موقع 24:
2025-03-31@06:30:57 GMT

"بيبي" يريد مزيداً من الدمّ بدل قليل من السياسة

تاريخ النشر: 9th, September 2024 GMT

'بيبي' يريد مزيداً من الدمّ بدل قليل من السياسة

ليس هناك ما يدعو إلى التفاؤل بوقف المجزرة المستمرّة على الرغم من الجهود الكبيرة التي تبذلها إدارة جو بايدن من أجل وقف حرب غزّة. كشفت تلك الحرب أن لا صوت يعلو، في إسرائيل، على صوت بنيامين نتانياهو.

توجد معركة كسر عظم بين "بيبي" وبايدن الذي يمتلك نقطة قوة وحيدة. تكمن نقطة القوة هذه في أنّه لم يعد مرشحاً للرئاسة ويستطيع بالتالي الذهاب بعيداً في انتقاد رئيس الوزراء الإسرائيلي من دون خوف من ارتداد ذلك عليه شخصيّاً في الداخل الأمريكي.

هذا لا يعني أنّ بايدن بات يمتلك حرّية وقف تزويد إسرائيل بالأسلحة والذخائر التي تحتاجها، وهي الورقة الأمريكيّة الأهمّ في العلاقة الأمريكيّة – الإسرائيلية.
لا يستطيع بايدن، على الرغم من تضايقه الشديد من نتانياهو، تجاهل أنّ عليه مراعاة وضع المرشحة الديمقراطيّة كامالا هاريس. تواجه كامالا هاريس الجمهوري دونالد ترامب ولكنها تحمّل نتائج اتخاذ موقف حاسم من إسرائيل من جانب إدارة تشغل فيها موقع نائب الرئيس.

انتقد الرئيس الأمريكي نتانياهو في ضوء إفشاله صفقة الرهائن مع "حماس"، لكنّ ذلك ليس كافياً. لا يمكن أنّ يسقط رئيس الوزراء الإسرائيلي سوى بسبب ضغط داخلي. إلى الآن، نجد ضغطاً داخليّاً متزايداً على نتانياهو، خصوصاً في ضوء إعدام "حماس" ست رهائن إسرائيليين أخيراً. إلى متى يستمر هذا الضغط الذي شارك فيه اتحاد النقابات العمالية (الهستدروت)؟
الواضح أن لدى رئيس الوزراء الإسرائيلي قدرة كبيرة على المناورة. في أساس تلك القدرة، ذلك الرابط الذي يجمع بين أحزاب اليمين الإسرائيلي. يعرف كلّ حزب من أحزاب اليمين أن انفراط حكومة نتانياهو سيعني الخروج من السلطة. لم يعد الأمر متعلقاً بالمستقبل السياسي لـ"بيبي" فحسب، بل صار أيضاً مصير كلّ حزب من أحزاب اليمين مرتبطاً بالمصير الذي ينتظر شخصاً محدّداً (نتانياهو) لا يمتلك في الواقع سوى مشروع واحد هو مشروع استمرار حرب غزّة أقلّه في الأشهر القليلة المقبلة.
يظلّ أخطر من ذلك كلّه أنّ "بيبي"، في لحظة وقوع هجوم "طوفان الأقصى" الذي نفذته "حماس" في السابع من أكتوبر (تشرين الأوّل) الماضي، اتخذ قراراً بحرمان الحركة من استخدام ورقة الرهائن الإسرائيليّين. يبدو من خلال كلّ ما يقوم به "بيبي" أنّ مصير الإسرائيليين، بمن في ذلك الذين يحملون الجنسيّة الأمريكيّة أيضا، لا يهمّه بأي شكلّ. يبدو مستعداً للتعاطي مع هذا الموضوع من دون التحلي بأي شعور إنساني. هذا خروج عن السياسة الإسرائيليّة التقليدية التي تضع إنقاذ الرهائن في مقدّم الأولويات. ربّما كانت المرة الوحيدة التي رفضت فيها إسرائيل الدخول في مساومات تتعلق بالرهائن، ما حصل في ميونيخ في العام 1972 عندما احتجز فدائيون فلسطينيون مجموعة من الرياضيين الإسرائيليين كانوا يشاركون في دورة الألعاب الأولمبية وقتذاك.
فوق ذلك كلّه، لا يمكن تجاهل سعي "بيبي" إلى متابعة حرب غزّة وتوسيعها. ليس ذلك سوى محاولة للاستفادة إلى أبعد حدود من "طوفان الأقصى" لتنفيذ خطة مستحيلة تتمثّل في تصفية القضيّة الفلسطينية.

