سودانايل:
2024-09-17@03:18:00 GMT

إما التعاون أو المواجهة !

تاريخ النشر: 9th, September 2024 GMT

مناظير الاثنين 9 سبتمبر، 2024
زهير السراج
manazzeer@yahoo.com

* هاجت وزارة خارجية حكومة بوتسودان بعد صدور توصيات بعثة الامم المتحدة لتقصى انتهاكات حقوق الانسان وجرائم الحرب في السودان، واتهمتها بانها هيئة سياسية وليست قانونية، واعلنت رفضها القاطع لما جاء في تقريرها عن الجرائم التي ارتكبها طرفا الحرب وحلفائهما، وتوصيتها بحظر السلاح وارسال قوة عسكرية دولية لحماية المدنيين!

* نفس هذا السيناريو حدث بالضبط في عام 2006 بعد صدور جملة من التوصيات من لجنة خبراء شكلها مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة للتحقيق في جرائم دارفور، بحماية المدنيين والمشردين داخليا وحماية النساء من العنف، والاطفال من النزاع المسلح، والامتناع عن الاعدام باجراءات موجزة، والاحتجاز التعسفي، والاختفاء، والتعذيب، وحماية الشهود والضحايا، وحماية المدافعين عن حقوق الإنسان، ووصول المساعدات الإنسانية، والمساءلة والعدل .

.إلخ، بالاضافة الى رصد تنفيذ التوصيات، والتي استند عليها مجلس الامن في اصدار قراره رقم 1706 تحت الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة بتاريخ 31 اغسطس، 2006 (بأغلبية 12 دولة وامتناع روسيا والصين وقطر) بنشر قوات اممية لحماية المدنيين في اقليم دارفور!

* اثر صدور القرار هاجت حكومة الجبهة الاسلامية، وصدرت البيانات الرافضة وخرجت المظاهرات من اعوان النظام، وظلت تخرج بشكل يومي طيلة ستة اشهر كاملة، وتُستعرض فيها كل انواع الاساءات والبذاءات التي يحفظها ويرددها قادة النظام البائد!

* في إجتماع للهيئة البرلمانية لحزب المؤتمر الوطني بتاريخ 20 يونيو، 2007 أقسم المخلوع أنه " سيقود المقاومة بنفسه ضد القوات الاجنبية إذا دخلت الإقليم"، وكرر ذلك بعد 9 ايام بمناسبة الذكرى المشؤومة لاستيلاء الجبهة الاسلامية على الحكم بانقلاب عسكري في 29 يونيو، 1989، قائلا إنهم لن يسمحوا اطلاقا بدخول قوات أممية الى دارفور، و"إن محاولة دخول القوات الدولية مرفوضة تماماً من كل أهل السودان وأن كل حجة يستند إليها الداعون الى التدخل الدولي هي حجة باطلة لا سند لها، ثم انفعل وحلف طلاق "انو اذا دخلت القوات نسوانو مطلقات"، فتعالت هتافات أعضاء المؤتمر الوطني وهم يرفعون اصابعهم الي السماء: (سير سير يا البشير)!

* وخاطب الاجتماع مدير جهاز الامن (صلاح قوش) قائلا:" ان جهاز الامن يرفض رفضا قاطعا نشر قوات دولية في دارفور، وان قيادة الدولة تفضل الموت والشهادة في سبيل الله على ان تكون الدولة ذات سيادة منقوصة لا تحترم ارادة المواطنين او كرامة الامة، واذا كان الخيار المطروح هو استعمار السودان ودخول الجيوش الاممية الى ترابه فان باطن الارض خير من ظاهرها"، واضاف: "ان المعركة حال نشوبها، فاننا سنبدأ من الخرطوم بالطابور الخامس وعملاء الداخل من المرجفين والمتربصين بأمن الوطن ومواطنيه"، متعهدا "ان جهاز الأمن سيكون في طليعة المقاومة الرسمية والشعبية التي اعلنها الرئيس، وانه لن يسمح بان يكون من بين منتسبيه خائن او عميل لتراب ونداء الوطن"!
* وبعد ايام تلقى صلاح قوش (بيعة الموت) إنابة عن البشير من حشد من قوات الجهاز و(المجاهدين والجنجويد) الذين اقسموا على الطاعة والثبات عند دخول القوات الاجنبية وهم يرفعون بنادقهم ويحملون صورة ضخمة للبشير كُتب عليها (القائد أقسم ولن نرجع ولغير لله لن نركع)!

* وتحدث امام الحشد المدعو (أنس عمر) مخاطبا رئيس الجهاز:" نقسم بأنه لن يتخلف منا رجل ولو خضتَ بنا عرض البحر، ولكم بيعة في اعناقنا، ولن نخذلكم ولن ننكص عنها" .. وقيل كلام كثير من هذا النوع من كل المنافقين والطبالين، تماما مثلما يحدث الآن من شلة المنتفعين والارزقية وبنفس العبارات والكلمات والشتائم !

