كتبت سابين عويس في" النهار": في خطابه في ذكرى تغييب الإمام الصدر، بقيت مبادرة الرئيس نبيه بري الحوارية ضمن قواعدها السابقة. وهو وان اعاد احياءها، فقد فعل على قاعدة الحوار أولاً ومن ثم الانتخاب. رمى في حينه الكرة في ملعب رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع عندما قال بأن الثنائي الذي يمثله إلى جانب "حزب الله" يملك ٨٦ صوتاً نيابياً يؤمنون النصاب الدستوري للانتخاب، لكنه، اي بري، لن يتجاوز الكتلة المسيحية الأكبر التي يمثلها جعجع.

لم يبلع الأخير الصنارة وبقي على موقفه الرافض لتهرب رئيس المجلس من ممارسة دوره الدستوري بفتح المجلس امام الانتخاب.

لكن لفت اخيراً ان تبادل الرسائل هذا جاء على وقع ديبلوماسي خارجي جديد في اتجاه تحريك الملف الرئاسي من خلال لقاء الرياض التي زارها الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان. والجديد في هذا الحراك لم يكن فرنسياً، بل سعودياً بعدما لمس بري تغيراً في الموقف السعودي، وقراراً بالتحرك. وهو ما لمسه ايضاً خلال لقائه السفير السعودي وليد البخاري الذي جاءه زائرا قبل توجهه إلى المملكة.
ولم تمض ايام قليلة على خطابه حتى اعاد بري صياغة مبادرته، مع اصرار على ابقاء الضوء مسلطاً على ما اعتبره خطأ "القوات اللبنانية" بعدم تلقف التعديل المستجد! وهو ذهب ابعد بقوله ان القوات المعترضة على المشاركة في الحوار، لم تتلقف التعديل الطارئ على مبادرته.لم تعد المبادرة قائمة على جلسات بدورات متتالية، بل أصبحت جلسة واحدة بتلك الدورات لا تتوقف حتى انتخاب رئيس. ولم تعد مهلتها أسبوعاً بل أصبحت اقل من خمسة ايام. في رأيه، التعديل مهم جداً وأساسي، ويلاقي مطلب "القوات". حتى جلسة الحوار التي اقترحها قبل الانتخاب انسحب عليها التعديل، اذ اياً تكن نتائجها، تفاهماً على رئيس او لا، سيفتح المجلس لجلسة واحدة لا تنتهي دوراتها إلا بانتخاب رئيس، على غرار ما يحصل في الفاتيكان عند انتخاب البابا!

ويبدو بري مستغرباً عدم تلقف "القوات" الطرح "الجديد" كما يعتبره ، او ترد عليه.
والواقع ان الأوساط القواتية امتنعت عن الرد بعدما رأت ان الموقف الجديد يأتي "نقيضاً فاضحاً وصارخاً لما أعلنه في خطاب الصدر"، متساءلة عما إذا كان الموقف المستجد مسايرة لتحرك اللجنة الخماسية او محاولة لمقايضة الرئاسة بملف الجنوب في ظل مخاوف كبيرة لدى الثنائي مما تعده إسرائيل للبنان. مضيفة ان لا مشكلة لدى "القوات" في تراجع بري عن موقفه،خصوصاً إذا ما كان هذا التراجع يهدف إلى إطلاق المسار الدستوري للانتخاب، داعية رئيس المجلس إلى الاقلاع عن المناورات والتظلل بالدستور والدعوة إلى جلسة الانتخاب، لأن كل ما عدا ذلك يبقى ضمن المسار الانقلابي المعطل للحياة الدستورية والمسار الديموقراطي.

وكما في ملف كذلك في ملف الانتخابات النيابية الذي لمح اليه بري مبكراً ايضاً. ومصادره ترى في ذلك خشية لديه على الانتخابات إذا استمر تعطل انتخاب الرئيس. فقانون الانتخاب لن يكون في رأيه، صالحاً للتطبيق بما ان البند المتصل بنواب الاغتراب لم يبت بعد!

