«جون أفريك»: خالد العناني يتسلح بالسلام والوئام والحوار للفوز بمقعد اليونسكو
تاريخ النشر: 9th, September 2024 GMT
نشرت مجلة «جون أفريك» الفرنسية الأسبوعية، تقريرا مطولا، عن خالد العناني المرشح المصري لمنصب المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو" وعالم مصريات شهير ووزير سابق للسياحة والآثار، استعرضت فيه نشأته وأعماله السابقة ورؤيته الشاملة للمساهمة في تنمية الشعوب.
وقالت المجلة، إن العناني 53 عاما، من القاهرة ولد ونشأ بحي الروضة المطل على نهر النيل، مشيرة إلى تأثره الكبير بوالده، حيث قال خالد العناني: «والدي هو قدوتي.
وأضافت المجلة، أنه عمل كمرشد سياحي، قبل أن يصبح عالم مصريات شهيرا وقالت: "بدأ خالد العناني مسيرته كمرشد سياحي، ضد رغبات والده المهندس الذي كان يود رؤيته يسير على خطاه. فقد اختار للحصول على شهادة في الإرشاد السياحي (القسم الفرنسي) في جامعة حلوان، القاهرة".
وحصل خالد العناني على درجة الدكتوراة في علوم المصريات- جامعة پول ڤاليرى مونپيلييه 3 الفرنسية. وقد أثمرت جهوده منذ أن أنهى دراسته عام 2002 حيث انضم إلى المعهد الفرنسي الشهير للآثار الشرقية، كباحث مشارك ومتعاون علمي وعالم مصريات كما أنه عضو فخري في الجمعية الفرنسية لعلم المصريات والمعهد الأثري الألماني، وتم تعيينه مديراً عاماً للمتحف القومي للحضارة المصرية (2014)، ثم المتحف المصري في القاهرة (2015-2016).
وأشارت "جون أفريك" إلى أن العناني مدافع عن التراث وقالت إنه: شغل منصب وزير الآثار المصري (مارس 2016 - ديسمبر 2019)، ثم وزير السياحة والآثار (ديسمبر 2019 - أغسطس 2022)، في بلد يضم مليوني عامل في قطاع السياحة الذي يقدم أكثر من 10% من إجمالي الناتج المحلي، كما أشرف العناني على العديد من المشروعات الكبرى، مثل "الموكب الذهبي للفراعنة" في أبريل2021 - موكب لنقل 22 مومياء تعود لملوك وملكات مصر القديمة، من ميدان التحرير إلى المتحف الحضارة الجديد.كما تولى الإشراف على حفل افتتاح طريق الكباش بالأقصر الذي يبلغ طوله حوالي ثلاثة كيلومترات تربط بين معبدين أسطوريين وهما آمون والكرنك. ونظم خلال الحدثين مواكب مذهلة مستوحاة من مواكب الأعياد القديمة. كما شهدت فترة توليته المسئولية إجراء تعديلات في عامي 2018 و2021 لعدة قوانين خاصة بالآثار والسياحة لضمان مواءمتها مع الواقع المعاصر وتعزيز حماية التراث المصري.
وأوضحت المجلة الفرنسية، أن "الثقافة للجميع"، هي أحد أهم أفكار خالد العناني في فترة توليته الوزارة كما هو الحال عندما كان مديرًا للمتحف، حيث يرى أن الثقافة والمعرفة يجب ألا تبقى محصورة في أيدي النخبة، ولكن تكون شاملة، للمساهمة في التنمية والسلام بين الشعوب.
ولهذا فهو فخور بعودة المواقع الأثرية والمتاحف في متناول المصريين والشباب وكذلك الأشخاص ذوي القدرة المحدودة على الحركة، لا سيما من خلال تنفيذ سياسة تسعير جذابة بشكل خاص. وهو التزام أكسبه عدة أوسمة: حيث حصل على لقب فارس- وسام الفنون والآداب من فرنسا عام 2015، ووسام استحقاق الجمهورية من بولندا عام 2020، وسام الشمس المشرقة في اليابان عام 2021، كما سيحصل على الدكتوراة الفخرية من جامعة مونبليه في أكتوبر المقبل.
