التأثير على المغنيسيوم قد يشكل علاجا سحريا لفقدان الوزن
تاريخ النشر: 11th, August 2023 GMT
يلعب المغنيسيوم دورا في عملية التمثيل الغذائي، وهو عنصر حيوي مهم لعمليات فسيولوجية مختلفة؛ مثل سكر الدم وتنظيم ضغط الدم وتطور العظام.
ووجد علماء أن التحكم في وصول المغنيسيوم لوحدات الطاقة في الخلايا المعروفة باسم الميتوكوندريا قد يشكل علاجا سحريا للسمنة.
والميتوكوندريا (المتقدرات) هي أحد المكونات الداخلية الدقيقة للخلايا الحيوانية والنباتية المسؤولة عن توليد الطاقة بالخلية عبر إنزيمات لإتمام مختلف عمليات التنفس والتمثيل الغذائي من بناء وهدم.
ووفقا لباحثين في جامعة يوتا هيلث سان أنطونيو في أميركا، فإنهم أنتجوا عقارا أطلقوا عليه اسم “سي بي إيه سي سي” (CPACC)، وأكدوا -في دراسة نشرت في مجلة “سيل ريبورتس”- أن العقار قد يكون علاجا للسمنة.
منع زيادة الوزن
ويعمل الدواء على منع زيادة الوزن، ويقاوم التغيرات السلبية في الكبد التي لوحظت عادة في الفئران التي تتغذى على نظام غذائي عالي السكر والدهون.
وقال الدكتور ماديش مونيسوامي كبير مؤلفي الدراسة أستاذ الطب في مدرسة جو آر وتيريزا لوزانو لونج للطب في جامعة يوتا هيلث سان أنطونيو؛ “عندما نعطي هذا الدواء للفئران لفترة قصيرة فإنها تبدأ فقدان الوزن”.
ومع أن المغنيسيوم مهم، فقد تم اكتشاف أن وجود فائض من المغنيسيوم يثبط عمليات إنتاج الطاقة داخل الميتوكوندريا، وقال المؤلف المشارك في الدراسة ترافيس آر ماداريس “إنها تضغط على المكابح، إنها تبطئ سرعتها”.
ووجد الفريق أن إزالة الجين “إم آر إس2” (MRS2) المسؤول عن نقل المغنيسيوم إلى الميتوكوندريا أدى إلى تحسين عملية التمثيل الغذائي للسكر والدهون في محطات الطاقة الخلوية هذه.
والنتيجة كانت عند تطبيقها على الفئران أنها أصبحت نحيفة، وأظهرت أيضا أنسجة كبدية ودهنية أكثر صحة، وخالية من مؤشرات مرض الكبد الدهني المرتبطة عادة بالنظم الغذائية السيئة والسمنة ومرض السكري من النوع الثاني.
ما السمنة؟
تعرف منظمة الصحة العالمية فرط الوزن والسمنة بأنهما تراكم غير طبيعي أو مفرط للدهون قد يلحق الضرر بالصحة.
ويعد معامل كتلة الجسم مؤشرا لتصنيف فرط الوزن والسمنة بين البالغين، ويحدد هذا المعامل بحساب وزن الشخص بالكيلوغرام مقسوما على مربع الطول بالمتر (كغ/متر2).
وفي ما يتعلق بالبالغين تعرف المنظمة فرط الوزن والسمنة على النحو التالي:
فرط الوزن هو معامل كتلة الجسم الذي يبلغ 25 أو أكثر.
السمنة هي معامل كتلة الجسم الذي يبلغ 30 أو أكثر.
ويعد معامل كتلة الجسم أفضل مقياس لفرط الوزن والسمنة، نظرا إلى أنه يحسب بالطريقة ذاتها للجنسين وللكبار في جميع الأعمار. ومع ذلك، ينبغي اعتباره مؤشرا تقريبيا لأنه قد لا يجسد درجة البدانة نفسها لدى مختلف الأفراد.
