خطر الشيوعية والاخوان في تاريخ فزاعات السواقة بالخلا
تاريخ النشر: 9th, September 2024 GMT
بعد الحرب العالمية الثانية وحتي سقوط الكتلة السوفيتية في بداية تسعينات القرن الماضي، كان الجهاد ضد الشيوعيين أعداء الرب هو الغطاء الدعائي الذي أستخدمه تحالف الأنظمة التابعة مع الإستعمار لقمع تطلع الشعوب نحو الحرية والديمقراطية والمساواة.
وبعد نهاية الحرب الباردة حل الإسلام السياسي محل الشيوعية كغطاء مفضل للتآمر علي تطلعات الشعوب.
فالإستعمار المباشر جاء المرة الأولي لنشر الحضارة وإنقاذ الشعوب الهمجية من بربرية حكامها وثقافاتها. ثم جاء الإستعمار غير المباشر مرة أخري باسم حماية الشعوب من خطر الدكتاتورية الشيوعية الكافرة. والان ياتي الإستعمار مبشرا باسم المدنية والليبرالية وحماية الشعوب من إرهاب الدواعش وفتك الإسلاميين بالشعوب.
فقد تم غزو العراق وليبيا تحت غطاء محاربة الإسلاميين مع أن نظامي صدام والقذافي كانا من أشرس أعداء الإسلام السياسي الذي موله ورعاه من غزاهم.
فحتي حميدتى وجنجويده الذين ولدوا من جعبة البشير وشحموا وبشموا في عهده صاروا بين ليلة واخري راس الرمح في الجهاد ضد الإسلاميين. وإنقلب تكنوقراط شديدو التدين فجأة إلي أبطال علمانية. وكلو بما يرضي الغرب وأتباعه الإقليميين فللفند أحكام.
والقول بان الجهاد ضد الإسلاميين هو أداة دعاية لا يعني مسبقا حسن أو سوء سيرة هؤلاء الإسلاميين في وجودهم العريض المتجذر، فمنهم المتدعش ومنهم الخائن ومنهم المستنير الوطني.
فسوء أو حسن الإسلاميين سؤال مستقل يمكن التداول حوله ولا يمكن إستنتاج أي ميزة سلبية أم إيجابية عن الإسلاميين من القول بانهم صاروا الفزاعة المفضلة لإختراق الشعوب.
الخلاف مع الإسلاميين لا ينفي في حد ذاته مقولة أنهم صاروا فزاعة كما أن تظاهر الإستعمار بكرههم لا يثبت وطنيتهم. حكمة الإسلاميين أو ضلالهم تثبت في مواقفهم المتغيرة وليس في إستعمال الآخرين لهم كفزاعة.
تتغير الفزعات والمصير واحد تحت سنابك الإستعمار وكمبرادوره تارة باسم الحماية من ماركس عدو الرب وتارة باسم حماية الشعوب من الإسلام السياسي عدو ماركس.
وقيل أن الشعوب التي لا تفهم تاريخها محكوم عليها بتكراره كمأساة.
معتصم اقرع
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
القصة الكاملة للمقاتل السوري مجدي نعمة الذي بدأت محاكمته اليوم بباريس
بدأت اليوم الثلاثاء في باريس محاكمة السوري مجدي نعمة المقاتل السابق في صفوف "جيش الإسلام" حيث يواجه تهمة التواطؤ في ارتكاب جرائم حرب بين عامي 2013 و2016 في ضواحي دمشق.
ويدحض نعمة البالغ من العمر 36 عاما التهم الموجّهة إليه، مشدّدا على "الدور المحدود" الذي اضطلع به في إطار هذه الجماعة التي حاربت النظام السوري وكانت تدعو إلى تطبيق للشريعة الإسلامية.
وُضع نعمة في الحبس الاحتياطي منذ يناير/كانون الثاني 2020، ويواجه احتمال الحكم عليه بالسجن 20 عاما.
وإلى جانب تهمة التواطؤ في ارتكاب جرائم حرب والمساعدة في التخطيط لها، يشتبه في أن المقاتل السوري ساعد على تجنيد أطفال أو فتيان في صفوف "أشبال الإسلام" وتدريبهم على العمل المسلح.
