يمن مونيتور/ من إفتخار عبده

في ظل اتساع رقعة الفقر والمجاعة في المناطق التي تسيطر عليها مليشيا الحوثي، تخصص الجماعة مبالغ مالية ضخمة للاحتفال بالمولد النبوي، وهذه المبالغ يتم نهبها من جيوب المواطنين كرهًا.

وتستغل جماعة الحوثي هذه المناسبة من أجل ابتزاز المواطنين بكافة شرائح المجتمع غنيهم والفقير، لتزيد من ثرائها وتزيد من التنكيد عليهم.

ليس هذا وحده ما تقوم به المليشيات في هذه المناسبة؛ بل إنها تعمل على تكريس ثقافة الولاء والخضوع لآل البيت وثقافة الاعتداء على كل من يخالف الأوامر ويرفض تقديم من فرض عليه من المبالغ.

وحدث أن قامت المليشيات الحوثية بالاعتداء على ملاك محالٍّ تجارية ومعارض؛  بسبب تأخرهم عن تلوين أبواب محالهم، متهمين إياهم بأنهم أعداء الله والدين والوطن.

التسلقُ على شجرة آل النبي

بهذا الشأن يقول الناشط الإعلامي، عارف المليكي” يتسلق الحوثيون على شجرة آل النبي ليتطفلوا على المواطنين من حولهم؛ لأنهم يرون التطفل تعايشًا، كما يرون في سلسلة القتل والنهب والتفجير والظلم والجور أخلاق القرآن”.

وأضاف المليكي لموقع” يمن مونيتور” اليوم جماعة الحوثي تتخد ذكرى المولد النبوي الشريف فرصة استثمار لإبراز مخططها الكهنوتي باسم الإسلام ومناسبة للابتزاز والسلب والنهب باسم النبي وتحويل المناسبة إلى طقس كهنوتي لسلب الناس حقوقهم تحت شعار إحياء المولد النبوي”.

وأردف”  من يمتنع عن دفع إتاوات إحياء المولد النبوي  يضعه الحوثيون   في دائرة المنافقين ، وخانة الولاء لأعداء الله، وموالاة أمريكا وإسرائيل والعدوان؛ ولهذا يتعرض لعقوبة الإغلاق ومصادرة الأموال والحبس والقتل أحيانا  فبحسب ( عبدالملك الحوثي) أنه على المواطنين التوبة من النفاق وموالاة العدوان والبراءة من الدعْوَشة ؛ وذلك  بتطهير أنفسهم  بخُمس أموالهم ودفع ما يُفرض عليهم”.

وتابع “باسم النبي وآله يحقق الحوثييون ثراءً فاحشًا، من خلال الإتاوات في (ذكرى المولد النبوي)  ومولد الحسين ويوم وفاته، ومولد الإمام زيد،  ومولد الإمام الهادي، ومولد حسين بدر الدين الحوثي ويوم وفاته، ويوم الولاية،  ويوم عاشوراء،  ويوم الشهيد، ويوم الصرخة ، ويوم الـ 21 من سبتمبر، ويوم القدس، وحملات التبرعات العينية والمالية من المحافظات والمديريات والمدارس والمساجد ومجالس النساء، وقوافل المشائخ وعقال الحارات”.

كثرة النزوح بسبب زيادة الابتزاز

وأكد” تتفنن الجماعة الحوثية بإحياء المناسبات، واستغلالها للاسترزاق باسم الإسلام، واللصوصية وكسب المال والتضييق على معايش الناس وأقواتهم وسلب حقوقهم باسم النبي، في ظل عدم صرف المرتبات لتسع سنوات، الأمر الذي تسبب بنزوح أكثر الأسر من مناطق سيطرتهم بحثًا عن مصدر للدخل، وهجرة الكثير من البيوت التجارية ورؤوس الأموال والشركات والمستثمرين من صنعاء، هروبًا من بطش الجماعة وابتزازها وجشعها في جمع الأموال وسلب حقوق الناس دون رادع”.

تكريس ثقافة العداء

وواصل” تستغل الجماعة هذه المناسبة من أجل تكريس ثقافة العداء والتطرف والعنف، واستدعاء ماضويتها الدموية،  والنبش في تاريخ مؤسس الجماعة (يحي الرسي) الذي أكد استخدام السيف في حق من يخالف مذهبهم _ وهو الأمر الذي عليه الحوثية اليوم”.

في السياق ذاته يقول الصحفي، صدام الحريبي” المولد النبوي الشريف أصبح فرصة دسمة وموسما للنهب والسلب من قبل المليشيات الحوثية وتوزيع الاتهامات على اليمنيين الذين يرفضون هذا العبث الذي تقوم به المليشيات”.

