رئيس جامعة الأزهر: نحظى بعديد من القيادات النسائية في عمادة الكليات
تاريخ النشر: 9th, September 2024 GMT
قال الدكتور سلامة داود رئيس جامعة الأزهر، إن دور المرأة في الحياة لا غنى عنه، وأن التراث والحاضر يزخر بالنماذج النسائية التي كان لها دورٌ كبيرٌ في نفع البشريَّة، وأن مما تعلمناه من قيادة النساء للأمور أن بلقيس رغم امتلاكها للقرار إلا أنها كانت حريصة على مشورة من حولها، وكذا كان لمشورة السيدة أم سلمة -رضي الله عنها- أهمية عظيمة في صلح الحديبية، عندما أشارت على النبي -صلى الله عليه وسلم- بأن يحرم فيفعل الناس مثله، إضافة إلى وجود تشريعات بنيت على ما سمعناه من السيدة عائشة -رضي الله عنها-؛ كونها من أكثر راويات الحديث، وقد قال -صلى الله عليه وسلم: «خذوا نصف دينكم من هذه الحميراء».
وأشار خلال افتتاحه برنامج صناعة القيادات النسائية المشرقة، إلى أن الأزهر الشريف يحظى بعديدٍ من القيادات النسائيَّة في عمادة الكليات والمعاهد والشئون الإدارية وغيرها، وأن الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، يولي المرأة اهتمامًا كبيرًا، وقد رأينا في عهده تعيين أول امرأة كمستشارة لشيخ الأزهر الشريف، وتخصيصه لبرنامج تليفزيوني كامل عن حقوق المرأة.
جهود في صناعة القيادات النسائيَّةواستكمل الدكتور محمد فكري خضر، نائب رئيس الجامعة لفرع البنات، أن هذا البرنامج يسعى إلى تحقيق النجاح والتقدم، وتعزيز صناعة القيادات النسائيَّة لترسيخ قيم العدالة، وتوسيع آفاق الفهم، ومناقشة التحديات والفرص، والاستفادة القصوى من الخبرات الموجودة في الأزهر الشريف، فضلًا عن كونه ترجمة عمليَّة لما يقوم به الأزهر الشريف من جهود في صناعة القيادات النسائيَّة، التي يوليها فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رعاية خاصة.
وأكد أن المرأة كانت ولا تزال شريكًا أساسيًّا في بناء المجتمعات، وأن القيادة ليست سلطة فقط لكنها مهارة وفن، وقد قرأنا في تاريخنا ورأينا في حاضرنا شخصيات نسائيَّة أسهمت في تغيير مجرى التاريخ في الدين، والسياسة، والفكر، والعلوم والفنون.
نهلة الصعيدي: النساء قادرات على تغيير الحياة للأفضلوأعرب عن تقديره لما تقوم به إدارة الجامعة في خدمة المجتمع، مؤكدًا أن النساء اللاتي تشغلن المناصب القياديَّة في جامعة الأزهر لهن أثر عميق في تعزيز القيم الإنسانية.
وقالت الدكتورة نهلة الصعيدي، مستشارة شيخ الأزهر لشئون الوافدين، إن البرنامج يهدف إلى غرس الأمل في نفوس النساء وتأهيل قائدات يغيرن المجتمع للأفضل، من خلال إبراز النماذج المشرقة التي نستلهم منها التغلب على صعوبات الحياة بالإيمان واليقين في الله كما فعلت السيدة هاجر -رضي الله عنها- عندما قالت وهي في الصحراء: (لن يضيعنا) فهي رسالة لكل مسئولة، ولكل مطلَّقة، ولكل طالبة علم، ولكل مَن فقدت عائلها بأنه مهما طال العسر فإن اليسر بفضل الاعتماد على الله سيأتي.
