..خاصة أيام الشتاء..ولم أعش أجمل وأدفأ وأسهل وأكثر طمأنينة من تلك الأيام..عندما كان أبي وأمي..هما أرضي وسماءي..وأنا آدم الذي كان يعمر الأرض كلّها..
#أحمد_حسن_الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com
#70يوما
#الحرية_لأحمد_حسن_الزعبي
#صحة_احمد_في_خطر
#سجين_الوطن
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: خبز المسجد القبة الحرية لأحمد حسن الزعبي سجين الوطن
إقرأ أيضاً:
الكاتب الصحفي صلاح الدين عووضه يروي تفاصيل جديدة عن نجاته من “الوحوش”.. ونجوت!!
حصريا على “تاق برس ” .. الكاتب الصحفي صلاح الدين عووضه يروي تفاصيل جديدة عن نجاته من “الوحوش”.. ونجوت!!
ونجوت !! (2)
كان عددهم كبيرا… وجاري عماد – صاحب البيت المواجه – يقف في منتصف سياج البيت الحديدي المنبثة في أرجائه شجيرات ونباتات وزهور..
يقف ناظرا إليهم وهم يحاولون تسلق السياج بعد رفضه فتح بابه لهم..
وبعد قليل رأيت أضألهم جسما يتسلقه – كما القرد – من جهة نقطة ضعفه الوحيده وهي السبيل..
وسرعان ما نجح في ذلك . بخفة نسناس – ليفتح الباب لبقية زملائه من الوحوش..
وعند هذا الحد كففت عن التحديق عبر ثقب الباب وهرولت نحو الداخل..
فقد سمعت صياحا قريبا وصوت أحدهم يزمجر آمرا : أطرقوا جميع هذه الأبواب..
فأدركت – عندئذ – أن عددهم أكبر مما كنت أظن..
وأنهم يحاصرون غالب بيوت حينا لا منزل عماد وحده..
وعلمت من جارنا هذا – عند انقشاع الغمة – أنه نجا من القتل بأعجوبة..
القتل طعنا بالسونكي تجنبا لإطلاق أعيرة نارية؟..
كانوا يكثرون من تحذير بعضهم بعدم استخدام الرصاص بما أن الجيش وصل عند حدود منطقتنا
الشمالية..
وهم بقدر خشيتنا منهم يخشون الجيش ؛ وأكثر..
سيما – حسبما يتهامسون فيما بينهم كتائب البراء…ودوابي الليل…وقوات العمل الخاص..
ويفرون من أمامها – ومن جميع أفراد القوات النظامية – فرار الأرنب البري من كلاب الصيد السلوقية..
وينطبق على كل واحد منهم شطر بيت الشعر القائل : أسد علي وفي الحروب نعامة..
نجا جاري -كما ذكرت – من الموت طعنا بالسونكي مرتين..
وعند محاولة طعنه للمرة الثالثة حدث شيء كان سببا في نجاته..
ونجاتي أنا – كذلك – بفضل الله..
وقبل أن أواصل قصتي أنا مع هؤلاء الوحوش أحاول التمهيد لذلك – تشبيها – بما خيم على
ذهني في تلكم اللحظات..
هل منكم من شاهد فيلم الرعب الأمريكي الشهير (الفزاعة)؟..
إن كان منكم من شاهده فلا يمكن أن ينسى عربة كائن الفزاعة المخيفة ؛ شكلا ، وصوتا ، ولونا..
وما يعنيني هنا الصوت ؛ فهو ما كان متاحا لي وأنا وراء الباب..
فقد دوى في فضاء حينا – فجأه – هدير عربة مرعب..
هدير لم أسمع له مثيلا إلا ذاك المنبعث من عربة كائن الفزاعة..
وتزامن صخبه مع قرع عنيف على بابي مصحوب بشتائم في غاية البذاءة.. ولا يمكنا أن تصدر إلا من بذيئين..
ثم أعقب ذلك قسم بقتلي – شر قتلة – فور اقتحامهم البيت..
وسمعت أحدهم يصرخ بغضب شديد : فلنقتلع
هذا الباب اللعين اقتلاعا بواسطة عربتنا..
وعربتهم هذه كان هدير محركها المرعب قد اقترب مني كثيرا..
فلم يخالجني أدنى شك في أنهم سيسحبون الباب إلى الخارج بها ، أو يدفعونه نحو الداخل بمؤخرتها..
وما من حل ثالث ؛ بما أن سلك (غوانتنامو) الشائك يحول دون تسلق الحائط..
وعربة كائن الفزاعة تهدر وكأن محركها محرك شاحنة ضخمة ، وإطاراتها إطارات مجنزرة عسكرية..
وازداد الطرق على الباب ضخبا مع تزايد ضجيج العربة..
وسمعت من يصرخ بأعلى صوته ليسمع في خضم هذا الصخب والضجيج : أين أنتم يا أولاد ال……..؟…لقد أخرجنا السيارة ؛ دعونا (نتخارج) سريعا..
فأدركت – لحظتها- أن عربة كائن الفزاعة كانت منشغلة بسحب عربة جارنا عمر..
وأنشغل بهذا الأمر أيضا كثير من الوحوش التي بالخارج..
فكان في فقد عمر لعربته نجاة لعماد ؛ ولشخصي..
من موت محقق !!