نجاح سلسلة من رحلات أشباه الأقمار الصناعية عالية الارتفاع في الدولة
تاريخ النشر: 9th, September 2024 GMT
أعلنت ميرا آيروسبيس العالمية، المتخصصة في مجال أشباه الأقمار الصناعية عالية الارتفاع “HAPS”، اليوم، عن إكمال سلسلة ناجحة من رحلات أشباه الأقمار الصناعية في دولة الإمارات.
وتعدّ “ميرا آيروسبيس” مشروعًا مشتركًا بين “بيانات”، الشركة المساهمة العامة المدرجة في سوق أبوظبي للأوراق المالية، وشركة “UAVOS” لتطوير وتصنيع أنظمة غير مأهولة مُتقدمة ومقرّها الولايات المتحدة الأمريكيّة.
وتم إطلاق طائرة لتحلق من جزيرة أبو الأبيض في دولة الإمارات واستمرت في التحليق في طبقة الستراتوسفير لعدة أيام، مُحمّلةً بتقنيات متقدّمة لرصد الأرض.
وخلال هذه الفترة، اختبرت عددا من السيناريوهات للتأكد من جاهزية التكنولوجيا ودقتها في مراقبة الأرض والرصد البيئي، بجانب جمعها لبيانات مهمة عن الرّحلة.
وقال حسن الحوسني، العضو المنتدب لشركة ‘بيانات‘، رئيس مجلس إدارة ‘ميرا آيروسبيس‘: ” في الوقت الذي تسعى فيه بيانات إلى استكمال اندماجها مع الياه سات لتشكيل سبيس 42، فإنّ تقدم ميرا آيروسبيس يعتبر عاملًا أساسيًا في رؤيتنا، مشيرا إلى أن هذه الرحلات الناجحة لأشباه الأقمار الصناعية عالية الارتفاع تُمثل خطوة مهمة في مسيرتنا، ستمكّننا من جمع بيانات أشمل، بالإضافة إلى تحليلها وتوفيرها من خلال منصة ‘gIQ‘ للذكاء الاصطناعي التابعة لنا”.
من جانبه، أكد خالد المرزوقي، الرئيس التنفيذي لشركة ميرا آيروسبيس، إن هذه التقنيات التي تتبناها دولة الإمارات من شأنها أن تضعها في مصاف الدول التي تتقدم في مجال الفضاء من حيث الابتكار وتنوع مصادر البيانات، وتسخير الأنظمة غير المأهولة في خدمة قطاعات حيوية كالبيئة، الزراعة، الطاقة وغيرها من القطاعات الحكومية والخاصة.
وتم الإعلان عن تقنية أشباه الأقمار الصناعية عالية الارتفاع، التي أشار إليها المنتدى الاقتصادي العالمي “WEF” في وقت سابق كواحدة من أفضل عشر تقنيات جديدة ستُؤثّر على العالم، وقد أحرزت تقدّمًا في ثلاث قارات، حيث يُظهّر النجاح الذي أحرزته الرحلات في دولة الإمارات الخبرة المتزايدة للدولة في توفير حلول الفضاء عالية التقنية، كما يُمهّد الطريق لتحقيق إنجازات كبيرة في مستقبل هذه التقنية.