المرأة القائدة تخدم المجتمعوأشادت الدكتورة هناء العبيسي، عميدة كلية طب البنات، بفكرة البرنامج الذي حظي بإقبال من الأساتذة والموظفات والطالبات، مقدمة الشكر لقيادات الأزهر الشريف التي ترعى برامج تسهم في التأهيل والقيادة نحو مستقبل مشرق، مؤكدة أن المرأة تمثل ثروة بشرية متعددة المواهب والقدرات، تتميز بقوتها في إدارة النشاطات الاجتماعية والإنسانية، وقد أصبحت مشاركتها الفاعلة في جميع القطاعات ضرورة لا غنى عنها لتحقيق المزيد من النمو والاستقرار الاقتصادي والاجتماعي، وهذا يتطلب رفع مستوى مشاركتها في صناعة القرار ومساعدتها على اعتلاء المواقع القيادية، مشيرة إلى أن المرأة كانت السند للرسول -صلى الله عليه وسلم- في الدعوة فكان يستشيرها في أدق الأمور، وأنها كانت تقوم بأعمال التداوي والكشف الطبي في الغزوات.
وأضافت أن المرأة القائدة تخدم المجتمع وتسهم في تطويره وتنميته، وهذا يعود لارتباطها بالأسرة التي تعد الجزء الأساس للمجتمعات؛ إذّ تقوم بتطبيق الإستراتيجيات السليمة التي تقوم بدورها كأم وزوجة على الشواغر التي تعمل بها كقائدة، فهي تهتم بشكل أكبر بالأشخاص الذين تحكمهم أو ترأسهم وتهتم بالتفاصيل التي تتعلق بهم أكثر، وبالتالي تكون قادرة على خدمتهم ومساعدتهم في تحقيق التنمية المستدامة الضرورية للمجتمعات.
يذكر أن البرنامج شهد حضورًا مكثفًا من أعضاء هيئة التدريس والموظفين والطلاب، وتنظيمًا متميزًا من أسرة طلاب من أجل مصر برعاية وإشراف من الإدارة العامة لرعاية الطلاب بالجامعة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: جامعة الأزهر رئيس جامعة الأزهر صناعة القيادات القيادات النسائية الأزهر الشریف أن المرأة ة التی
إقرأ أيضاً:
رئيس حكومة بنجلاديش: الدراسة بالأزهر تمنح الطلاب نظرة ثاقبة على العالم
ألقى محمد يونس، رئيس الحكومة المؤقتة لبنجلاديش، والحاصل على جائزة نوبل للسلام عام 2006، اليوم الخميس، محاضرة عامة، من رحاب الأزهر الشريف، بمركز الأزهر للمؤتمرات بمدينة نصر، بحضور الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، والدكتور محمود صديق، نائب رئيس جامعة الأزهر، ولفيف من قيادات الجامعة والقيادات السياسية والدبلوماسية، وجموع من طلاب بنجلاديش الدارسين في الأزهر.
وأعرب رئيس حكومة بنجلاديش، عن شعوره بسعادة بالغة لتواجده في رحاب الأزهر الشريف ووسط طلابه وأساتذته، قائلا: «شرف عظيم أن أحضر إلى مؤسسة الأزهر العريقة، فكلما زرت مصر كنت أنظر إلى الأزهر من بعيد، إنها خبرة لا تضاهيها خبرة حصلت عليها من قبل»، مشيدًا بتمكن الأزهر ونجاحه في رعاية تلك الأعداد الهائلة من الأكاديميين والطلاب المصريين والوافدين، موجهًا تحية خاصة لطلاب بلاده الدارسين بالأزهر، قائلا لهم: «دراستكم بالأزهر تتيح لكم نظرة ثاقبة على العالم والإنسانية جمعاء».
كلمة رئيس الحكومة المؤقتة لبنجلاديشوقال رئيس حكومة بنجلاديش: «في طفولتي، كان والدي يحكي لي ولإخوتي عن جامعة الأزهر كمرتكز علمي جوهري في الشرق، وليس كمجرد مؤسسة للتعليم العالي؛ وارتحل المئات من منطقتنا إلى هذه المؤسسة العظيمة طلبا للعلم. وبالنسبة لي، تمثل جامعة الأزهر تجسيداً للاستنارة، والتعاطف، والوئام، والتسامح، والشمول، وهي المفاهيم الجوهرية لدينا نحن المسلمين، وكذلك لدى الإنسانية جمعاء، وفي ذلك يتجاوز الأزهر الحدود التقليدية للدراسات الإسلامية».
