مترو دبي.. نافذة من المستقبل تطل بها دبي على العالم حداثة وتطوراً
تاريخ النشر: 9th, September 2024 GMT
يمثل مترو دبي نافذة من نوافذ المستقبل التي تطل بها دبي على العالم حداثة وتطورا ..من أداة تنقل إلى رحلة سياحية أبهرت السكان والزوار من جميع أنحاء العالم بخدمات وتقتنيات وبرامج ترفيهية جعلت منه رمزا من رموز دبي الشاخصة بثقافة وجودة و طابع دبي الخاص.
لحظةٌ تاريخيةٌ تلك التي سطَّرَها صاحبُ السموِ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائبُ رئيسِ الدولةِ رئيسُ مجلسِ الوزراءِ حاكم دبي رعاه الله، في افتتاح مترو دبي .
يوفر مترو دبي أنواعاً مختلفةٌ من المقصورات، مخصصةٌ للركابِ، تشملُ مقصورةَ حامِلي بطاقة نول الذهبية ومجموعةَ مقصورات مخصصةٍ للنساءِ والأطفالِ ومقصورةً عامّة.
أما المرافقُ والمنشآتُ.. فهي سبعةُ نجومٍ وكأنكَ في رحلةٍ سياحيةٍ، تتوفر خدمةَ الواي فاي خلال َتنقُّلِكَ وتغطيةً كاملةً لاتصالاتِ الهاتفِ المتحركِ والدخولَ إلى الإنترنت في أنحاءِ شبكةِ المترو.
وخدماتِ نقلٍ مُختلفةً برفاهيةٍ عَاليةٍ وأكثرَ من ثلاثةِ آلافِ كاميرا مُراقَبَةٍ في القطاراتِ والمحطاتِ ووحدةَ شرطةٍ خَاصةً للمترو وصندوقَ اتصالٍ للطوارئِ، تطرقُ بابَ الأمنِ والأمانِ على مدارِ الساعة.
أخبار ذات صلةكما يوفرالاحتياجاتُ والراحةُ لجميعِ الركابِ، وسهولةُ الوصولِ هدفٌ يعملُ عليهِ القائمونَ في مترو دبي وسطَ تطبيقاتٍ حَديثةٍ في هاتِفكَ ومساراتٍ إرشاديةٍ بارزةٍ للمستخدمينَ كافةً، بمن فيهِم من يعانونَ ضعفَ البصر.
إضافةً إلى إشاراتِ تَحذيرٍ مسموعةٍ ومَرئيةٍ وكراسيَ متحركةٍ ومصاعدَ تصلُ إلى جميعِ مستوياتِ المحطةِ ومعلوماتٍ إرشاديةٍ تعرضُ على الشاشاتِ وآدابٍ عامةٍ وسياسةٍ للحقائب و قواعد و مخالفات
مزايا مترو دبي المُتطورِ المُتقدَّمِ بكلِ أعوامِهِ الخمسةَ عشَر عاماً بعدَ عامٍ، تتواصل فهناكَ مَجموعةٌ متنوعةٌ من الأنشطةِ التَرويجيةِ والترفيهيةِ والمفاجآتِ والمُبادراتِ ومَجموعةٍ من العروضِ الموسيقيةِ الحيةِ التي يُقدِّمُها موسيقيونَ إماراتيونَ وعالميونَ في محطاتِ مترو دبي لإسعادِ السُكانِ والزوارِ من جَميعِ أنحاءِ العالمِ.
يدعمُ المترو رعاةٌ وشركاءُ وعاملونَ وصلوا بمترو دبي إلى العالميةِ واليومَ نقفُ أمامَ التزامٍ وثقافةٍ وجودةٍ ليُصبحَ مترو دبي في ريادةِ أوجهِ المُستقبلِ التي يشاهدُ العالمُ بها دبي، بل هي أفضلُ بيئةٍ للعيشِ والعَملِ في العالم.
مترو دبي.. ريادة وتطور وجودة بطابع دبي الخاص
تقرير: مهدي سليمان#مركز_الاتحاد_للأخبار pic.twitter.com/6kSXGYBhWs
المصدر: الاتحاد - أبوظبي
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: مترو دبي المواصلات محمد بن راشد دبي المترو مترو دبی
إقرأ أيضاً:
أمريكا من إمبراطورية إلى دولة
علي بن سالم كفيتان
نشأت عقيدة الولايات المتحدة الأمريكية لتصبح إمبراطورية مهيمنة على العالم عقب الحرب العالمية الثانية والنصر الذي حققه الحلفاء بعد تدخلها الدامي في اليابان واستخدام السلاح النووي للمرة الأولى، وهذا مهَّد لطموح سيادة العالم والتنافس مع الاتحاد السوفييتي- آنذاك- عبر الدخول في صراع تسلُّح وحرب النجوم، ومن ثم الحرب الباردة، حتى انهار الاتحاد السوفييتي في 25 ديسمبر 1991.
وانفردت الولايات المتحدة بقيادة العالم عبر قوتها العسكرية الضاربة وتسييرها لمنظمة الأمم المتحدة من نيويورك، في ظل انشغال الدول الأوروبية بلملمة شتاتها بعد الحرب، ومن ثم إنشاء الاتحاد الأوروبي والتوجه للتنمية الاقتصادية واعتمادها على حلف "الناتو"، الذي تُهيمن علية الولايات المتحدة الأمريكية من الناحية الأمنية والعسكرية، في الوقت الذي كانت فيه جمهورية الصين الشعبية ترسم خطتها بعيدة المدى للنهوض عبر بناء منظومة إنتاجية وقاعدة صناعية ضخمة، وبقي العالم يدور في فُلك أمريكا الواعدة التي استقبلت كل الشعوب وفتحت أذرعها لهجرة العقول، وبنت سلاسل تبادل تجاري مع مختلف شعوب الدنيا؛ فصارت ذلك الحلم الذي يتمناه الجميع، في ظل اهتمام بالغ بحقوق الإنسان والمجتمعات المُهمَّشة حسب الظاهر، فمارست عبر هذه الملفات ضغوطًا على كل دول العالم.
