العمر مجرد رقم.. «سوسن» تتحدى الزمن وتحصل على الدكتوراه بعد الـ60
تاريخ النشر: 9th, September 2024 GMT
الدكتورة سوسن علي، موجه عام بمديرية التربية والتعليم في أسيوط، سيدة صعيدية نجحت في الحصول على الدكتوراه في «رموز الحماية عند القدماء المصريين» في سن الـ60 عام.
وتحدثت سوسن علي، خلال لقائها ببرنامج «السفيرة عزيزة»، المذاع على قناة «DMC»، عن التجربة العلمية والأكاديمية التي مرت بها بداية من إعداد الماجستير ثم الدكتوراه والحصول عليها في هذه السن، مشددة على أنها كانت تهدف للحصول على درجة الدكتوراه وكانت تنظم وقتها بين أسرتها وتربية أبنائها فكانت كأب وأم لهم، وبين عملها والتخطيط أيضا لمستقبلها.
وأضافت أن سر النجاح دائما يكمن في تنظيم الوقت، تنظيم أوقات العمل والفصل بينها وبين أوقات العناية بالأبناء.
وأوضحت أنها كانت تدرس لابنيها بنفسها، وأنهما تخرجا وحصلا على بكالوريوس الهندسة، متابعة: «رسالتها في الماجستير تختلف عن رسالة الدكتوراه، فقد تناولت رسالة الماجستير قصة مميزة لم يتناولها سوا اثنان في مصر وجاءت بعنوان: مفردات الفن الشعبي في بلاد المغرب العربي كمنطلق لاستحداث المشغولات المعدنية».
ولفتت إلى أنها استمرت 6 سنوات تحضر رسالة الماجستير، لندرة المصادر المتعلقة بالبحث، كون أن أحد المصادر التي استعانت بها لم تتوفر إلا في جامعتي المنيا والتربية الفنية بالزمالك، وتُرجمت من اللغة الفرنسية إلى اللغة العربية، مشيرة إلى أنها لتواكب التكنولوجيا الحديثة طورت من مهاراتها وحصلت على شهادة «icdl» معتمدة في عام 2010.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: رسالة الماجستير الماجستير
إقرأ أيضاً:
أمة على هامش الزمن
(1)
نحن أمة لا تقرأ التاريخ، ولكنها تفتخر بماضيها، لا تتعظ من سيرة الأحداث، ولذلك تعيد أخطاءها، تعتقد أنها «خير أمة»، ومع ذلك فهي في مؤخرة الدول في مختلف المجالات، تمجّد «أصنامها» وتصنع كل مرة أصناما جديدة، وتصنع الفساد وتشجعه، وتستثمر في الآلة، والإسمنت، وتهمل الإنسان، تعيد صناعة الفشل، وتحبط الناجحين، وتضع الرجل المناسب في المكان غير المناسب، وتضخّم صورة الأجنبي، وتقزّم إنجازات شبابها، أمة تعلي شأن القبيلة، وتستصغر شأن الدولة، تدفع مليارات الدولارات لبناء ترسانة عسكرية، لا تعرف لمن توجهها، وتقيم موائد البذخ بالملايين بينما يموت نصفها جوعًا، وعوزًا.
(2)
أمة تنتخي بعظام قادتها الذين فنوا منذ مئات السنين لينقذوا كرامتها، وتنسى أن تبني حاضرها، تسير عكس عقارب الساعة، تدرّس سير شخصياتها في كتب التاريخ، ومع ذلك تنسى أن تخرجهم من الكتب إلى الواقع، تحمل الشعارات الضخمة، وهي تعيش عكس مضامينها، تتغنّى بالسمات المشتركة بين شعوبها، ومع ذلك لا تفكّر كيف توحّد صفوفها، تضرب المثل بالإنجليز في دقة المواعيد، بينما تغفل أن دينها يقدّس الوفاء بالوعد، والموعد، يعيش كثير من أفرادها في ثالوث الجهل، والمرض، والتخلّف، بينما تستحوذ القلّة منهم على الثروات، ومقدرات دولهم، ولذلك ترى أن العدالة الاجتماعية تكاد تكون مفقودة في الأمة.
(3)
الأمة العربية في أردأ مراحلها التاريخية، لم يصنع النفط منها دولا متقدمة، بل حولت الثروة سكانها إلى شعوب كسولة مستهلكة، تأكل من عرق جبين غيرها، وتطرد عباقرتها، وكفاءاتها إلى الخارج؛ كي يبنوا دول الغرب، وتستورد كل شيء، دون أن تستفيد من كنوزها البشرية، ومواردها الطبيعية، أصبحت تستجدي عدوها كي يحل مشاكلها، وتعلق آمالها على خصومها لينقذوا أحلامها، وتنكّل بمثقفيها، وتحتفي بجهلتها، وتقطع ألسنة كتّابها، وترقص على دفوف مطبليها، وتجد تبريرًا لكل فشل، وتمريرًا لكل قرار يخدم فئة المتنفذين فيها، وتشعل الحروب الداخلية بين طوائف شعوبها تحت شعار «الوطنية»، وتعتقل كل من يخالفها تحت بند «مصلحة الدولة»، ولذلك فالأمة العربية آخر الركب، وأول من تدور عليه الدائرة حين تدور.
(3)
لدى الأمة العربية الكثير من المقومات، والثروات، والموارد الطبيعية، والعقول الفذة، و«الثيمات» المشتركة، ولكن ينقصها الإرادة، والقرار السياسي الحازم، ويتملك مسؤوليها الكثير من التردد، والخوف من المستقبل، لا على بلادهم، بل على مناصبهم، ونفوذهم، كما ينقصها الثقة المتبادلة بين دولها، ولذلك هي دول هامشية في نظر العالم الذي يقاتل من أجل التفوق، بينما تقاتل أمتنا من أجل سكونها، وستر عيوبها، رغم ما تملكه من أوراق مهمة، ولكنها أوراق ممزقة، لا تلتفت إليها، ولا تهتم باستغلالها، ولذلك ستظل هذه الأمة دائمًا في مؤخرة الدول، إلى أن يقضي الله أمرًا كان مفعولًا.
(4)
أخيرًا.. لن تقوم لهذه الأمة قائمة إلا إذا امتلكت ثلاثة أشياء:
«قرارها، وغذاءها، وسلاحها».