وأضاف: «نحن ننظر إلى الأزهر كبوتقة لمذاهب عدة؛ تشمل الحنفي، والمالكي، والشافعي، والحنبلي. ولطالما تمسك الأزهر بقيم العدالة والمساواة والبحث الفكري، والتي جذبت الناس إلى الإسلام في سنواته الأولى، كما سعى إلى إلهام روح البحث خارج نطاق الدين، وتعزيز تلك الروح»، مؤكدًا أن تأثير الأزهر في بنجلاديش قد امتد على نطاق واسع منذ زمن بعيد، حين جلب العلماء الذين تخرجوا من الأزهر التصوف إلى بنغلاديش، والذي هو جزء لا يتجزأ من التراث الثقافي والروحي، قائلا: «حتى يومنا هذا، تحظى آراء علماء الأزهر بتقدير كبير في بنغلاديش، وما تزال تسهم في تشكيل الخطاب الديني والاجتماعي المعاصر».
تجربة في مساعدة الفقراءوتحدث رئيس حكومة بنجلاديش عن تجربته في مساعدة فقراء في بلاده وتوفير المساعدات الإنسانية لهم بشكل مستدام، ومحاولاته لإقناع البنوك والمصارف لإعطاء قروض ميسرة للفقراء وعدم اقتصارها على المستثمرين فقط، داعيا الشباب للتفكير الجاد والبحث عن الحلول والطرق الأقرب لمساعدة الناس والفقراء، مؤكدا أنها مسألة مهمة ينبغي مراعاتها والحرص على تطبيقها، ومسؤولية جسيمة تقع على عاتق الشباب لإحداث التغيير الإيجابي والتقدم المنشود.
وتابع رئيس حكومة بنجلاديش، أنه حان الوقت لاتخاذ موقع جديد لنا في هذا العالم، في ضوء قيم الإسلام ومبادئه، والتفاعل ثانية مع العالم ونحن متحدون، قائلا: «أتطلع إلى الأزهر لقيادة التحول الضروري في مجتمعاتنا، حيث أن رسالته الجامعة فكريا وأخلاقيا وروحيا يمكن أن تلهم المسلمين في جميع أنحاء العالم وكذلك الإنسانية جمعاء لتبني حضارة متوازنة ومتجانسة»، مؤكدًا: «نعيش في وقت يجب أن تتوجه فيها المساعي البشرية نحو البحث عن العدل والتصالح وعن نظام عالمي مُنصِف تمثل روح التعاطف الإنساني فيه أولوية تتغلب على روح الانتقام والظلم والمنظورات الضيقة للنظام العالمي».
وأكد رئيس حكومة بنجلاديش، أن قتل حوالي 45,000 فلسطيني في المجزرة المستمرة في غزة على مدار 14 شهراً يُعد تذكيراً مخيفا بمحدودية المعايير والمؤسسات الدولية، قائلًا: «لابد أن نوقف آلام الفلسطينيين ونتكاتف من أجلهم»، موضحا أن المفاهيم المغلوطة تنتشر في كثير من أنحاء العالم، وتتكاثر المعلومات المضللة، وتتفوق الأساطير تتفوق على الحقائق، وأنه غالباً ما يقع الإسلام والمسلمين ضحايا للتشويه والصور السلبية، وأن كل هذه الأزمات تشير في النهاية إلى أزمة أعمق فيما يتعلق بفهمنا للتعاطف أو للافتقار إليه.
ودعا رئيس حكومة بنجلاديش، إلى التفكير في كيفية تجديد نظام التعليم في العالم الإسلامي، ووضع الأكاديميين والباحثين والمفكرين المسلمين في طليعة الثورة العلمية والتقنية، قائلًا: «نحن بحاجة إلى تعزيز التعاون بين دول العالم الإسلامي، وكذلك إلى التفاعل النشط مع الدائرة الأوسع للمعارف العالمية».