نمو الصين الهائل ومنافستها لبلوغ سقف الاقتصاد العالمي وإعادة تشكيل الاتحاد الروسي على يد الرئيس فلاديمير بوتين وقفزات النمو الاقتصادي والسياسي الكبيرة التي حققها الاتحاد الأوروبي، كل هذه الأسباب مجتمعة أوجدت توجسًا أمريكيًا عميقًا حول سيادتها للعالم، وأفرز ذلك تغيُّرًا في مزاج الرأي العام الأمريكي؛ حيث أصبح بموجبه رجل الأعمال الأمريكي دونالد ترامب رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية للمرة الأولى بتاريخ 20 يناير 2017، دون خلفية سياسية أو عسكرية. الرجل لم يكن عضوًا في مجلس الشيوخ ولا في مجلس النواب، ولم يكن يومًا ما حاكمًا لولايةٍ، ولم يتقلد في حياته منصبًا أمنيًا أو عسكريًا، ولم يستوعب أن الولايات المتحدة الأمريكية إمبراطورية تحكم العالم وتُسيِّر اقتصاده وترسم الخطوط العريضة لسياسته؛ فدخل ترامب في مواجهات غير مدروسة مع حلفاء أمريكا قبل أعدائها، عبر حسبة اقتصادية بحتة، تقوم على الفارق في الميزان التجاري، ومقدار الرسوم على السلع، وأقحم بلاده في ملفات سياسية شائكة، ومنها مشكلة الشرق الأوسط عبر عرض مبادرات مثل صفقة القرن واتفاقيات إبراهام؛ لإدماج الكيان الصهيوني في المنطقة، وفرض التطبيع، ومنح إسرائيل كامل الأراضي الفلسطينية المحتلة، وإلغاء دور منظمة التحرير الفلسطينية، وإغلاق مكتبها في أمريكا. كل ذلك وَلَّدَ احتقانًا سياسيًا عميقًا في الداخل الفلسطيني؛ حيث انقلبت أمريكا على صنيعتها السلطة الفلسطينية، فبرز تيار المقاومة كخيارٍ قائمٍ بعد فشل الخيار السياسي، وانكشاف عورة اتفاقيات أوسلو، وحسب اعتقادنا هذا هو السبب الرئيسي لما حدث في السابع من أكتوبر 2023.
لم يُوَفَّق ترامب في تجديد انتخابه لدورة ثانية تالية للأولى، وخسر انتخابات 2020 أمام جو بايدن الديمقراطي المخضرم وصاحب التاريخ السياسي الحافل، لكن الأخير لم يستطع إصلاح ما أحدثه ترامب من مغامرات في العالم؛ فمارس سياسة ضعيفة هي أقرب إلى تسيير الأعمال، وكان عامل السن ضاغطًا على ولايته المُتعثرة كتعثُّر خطواته المُتكرِّر على سلالم الطائرة الرئاسية، وسرحانه في المناسبات العامة، وهيامه على وجهه في أحيان كثيرة في الاحتفالات الرسمية، كل ذلك إضافة إلى انحيازه السافر للكيان الصهيوني وازدواجية المعايير في التعامل مع قضيتيْ فلسطين وأوكرانيا؛ مما ولَّد احتجاجات طلابية ضخمة في مختلف الجامعات الأمريكية، عقب السابع من أكتوبر 2023؛ فضعف موقفه؛ لينسحب من السباق الانتخابي في وسط المنافسة، ويخسر الحزب الديمقراطي مرة أخرى، ويعود ترامب في 2025 الى البيت الأبيض، ليُكمل مغامراته التي بدأها في 2017.
قد يتساءل البعض: لماذا انتخب الأمريكيون ترامب؟ والجواب هو أن الرجل عمل على ابتزاز حلفاء وأصدقاء أمريكا وجلب مليارات الدولارات التي حسَّنت الأداء الاقتصادي وخلقت ملايين الفرص الوظيفية، والمعلوم أن الشعب الأمريكي لا يُعير اهتمامًا كبيرًا بسياسة بلاده الخارجية، بقدر نجاح الأداء الاقتصادي في الداخل، وهذا ما حققه ترامب في دورته الأولى.
الولايات المتحدة الأمريكية بدأت تنكفئ على نفسها منذ اليوم الأول لرئاسة ترامب الثانية، عبر منع الهجرة، وترحيل المهاجرين غير الشرعيين بل والمعارضين لسياسات أمريكا من الطلبة والناشطين السياسيين، الذين يحظون بحق الإقامة، مع فرض رسوم جمركية على الواردات القادمة من أكبر الاقتصاديات التي تتعامل مع السوق الأمريكي، مثل كندا والمكسيك والاتحاد الأوروبي والصين، علاوة على طرد السفراء الذين تنتهج دولهم سياساتٍ إنسانية تدعم القضايا العادلة مثل جنوب افريقيا، وإحراج الحلفاء التاريخيين لواشنطن عند زياراتهم للبيت الأبيض، كل هذا يقود لأفولٍ تدريجيٍ لنجم الإمبراطورية الأمريكية، وتحولها لمجرد دولة على خارطة العالم، مع صعود الصين لريادة العالم.
رابط مختصر