مضاعفات السمنة
أمراض القلب والأوعية الدموية (لا سيما أمراض القلب والسكتات الدماغية).
داء السكري.
الاضطرابات العضلية الهيكلية (لا سيما الفصال العظمي، وهو مرض تنكسي يصيب المفاصل ويتسبب في قدر كبير من الإعاقة).
بعض أنواع السرطان (مثل السرطانات التي تصيب الغشاء المبطن للرحم والثدي والمبيض والبروستاتا والمرارة والكلى والقولون).
وتزيد مخاطر الإصابة بهذه الأمراض غير السارية مع زيادة معامل كتلة الجسم.
وترتبط سمنة الأطفال بزيادة احتمالات الإصابة بالسمنة والوفاة المبكرة والعجز عندما يصبح الشخص بالغا. وفضلا عن زيادة المخاطر المستقبلية، فإن الأطفال السمان يعانون من صعوبات في التنفس، وزيادة مخاطر الإصابة بالكسور وفرط ضغط الدم، وهي من العلامات المبكرة لأمراض القلب والأوعية ومقاومة الأنسولين.
الجزيرة
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
هل يشكل تراجع معدلات الإنجاب خطرا على الدول العربية؟
تشهد معدلات الخصوبة في العالم العربي تراجعًا متفاوتًا بفعل عوامل اقتصادية، وثقافية، وحروب. ويبرز تفاوت بين الدول، حيث تسجل الإمارات أدنى المعدلات والصومال الأعلى، وسط تحديات تنموية وسكانية.
قبل الخوض في التفاصيل، لا بد من تعريف مصطلح "معدل الخصوبة"؛ والذي يشير إلى متوسط عدد الأطفال الذين تنجبهم المرأة خلال حياتها الإنجابية (15-49 سنة)، ولا يشير إلى مدى قدرتها على الإنجاب.
كما أن انخفاض معدل الخصوبة ليس دائما أمرا سلبيا أو إيجابيا، بل يعتمد على السياق الاجتماعي والاقتصادي والسياسي لكل دولة.
وتسهم دراسة الظاهرة وتحليل أسبابها في فهم أبعادها وتحديد السياسات المطلوبة للتعامل مع تبعاتها.
تراجع معدلات الخصوبة العربيةفي دراسة بعنوان "التراجع الوبائي في معدل الخصوبة البشرية في العالم العربي" نشرها باحثان من جامعة الشارقة الإماراتية في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تم تحليل بيانات معدلات الخصوبة في الدول العربية على مدار 10 سنوات، وتحديدا خلال الفترة الممتدة بين عامي 2011 و2021، استنادا إلى بيانات البنك الدولي.
نتائج الدراسة أظهرت انخفاضا عاما في معدلات الخصوبة في معظم الدول العربية، تفاوتت نسبتها بين 3.8% و24.3%.
وكانت الأردن من أكثر الدول تضررا، حيث سجلت انخفاضا بنسبة 24.3%، تلتها العراق واليمن بنسب 22.2% و19.1% على التوالي، والضفتان الشرقية والغربية بنسبة 18.6%، بينما سجلت سوريا انخفاضا بنسبة 18.1%.
إعلانفي المقابل، كانت ليبيا وتونس الأقل تأثرا بمعدلات تراجع بلغت حوالي 3.8% و4.5%، فيما ظلت معدلات الخصوبة في الجزائر مستقرة خلال هذه الفترة.
أما الإمارات، فسجلت أدنى معدلات خصوبة بين الدول العربية، حيث تراوحت بين 1.7 و1.5 طفلا للمرأة الواحدة، بينما احتفظت الصومال بأعلى معدلات الخصوبة، حيث بلغت بين 7.3 و6.3 أطفال للمرأة.