وأضاف الحريبي لموقع” يمن مونيتور” الحوثيون اليوم يعتبرون من يواليهم يوالي رسول الله، ومن يعاديهم يعادي رسول الله؛ ولهذا هم يحكمون على من لا يدفع المبالغ المالية لإحياء هذه الذكرى ولا يقوم بتلوين نفسه وبيته بأنه من الكافرين”.

ممارسات لا صلة لها بالإسلام

وأردف” المليشيات الحوثية تتعمد الإساءة لرسول الله وللدين الإسلامي من خلال هذه الممارسات التي ليس لها صلة بالإسلام ولا بالمسلمين ولا بالعروبة ولا بالنخوة، فتجدهم يجنون الأموال الطائلة من وراء هذه الاحتفالات التي لم يشهدها اليمن منذ أن عرف الإسلام”.

وتابع” هذه الاحتفالات العبثية، وإجبار الناس بالقوة على دفع الإتاوات من أجل إحياء هذه الذكرى، وإجبار الطلاب والمدرسين والموظفين على حضور مثل هذه الفعاليات بالقوة وإلا سيتم فصلهم، أو سجنهم أو تلفيق التهم عليهم أو قتلهم”.

وواصل” هذه الأعمال التي تقوم بها المليشيات كلها تصب ضد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وضد الإسلام؛ فهي تعمل على تشويه الدين الإسلامي؛ وهذا هو هدف الحوثيين بفعالياتهم هذه التي تتعمد تشويه الدين الإسلامي وتنفذ أجندات ضد الإسلام والمسلمين بهذه الأساليب الإجرامية التي تستهدف الإنسان ودينه”.

من جهته يقول المواطن، أبو محمد (اسم مستعار- صاحب محل بهارات في دمنة خدير- محافظة تعز)”  في العام الماضي تأخرنا في تعليق اللمبات الخضراء وتلوين باب المحل فأتى مشرفون من جماعة الحوثي وقاموا بتغريمنا خمسين ألف ريال بالعملة القديمة، وفي مساء اليوم نفسه أتى مشرفون آخرون وطلبوا منا المبلغ ذاته فأخبرناهم أننا قد دفعنا المبلغ في الصباح للمشرف الآخر فلم يصدقوا فدفعناه من جديد”.

وأضاف أبو محمد لموقع” يمن مونيتور” هذا العام بادرنا من تلقاء أنفسنا بتعليق اللمبات الخضراء وتلوين الأبواب خوفًا من الغرامة المالية واستعبادا لعنجهية الحوثيين، وعندما جاءوا لزيارة المحل وجدوه مخضرا فطلبوا منا مبلغا من المال دعمًا لإحياء المولد فدفعنا ولا سبيل لدينا إلا ذلك”.

وأردف” هذه الجماعة تتفنن بإخراج المال من جيوب المواطنين، إنها تمتلك ألف طريقة وطريقة لذلك، نحن طوال العام ندفع لها المبالغ مرة بعد أخرى وهم في كل مرة يطلبونها تحت اسم مناسبة مفتعلة”.

وأشار إلى أنه” في زمن ما قبل الحوثي كنا ندفع ما يسمى بالضريبة وهو مبلغ مالي بسيط مرة في السنة وعندما يأتي رمضان نقوم في الأيام الأخيرة منه بإخراج الزكاة لا أكثر من هذا ولا أقل، كنا نبيع ونربح كثيرًا، أما الآن فعلى الرغم من طول المحل وعرضه، وكثرة البضاعة فيه فإن الربح قليل جدا”.

وتابع” في بعض الأحايين ينتابنا- نحن التجار- شعور برغبة كبيرة في التوقف عن التجارة، لكن لا سبيل لنا إلا هي في الحصول على القوت الضروري لحياة الأسر التي تعتمد على هذه التجارة”.

وواصل” الحوثيون ينتظرون هذه المناسبة بفارغ الصبر من أجل نهب الناس ونحن أصبحنا نخشى قدومها خوفًا من الخسارة المادية ونخشى أيضًا أن نحمل ذنبًا على شعورنا بالقلق تجاه هذه المناسبة”.

واختتم” الحوثيون يستغلون نقاط الضعف والقوة، فهم يعلمون أن اليمنيين متمسكون بدينهم ولهذا هم بسلبونهم حقوقهم باسم نبيهم، وينهبونهم باسم الدين”.

