جماعة الحوثي تتواطئ مع إحد البنوك بصنعاء لتسريح الموظفات وإحلال عناصر تابعة لهم بدلا عنهن
تاريخ النشر: 11th, August 2023 GMT
تواطئت المليشيا الحوثية مع البنك العربي في اليمن، بتسريح 25 من الموظفات العاملات في البنك ، مقابل إحلال عناصر تابعة له بدلا عن الموظفات في إطار حملة تنفذها المليشيا لإعادة النساء إلى المنازل .
وقالت مصادر مالية للمشهد اليمني ان البنك العربي باليمن، استغنى عن 25 موظفة ، وتم اجبارهن بالتنازل القسري بشكل مخالف لعقد التوظيف بالتواطئ مع المليشيا الحوثية مقابل توظيف عددا من عناصره في البنك مقابل التغاضي عن التزامات البنك تجاه الموظفين .
وأضافت المصادر إن الموظفات اللواتي يعملن في قسم عد النقود قدمن استقالتهن فورا، بحجة عدم وجود سيولة نقدية في السوق، مؤكدة أن من يعترض فإن عليه التوجه إلى السلطات اليمنية، وتقديم شكوى بالبنك.
وأشارت المصادر إلى أن جميع موظفي قسم عد النقود قدموا استقالتهم خوفا من ضياع حقوقهم في حالة تقديم الشكوى، وشمل ذلك فروع صنعاء والحديدة وإب وتعز وعدن والمكلا.
وأكدت ادارة البنك مضيّها في تسريح مجاميع أخرى بسبب أن البنك يخسر منذ عام 2017؛ نتيجة تجميد مليشيا الحوثي أرصدة البنك لدى البنك المركزي اليمني في صنعاء، وفق المصادر ذاتها.
وكان البنك المركزي في صنعاء، الخاضع لسلطة المليشيا، قد جمّد استثمارات البنوك التجارية في سندات الدين الحكومي وتحويلها إلى حسابات غير قابلة للسحب.
وكشفت مصادر مقربة من الحوثيين في وقت سابق عن إصدار المليشيا توجيهات سرية للتخلص من الموظفات في القطاع الحكومي تحت مبرر منع الاختلاط والذي تعتبره أحد الأسباب الرئيسية لتأخير النصر ومن أساليب الحرب الناعمة التي حذر منها زعيم المليشيا الحوثية وقيادات أخرى في الجماعة .
واقالت المليشيا الحوثية ١٨ موظفة بشكل قسري من أعمالهن في إذاعة وطن التابعة لوزارة الداخلية وتم إقالة 15 أخرى في ديوان عام وزارة الداخلية و6 في الجوزات بالإضافة إلى إسقاط أكثر من 50 % دفعة واحدة من الشرطة النسائية واللواتي تم توظفيهن قبل عام 2015م .
وأضافت المصادر ان هناك توجه فعلي لدى مليشيا الحوثي لمنع عمل النساء في مختلف المحافظات الواقعة تحت سيطرتها بحجة منع الاختلاط ومحاربة الرذيلة بما فيها فصل الطلاب عن الطالبات في ثلاث كليات بجامعة صنعاء هي : الشريعة والقانون ، و الطب والعلوم الصحية واخيرا كلية الإعلام .
واعلنت كلية الإعلام بجامعة صنعاء الخاضعة لمليشيا الحوثي عن آلية جديدة للدراسة تضمن فصل الطلاب عن الطالبات وتحديد ثلاثة أيام في الأسبوع للدراسة للطلاب وثلاثة ايام للطالبات.
ولاقت الخطوة إستياء وتذمر كبيرين في إلاوساط الطلابية والجامعية التي اعتبرت الخطوة بأنها شبيهة بأعمال التنظيمات الإرهابية .
المصدر: المشهد اليمني
كلمات دلالية: الملیشیا الحوثیة
إقرأ أيضاً:
الوالغون في صحن المليشيا من بوابة حنك النمل
في جامعة الخرطوم (قبل الخراب) لدي صديق يجالس فتاة مثقفة جدا مهتمة بالفكر النسوي، ذات أفق واسع وعقل مفتوح، تناقشت معها كثيرا أثناء لقاءاتنا المشتركة في جذور مفهوم التحرر و (الإنطلاقة) التي تعيشها، كانت تميل لي أكثر من صديقي، لكني – وبكل أسف- أستهدفت عقلها ولا شئ غيره، لذلك مَلّت الحديث معي، أما صديقي فلا زال مستمرا في الحفاظ على علاقته بها، رغم عداءها الغير مبرر للمجتمع المحافظ الذي ينتمي له كلانا أنا وصديقي ..
