بعد تغيير ترامب موقفه من العملات المشفرة.. تحذيرات من تضارب مصالح
تاريخ النشر: 9th, September 2024 GMT
كان المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، دونالد ترامب، شديد الانتقاد للعملات المشفرة مثل بيتكوين في الماضي، لكن موقفه تغير بشكل كبير الأسبوع الماضي.
ففي مقابلة تلفزيونية الثلاثاء، سألت مذيعة قناة فوكس نيوز لورا إنغراهام ترامب عما إذا كان سيدعم بيتكوين كامتداد طبيعي لقراره معارضة العملة الرقمية للبنك المركزي.
ثم عدل ترامب مديحه بتحذير: "لقد أحببت دائما شيئا قويا حقا، وهو ما يسمى الدولار".
وخلال مؤتمر كبير عقد في نهاية يوليو في ناشفيل (تينيسي)، وعد ترامب في حال إعادة انتخابه بأن يكون "الرئيس المؤيد للتجديد وبيتكوين الذي تحتاج إليه أميركا".
تأثير على الانتخاباتواعتبر موقع فوربس أن تغير رؤية الرئيس السابق ترامب الذي يرى الآن بيتكوين والدولار كعملات متعايشة يمثل تطورا في آرائه بشأن الأصول الرقمية، وأشار الموقع إلى أن هذا التحول قد يكون له تأثير مفيد يصب في صالحه في صناديق الاقتراع في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر.
وترى صحيفة "وول ستريت جورنال" أن جهود ترامب الأخيرة تبدو محاولة ذكية لجذب قطاع العملات المشفرة الذي ضخ قرابة 170 مليون دولار في الانتخابات لعام 2024، ما يفتح الباب أمام تساؤلات حول ما إذا كان هذا القطاع سيصبح له تأثير أكبر في واشنطن إذا عاد ترامب إلى البيت الأبيض.
وكثف ترامب مؤخرا جهوده للحصول على دعم قطاع العملات المشفرة، وذلك من خلال إطلاق مشروع جديد يُدعى "وورلد ليبرتي فاينانشيال".
.@worldlibertyfi pic.twitter.com/mwhVIzPJyq
— Donald J. Trump (@realDonaldTrump) August 29, 2024وكتب ترامب على موقع "أكس" وعلى شبكته للتواصل الاجتماعي "تروث سوشال" أنّ "الأميركيين يتعرّضون لضغوط من قِبَل البنوك الكبرى والنخب المالية منذ فترة طويلة جدا".
وأضاف "حان الوقت لكي نقاوم معًا".
DJT: For too long, the average American has been squeezed by the big banks and financial elites. It's time we take a stand—together. #BeDefiant https://t.co/DuEtfRfrjt pic.twitter.com/txPz5FVSsK
— Donald Trump Jr. (@DonaldJTrumpJr) August 22, 2024 ما هو المشروع؟لم يقدم ترامب أي تفاصيل حول محتوى المشروع المسمى "وورلد ليبرتي فاينانشيال".
وفي الأسابيع الأخيرة، قال اثنان من أبناء ترامب هما إريك ودونالد جونيور اللذان يقودان منظمة ترامب إنّ هذا المشروع هو بمثابة "عقارات رقمية".
وتحدّث إريك ترامب لصحيفة "نيويورك بوست" عن "ضمانات يمكن للجميع الوصول إليها بشكل فوري".
وفي مجال التمويل، تشير الضمانات عمومًا إلى الأصول المودعة مقابل الحصول على قرض.
ووفقا لموقع "كوين ديسك" الإخباري للعملات المشفرة، فإن من المتوقع أن تكون "وورلد ليبرتي فاينانشيال" عبارة عن خدمة اقتراض وإقراض مماثلة لتطبيق "داف فاينانس" الذي تم اختراقه مؤخرا، وهو تطبيق أنشأه أربعة أشخاص مدرجين كأعضاء في فريق "وورلد ليبرتي فاينانشيال".
وتشير وكالة "فرانس برس" إلى أن المنصة التي وعد بها ترامب على ما يسمى بالتمويل اللامركزي، هي آلية تسمح بعدم استخدام وسيط مثل البنك لتنفيذ معاملات مع طرف ثالث.
ويعتمد التمويل اللامركزي على ما يسمى بتقنية "بلوك تشين"، التي تحتفظ بسجل للمعاملات لا يمكن انتهاكه من الناحية النظرية، ويكون متاحا للجميع.