كما تطرقت المجلة إلى كونه داعما للفرانكفونية، تمامًا مثل مواطنه ومثله الأعلى الأمين العام السابق لمنظمة الأمم المتحدة بطرس بطرس غالي (توفي عام 2016)، وقالت إنه مدافع متحمس عن الفرانكوفونية واللغة الفرنسية التي مارسها منذ صغره خلال تعليمه.
في الواقع، على الرغم من أن اللغة الإنجليزية هي اللغة الأكثر استخدامًا في عالم الأعمال، فإن مصر بلد ذو تقاليد عريقة في التحدث باللغة الفرنسية، حيث تمارس اللغة الفرنسية في المجال الفكري والثقافي الأكاديمي.
وأكدت أنه له خبرة في الإدارة، إلى جانب عمله كمثقف وأكاديمي وعالم مصريات، أثبت خالد العناني أيضًا أنه مدير وشخص عملي من خلال إدارة مواقف الأزمات المختلفة خلال فتراته المتعاقبة كوزير.
خلال جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، وجد ما يقرب من مليون مصري العمل في مجال الفنادق أو تقديم الطعام أو السياحة أنفسهم فجأة بدون وظيفة، فلم يتردد العناني في استخدام الاستراتيجيات المبتكرة: تنظيم الفعاليات، تطوير سياحة المؤتمرات، مساهمة القطاع الخاص في التمويل، رعاية وحتى تقديم الخدمات للعملاء في المجال الثقافي أو في المواقع الأثرية.
وأشارت المجلة إلى أن للعناني شبكة علاقات متعددة، بفضل حماسه فقد تمكن من بناء شبكة دولية قوية بين الباحثين والشخصيات من العالم الأكاديمي، وبين السياسيين أيضا، مثل أودري أزولاي المديرة الحالية العام لليونسكو، وزوراب بولوليكاشفيلي الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية (مؤسسة متخصصة في الأمم المتحدة)، وكذلك في المستشاريات في جميع أنحاء العالم.
وقالت: "كان عمره سبعة أو ثمانية أعوام على الأكثر عندما أشرفت منظمة "يونسكو" التي تأسست عام 1945 على إنقاذ آثار النوبة (خاصة معابد أبوسمبل) في جنوب مصر في الستينيات. وهي لحظة مهمة لعالم المصريات المستقبلي الذي سيركز بعد ثلاثين عامًا تقريبًا، على "آلهة معابد رمسيس الثاني بالنوبة السفلى". أيضًا عندما طلب منه وزير الخارجية أن يكون مرشح مصر لرئاسة منظمة "اليونسكو" عام 2022 قال خالد العناني: "إن لديه شعور بأن حلم الطفولة هذا يمكن أن يتحقق".
ومنذ ذلك الحين، متسلحا بكلمات "السلام"، "الوئام"، "الإصغاء"، "الحوار" و حتى "العالمية"، يسافر خالد العناني في عدة دول حول العالم من أجل "بناء برنامج أقرب ما يمكن إلى الناس، قادرا على الاستجابة للقضايا المعاصرة مع احترام التراث العالمي والحفاظ عليه. كل ذلك مع الاعتماد على الخبرة الخاصة والمعرفة بالتحديات التي تواجهها إفريقيا والعالم العربي" على حد قوله.