قابلتها بعد فترة ، أقتربت منها، وجدتها قاطعت صديقي، وصارت ترافق كل يوم شخصا مختلفا وتأتي بسيارة مختلفة، كل علاقاتها فوضوية وغير (ملتزمة) ، ذات مساء قابلتها في كافيه بصحبة (شوقر دادي مريب)، فسألتها سؤالا صريحاً، هل أنتِ مثقفة متحررة أم (ش*شة) ؟؟ فردت وهي غارقة في اللامبالاة : إن الطريق نحو ال## يبدأ من العقل ..
هذه الفتاة تشبه إلى حد بعيد الزميلين خالد نور وعبد الحفيظ مريود ، كلا الشخصين كوز سابق ومهمش، خالد كان ناشطا بقطاع طلاب الحركة الإسلامية لكن التنظيم همشه، فهو شخص سطحي محدود القدرات وضعيف الإمكانات التحليلية والتبريرية، كما همش مريود كذلك وهو المثقف والكاتب والسيناريست المتميز، كما أن شخصيته تجمع بين التصوف والتشيع والفلسفة والوجودية، مع سيطرة كبيرة لأفكار الهامش والمركز على طرائق كتابته ..
كلا الشخصين مختلف عن الآخر في إمكاناته وقدراته ، وكلاهما كان غارقاً في المسغبة للدرجة التي لا تتحمل فيها ظروفه الإقامة في فندق أو قطع تذكرة طيران لحضور منشط وطني أو غير وطني خارج السودان ، لكن ما يربط نور ومريود هو نهاية الطريق الذي وصلا إليه ..
حنك النمل هو أفضل طريق يمكن أن يسلكه الناشط المثقف للوصول لحالة الجنجويد الكامل ، فالجنجدة تبدأ من العقل كما أثبتت لنا المفكرة النسوية أعلى المقال، فالمثقف الغارق من المسغبة يعيش نظرية التطور الداروينية، يبدأ فيها مشككا ضعيفا ثم مخذلا صغيرا، ثم متهما أحد الأطراف (تلاويحا وتلاميح) ثم داعية سلام ومحايداً ثم يتحول لجنجويد كامل بكدمول ولغة جنجويدية متماهية مع خطاب القوني وجزلانه ..
هذه العملية لا يسلكها الأرزقية العاديين، فشخص مثل صلاح سندالة أو أحمد كسلا أو منعم الربيع، لن يجتهد كثيرا في تغيير موقفه، فيمكن أن يغير موقفه في اليوم مرتين ولا أحد يشعر بالصدمة حيال هذا التغيير، أو يستنكر عليه الفعل، لأن هؤلاء وطنوا متابعيهم على حقيقتهم وهي أنهم (أرزقية) محترفون ، لا يخجلون ولا يشعرون بالحرج من أحد وليست على وجوههم مزعة لحم يخشون عليها ..
لكن المعضلة أن مريود مثلا قدم نفسه مفكرا ومثقفا منحازاً لكثير من القيم الإيجابية والدينية، وكذلك لديه تجربة وتاريخ وسبق في تنظيم الحركة الإسلامية، فهو يورد القصة والإستشهاد في مقاله كالآتي : (مرة كنا مع الشيخ علي عثمان ومعنا المرحوم فلان والمرحوم فلان وشخصي الضعيف) فقد كان أقرب من غيره ل على عثمان ونافع وكرتي وأسامة عبد الله من كثير من حاملي السلاح ضد الجنجويد اليوم، والذين يدعي وهو وشلته الجديدة أنهم مليشيا كرتي وأسامة عبد الله ..
أنا لا أعرف خالد نور جيدا، لكني كنت أحترم مريود جدا، وأثق في رأيه، لكنه أصبح لا يستحي، وكلما زاد عدد الأشياء التي يستحي منها الإنسان كلما كان أقرب للكمال، والإنتماء للجنجويد هو أمر جدير بالخجل منه والتبرؤ، لكن المكتولة ما بتسمع الصايحة ..
يوسف عمارة أبوسن.