وفي حين أن التفاصيل حول هذا المشروع ما زالت شحيحة، أكد الفريق الذي يقف وراءه أن الهدف الرئيسي سيكون نشر العملات المستقرة المرتبطة بالدولار الأميركي حول العالم، وضمان استمرار هيمنة الدولار في النظام المالي العالمي، بحسب ما نقلت "وول ستريت جورنال".
والعملات المستقرة هي نوع من العملات المشفرة المصممة للحفاظ على نسبة تبادل مع العملات الحكومية مثل الدولار الأميركي.
من حيث المبدأ، عادة ما تكون قيمة العملة المستقرة مدعّمة بالعملة التقليدية أو الأصول الملموسة، مما يضمن للمستثمرين مزيدا من الاستقرار في عالم العملات المشفرة شديد التقلب.
لكن استقرار بعض من هذه العملات لا تضمنه احتياطيات العملة بل خوارزميات تجري التقييم استنادا إلى العرض والطلب على عملات مشفرة أخرى
لكن مع ذلك، ارتبطت العملات المستقرة بأنشطة غير قانونية مثل تمويل الإرهاب والاتجار بالمخدرات.
تضارب مصالح جديد؟وترى صحيفة "وول ستريت جورنال" أنه إذا تورط ترامب وأفراد أسرته في هذا المشروع الرقمي، فقد يؤدي ذلك إلى خلق تضارب مصالح جديد إذا أعيد انتخابه في نوفمبر.
وتتساءل الصحيفة عما إذا كان ترامب سيستخدم منصبه للدفع بقوانين تسهل استخدام العملات المشفرة بما يتماشى مع مصالحه الشخصية، كما قد تلجأ الشركات المتخصصة في هذا المجال إلى شراء المنتجات المالية لترامب بهدف التأثير على السياسات المالية في واشنطن.
وتشير الصحيفة إلى أن إطلاق عملة رقمية مرتبطة بالدولار قد يؤدي إلى تعقيدات أخرى.
فبينما لا يتحكم الرئيس الأميركي مباشرة في قيمة الدولار، فإن سياسات مثل العجز في الميزانية قد تؤثر على قيمته، مما يضيف بعدا جديدًا لتأثيرات ترامب المحتملة على الاقتصاد الأميركي.
خلال ولايته الأولى، أثارت مصالح ترامب التجارية قلق البعض، حيث لجأت شخصيات سياسية ودبلوماسية للاستثمار في فنادق ترامب ومشروعاته المختلفة، ما أثار شكوكا حول سعيهم لشراء النفوذ لدى الرئيس. ورغم هذه التحديات، يبدو أن ترامب يستمر في استخدام المنصات المالية كوسيلة لتحقيق المكاسب الشخصية، بحسب "وول ستريت جورنال".
خطر التلاعب والاحتيالخطط ترامب بشأن العملات المشفرة يثير المخاوف بشأن محاولات الاحتيال، حتى أن مخادعين حاولوا استغلال المشروع عن طريق إنشاء إعلانات مزيفة تدّعي بيع رموز مرتبطة به.
كما تعرضت حسابات أفراد من عائلة ترامب على وسائل التواصل الاجتماعي للاختراق للترويج لرموز مزيفة، مما دفع السلطات إلى التحرك سريعا لحذف المنشورات.
وأظهرت وثائق نُشرت في منتصف أغسطس أنّ ترامب يمتلك ما يتراوح بين مليون و5 ملايين دولار من الإيثر، ثاني أكثر العملات الرقمية استخدامًا في العالم، بحسب "فرانس برس".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: وول ستریت جورنال العملات المشفرة
إقرأ أيضاً:
ترامب يعقد قمة للعملات الرقمية في البيت الأبيض
يستضيف الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اليوم الجمعة، قمة تاريخية للعملات الرقمية في البيت الأبيض، حيث يجتمع مع أبرز قادة الصناعة لمناقشة مستقبل الأصول الرقمية ودور الولايات المتحدة في هذا القطاع المتنامي.
ويأتي هذا الاجتماع في وقت حساس، حيث تسعى إدارته إلى تقديم بيئة تنظيمية جديدة تعزز الاستثمار والابتكار في العملات المشفرة.
وبحسب أكسيوس، يجتمع خلال القمة كبار المستثمرين والمسؤولين التنفيذيين في مجال العملات الرقمية، من بينهم كاميرون وتايلر وينكلفوس، مؤسسا منصة "جيميناي"، وبراين أرمسترونغ، الرئيس التنفيذي لـ"كوين بايز"، ومايكل سايلور، رئيس "مايكروستراتيجي" لاستثمار البيتكوين.