بات واضحاً أنّ الأمل في وقف حرب غزّة يقوم على حصول ضغوط داخليّة كبيرة على نتانياهو الذي سيستغل الشهرين اللذين يفصلان عن موعد الانتخابات الأمريكيّة إلى أبعد حدود معتمداً على أنّه لا يزال يتمتع بالقدرة على المناورة في داخل إسرائيل من جهة وعلى وقوف العالم متفرّجاً على ما يرتكبه من جرائم امتدت لتشمل الضفّة الغربيّة من جهة أخرى.
تبقى نقطة واحدة في غاية الأهمّية تتعلّق بمعبر فيلادلفيا الذي يفصل بين رفح والحدود المصريّة. ماذا لو خرج المجتمع الدولي، بغطاء عربي وأمريكي وأوروبي، بخطة مدروسة تؤدي إلى دحض حديث نتانياهو عن تهريب أسلحة إيرانيّة إلى "حماس" عبر المعبر؟
ثمّة حاجة إلى موقف عربي جدّي، يتحلّى في الوقت ذاته بمقدار كبير من الشجاعة، يسمّي الأشياء بأسمائها ويرفض بقاء المنطقة تحت رحمة التطرّف والمتطرّفين. لا شكّ أن الدول العربيّة تفادت، في معظمها، اتخاذ موقف مؤيّد لـ"حماس"، بما في ذلك النظام السوري. وحده لبنان، بسبب سيطرة "حزب الله"، الذي ليس سوى فصيل في "الحرس الثوري" الإيراني، فتح جبهته الجنوبيّة. كلّفه ذلك غالياً وسيكلّفه أكثر في المستقبل في ضوء الدخول في لعبة إيرانيّة لا مصلحة له فيها.
عندما تكون هناك خطة واضحة ذات تفاصيل دقيقة، يمكن وضع حدّ للبرنامج الذي ينفذه نتانياهو، وهو برنامج لا يتمتع بأي أفق سياسي. من واجب العرب، انطلاقاً من معبر فيلادلفيا الذهاب إلى التعاطي مع الواقع بما يضمن العودة إلى السياسة. يمكن في هذا المجال الاستعانة بنقطتين من الخطاب الذي ألقاه الملك محمّد السادس قبل أسابيع قليلة في مناسبة مرور ربع قرن على اعتلائه عرش المغرب. قال محمّد السادس بالحرف الواحد:
• أولاً: إذا كان التوصل إلى وقف الحرب في غزة أولوية عاجلة، فإنه يجب أن يتم بموازاة فتح أفق سياسي، كفيل بإقرار سلام عادل ودائم في المنطقة.
• ثانياً: إن اعتماد المفاوضات لإحياء عملية السلام بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي يتطلب قطع الطريق على المتطرفين، من أي جهة كانوا".
ثمة نقاط أخرى تطرّق إليها العاهل المغربي، لكنّ هاتين النقطتين تصلحان مدخلاً صالحاً لمواجهة المتطرفين في المنطقة، الذين من بينهم رئيس الحكومة الإسرائيليّة الذي يتطلّع إلى مزيد من الدمّ بدل البحث عن قليل من السياسة.
إنّ البحث عن حلّ في معبر فيلادلفيا يمكن أن يكون بداية لعمل عربي مشترك بدعم دولي لوضع حدّ لمأساة ليس ما يشير إلى أن الولايات المتحدة، بوضعها الحالي، تستطيع وقفها والحؤول دون انتقالها إلى الضفّة الغربيّة… وربّما لبنان في وقت لاحق!

