الجزيرة:
2025-03-18@17:42:08 GMT

ما الذي جرى في تخريج ضباط الكلية العسكرية بتركيا؟

تاريخ النشر: 9th, September 2024 GMT

ما الذي جرى في تخريج ضباط الكلية العسكرية بتركيا؟

إسطنبول- شهدت تركيا في الأيام الأخيرة جدلا واسعا، أثاره حفل تخريج دفعة جديدة من ضباط كلية الحرب البرية بجامعة الدفاع الوطني، بحضور الرئيس رجب طيب أردوغان وعدد من كبار القادة العسكريين، بعد أن قام عشرات الطلاب الخريجين بأداء قسم غير تقليدي، مما أثار تساؤلات حول دلالاته السياسية.

بدأ الحفل وفق البروتوكولات المعتادة وأدى الضباط القسم الرسمي، غير أن المفاجأة جاءت بعد انتهاء المراسم الرسمية، عندما نظّم عدد من الضباط حفلا موازيا لم يكن مدرجا في برنامج مراسم التخرج، حيث رفعوا سيوفهم بشكل جماعي ورددوا بصوت موحد عبارة "نحن جنود مصطفى كمال، نحن حراس العلمانية"، في إشارة إلى مؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك.

وأعاد هذا الموقف إلى الذاكرة مشاهد من تاريخ تركيا، حين كان للجيش دور سياسي مؤثر في الشؤون الداخلية.

وتباينت آراء رواد وسائل التواصل الاجتماعي بين من اعتبره مجرد تعبير عن تقدير الضباط لإرث مؤسس الجمهورية التركية، وبين من رآها خطوة تحمل دلالة تحدٍّ للحكومة بما تضمنته من قسم غير رسمي واستعراض بالسيوف، مستحضرين ذكريات الانقلابات العسكرية التي شهدتها تركيا في الماضي.

وأفادت صحيفة "حرييت" أن قائد سرية الضباط المتخرجين من الكلية الحربية البرية قد قدم استقالته الأحد، عقب ردود الفعل الواسعة التي طالت سريته.

???????? Kara Harp Okulu’ndan mezun olan Teğmenler:

"Mustafa Kemal'in askerleriyiz!" pic.twitter.com/uhCTJbofmz

— Conflict (@ConflictTR) August 31, 2024

محاسبة المتورطين

وفي تصريح مفاجئ، أكد المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية عمر تشيليك، أن تحية الضباط الأتراك لمؤسس الجمهورية أتاتورك في حفل تخرجهم هي "أمر طبيعي ولا يحمل أي دلالات غير اعتيادية"، مضيفا "من الخطأ الفادح توصيف هذا التصرف كتحضير لانقلاب، ولا يمكن قبول أي إساءة تجاه هؤلاء الضباط، فهم يمثلون مستقبل بلادنا".

على الجانب الآخر، أبدى رئيس حزب الحركة القومية، دولت باهتشلي، شكوكه حول الحفل غير الرسمي الذي أقامه الضباط، وطرح تساؤلات حول مغزى ترديد هتاف "نحن جنود مصطفى كمال"، معتبرا أنه شعار سياسي يستخدمه حزب الشعب الجمهوري والانقلابيون.

وفي حين نفت وزارة الدفاع التركية، الأسبوع الماضي، استدعاء الملازمين المتخرجين من الكلية الحربية للتحقيق، إذ إنهم لم يعودوا مرتبطين إداريا بالكلية بعد تخرجهم، تعهد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خلال كلمته في النسخة الـ21 من مؤتمر طلاب مدارس الأئمة والخطباء، أمس السبت، بمحاسبة المتورطين في المظاهرة العسكرية.

وقال أردوغان أن "بعض الأشخاص المسيئين ظهروا في حفل تخرج محدد، وقاموا بإشهار السيوف، لكن السؤال هو: في وجه من كانت موجهة هذه السيوف؟"، وأكد أن السلطات تجري تحقيقات شاملة حول هذه الحادثة، قائلا "سيتم تطهير هذه القلة الجاهلة من الجيش، نحن لم نصل إلى هنا بسهولة، ولن نتسامح مع هذه التصرفات".