وحصل العناني بالفعل على دعم الاتحاد الإفريقي ومنظمة الجامعة العربية. وتداولت وسائل الإعلام عدة أسماء أخرى قد تترشح، ولا يوجد حتى الآن أي منافس رسمي آخر في التصويت الذي سينظم في نوفمبر 2025، باستثناء الدبلوماسي الجابوني نويل نيلسون ميسون.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: خالد العناني اليونسكو منظمة اليونسكو مرشح مصر لليونسكو خالد العنانی
إقرأ أيضاً:
بلا قيود تدعو إيران الى إلغاء قانون العصور الوسطى المخزي الذي يرسخ سلطة النظام الوحشي
قالت صحفيات بلا قيود، يوم الخميس (19 ضديسمبر/كانون الأول) إن على الحكومة الإيرانية التخلي عن قانون "الحجاب والعفة" المخزي الذي يتعارض مع التعاليم الإسلامية والكرامة الإنسانية الأساسية، ويشعل حرباً ضد النساء والفتيات لترسيخ سلطة النظام السياسي.
واعتبرت صحفيات بلا قيود أن القانون يأتي انتقاماً من حركة "المرأة، الحياة، الحرية"، ويخلق نظام من الاضطهاد الشامل القائم على النوع الاجتماعي، ما يؤدي تصعيد العنف ضد النساء والفتيات.
وأوقف المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني تنفيذ قانون "الحجاب والعفة" والذي كان من المقرر أن يدخل حيز التنفيذ يوم الجمعة. وقال في رسالة للبرلمان يوم السبت 14 ديسمبر/كانون الأول 2024 "إن ذلك حتى تتمكن الحكومة من تقديم مشروع قانون معدل إلى البرلمان"، حسبما قال أحد أعضاء هيئة رئاسة البرلمان
. والتوقف إجراء دستوري أكثر منه رغبة في وقف القانون سيئ السمعة. لكن قال مسؤول في البرلمان انه سيجري تقديم القانون المعدل خلال أيام للبرلمان بحلول 21 ديسمبر.
وقالت صحفيات بلا قيود إن قانون الحجاب والعفة خارج الحكمة والعقل قادم من العصور الوسطى لترسيخ سلطة نظام وحشي.
كما يعبّر عن استمرار لنهج الحكومة في محو المزيد من حقوق الانسان ويكثف سيطرة الدولة على النساء والفتيات واعتداء سافر على حقوق المرأة الشخصية وحرياتها.
ويضع القانون المسمى قانون "حماية الأسرة من خلال تعزيز ثقافة العفة والحجاب" المكون من 74 مادة نظامًا معقدًا من الغرامات والقيود التي تستهدف ما يعرفه بالزي غير اللائق لكل من الرجال والنساء. سيواجه المخالفون المتكررون وأي شخص يسخر من القواعد أحكامًا بالسجن لمدة أطول تصل إلى 15 عامًا، ويفرض الجلد والغرامات الباهظة وحظر السفر والقيود على التعليم والتوظيف للنساء والفتيات اللاتي يتحدين قوانين الحجاب الإلزامي. كما سيلزم القانون المؤسسات العامة والخاصة والمجتمع المدني والمواطنين إلى الإبلاغ عن أي شخص ينتهك القواعد.
يتجاهل القانون سيء السمعة حالة السخط المنتشرة على نطاق واسع بين الإيرانيين، وتحذيرات عشرات الآلاف عبر كل الطيف السياسي داخل إيران من أنه سيعمق الانقسامات المجتمعية في وقت مضطرب بالفعل. ورفضت معظم الهيئات الثقافية و الدينية الإيرانية هذا القانون التميزي واعتبرته تهديداً للسلم الاجتماعي في إيران. واستهدافاً لسحق المقاومة المستمرة للفتيات لقانون الحجاب الإجباري. ووصف باعتباره "تمثيلية سخيفة".
عقود من الظلم
تعهد مسعود بيزشكيان خلال حملته الانتخابية بإنهاء تطبيق الحجاب الإلزامي، وزيادة الحقوق والحريات بما في ذلك حرية التدوين على الانترنت. وعليه اللالتزام بالوعود التي طرحها ووقف الحرب التي تشنها السلطات على النساء الإيرانيات والحريات الشخصية في البلاد، والاعتذار عن التضييق والمعاناة الذي تعرضن له خلال عقود من السياسات القمعية.