* مع تعنت نظام الخرطوم بعدم السماح بدخول قوات دولية الي السودان، حذرت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كوندوليزا رايس الحكومة السودانية من عواقب وخيمة في حالة رفضها السماح لقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة بالانتشار في اقليم دارفور، وقالت في كلمة ألقتها في واشنطن، إن أمام السودان خيارين: "إما التعاون أو المواجهة". واضافت "إن الوضع في دارفور مسألة حياة أو موت ، وأن المجتمع الدولي لن يقف مكتوف الأيدي"!

* ثم فجأة انتهى الهراء، ووافق البشير وسط دهشة الجميع على نشر قوات أممية في دارفور لحماية المدنيين، وخرج وزير الخارجية (لام أكول) معلنا في مؤتمر صحفي بتاريخ 2 اغسطس 2007، موافقة الحكومة بدون تحفظ على قرار مجلس الامن".

* يبدو اننا موعودون بنفس السيناريو بكل تفاصيله مرة أخرى، بدءا من البيانات والتهريج والبذاءات و"لغير الله لن نركع"، وانتهاءً بالخضوع والركوع للكفار !  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

المبعوث الأمريكي للسودان يعرب عن قلق بلاده بشأن تصاعد العنف في الفاشر

بريللو دعا قوات الدعم السريع إلى وقف هجماتها فوراً واتخاذ جميع التدابير اللازمة لحماية حياة المدنيين، مشدداً على ضرورة التزامها بالمواثيق الدولية لحماية المدنيين خلال النزاعات المسلحة.

الخرطوم: التغيير

أعرب المبعوث الأمريكي الخاص للسودان، توم بريللو، عن قلق بلاده العميق إزاء التصعيد المستمر للهجمات التي تشنها قوات الدعم السريع في مناطق غرب السودان، وخاصة في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور.

وقال بريللو، في منشور على منصة (إكس) السبت، إن هذه الهجمات، والتي شملت قصف معسكري أبو شوك والسلام للنازحين، أدت إلى زيادة معاناة المدنيين الذين لجأ الكثير منهم إلى الفاشر هرباً من النزاع المستعر في دارفور.

ودعا بريللو قوات الدعم السريع إلى وقف هجماتها فوراً واتخاذ جميع التدابير اللازمة لحماية حياة المدنيين، مشدداً على ضرورة التزامها بالمواثيق الدولية لحماية المدنيين خلال النزاعات المسلحة.

وتأتي تصريحات بريللو في ظل تصاعد العنف في إقليم دارفور منذ اندلاع الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل 2023.

دارفور، التي تعاني من نزاعات مسلحة منذ أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، أصبحت مركزاً جديداً للمواجهات بين الجانبين.

وقد نتج عن هذا الصراع موجات جديدة من النزوح الداخلي، حيث فر عشرات الآلاف من المدنيين بحثاً عن ملاذ آمن في المدن الكبرى مثل الفاشر.

معسكرات النازحين، التي أُنشئت في السابق لإيواء المتأثرين بالنزاع الدارفوري المستمر منذ أكثر من عقدين، أصبحت الآن هدفاً للهجمات، مما يزيد من تعقيد الوضع الإنساني المتدهور في الإقليم.

ويأتي هذا التصعيد وسط جهود دولية لاحتواء الأزمة السودانية، إلا أن العنف المستمر يعقّد تلك الجهود، مما يزيد من معاناة المدنيين الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي، نقص الخدمات الصحية، وتدهور الأوضاع المعيشية في ظل استمرار القتال.

الوسومآثار الحرب في السودان إقليم دارفور الفاشر المبعوث الأمريكي الخاص للسودان توم بريللو حرب الجيش والدعم السريع ولاية شمال دارفور

مقالات مشابهة

  • تقرير تقصي الحقائق عن جرائم الحرب في السودان
  • كاتب الشرق الأوسط: فليمت السودانيون حفاظاً على السيادة الوطنية..!
  • «شبكة أطباء السودان» تصف وضع الأطفال في معسكر «زمزم» للنازحين بـ «الكارثي»
  • 16 أيلول 1982- قوات الاحتلال الإسرائيلي ترتكب مجزرة (صبرا وشاتيلا) في لبنان
  • “المحقق” يغوص في كواليس قرار مجلس الأمن الأخير حول دارفور ويكشف الدور الخفي للدبلوماسية السودانية
  • السودان.. تضارب الأنباء عن معارك الفاشر بعد هجوم الدعم السريع
  • الولايات المتحدة تدعو قوات الدعم السريع للوقف الفوري للهجمات على مدينة الفاشر
  • عادل الباز: توصيات البعثة ووراق!
  • الحرب ستقف عندما يسترد المواطن السوداني بيته وكرامته
  • المبعوث الأمريكي للسودان يعرب عن قلق بلاده بشأن تصاعد العنف في الفاشر