يشير معدل الخصوبة إلى متوسط عدد الأطفال الذين تنجبهم المرأة خلال حياتها الإنجابية بين 15-49 سنة (شترستوك) لماذا تتراجع معدلات الخصوبة؟أستاذ العلوم الاجتماعية بجامعة الكويت الدكتور محمد الرميحي، أشار في حديث لـ"الجزيرة نت" إلى أن التراجع في معدلات الخصوبة مرتبط بعوامل اقتصادية وثقافية. ففي دول الخليج، على سبيل المثال، كان الإنجاب في الماضي يعتبر تأمينا اقتصاديا للأسر، إذ كانت الأسر تنجب بين 5 إلى 10 أطفال لضمان وجود من يعيلها في المستقبل.
لكن مع الطفرة النفطية واستقرار الأوضاع الاقتصادية، تغيرت النظرة إلى الإنجاب، حيث أصبحت الدولة هي الضامن الاقتصادي للأسر، مما قلل من الحاجة إلى إنجاب أعداد كبيرة من الأبناء.
وأضاف الرميحي أن رغبة الأسر في الحفاظ على مستوى معيشي مرتفع لعبت دورا رئيسيا في تقليص عدد المواليد، حيث أصبحت الأسر تُفضِّل الاستثمار في تعليم نوعي باهظ التكلفة لأبنائها، بدلا من إنجاب عدد كبير من الأطفال.
كما أشار إلى أن التباين في معدلات الخصوبة داخل الدولة الواحدة يعود إلى الاختلاف في نمط الحياة بين المدن والمناطق الريفية، حيث ترتفع معدلات الخصوبة في المناطق الريفية والبوادي مقارنة بالمدن الكبرى.
الكويت.. انخفاض حاد في المواليدوتشهدت الكويت انخفاضا ملحوظا في معدلات الخصوبة على مدار العقود الماضية، ففي الستينيات، كان متوسط عدد الأطفال لكل أسرة كويتية حوالي 7 أطفال، لكنه انخفض تدريجيا إلى طفلين فقط في عام 2021. ترافق هذا الانخفاض مع تراجع مؤشر النمو السكاني في الكويت، حيث بلغ 1.8% في عام 2021 مقارنة بـ2.5% في عام 2015.
إعلانوأشار تقرير صادر عن مركز الخليج العربي للدراسات والبحوث في عام 2022 إلى أن الحوافز الحكومية المقدمة للأسر لتشجيع الإنجاب، مثل العلاوات النقدية وإجازات الأمومة المدفوعة، لم تكن كافية للحد من تراجع الخصوبة.
وحذّر التقرير من أن استمرار هذا التراجع قد يؤدي إلى تحول الكويتيين إلى أقلية عددية داخل البلاد بحلول عام 2030، مع تفاقم ظاهرة الشيخوخة السكانية وتقلص الكتلة السكانية الشابة المؤهلة للعمل، مما يهدد بخلل في التركيبة السكانية.
كانت ليبيا وتونس الأقل تأثرا بتراجع معدلات الخصوبة بنسبة 3.8% و4.5% فيما ظلت الجزائر مستقرة خلال هذه الفترة (غيتي) مصر تحتفي بانخفاض معدلات الخصوبةفي المقابل، احتفت مصر بانخفاض معدل الخصوبة للعام الثامن على التوالي. وبلغ عدد سكان البلاد 107 ملايين نسمة في نوفمبر/تشرين الثاني 2024، مقارنة بـ106 ملايين نسمة قبل 268 يوما، مما يشير إلى تراجع فترة الوصول إلى مليون نسمة إضافية.
ووفقا لدراسة أعدها صندوق الأمم المتحدة للسكان، انخفض معدل الخصوبة الكلي في مصر من 3.5 أطفال لكل امرأة في عام 2014 إلى 2.76 طفل في عام 2022.
وأرجع خبير الدراسات السكانية خالد السيد حسن في حديثه لـ"الجزيرة نت"، هذا التراجع إلى نجاح الدولة المصرية في تنفيذ خطط لتنظيم الأسرة، خاصة في المناطق الأكثر كثافة سكانية مثل صعيد مصر.