وناضلت الحركة النسوية والحقوقية الإيرانية منذ الثورة 1979، من أجل الحريات الشخصية، بما في ذلك الحق في اختيار ملابسهن. غالبا ما أدت هذه النضالات إلى السجن والفصل من الوظائف وعقوبات قاسية أخرى. وصلت الحركة إلى منعطف حرج مع احتجاجات "المرأة، الحياة، الحرية" في عام 2022، والتي أعقبت وفاة مهسا أميني البالغة من العمر 22 عاما في حجز شرطة الأخلاق. والتي اعتبرت لحظة محورية في المقاومة ضد قمع السلطات الإيرانية القائم على الجندر والانتماء العرقي والاجتماعي، ورفض لقواعد اللباس التي تفرضها الدولة. على الرغم أنه تم سجن ما لا يقل عن 20 ألف مُتظاهر/ة، وفقا لتقديرات منظمات حقوق الإنسان، أفرج عن 80% منهم بعد أشهر بناء على عفو رسمي.
ورداً على التظاهرات صيغ القانون في مايو/أيار 2023، واكتسب المشروع الذي تمت الموافقة عليه في الأصل في عهد الرئيس السابق إبراهيم رئيسي زخما في سبتمبر/أيلول 2023، عندما استخدم البرلمان المادة 85 من الدستور لتسريعه، متجاوزا النقاش المفتوح حوله، ليضعه تحت التجربة لمدة ثلاث سنوات. لكن مجلس صيانة الدستور، وهو هيئة دينية تشرف على التشريعات، أثار اعتراضات، مما أدى إلى أشهر من المراجعات. ليظهر القانون الجديد الذي وصفته الحكومة بالغامض. مشيرةً إلى عدم استعداد الوكالات الحكومية لتطبيقه.
وفي حين أنّه لم يتم الإعلان عن شكل التعديلات المقترحة، إلا أن مشروع القانون من أساسه ينتهك معظم القوانين والمبادئ الإنسانية بما في ذلك الحق في المساواة وعدم التمييز، والأمن، وحرية التعبير، والدين والمعتقد، والخصوصية، والاستقلالية.
عقوبات تصل للإعدام:
يفرض القانون عقوبات بالسجن لمدة تصل إلى 15 عاماً وغرامة 12 ألف دولار أمريكي للترويج "للعري والفحش والتبرج أو سوء الملبس" بالتعاون مع كيانات أجنبية أو منظمات حقوقية حسب المادة(36و37). وتنص هذه المادة على أنه إذا كان السلوك يعادل "الفساد في الأرض"، فقد يعاقب عليه بالإعدام بموجب المادة 286 من قانون العقوبات الإسلامي. ويعني هذا الحكم القانوني فعليًا أن النساء والفتيات اللائي يرسلن مقاطع فيديو لأنفسهن بدون حجاب إلى وسائل الإعلام خارج إيران أو يشاركن بطريقة أخرى في النشاط السلمي قد يُحكم عليهن بالإعدام.
تشير المادة (38) إلى أن "إهانة الحجاب أو السخرية منه" أو "الترويج للعري والفحش والسفور" يعاقب بالسجن خمس سنوات أو الغرامة.
وعادة ما استخدمت الفتيات والنساء في إيران خلع الحجاب في المدارس والجامعات والشوارع للتعبير عن الغضب من النظام الديني في إيران، ورفضهن للقانون السابق الذي يجري تنفيذه منذ عقود.
لم يعرف القانون معنى "عري وفحش وتبرج وسفور".
لكنه يصف الملابس السيئة بكونها "الملابس الكاشفة أو الضيقة أو الملابس التي تظهر جزءاً من الجسم أسفل من الرقبة أو أعلى من الكاحلين أو أعلى من الساعدين" (المادة 47)!