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: الهجوم الإيراني على إسرائيل رفح أحداث السودان غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية غزة وإسرائيل الأمریکی ة

إقرأ أيضاً:

حكومة سورية جديدة تمنح الشرع مزيداً من الوقت لكسب الثقة

تضم الحكومة السورية التي أعلنها الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع يوم السبت، تكنوقراطًا وأقليات عرقية وعدداً من المقربين منه، استجابةً لضغوط قادة العالم لتشكيل حكومة شاملة.

تعيين الرفاعي أثار استياءً بين أتباع الشرع

وتقول صحيفة "فايننشال تايمز" إن الإعلان جاء في الوقت المناسب للوفاء بالموعد النهائي الذي تعهد به الشرع لتشكيل حكومة مؤقتة في مارس(آذار)، بعد أربعة أشهر تقريباً من إطاحة هيئة تحرير الشام،  بالرئيس السابق بشار الأسد، وتنصيب الشرع رئيساً.

وكانت حكومة تصريف أعمال، تتألف في معظمها من حلفاء الشرع، وقادت البلاد منذ أن أنهى هجومٌ هيئة تحرير الشام، 50 عاماً من حكم عائلة الأسد. وستحكم الحكومة الجديدة البلاد في الأعوام  الخمسة المقبلة بموجب أحكام دستور مؤقت وقّعه الشرع ليصبح قانوناً هذا الشهر. 
وأوضحت الصحيفة أن نصف المعينين الجدد لا ينتمون إلى تحرير الشام، وبينهم امرأة، وعضو من الأقلية الدرزية، وكردي، وعلوي، من طائفة الأسد، التي شكل أتباعها جزءاً كبيراً من حكومته وجيشه السابق.

Now Syria has started, with ministers from various sectors.

The new Syrian government:

???? 7 ministers were part of the Rescue Government team.

???? 9 independent ministers, some of them technocrats.

???? 5 ministers were part of the previous Assad regime team

The government… pic.twitter.com/7WZakSWAV9

— Omar Abu Layla (@OALD24) March 29, 2025

وتعرّض الشرع لانتقادات لاذعة لتركيزه السيطرة على الحكومة في يديه وأيدي  المقربين منه، وألغى الدستور المؤقت منصب رئيس الوزراء، ومنح الرئيس سلطة التعيين المباشر لثلث مقاعد البرلمان وجميع المعينين في أعلى سلطة قضائية في سوريا.

وأعلنت هيئة جديدة في مرسوم صدر هذا الأسبوع، هي الأمانة العامة للشؤون السياسية، تمنح الرجل الثاني بعد الشرع، وزير الخارجية أسعد الشيباني، سلطة واسعة لإدارة الوزارات والهيئات الحكومية، على غرار رئيس الوزراء.

ويقول المحللون إن هذه المركزية في السلطة كانت متوقعة بسبب الشك في مؤسسات الأسد وموظفيه المدنيين. لكن كثيرين يخشون أن يؤدي ذلك إلى إقصاء الفاعلين السياسيين الآخرين، وترسيخ التوجه الإسلامي في الحكومة، من خلال أحكام وزارة العدل، مثلاً.

Syria swears in new government months after Assad was deposed https://t.co/0pXVadhqMI

— FT World News (@ftworldnews) March 30, 2025


ومنذ صعوده المفاجئ إلى السلطة في ديسمبر(كانون الأول)، دعا الشرع السوريين في الخارج الذين فروا من حكم الأسد إلى العودة إلى ديارهم، والمساعدة في إعادة بناء البلاد، التي يعاني اقتصادها من الانهيار والفساد.

