أزهري محمد علي: الحرب الحالية ليست حرب كرامة بل تخص طرفا واحدا تقاطعت مصالحه

1-2

في مقابلة مع (التغيير) تحدث الشاعر أزهري محمد علي، عن الواقع الشعري والإجتماعي والسياسي السوداني، وعرج على وضع الساحة الأدبية وقدرة الشعر على الوقوف في وجه الحرب، ودافع محمد علي عن قصيدته الأخيرة (لازم تقيف) التي ووجهت بسيل من الإنتقادات، وعبّر بوضوح عن رأيه في الحملات الموجهة ضد ثورة ديسمبر ورأى أن رحيل نجله زرياب مثّل جرحاً غائراً له ولأسرته، فيما أجاب برحابة صدر عن الكثير من النقاط.

 

أجرى المقابلة: عبدالله برير

_طقس الغربة كيف أثر عليك وعلى الناس عامة اجتماعيا وروحيا واقتصاديا ؟

هي ليست حالة غربة عاديه بل هو لجوء، الغربة في ذاكرتنا السودانية هي خيار للبحث عن وضع افضل، لكن هذه غربة قسرية فرضتها ظروف سياسية وأمنية على كل الشعب، كنا نرفض دعوات الاصدقاء بالخروج الى الغربة شبابا وفرضت علينا ونحن شيب، الاشجار لا تهاجر كما قال دريد لحام ونحن كالاشجار ونتمنى ان لا نقتلع من جذورنا، اخشى على الاجيال القادمة التي انقطعت بها السبل والعملية التعليمية والعمل و مصادر الدخل وهذا يجعلنا ندعو للسلام وان تعود لنا الكرامة.

( المحتربون صنعوا إله الدعم السريع من العجوة وعبدوه عند الخشوع و جاءوا الآن ليلتهموه عند الجوع )

الغرف الاعلامية المضادة تقول إن ثورة ديسمبر قادت لظرف الحرب الحالي، كيف ترد عليها ؟ 

الغرف المضادة تلتف حول هذا الكلام ولا تقوله صراحة ولكن يستشف من ذلك أنه وأد لشعارات وروح ثوره ديسمبر العظيمة، هم يتمسحون بعبارات حرب الكرامة ضد الدعم والسريع وهي في مظهرها ضد الدعم.

أزهري محمد علي

وهو دعمهم الذي صنعوه وحولوه لإله عجوة ليعبدوه عند الخشوع ويلتهمونه عند الجوع، لذلك نقول هذه ليست حرب بين طرفين بل طرف واحد تقاطعت مصالحه وانقلب على بعضه وأشعل حربا تحمل الشعب السوداني وطأتها، الثورة غير قابله للوأد باي حال لانها ثقافية اجتماعية متجذرة تحمل شعارات العدالة والسلام والحرية ولا احد يستطيع هزمها، دعوتنا لصناع الثورة بان الثورات موجات تعلو وتنخفض والآن الحرب دائرة واصلا يشعلها المتسلطون بينما الثورات يصنعها الضعفاء لاسترداد حقوقهم.

_ أي حرف وأي وتر تراه يمكن ان يخفي ندوب جرح رحيل نجلك العزيز زرياب أزهري والذي لم تقو على إخفائه ؟ 

حقيقة لم أقو، جرح زرياب عميق، لم يكن شخصا عاديا بل هو حالة وفكره وروح تطوف حولي وحول اسرتي واصدقائي وكل من يعرف قيمه زرياب، رحيله رحيل حسي ووجود ، دائم هذه الروح هي عصية على النسيان لانها ماثلة وحية في الذاكرة والضمير، لا حرف يعبر عن رحيل زرياب رغم ذلك اشعر بحالة من الرضا بان هذا هو امر الله وارادته، زرياب عمل عمل الخير وصبر على المرض والابتلاء وتعامل مع فكرة الموت بصورة عجيبة، فكل هذه التفاصيل ستظل محفورة في الوجدان، رحمه الله وتقبله.

_ إلى أي مدى يتأثر شعر أزهري العامي بالأشعار الفصيحة والمدارس المختلفة ؟

 

الشعر هو الشعر واللغة هي الرافع للشعر سواء كان دارجا او فصيحا، انا اتجه للعامية لانها اقرب إلى حياة الناس ويمكنها الوصول بسهولة في التعبير عن قضاياهم واحلامهم لكن بالتاكيد اتعاطى الشعر الفصيح وانتمي له بشكل كبير باعتباره واحدا من روافد الثقافة المهمة، لا يخلو يومي من الرجوع الى درويش او مريد البرغوثي او المتنبي او اي مدرسه شعرية مختلفة لكن عندما اكتب اجد نفسي اقرب للعامية، توحشني مكتبتي و اشتاق لها وللحظة انتقاء كتاب يكون زميلك ليحرضك على المعرفة والاستنارة في ايامنا الطيبة التي تركناها لنبحث عن الامان.