وبموجب المادتان (48 و49) ستواجه النساء والفتيات اللواتي ينتهكن قواعد اللباس عقوبات مالية متصاعدة. وستترتب على المخالفات الأولية غرامات تتراوح بين 160 دولار أمريكي و4000 دولار. واللواتي يكررن المخالفة سيدفعن قدرها نحو 8000 دولار أمريكي، وما يصل إلى خمس سنوات سجنا، وحظرا من السفر لمدة عامين، وحظرا لمدة عامين من استخدام منصات التواصل الاجتماعي.
في الأماكن العامة أو عبر الانترنت ستواجه النساء والفتيات "الاحتجاز الفوري والملاحقة القضائية والسجن لمدة تصل إلى 10 سنوات وغرامة تصل إلى 11 ألف دولار. ويضاعف تكرار خلع الحجاب في الأماكن العامة العقوبة إلى 15 عاماً سجن و22 ألف دولار أمريكي غرامة.
وسيواجه الأشخاص غير القادرين على دفع هذه الغرامات قيودًا كبيرة على الخدمات، بما في ذلك عوائق أمام تجديد جوازات السفر، وتسجيل المركبات، والحصول على تصاريح الخروج، والإفراج عن المركبات المحتجزة، والحصول على رخص القيادة أو تجديدها.
وبموجب المادة 38 فإن "إهانة الحجاب أو السخرية منه" أو "الترويج للعري أو الفحش أو السفور أو سوء الملبس" يعاقب عليها بالسجن لمدة تصل إلى خمس سنوات، والمنع من السفر و/أو الغرامة.
ويواجه أصحاب الأعمال أيضًا عقوبات كبيرة لترويج الملابس التي تعتبر غير مناسبة بموجب القانون. وقد تؤدي المخالفة الأولى إلى فرض غرامة من الدرجة الثالثة كحد أقصى أو دفع أرباح العمل لمدة شهرين (المادة (39و43 و67).
كما تفرض عقوبات أخرى بوقف استخدام شبكات التواصل الاجتماعي والانترنت لمدة أكثر من عامين، وغرامات كبيرة (المادة 41). ويفرض على شبكات التواصل الاجتماعي تقديم محتوى لا ينتهك القانون (المادة 42).
وحسب المادة 14 فإن السلطات تفصل أي مدير لمنظمة وعضو في منظمة مجتمع في البلاد لا يلتزم بالقانون خلال شهر من الإبلاغ عن مخالفة لهذا القانون أو اسقاط ترخيص المنظمة. في المؤسسات الحكومية الرسمية يعاقب القانون المسؤولين المباشرين الذين لا يتخذون الإجراءات ضد المخالفين (المادة 45).
الإبلاغ والمراقبة والاعتداء
يحوّل القانون الجديد المواطنين إلى وكلاء للدولة لتطبيق القانون إذ يشجع على الإبلاغ عن الانتهاكات من خلال نظام الإبلاغ العام التابع للشرطة. وينص القانون على بند المراقبة المكثف الذي يسمح باستخدام لقطات من وكالات حكومية مختلفة، بما في ذلك وزارة الاستخبارات ووزارة الدفاع، لتحديد هوية الأفراد المعارضين للحجاب الإلزامي. كما يجبر الشركات الخاصة بما في ذلك سائق التاكسي الإبلاغ عن انتهاك القانون (المادة 52).
في المادة 24 تمنح منظمة الاستخبارات التابعة للحرس الثوري (ميليشيا شبه عسكرية رسمية) لمراقبة انتهاكات القانون و"انتشار العري والفحش" والملابس المسيئة للبلاد سواء في الأماكن العامة أو على الانترنت.
يلزم القانون الشركات والمؤسسات الحكومية والخاصة بتركيب كاميرات و"تحسين جودتها" لمراقبة النساء والفتيات في أماكن تلك المؤسسات وتسليم التسجيلات للشرطة (المادة62).