كما تُوفّر تقنية أشباه الأقمار الصناعية عالية الارتفاع التي تقدّمها الشركة رحلات طويلة الأمد خالية من الانبعاثات الكربونية ومستخدمة ألواح الطاقة الشمسية عالية الكفاءة للتزود بالطاقة، حيث ستكون بمثابة حلٍّ مستدام وذي فعالية من حيث التكلفة لرصد الأرض بشكل مستمر، من خلال جمع بيانات عالية الدقة، وتوفير خدمات الاتصالات للمناطق غير المأهولة كشبكة مستقلة أو بالتعاون مع مزودي خدمات الجيل الرابع والجيل الخامس للاتصال بشبكة الإنترنت، مع مرونة عالية في التحكم في مسار الرحلة وتوجيهها إلى المكان المناسب.وام
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: دولة الإمارات
إقرأ أيضاً:
المنارات التي شيدها أول مايو: النقابة وإنسانيتنا الإسلاموعروبية
عبد الله علي إبراهيم
(جريدة الخرطوم 11 ديسمبر 1988)
(لا يرى الحاملون على دولة 1956 سوى مفردة الحكومة فيها. وهي مفردة قصوى لا جدال. ولكن غفلتهم عن مفردات غراء لهذه الدولة لم يرمهم في غيظ ضرير على هذه الدولة فحسب، بل اعتزلوا أيضاً هذه المفردات الغراء التي تركوها لتستوحش تحت شرور نفس الحكومة. وهذه مقالة من أخريات حاولت فيه لفت نظر كتائب استئصال دولة 56 أن لهم، كما يقول المثل، حبان في بيت العدا. وبلغ من فساد هذا الغيظ المحض الضرير انتداب حميدتي دعمه السريع للقضاء المبرم على هذه الدولة. وقعد "فراجة" الليبرويساريون الذين جعلوا من القضاء المبرم على هذه الدولة ثقافة شاعت حتى انتهزها البطلق أماتكم كما في مثل ورد في كتاب لبابكر بدري).
لولا ملابسات الحجز بقطار كريمة يوم الجمعة الماضية لكنت قد شاركت في احتفال نقابة السكة حديد باليوم العالمي لحقوق الإنسان الذي نظمته اللجنة السودانية لحقوق الإنسان.
وجدت في حضور احتفال عطبرة لحقوق الإنسان مزايا عديدة علاوة على أنه فرصة سانحة لزيارة أخرى لمدينتي الأولى. فقد أثلج صدري أن ترمي نقابة السكة الحديد بثقلها في حركة حقوق الإنسان بعد أن ظلت قاصرة على صفوة خيرة من المتعلمين منذ تأسيس حركتها في 1985. وقد شاب أداء هذه الصفوة خلل في التركيز حين رجحوا الضغط العالمي الجاهز لنصرة قضيتهم دون حفز الضغط الشعبي المحلي وإلهامه في سياقاته السياسية والاجتماعية الصعبة. ولذا بدا مفهوم حقوق الإنسان كطارئ وقع لنا من اهتمام العالم بنا لا كأصل قديم في مشروعنا الاجتماعي والنقابي والسياسي.
ساءني دائماً الاتهام المعمم الذي يطلقه بعض المتحدثين من المتعلمين بأن بيئتنا العربية المسلمة مسكونة بالاضطهاد العنصري وغير مواتية لحقوق الإنسان. وغالباً ما استدلوا على ذلك بأبيات من المتنبي عن كافور، أو ممارسات للزبير باشا، أو مبدأ الكفاءة في الزواج في عقد زواج شهير من الثمانينات. وهذا انتقاء عشوائي للاستدلال على عدم سماحتنا استدلالاً لن تسلم معه أي جماعة من الاتهام بالاضطهاد العنصري مهما بلغت من آيات السماحة والإنسانية.
لقد جادلت هؤلاء الإخوة طويلاً الفت انتباههم إلى أن إنسانيتنا العربية الإسلامية لم تتجمد في التاريخ لأنها فعل في التاريخ تتجدد به وتجدده.
وكنت أشير عليهم بدراسة مفهوم "النقابة" الذي هو من أفضال مدينة عطبرة السياسة على وطننا. فتعريف النقابة أنها تنظيم يضم عمال أو موظفي المؤسسة بغير اعتبار للعرق أو الدين أو القبيلة أو النوع. ومن فوق صفاء هذه المفهوم ونبله ازدهرت الحركة النقابية السودانية التي ظلت تحرس مجتمعنا وإنسانيتنا بعين ساهرة.
في وقت باكر أهدتنا عطبرة "النقابة": هذه الأداة التي اشتد عودها من تخطيها للحزازات العرقية والقبلية والدينية التي تمنع الممارسة الحرة للحقوق الإنسانية. وأتمنى أن يكون احتفال نقابة عمال السكة الحديد باليوم العالمي لتلك الحقوق مناسبة لتتصل النقابة بالإطار التنظيمي للحركة العالمية لحقوق الإنسان.
أما عن التزامنا بمبدأ حقوق الإنسان فالنقابة ذاتها شاهد كبير على بعد المدى الذي قطعناه في هذا السبيل.
ibrahima@missouri.edu