وقد رفض رئيس محكمة الجنايات جان-مارك لافيرن أن يتكلم المتهم بالإنجليزية، طالبا أن يستخدم لغته الأم العربية.
وقد تجاهل مجدي نعمة هذه التوجيهات. وعندما طُلب منه التعريف عن نفسه، ردّ بالإنجليزية. وقال "لا أدلة إطلاقا على الأفعال المنسوبة لي"، مؤكّدا أن هذه القضية "سياسية بحتة".
الانشقاق والغوطة وتركياوهذه ثاني محاكمة تقام في فرنسا على خلفية جرائم مرتكبة في سوريا، بعد محاكمة أولى جرت في مايو/أيار 2024 في غياب المتّهمين وهم مسؤولون رفيعو المستوى في النظام السوري أدينوا بتهمة ضلوعهم في الاختفاء القسري لفرنسيَّيْن من أصل سوري ومقتلهما.
إعلانأما مجدي نعمة، فقد انشقّ عن الجيش السوري في نوفمبر/تشرين الثاني 2012 لينضم إلى زهران علوش مؤسس وقائد "لواء الإسلام" الذي أصبح "جيش الإسلام" عام 2013.
وسيطرت هذه الجماعة على الغوطة الشرقية شمال شرق دمشق في عام 2011 "ويشتبه في ارتكابها جرائم حرب خصوصا في حقّ المدنيين".
وكان المتهم القريب من زعيم الجماعة اتخذ من إسلام علوش اسما حركيا. وأكد للمحققين أنه غادر الغوطة الشرقية نهاية مايو/أيار 2013 إلى تركيا حيث كان المتحدث باسم "جيش الإسلام"، مما يثبت أنه لم يكن بإمكانه ارتكاب الجرائم المنسوبة إليه. ويزعم أنه ترك الجماعة عام 2016.
وفي نوفمبر/تشرين 2019 وصل إلى فرنسا كطالب لمتابعة دراسته في معهد أبحاث العالم العربي والإسلامي بجامعة إيكس مارسيليا (جنوب شرق).
وأوقِف مجدي نعمة في يناير/كانون الثاني 2020 بعد بضعة أشهر من تقديم شكوى في فرنسا ضدّ "جيش الإسلام"، ووجَّه إليه قاض تهمة التواطؤ في ارتكاب جرائم حرب والتخطيط لها.
اختفاء قسريوأحيل لاحقا على محكمة الجنايات بتهمة التواطؤ في حالات الاختفاء القسري. واتهم كعضو في "جيش الإسلام" بخطف 4 نشطاء في مجال حقوق الإنسان بينهم المحامية والصحفية السورية رزان زيتونة. ولم يعثر على هؤلاء إلى اليوم.
لكن محكمة استئناف باريس ألغت هذه الملاحقات في نوفمبر/تشرين الثاني 2023 لأسباب إجرائية، رغم أنها أكدت في حكمها أنه "يجب اعتبار جيش الإسلام مسؤولا عن اختفاء" الناشطين الأربعة. ثم ثبّتت محكمة التمييز، أعلى محكمة في النظام القضائي الفرنسي، هذا الحكم.
وكان فريق الدفاع عن مجدي نعمة قد طعن خلال التحقيق في مبدأ الولاية القضائية العالمية للقضاء الفرنسي الذي يسمح له بمحاكمة أجنبي بتهمة ارتكاب جرائم ضدّ الإنسانية أو جرائم حرب في الخارج ضدّ أجانب، لكن محكمة التمييز ردت الطعن.
وقبل انطلاق المحاكمة، أشار وكيلا الدفاع عن نعمة إلى أن سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول 2024 يفتح آفاقا جديدة ويثير "مسألة شرعية" هذه المحاكمة.
إعلانوبالنسبة إلى مارك بايي، المحامي المكلّف بالدفاع عن عدّة أطراف مدنية في هذه القضية، فيعتبر أنه "في الوضع الحالي من المستحيل إجراء محاكمة على خلفية هذه الجرائم في سوريا".
ومن المتوقع أن يصدر الحكم في 27 مايو/أيار المقبل.