كما أوضح أردوغان أنه تم إجراء اجتماعات مع مسؤولي الجامعة والقوات البرية لمناقشة الواقعة، مشددا على أن الجيش التركي لن يكون ساحة للصراعات السياسية، ولن يُسمح لأي أحد بتفتيت وحدته أو استغلاله لأهداف خارجية، قائلا "لن نسمح أبدا بإدخال الجيش في الحسابات السياسية".

أردوغان تعهد بمحاسبة المتورطين في المظاهرة العسكرية (الأناضول) انتقاد من المعارضة

من جهته، انتقد رئيس بلدية إسطنبول المعارض، أكرم إمام أوغلو موقف الرئيس التركي من الحادثة قائلا "ولاء قواتنا المسلحة التركية لمؤسس الجمهورية مصطفى كمال أتاتورك هو فوق السياسة"، موضحًا أن ما قام به الشباب الضباط كان مجرد تعبير عن احترامهم لمؤسس البلاد في أهم يوم بحياتهم، وختم بالدعوة إلى "التخلي عن عادة استغلال كل حادثة على أنها انقلاب".

كما انتقد رئيس حزب الشعب الجمهوري أوزغور أوزيل، تصريحات الرئيس التركي، قائلا "من المستغرب أن يستغرق الأمر 8 أيام لإبداء هذا الاستياء"، وأضاف أوزيل "أدين استغلال الضباط الجدد الذين يحملون السيوف لأهداف سياسية، لا يمكنك التضحية بمستقبل هؤلاء الشباب الموهوبين لخدمة سياساتك المتشددة".

أكرم إمام أوغلو: ولاء قواتنا المسلحة التركية لمؤسس الجمهورية فوق السياسة (الفرنسية) استحضار الانقلاب

وصف الباحث الأكاديمي في جامعة أنقرة جنك سراج أوغلو، أداء الضباط الجدد للقسم بالسيوف في حفل التخرج بأنه "سلوك غير منضبط"، مشيرا إلى أن الشعار الذي تم ترديده يحمل طابعا سياسيا، ويتبع أحد الأحزاب السياسية، وأوضح أن هذا التقليد، الذي بدأ لأول مرة في 28 فبراير/شباط 1997 وتم إلغاؤه في عام 2016، قد عاد للظهور هذا العام، مما أثار الكثير من الجدل.

وفي حديثه مع الجزيرة نت، أشار سراج أوغلو إلى أن ما حدث في الحفل يبدو وكأنه كان منظما مسبقا، لافتا إلى أن غياب القادة المسؤولين عن الضباط في تلك اللحظة، يعكس إهمالا واضحا.

كما تساءل الباحث عن أسباب إجازة بعض القادة خلال الحفل، وهو ما زاد من تعقيد المشهد وأثار مزيدا من التساؤلات حول سير الأحداث، مؤكدا أن ما حدث أشعل نقاشات حادة حول احتمالية تكرار محاولات الانقلاب في البلاد.

وطالب الكاتب والأكاديمي فرقان بويوك باش بفتح تحقيق فوري في الواقعة، معبّرا عن استيائه الشديد على موقع "إكس" بقوله "إذا لم يُتخذ أي إجراء حيال هذا التلميح العلني للانقلاب والترهيب الذي يشبه البيانات العسكرية، فسأعيد النظر في علاقاتي مع الحركة السياسية التي دعمتها طوال 23 عاما، لقد دعمناكم من أجل دفن الوصاية العسكرية الكمالية في صفحات التاريخ".

من جهة أخرى، ترى الصحفية نرجس ديميركايا أن ردود الفعل التي أثارتها قضية الضباط كانت مبالغا فيها، مشيرة إلى أن الكليات العسكرية في تركيا معروفة بانتمائها الراسخ لمؤسس الدولة أتاتورك، ولا يُتوقع من الضباط أن يكونوا مفكرين أو باحثين مستقلين في قراراتهم أو أفكارهم.