_ هل من الممكن أن يتصالح المبدع مع الدعوة للحرب وحالة عسكرة الحياة؟

الحرب ليست اصلا في الحياة بل استمرارها والسلام هما الاصل، الحروب ضرورة لكن دور المبدع لا يمكن ان يكون الدعوة للحرب والدمار ، العسكرة ايضا ليست اصلا بل وسيله للحفاظ على السلام والحياة والدولة وهكذا، لا يمكن ان تتحول الوسيله لغاية، المؤسسة العسكرية في حياه كل الشعوب هي مثلها مثل كل المؤسسات الاخرى مثل الصحية والتعليمية والقطاعات المختلفة ، القطاع العسكري له واجباته المختلفه التي تصب في خدمه الشعب والدوله ، لكن انتشار السلاح وخطاب الكراهية و مصادرة حق الناس في الحياه الطبيعية لا يستقيم، اذا دعا اي مبدع للحرب والدمار بالتاكيد سيدعو لنهاية الحياة، أعتقد أن آفة البشرية انها تنفق على ادوات الدمار اضعاف ما تنفقه على الحياة، حرب 15 ابريل هذه لو تحول ما انفق فيها على الترسانة العسكرية الى الزراعة في السودان والسدود والشوارع والمطارات والمدارس والمستشفيات ماذا يضير؟ لكنها الرغبة في الدمار والحرب والاستبداد، عموما لابد من تجاوز هذا المربع لنعود مثل غيرنا من الدول ونرجع لرشدنا وهذه دعوة للعقلاء من أبناء السودان.

الوسومأزهري محمد علي الحرب القصيدة

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: أزهري محمد علي الحرب القصيدة

إقرأ أيضاً:

خبير استراتيجى: القمة العربية فرصة مهمة في الظروف الحالية

أكد الخبير الاستراتيجي اللواء محمد المصري أن الوضع بين دولة الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس وصل إلى مرحلة حرجة، مع تزايد التوتر واحتمالية التصعيد العسكري.

مصرع زوج وزوجته وإصابة ابنتهما في حادث تصادم مروع بالشرقيةالهباش: من غير المقبول أن تكون هناك سلطتان على الساحة الفلسطينية

وأضاف في مداخلة لبرنامج "ملف اليوم" عبر فضائية "القاهرة الإخبارية"، أن الضغوط الداخلية والخارجية، مثل التهديدات التي يطلقها نتنياهو والضغوط الأمريكية، تزيد من تعقيد الوضع.

وأشار إلى أن الوضع العسكري في قطاع غزة صعب للغاية، حيث لا يمتلك الفلسطينيون القدرة العسكرية لمواجهة إسرائيل بشكل متكافئ.

ولفت إلى أن إسرائيل تمر بحالة من الارتباك الداخلي، خاصة في ظل القضايا المرفوعة ضد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والضغوط السياسية التي تواجهها الحكومة الإسرائيلية.

ونوه بأن نتنياهو يسعى للاستفادة من الصفقات السياسية رغم التحديات الداخلية، ويعمل على رفع السقف السياسي لتحقيق أهدافه، معترفًا بأن الوضع السياسي في إسرائيل يشهد توترات شديدة.

وأوضح، أن الضغوط على إسرائيل تتزايد من المجتمع الدولي، خاصة بعد القرارات المتعلقة بحصار المساعدات الإنسانية إلى غزة، مما يزيد من معاناة الشعب الفلسطيني.

وأكد أن القمة العربية المقبلة قد تكون فرصة مهمة لدفع الدول العربية نحو تبني موقف موحد يسهم في التخفيف من حدة الأزمة.

مقالات مشابهة

  • اليونيسف: فظائع حرب السودان.. اغتصاب أطفال لا يتجاوز عمرهم عاما واحدا
  • خبير استراتيجى: القمة العربية فرصة مهمة في الظروف الحالية
  • محللون إسرائيليون: نتنياهو يماطل حفاظا على حكومته والعودة للحرب ليست خيارا
  • ماجد المصري: اتمرنت في النادي الأهلي.. وكان لدي رغبة أن أكون واحدا من أبطال الرياضة المصرية
  • أزهري: سيدنا محمد كان مثالا للعطاء
  • الخولي: الانتهاكات الجوية الإسرائيلية حرب نفسية على كرامة لبنان
  • لاعب وولفرهامبتون يسجّل واحداً من أروع أهداف كأس الاتحاد الإنجليزي
  • نائب رئيس جامعة الأزهر: العبادة ليست مجرد أعمال ظاهرية وإنما منهج حياة شامل
  • "فتح": الحكومة الإسرائيلية الحالية "حكومة حرب" تهدف لتصفية القضية الفلسطينية
  • فتح: الحكومة الإسرائيلية الحالية «حكومة حرب» تهدف لتصفية القضية الفلسطينية