لكن الشرع واجه صعوبة في استقطابهم، إذ قال ثلاثة سوريين على الأقل التقوا مسؤولين حكوميين كبار لصحيفة "فاينانشال تايمز" إنهم مترددون في تولي وظائف في الدولة، خوفاً من تحول الوضع إلى استبداد، ما يؤدي إلى المزيد من العقوبات.

وسعى الشرع إلى الحصول على دعم القوى الغربية والإقليمية، التي شددت جميعها على الشمولية والتنوع شرطين للمشاركة والرفع الكامل للعقوبات. لكن هيئة تحرير الشام تكافح للحفاظ على سيطرتها على البلاد المجزأة: فقد أثارت المجازر الطائفية في الساحل في وقت سابق من هذا الشهر مخاوف على قدرة الحكومة على حماية الأقليات، ومواجهة التحديات الفيدرالية من الموالين للنظام على الساحل، والأكراد في الشمال الشرقي، والدروز في الجنوب.

كسب الوقت

وقال مالك العبدة، المحلل السوري المقيم في لندن: "يحتاج الشرع إلى كسب الوقت حتى تستقر الأمور، ليتمكن من إقامة تحالفات قوية لحماية نفسه". وأضاف أن الشرع عيّن في الحكومة"مؤهلين نظرياً". وهو من شأنه "أن يمنحهم بضعة أشهر أخرى من حسن النية"، وبعد ذلك سيتضح إذا كان المعينون في الحكومة الجديدة يتمتعون بسلطة حقيقية.

ومن بين المعينين، هند قبوات، وهي مسيحية بارزة، ناشطة في المجتمع المدني السوري، عُيّنت وزيرة للشؤون الاجتماعية، ورائد صالح، رئيس الخوذ البيضاء،  الذي عين وزيراً للطوارئ والكوارث.

وفي كلمات قصيرة في حفل أداء اليمين، تطرق العديد من الوزراء إلى أهمية استقطاب الكفاءات السورية من الخارج. وأكد بعضهم ضرورة تغيير الرسوم الجمركية، وهو موضوع شائك حديثاً بالنسبة للسوريين. وقال الوزير المسؤول عن الشؤون الإسلامية إن "كلمة الله" يجب أن تنتشر في جميع أنحاء سوريا.

ويشار إلى أن مفتي سوريا الجديد، أسامة الرفاعي، هو منتقد سابق لهيئة تحرير الشام، ولا يلتزم بالسلفية، يتبعه العديد من قاعدة دعم الشرع التقليدية، ومقاتليه. وقال عبده إن تعيين الرفاعي أثار استياء أتباع الشرع، مشيراً إلى أن "المتطرفين في قاعدة الشرع يرون أن من غير المقبول أن تكون لدينا ثورة ويموت الآلاف فقط لتكون السلطة الدينية" من مذهب آخر. لكن الأغلبية اطمأنت إلى الاسم المألوف رفاعي، الذي شغل منصب المفتي العام للمعارضة السياسية في الخارج منذ أن ألغى الأسد هذا المنصب في 2021.

مقالات مشابهة

  • نتانياهو يعين رسمياً رئيس الشاباك الجديد.. من هو؟
  • قيادي في حماس: تصريحات نتنياهو تثبت المخطط الأمريكي الصهيوني للتهجير
  • تسليم السلاح وخروج قادة حماس..نتانياهو يكشف شروطه لوقف إطلاق النار في غزة
  • حكومة سورية جديدة تمنح الشرع مزيداً من الوقت لكسب الثقة
  • هكذا يمكن مساعدة الفلسطينيين الذين يتحدون حماس
  • حماس تنشر فيديو لرهينة إسرائيلي يخاطب نتانياهو
  • حماس توافق على مقترح وقف إطلاق النار الذي تلقته قبل يومين
  • محللون: نتنياهو يريد نزع سلاح حماس وحزب الله وفرض معادلة جديدة بالمنطقة
  • سلام أدان الإستهداف الإسرائيليّ الذي طال الضاحية: تصعيد خطير
  • كيف يمكن للساعات الذكية تحسين التحكم في مرض السكري؟