وأضافت ديميركايا أن المعارضة التركية استغلت القضية بشكل فعّال لإثارة الشعب ضد الحكومة والرئيس، مدركة مدى حساسية رمزية أتاتورك لدى الأتراك، وتساءلت عما إذا كان تأخر الرئيس أردوغان في التعليق على الحادثة يعود إلى توفر معلومات جديدة استوجبت الرد، أم أن اختياره للحديث عنها خلال كلمته في مؤتمر طلاب مدارس الأئمة والخطباء المتدينين كان يحمل رسالة رمزية بحد ذاتها.

فيما انتقد الصحفي والأكاديمي نديم تشينار بشدة ردة الفعل تجاه الضباط، قائلا في تغريدة على "إكس" إنه "إذا كنت تخشى حدوث انقلاب، فلن تجده بين الملازمين، الانقلابات لا تُقاد من الرتب الصغيرة، بل ستبحث عن قائد لها في صفوف العقيد أو الجنرال، وإذا كنت تبحث عن مُدبّر حقيقي لانقلاب، فعليك التوجه إلى المستويات العليا، عليك أن تفتش في القضاء، وأن تراقب الشرطة".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات مصطفى کمال إلى أن

إقرأ أيضاً:

هاجموا نظام طهران.. ضباط إيرانيون سابقون: حزب الله وحماس لن ينهضا مُجدداً

في مقابلة نادرة من نوعها، قال ضباط سابقون في الحرس الثوري الإيراني لوسائل إعلام إسرائيلية، إن تنظيم "حزب الله" اللبناني، وحركة "حماس" الفلسطينية لن يستعيدا قوتهما، وانتقدوا النظام الإيراني.

وكشف أحد العملاء السابقين في الحرس الثوري الإيراني، يدعى "جواد"، تورطه السابق في قمع الاحتجاجات الإيرانية، وتجنيده في ميليشيا الباسيج، كما أنه تحدث عن رد فعل إيران بشأن اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس، إسماعيل هنية، في طهران يوليو (تموز) الماضي.
ووصف العملية الاستخباراتية الإسرائيلية بـ"الدقيقة للغاية"، لأن الموساد كان يعرف بالضبط مكان إقامته، حتى رقم الغرفة، مما أظهر مدى عمق اختراق المخابرات الإسرائيلية للحرس الثوري الإيراني، كما وصف حال الحرس الثوري بأنه كان في حالة صدمة تامة، ولم يصدروا  بياناً.

جدل داخلي حاد في إيران حول نوايا الولايات المتحدةhttps://t.co/oLvLXbZFHO pic.twitter.com/AQBEZBuuxL

— 24.ae (@20fourMedia) March 13, 2025  ضعف وكلاء إيران

ووفقاً لأحد أفراد الحرس الثوري الإيراني، فإن الاستخبارات الإسرائيلية فعالة للغاية، على الرغم من أن عملياتها البرية لا تزال تعاني من نقاط ضعف، مشيراً إلى أن اغتيال هنية كان مجرد بداية، لأنه بعد أشهر، تمت تصفية  الأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله، ولكن الضربة الأكبر جاءت بانهيار نظام بشار الأسد في سوريا.
وقال: "خسر الحرس الثوري الإيراني إحدى أقوى جبهاته في سوريا، والآن، تعمل سوريا لصالح إسرائيل ضد حزب الله، كانت تلك هزيمة ساحقة لإيران"، مضيفاً: "تستهدف إسرائيل شخصيات رئيسية بشكل منهجي، ويعلم الحرس الثوري الإيراني أن حماس وحزب الله قد لا يتعافيان تماماً، لذلك يعلقون آمالهم على المضي قدماً في العمليات من اليمن".
وقال جواد: "من يصفون إسرائيل بالفساد يغرقون في الفساد بأنفسهم"، مشيراً إلى أن الفساد الحكومي خرج عن السيطرة، وقال: "تضاعف الفساد في إيران، بدأ الناس يستفيقون".