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: المولد النبوي المولد النبوی هذه المناسبة یمن مونیتور من أجل

إقرأ أيضاً:

هل خسر حزب الله كل مقراته؟ إقرأوا آخر تقرير إسرائيليّ

نشرت صحيفة "معاريف" الإسرائيليَّة تقريراً جديداً تحدثت فيه عن إتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، مشيرة إلى أن البنى التحتية العسكريَّة الضخمة التابعة لـ"حزب الله" في جنوب لبنان والتي اكتشفها الجيش الإسرائيلي خلال الحرب الأخيرة على لبنان وأيضاً بعد إعلان الهُدنة.   ويقول التقرير الذي ترجمهُ "لبنان24" إنه "في 26 كانون الثاني الجاري، سوف يمرّ 60 يوماً منذ توقيع اتفاق الهدنة بين إسرائيل ولبنان، لكن تنفيذه الكامل ما زال موضع تساؤل"، وأضاف: "بموجب الاتفاق، ستكون القوى المسلحة اللبنانية الشرعية هي الكيانات المسلحة الوحيدة التي سيُسمح لها بحمل السلاح أو استخدام قواتها في جنوب لبنان، وعليها العمل على تفكيك كل الأسلحة والبنية التحتية التي أنشأها حزب الله في المنطقة المذكورة وتحديداً في منطقة جنوب الليطاني".   وفي السياق، تقولُ دانا بولاك، الباحثة في معهد "ألما" الإسرائيلي للدراسات الأمنية إنّ "الاختبار الكبير للاتفاق سيكون في نشاط الجيش اللبناني في مناطق جنوب الليطاني حيث لا تزالُ هناك العديد من الأسلحة والبنى التحتية التابعة لحزب الله".   التقريرُ يقول إنهُ خلال المناورة البريّة المحدودة التي قام بها الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان، تمَّ الكشف عن المخزون الضخم من الأسلحة التي راكمها "حزب الله" على مرّ السنين إلى جانب البنى التحتية التي كان من المُفترض أن يستخدمها لتنفيذ خطة الغزو لمناطق الجليل في إسرائيل.   وفي وقتٍ سابق، كشف الجيش الإسرائيليّ إنه استولى على حوالى 6840 قذيفة "آر بي جي" وقاذفة مضادة للدبابات و9000 مادة متفجرة و 2700 سلاح وبندقية هجومية و 300 جهاز مراقبة و 60 صاروخاً مضاداً للطائرات و 20 مركبة وحوالى 2000 قذيفة وصاروخ وعشرات الآلاف من وسائل الاتصال وأجهزة كمبيوتر وغنائم تقنية.   وفي هذا الإطار، تقول بولك: "لقد تمَّ الاستيلاء على هذه الكمية الهائلة من الأسلحة في مناطق محدودة ومحددة وصل إليها الجيش الإسرائيلي في مناورته البرية داخل لبنان، لكن هناك مناطق واسعة في جنوب نهر الليطاني وهناك لا تزال توجد بنى تحتية واسعة النطاق ومخزونات كبيرة من الأسلحة لحزب الله. إنَّ تفكيك هذه البنى التحتية، ضمن تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، يتطلب جهداً مكثفاً من قبل الجيش اللبناني، الذي لا يظهر في هذه المرحلة قدرة عالية للعمل ضد حزب الله".   وأردف: "على الرغم من أنَّ الجيش الإسرائيلي ليس له وجود فعلي في معظم المناطق الواقعة جنوب نهر الليطاني، خاصة بعد انسحابه من عدد من القرى خلال الشهر الماضي، إلا أنه يواصل العمل فيها من خلال غارات جوية مستهدفة، مصممة لإحباط البنية التابعة لحزب الله واستهداف عناصره، مع الحفاظ على شروط وقف إطلاق النار".   وزعمت بولك أن "هناك شواهد كثيرة على استمرار نشاط حزب الله في جنوب لبنان"، مُدعية أن "هذه الأعمال توضح استمرار القتال ضدّ البنية التحتية لحزب الله حتى في المناطق التي لا تزالُ خارج نطاق انتشار ووجود القوات الإسرائيليّة في جنوب لبنان".   كذلك، اعتبرت بولك أنه "ما زالت هناك أرض خصبة لأنشطة حزب الله، وبالتالي تقعُ على عاتق الجيش اللبناني الآن مسؤولية تفكيك البنى التحتية التابعة للحزب ومنع الأخير من تعزيز وترميم قدرته العسكريَّة".   المصدر: ترجمة "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • الناطق باسم سرايا القدس: التحية لأهلنا في اليمن وللسيد القائد عبد الملك الحوثي الذين ضربوا عمق الكيان الغاصب
  • تأخير صلاة العشاء.. التوجيه النبوي وأبعاده الروحية|تفاصيل
  • تقرير رسمي يفضح اختلالات بجماعة بإقليم طانطان
  • هل خسر حزب الله كل مقراته؟ إقرأوا آخر تقرير إسرائيليّ
  • الجماعة التي اختطفت الثورة.. الإخوان سجل حافل من الإجرام
  • الحوثي يوجه رسالة تحذيرية قوية للنظام السعودي
  • الحوثي على x : سنظل مراقبين لتنفيذ اتفاق غزة 
  • تركي آل الشيخ يعلن رعاية “موسم الرياض” لكأس العالم للدرونز 2025 المقامة في السعودية … الأسبوع المقبل
  • فن القيادة القرآنية
  • في موسم الإنفلونزا… مكون غذائي سري مذهل للوقاية