وتضمنت هذه الخطط توفير وسائل منع الحمل بأسعار زهيدة، وتشجيع الطبيبات على العمل في الوحدات الصحية بالقرى، إضافة إلى حملات توعية وبرامج مكافآت للأسر التي تكتفي بإنجاب طفلين.
وعما إذا كان تراجع معدل الخصوبة أمرا إيجابيا أو سلبيا، قال حسن إن معدلات الإنجاب في الدول العربية يبلغ 3.5 أطفال للمرأة الواحدة في حياتها، مقابل اليابان التي يقف معدلها عند 0.7 طفل، ودول أخرى تراجعت إلى 1.2 طفل للمرأة، لكن أثبتت الإحصاءات أن معدل 2.1 طفل عربي يحقق ثباتا كليا في حجم السكان، مع إدراك اختلاف نسب الدولة الواحدة من الريف إلى المدينة.
كما لفت خبير الدراسات السكانية إلى نجاح 70 دولة في تثبيت معدلات نموها، فتساوى عدد مواليدها وعدد وفياتها في آخر 7 سنوات، لكن لا تزال دول عربية تنجب فيها المرأة بمعدل 4.5 أطفال، مثل موريتانيا، "لذلك، إذا نجحنا في الوصول إلى معدل الثبات السكاني، سنصل لمعدل نمو إنجابي -متزامن مع نمو اقتصادي واجتماعي- لنتمكن من ضمان حياة كريمة للأجيال العربية القادمة، منوها أن ذلك المعدل المستهدف ليس سهلا وليس رخيصا".
إعلان عوامل غير محسومةوبالعودة إلى دراسة "التراجع الوبائي في معدل الخصوبة البشرية في العالم العربي"، فقد علق باحثا جامعة الشارقة في تقرير دراستهما على صعوبة تضمين تأثير الحرب والهجرة على الخصوبة العربية في الدراسات العلمية، لأنها عوامل غير بيولوجية، وكلاهما خارج معايير منظمة الصحة العالمية لتحديد الخصوبة، المستندة إلى النمو في ظروف معيشية طبيعية.
وساق أستاذ الديمغرافيا المشارك في جامعة النجاح الوطنية حسين أحمد لـ"الجزيرة. نت" دراسته بعنوان "تباينات الإنجاب لدى النساء في الأراضي الفلسطينية" المنشورة في عام 2017، التي ركز في مقدمتها على تأثير القرار الواعي لرب الأسرة في تفسير التحول في الخصوبة، وقت موازنته بين المنافع والمضار من الإنجاب وفق ميزانية الأسرة، وتغير ذوقها الاستهلاكي.
وكذلك سوق العمل الذي صار يتطلب من الوالدين استثمارا طويلا في التعليم، والوعي الصحي الذي قلل عدد وفيات الأمهات والأطفال، وكلها عوامل قد تشكل حافزا للتحكم في الخصوبة، بشرط توفر وسائل منع الحمل، بتكلفة مادية ونفسية منخفضة، لمن أردن تحديد نسلهن.
وعما إذا كان تراجع الخصوبة العربية مقلقا في سنوات تخوض فيها فلسطين والسودان حربا خلفت آلاف الشهداء، علق حسن بأن غالبية الفلسطينيين يفضلون كثرة الإنجاب، لتعويض ما قد تفقده الأسر في صراعها ضد الاحتلال ودعم المجتمع بقوة شابة للدفاع عن حق الشعب الفلسطيني.
ويرى خبراء أن الوصول إلى معدل خصوبة متوازن يمثل تحديا كبيرا للدول العربية، إذ يتطلب استثمارات ضخمة في التعليم، الصحة، والتنمية الاقتصادية.
ويعد تحقيق معدل خصوبة يبلغ 2.1 طفل لكل امرأة الهدف المثالي لتحقيق ثبات سكاني، لكنه يتطلب سياسات ديمغرافية مرنة تأخذ في الاعتبار التفاوت بين المناطق الريفية والحضرية، وأثر العوامل الإقليمية مثل الحروب والهجرة.
إعلان