كما تضم القمة مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الذكاء الاصطناعي والعملات المشفرة ديفيد ساكس، إلى جانب مسؤولين من وزارة الخزانة الأميركية والاحتياطي الفدرالي.
وقال مسؤول كبير في البيت الأبيض لأكسيوس "هذه القمة تعكس التزام الرئيس ترامب بجعل الولايات المتحدة رائدة في قطاع العملات الرقمية، وهو ما يتطلب تعاونا وثيقا بين الحكومة والقطاع الخاص لوضع إطار تنظيمي يدعم الابتكار دون خنقه بالقوانين المتشددة".
احتياطي إستراتيجي من البيتكوينوفي خطوة غير مسبوقة، وقّع ترامب، يوم الخميس، أمرا تنفيذيا يقضي بإنشاء "احتياطي إستراتيجي من البيتكوين"، يشمل حوالي 200 ألف بيتكوين (ما يعادل 17.5 مليار دولار بأسعار السوق الحالية)، تم الاستحواذ عليها من خلال مصادرات قانونية سابقة.
وفي هذا السياق، قال ديفيد ساكس، رئيس مجموعة العمل الرئاسية المعنية بالأصول الرقمية، في تصريح لموقع "إنفستورز": "هذا الاحتياطي العام من البيتكوين يشبه إلى حد كبير احتياطيات الذهب الأميركي. إنه خطوة تاريخية لتعزيز الاستقرار المالي للولايات المتحدة وحماية الأصول الرقمية".
إعلانوأضافت إليتسا تاسكوفا، مديرة المنتجات في شركة "نكسو"، لرويترز: "هذه القمة تمثل لحظة محورية لصناعة الأصول الرقمية، والقرارات التي ستصدر عنها ستحدد مستقبل التنظيم المالي في هذا القطاع".
دعم بعد سنوات من القيودوتعتبر هذه القمة نقطة تحول في سياسات ترامب تجاه العملات الرقمية، حيث انتقل من كونه ناقدا شديدا لها خلال فترته الرئاسية الأولى إلى أحد أبرز الداعمين لها في ولايته الحالية. حتى إنه دعم منصة تبادل "وورلد ليبرتي فاينانشل"، وأطلق عملته الإلكترونية الخاصة "ترامب كوين" في يناير/كانون الثاني، مما أثار جدلا واسعا حول تضارب المصالح.
وبالإضافة إلى إنشاء الاحتياطي الإستراتيجي من البيتكوين، عين ترامب بول أتكينز، أحد أبرز مؤيدي العملات الرقمية، رئيسا للهيئة التنظيمية للأسواق المالية، وأمر هيئة الأوراق المالية بالتراجع عن العديد من القضايا القانونية التي رفعتها ضد شركات كبرى مثل "كوين بايز" و"كراكن" خلال إدارة بايدن.
وقال جايكوب فيليبس، محلل العملات المشفرة في "لومبارد فايننس"، لأكسيوس: "إجراءات ترامب الأخيرة توفر بيئة أكثر استقرارا للصناعة، وهذا ما يجعل العديد من المستثمرين يعودون إلى الولايات المتحدة بعد مغادرتها بسبب الضغوط التنظيمية في عهد بايدن".
ومن المقرر أن يلقي ترامب خطابا خلال القمة، حيث سيوضح رؤيته لدور العملات الرقمية في الاقتصاد الأميركي، كما سيتطرق إلى خطط تعزيز الابتكار في قطاع التكنولوجيا المالية.
ووفقا لمصدر في البيت الأبيض تحدث لـ"رويترز"، فإن إدارة ترامب تدرس منح إعفاءات ضريبية للشركات التي تستثمر في تقنيات البلوكشين، وهو ما قد يشجع مزيدا من الشركات على تبني هذه التكنولوجيا في عملياتها المالية.
إعلان توقعات الأسواقومع اقتراب القمة، شهدت أسعار البيتكوين والعملات الرقمية ارتفاعا ملحوظا، حيث قفز سعر البيتكوين بنسبة 4.2% ليصل إلى 88 ألفا و600 دولار، وسط تفاؤل المستثمرين بأن الإدارة الأميركية الجديدة ستتخذ إجراءات داعمة لهذا القطاع.
وقال محلل الأسواق ناثان كروسبي، في مقابلة مع إنفستورز: "إذا استمرت هذه السياسات الداعمة، فقد نرى موجة جديدة من الاستثمارات المؤسسية في العملات الرقمية، مما قد يدفع البيتكوين إلى مستويات قياسية جديدة هذا العام".