فما الذي يسعى اليه بري من مناوراته الجديدة-القديمة؟
في بعض الأوساط السياسية من يقرأ بطروحات بري الانتخابية تسلية او تقطيع وقت، على قاعدة ان بري، وهو السياسي المخضرم يدرك ان طرح قانون الانتخاب ليس في وقته اليوم، وان الاولوية يجب ان تبدأ من انتخاب الرئيس والالتفات إلى الاولويات الملحة الاخرى في الامن والاقتصاد. اما في أوساطه، فالتفسير ينطلق من ان رئيس المجلس قلق من احتمالات استمرار الشغور الرئاسي لفترة اطول بعد، حيث تصبح البلاد على مسافة اشهر قليلة من موعد الانتخابات النيابية، ولم يتم العمل على اقرار قانون جديد او على الاقل اقرار تشريع حول البند المتصل بانتخاب المغتربين، اي تطبيق المادة 122 من القانون التي عُلق تطبيقها في الدورة الانتخابية الماضية، على ان تكون في صلب تطبيق القانون في الدورة المقبلة والا سيكون على المجلس النيابي اقرار قانون امًا لتعليق المادة مرة جديدة، او تعديلها بعدما تحولت إلى مادة اشكالية في ظل الخلافات والتباينات حول آلية تطبيقها. ذلك ان هذه المادة تقضي توزع المقاعد بالتساوي على القارات الست بين المسيحيين والمسلمين، ويتم الاقتراع في هذه القارات على أساس النظام النسبي ودائرة انتخابية واحدة قبل 15 يوماً من الموعد المحدد للانتخابات في لبنان والإشكاليات المطروحة تتصل بكيفية تحديد المقاعد الستة ما قد يثير انقسامات لدى المغتربين وامام الحكومة في تحديد اي طائفة لأي مقعد، ووفقاً لأي معايير، ومدى تأثير المال والنفوذ السياسي الخارج عن قدرة الداخل على ضبطه او السيطرة عليه. فضلا. عن اشكالية تحديد دور النواب المنتخبين في الخارج في التشريع والتمثيل.

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

قطر تدين الجرائم التي ترتكبها مجموعات "خارجة عن القانون" في سوريا

أدانت قطر، الجمعة، بأشد العبارات الجرائم التي ترتكبها مجموعات "خارجة عن القانون" واستهدافها القوات الأمنية في سوريا، مؤكدة تضامنها ووقوفها مع حكومتها.

 

وأكدت وزارة الخارجية، في بيان، تضامن قطر ووقوفها مع الحكومة السورية ودعمها لكل ما تتخذه من إجراءات لتوطيد السلم الأهلي وحفظ الأمن والاستقرار في البلاد.

 

وجدّدت الوزارة دعم قطر الكامل لسيادة سوريا واستقلالها ووحدة وسلامة اراضيها وتحقيق تطلعات شعبها في الحرية والتنمية والازدهار.

 

ومنذ سقوط نظام الأسد تنصب فلوله كمائن لقوات الأمن تخلف قتلى وجرحى، كان آخرها وأكبرها، أمس الخميس، بمحافظة اللاذقية شمال غربي سوريا، فرضت على إثرها سلطات الأمن حظرا للتجوال وبدأت عمليات تمشيط بمراكز المدن والقرى والبلدات والجبال المحيطة.

 

وفي 8 ديسمبر/ كانون الثاني 2024 بسطت فصائل سورية سيطرتها على دمشق بعد مدن أخرى، منهية 61 عاما من نظام حزب البعث الدموي، و53 سنة من حكم عائلة الأسد.

 

وعقب ذلك، فتحت السلطات السورية مراكز للتسوية مع عناصر النظام المخلوع لتسليم السلاح، استجاب آلاف الجنود، فيما رفض بعض الخارجين عن القانون لاسيما في منطقة الساحل معقل كبار ضباط الأسد واختار الهروب والاختباء في المناطق الجبلية ونصب الكمائن ضد القوات الحكومية.


مقالات مشابهة

  • الصحة النيابية: تعديل قانون التدرج الطبي لا يعني حرمان خريجي دفعتي 2023 و2024 من التعيين
  • النواب يوافق على تعديل المادة 17 بمشروع قانون العمل
  • مجلس النواب يوافق على اقتراح النائب أيمن محسب بشأن تعديل المادة ١٧ بمشروع قانون العمل
  • الصبيحي يدعو النواب لرفض تعديل المادة (31) من قانون العمل
  • حيثيات دستورية تشديد عقوبة السير عكس الاتجاه إذا ترتب عليه إصابات
  • نائب يدعو الحكومة إلى تعديل قانون سلم الرواتب
  • الدستورية توضح حيثيات تمكين الموظف الذي تنتهي خدمته للانقطاع غير المتصل عن العمل بعذر
  • تحريض وشكوى لبيب | السر وراء إيقاف برنامج حارس الأهلي مع شوبير
  • قطر تدين الجرائم التي ترتكبها مجموعات "خارجة عن القانون" في سوريا
  • المفوضية تصدر توضيحاً بخصوص «الناخبين ذوي الإعاقة»