يخلق ذلك مناخاً من الخوف وعدم الثقة بين أفراد المجتمع. ويذكر بمناخ الخوف والجواسيس في نظام حكم عائلة الأسد في سوريا خلال 52 عاماً.
تجريم أي إجراءات للتعبير عن الرفض والاحتجاج
إضافة إلى توسيع صلاحيات الاستخبارات والأمن والشرطة ومنظمات الحرس الثوري وقوات الباسيج (تنظيم قوات شعبية يتبع الحرس الثوري)، لفرض الحجاب الإلزامي يمنح القانون حماية وحصانة كاملة للمتطوعين الذي ينفذون "الالتزام الديني" كما في المادة (59).
كما يجرم القانون أي إجراءات لتعبير النساء والفتيات عن رفض هذا القانون الملزم من سن 12 عاماً، بما في ذلك ما يصفه الاعتداء على "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الشرعي في العفة والحجاب" (المادة 58).
يجرم القانون أي شخص يحاول وقف الاعتداء والمضايقة ضد النساء والفتيات اللواتي يتحدين القانون ويعاقب بالسجن والغرامة وفق قانون العقوبات الاسلامي (المادة 59و60).
يفرض القانون على المناهج التعليمية وبرامج التدريب وحملات التوعية العامة أن تتضمن المفاهيم الجديدة حول الحجاب، مما سيؤدي في الواقع إلى خلق نظام قيمي معتمد من الدولة، والذي يحذر الخبراء من أنه سيحد بشدة من حرية التعبير والمعتقد.
كما دعت منظمة "صحفيات بلا قيود" الحكومة الإيرانية إلى:
سحب قانون "الحجاب والعفة" الجديد من الأساس، وعدم مناقشته البرلمان لهذه الممارسات المضرة بالمواطنين.
الإفراج عن جميع المدفعات عن حقوق الإنسان المعتقلات في سجون النظام اللواتي اعتقلن معظمهن عقب انتفاضة "المرأة، الحياة، الحرية".
إلغاء قانون الحجاب الإلزامي السابق والذي انتهك حقوق النساء خلال أربعة عقود، والاعتراف بحق المرأة في السيطرة على أجسادهن وحرية اختيار ما يلبسنه.
القضاء على جميع أشكال التمييز الجنسانيَّيْن، وإعادة استعراض سياساتها وتشريعاتها بما يتماشى مع القواعد والمعايير الدولية لحقوق الإنسان.
إنهاء حالة الحرب المستمرة ضد حقوق الانسان وحرية التعبير في البلاد، ومراقبة ومعاقبة أجساد النساء في الشوارع والمؤسسات العامة.
إذ تشيد صحفيات بلا قيود بنضال بمنظمات المجتمع المدني والمؤسسات الثقافية ورفضها لهذا القانون فإنها تدعو إلى الاستمرار في رفض القوانين التميزية والسياسات الضارة بالمواطنين وحقوقهم الأساسية.
نوصي المجتمع الدولي ألا يقف مكتوف الأيدي بينما تواصل الحكومة الإيرانية استخدام التشريعات لتبرير القمع، وخلق مناخ الخوف، بما في ذلك اللجوء إلى عقوبة الإعدام لمعاقبةانتفاضة "المرأة، الحياة، الحرية". وعليه استخدام كل نفوذه الممكن للضغط على الحكومة الإيرانية لسحب هذا القانون.
ندعو المنظمات الحقوقية الدولية والحركات النسوية إلى الاستمرار في الدفاع عن حقوق النساء والفتيات في إيران، ومناصرتهن من خلال الفعاليات والاحتجاجات وإصدار البيانات والنداءات الدولية لممارسة الضغط على السلطات الإيرانية إنهاء حربها ضد الحريات الشخصية ومراقبة أجساد النساء.