الهيكل العسكري الإيراني

ومن بين الذين تحدثوا إلى القناة الـ12 الإسرائيلية، آراش، وهو مقدم سابق في سلاح الجو الإيراني ومحارب قديم في القوات الخاصة، وشارك وجهة نظره الداخلية حول الهيكل العسكري الإيراني، موضحاً أن القوات المسلحة الإيرانية تنقسم بين الحرس الثوري الموالي للمرشد الأعلى علي خامنئي، والذي يمول الميليشيات التابعة له، والجيش الإيراني النظامي الذي يضعف تدريجياً مع توجيه الموارد إلى جهات أخرى، وتصاعدت التوترات بين الطرفين خصوصاً بعد أن تسببت الغارات الجوية الإسرائيلية بتدمير أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية، وأكد أن بعض عناصر الجيش النظامي ينتظرون الفرصة للانقلاب على النظام.

#ترامب يهدد #إيران ويعلن بدء ضربات "حاسمة" ضد #الحوثيينhttps://t.co/lqyLTWRMyV

— 24.ae (@20fourMedia) March 15, 2025  صراع مفتوح

وأضاف آراش: "إذا وقع هجوم آخر، فقد يشعل صراعاً مفتوحًا بين الحرس الثوري الإيراني والجيش، فالجيش الإيراني يتكون من أناس عاديين، ولهذا السبب يشعرون بخيبة أمل أكبر تجاه النظام مقارنةً بالحرس الثوري"، وأعرب كل من جواد وآراش عن دعمهما للعمل العسكري الإسرائيلي ضد النخبة الحاكمة في إيران.


انقسام إيراني

وقال: "دمرت إسرائيل أنظمة الدفاع الجوي إس-300 التي قدمتها روسيا، والآن، أصبحت إيران تمتلك تقنيات قديمة من الحرب الإيرانية العراقية. لا تُحب أي دولة أن تُهاجم، ولكن في هذه الحالة، كان 95% من الإيرانيين سعداء عندما ضربت إسرائيل تلك المواقع"، واتفق آراش على تصريح جواد.
وعلقت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، قائلة إن هذه الشهادات تتيح نافذة نادرة على الانقسامات داخل الجيش الإيراني والسخط المتزايد في صفوفه، ومع تصاعد التوترات، تُشير رواياتهم إلى أن المعارضة للنظام قد تكون أعمق بكثير مما تبدو عليه".

مقالات مشابهة

  • التميمي يكرم آمرى الكلية العسكرية السابقين بتوكرة
  • “احمد الشرع” مجرد حصان طرواده …وعام ٢٠٢٥ عام الانهيارات بتركيا وايران !
  • وزير الداخلية يعزي ذوي الشهداء الذين ارتقوا وهم يؤدون واجبهم الوطني
  • الداخلية توضح حقيقة إدعاءات بشأن تعرض أحد ضباط الشرطة بقنا للتعدى نتيجة إرتكابه تجاوزات
  • فيديو صادم.. فتاتان تثيران الجدل بلعب الورق في المقابر بتركيا
  • هاجموا نظام طهران.. ضباط إيرانيون سابقون: حزب الله وحماس لن ينهضا مُجدداً
  • بايرن ميونخ يودع فريتز شيرير.. الرئيس الأسبق الذي رسم طريق المجد
  • رئيس شؤون الضباط في وزارة الدفاع العميد محمد منصور: الضباط المنشقون يمتلكون خبرات ميدانية ثمينة وسيتم توظيفهم بحسب تخصصاتهم وحاجة القوات المسلحة، لضمان نقل خبراتهم إلى الأجيال الجديدة، بما يعزز الجاهزية القتالية ويرسخ العقيدة العسكرية السورية القائمة على
  • رئيس شؤون الضباط في وزارة الدفاع العميد محمد منصور: الوزارة تضع آليات لضمان استفادة الجيش من خبرات الضباط المنشقين بالشكل الأمثل وتعتبرهم جزءاً أصيلاً من المؤسسة العسكرية ومن الواجب تكريمهم وإعطاؤهم المكانة التي يستحقونها
  • رئيس شؤون الضباط في وزارة الدفاع العميد محمد منصور: الجيش العربي السوري كان وسيبقى عماد السيادة الوطنية، واستعادة الكفاءات والخبرات العسكرية التي انشقت وانحازت للشعب في مواجهة نظام الأسد البائد والتي خاضت معارك الدفاع عن الوطن أمرٌ ضروري لتعزيز قدرات جيشن